عيوب الصوت وعلاجها
لدينا ثلاثة عيوب في
الصوت في الأغلب الأعمّ.
الأوّل:
في رنّة الصوت-
الثاني: في قوّة الصوت-
الثالث: قصور النفس.
العيب الأوّل: في
رنّة الصوت
أن تكون رنّات الصوت
مزعجة خشنة أو ما يعرف
بـ(خامة الصوت) وهذه
المشكلة إمّا أن تكون
قائمة بالأصل، وإمّا
بالعارض وكذلك العيبان
الآخران (في قوّة الصوت-
وقصور النفس) فإن كانت
قائمة بالأصل ( أي بحسب
الخلقة) فإنّ علاجها ليس
مستحيلاً، ولكن نسبة
تحسّن رنّات الصوت لن
تكون عالية بشكل عامّ.
وأمّا إن كانت المشكلة
عرضيّة، فإنّ علاجها أيسر
وأسهل، ونسبة تحسّن رنّات
الصوت ستكون عالية، اللهم
إن التزمنا بالعلاج
المطلوب.
العيب الثاني: في
قوّة الصوت
إنّ مصدر حدوث الصوت في
الإنسان هما الحبلان
الصوتيان في
الحنجرة، والحبلان
الصوتيان غشاءان عضليان
مثبتان بين الغضروف
العلويّ والخلفيّ للحنجرة،
وبينهما فتحة ضيّقة،
ويتحكّم في شدّ وارتخاء
هذين الغشاءين عضلات
خاصّة، فإذا كان الإنسان
صامتاً فإنّ الحبلين
الصوتيّين يكونان
مرتخيّين، وإذا تحدّث
الإنسان فإنّ الحبلين
الصوتيّين يصبحان مشدودين
وتضيق الفتحة بينهما،
وعندما يندفع الهواء بين
الحبلين الصوتيّين
فإنّهما يهتزّان،
وبمساعدة الحلق واللسان
والشفتين والأسنان يتشكّل
الصوت وتُسمع الكلمات.
فقوّة الصوت مرجعها
القوّة التي تطرد الهواء
من الرئتين عبر الحبلين
الصوتيّين المشدودين،
وعضلات الحنجرة المشدودة
كما أنّ قوّة الصوت
الخارج من أوتار العود
مرجعها قوّة ضرب الأنامل
على الأوتار المشدودة.
العيب الثالث: قصور
النفس
قد يؤدّي ضيق النفس
إلى أن يتكلّم الخطيب
بكلمات غير مفيدة بحيث
يقطع هذا العيب على
الخطيب بيانه ويفسد عليه
استرساله، وهذا من أهمّ
العيوب الخطابيّة فضلاً
عن قراءة العزاء وهذا
العيب يسمّونه بالبُهُر
أي انقطاع النفس والاعياء،
حتى جمع أحدهم عيوب
الخطابة ببيت من الشعر
ونصّ فيها على البُهُر
بقوله:
مليء ببُهرٍ والتفات
وسعلةٍ
ومسحةِ عثنون وتلّ
الأصابع
والعثنون هو اللحية.
ولا يخفى أنّ ركيزة
الخطيب الحسينيّّ أن
يعتمد على الصوت، وقصور
النفس يتنافى مع المهمّة
الملقاة على عاتقه، فإن
لم يكن الخطيب ذا نفس
طويل، فلا أقلّ أن لا
يكون نفسه قصيراً ضيّقاً
حرجاً وإلّا سيحرم من
أداء الكثير من الأطوار
فضلاً عن الوصول إلى
الطبقات العالية.
بعض الأسباب التي
تؤدّي إلى مشاكل في الصوت
1- التهاب الجهاز التنفسيّ
العلويّ.
2- التهاب بسبب ارتداد
أسيّد المعدة أثناء النوم
مما يسبّب البحّة.
3- استعمال خاطئ للصوت أو
اجهاد زائد له.
4- عُقد على الأوتار
الصوتيّة.
5- سرطان الحنجرة.
العناية بالصوت ورفع
مستواه
العناية بالصوت تعتمد على
أمور عدّة أهمّها:
1- الأطعمة- 2- الأشربة-
3- تمارين رياضيّة- 4-
وضعيات جسميّة معيّنة- 5-
عقاقير وأدوية.
وهذه الأمور تتعاطى معها
على سبيل التخلية تارة
والتحلية أخرى
وللعناية برنّة الصوت
أوّلاً إليكم النصائح
التالية:
التخلية
1- تجنّب الصياح بصوت عال،
فأهم عامل في العناية
بالصوت هو كيفيّة
استخدامه، فارهاق الصوت
باستخدامه بطريقة خاطئة
يضرب الأوتار.
2- تجنّب النوم الغير
منتظم.
3- تجنّب النوم بعد الأكل
مباشرة، حتى لا تصعد
عصارات المعدة إلى الحلق
وتضرّ الحنجرة والأحبال
الصوتيّة.
4- تجنّب تناول المشروبات
الساخنة بعد التلاوة أو
خلالها والاكتفاء بالماء
الفاتر لأن الأحبال تكون
وقتها متجرّحة ومنهكة.
5- تجنّب المأكولات
والمشروبات الباردة.
6- تجنّب المأكولات
الحارّة والبهارات.
7- تجنّب المأكولات
والمشروبات الاصطناعيّة
كالمشروبات الغازيّة.
8- تجنّب الكلام قدر
المستطاع.
9- تجنّب المكسّرات
والمأكولات التي تترك
بقايا خشنة في الحلق.
10- تجنّب القهوة والشاي
والكافيّين بشكل عامّ
لأنّه يعتبر مع المشروبات
الغازيّة من أهمّ
المجفّفات للأوتار
ويتأكّد الاجتناب عنها
قبل ما يقارب الساعة من
الإنشاد أو التلاوة.
11- تجنّب التدخين مطلقاً
لأنّه يترك أثراً سيئاً
على الأوتار.
12- تجنّب المقالي
بالزيوت.
التحلية
1- العسل مطلوب أكلاً
وشرباً (عند مزجه) بماء
دافئ.
2- المشروبات الدافئة
كاليانسون والنعناع
والأعشاب الطبيعيّة
الأخرى الموصوفة لدى
العطّارين بائعيّ الأعشاب
العلاجيّة.
3- الاكثار من شرب الماء
ولكن بكميّات ثابتة.
لأنّ الأوتار الصوتيّة
مغطّاة بطبقة من المخاط
وذلك لتأمين إرتجاجها،
وأفضل مليّن لهذه الأوتار
هو شرب كميّات وافرة من
الماء. وكقاعدة (إن لم
يكن لديك مشاكل في القلب
والكلى) هو أن تشرب 8- 12
كوباً من الماء، وذلك لأنّ
الماء الذي شربته أولاً
يذهب إلى أنحاء الجسم
عامّةً والفائض منه هو ما
يستفاد منه لتليين
الأوتار لذلك فإنّ كميّة
الماء يجب أن تكون أكثر
من الحاجة العادية
للإنسان العادي. ولا
تستخدم الثلج والماء
المثلّج.
استعمل المرطّبات للحنجرة
مثل سكّر النبات بشكل
دائم أو بعض العقاقير
الموصوفة طبيّاً مثل
Trachisan (حبّة مص كلّ 4
ساعات).
عندما يصاب الحلق بجفاف
ينصح الأخصائيّون
بالغرغرة بهذه التركيبة:
2/1 ملعقة طعام من الملح
+ 2/1 ملعقة من بيكربونات
الصوديوم (الكربونة) +
2/1 الملعقة من زيت الذرة
+ 4/3 كوب من الماء
الدافئ المقطّر. تغرغر
بدون اصدار أيّ صوت
وبنعومة لمدّة دقيقتين لا
تغسل بعدها، واستعملها
مكرراً كلّما أحسست بجفاف
في الحلق أو تقرّح.
طريقة تنظيف الأوتار
من البلغم
إنّ بعض الأدوية
والمأكولات وارجاع أسيّد
المعدة تؤدّي إلى إفراز
للبلغم ممّا يضطرّك إلى
إخراجه، وهذه العادة هي
من أكثر ما يمكن أن يؤذي
الأوتار، لذلك ننصح
باتباع الطريقة التالية:
اشرب قليلاً من الماء،
واخرج المخاط (البلغم)
بدون اصدار أيّ صوت أو
ألفظ حرف الهاء مخرجاً
كميّة كبيرة من الهواء
دون إحداث أيّ صوت.
ما يتعلّق بضيق النفس
التخلية:
تجنّب أن تكون المعدة
ممتلئة بالطعام:
1- لأنّ ذلك يضغط على
الحجاب الحاجز فيقصر
النفس عن مراده.
2- تجنّب التدخين مطلقاً
سيكارة أركيلة وقد ذكرنا
أنّه يؤثر على الأوتار
كذلك يؤثر على الجهاز
التنفسي بحيث يدع النفس
قاصراً.
التحلية:
1- رياضة السباحة والغطس
قدر الإمكان في الماء
بقطع النفس.
2- تعوّد تلاوة القرآن
بصوت مرتفع إلى حدّ ما
بدون تجديد النفس قبل
انقطاعه.
3- الركض السريع
والمواظبة عليه شيئاً
فشيئاً.
4- حبس النفس بعد شهيق
يملئ الرئتين أثناء المشي
السريع ثمّ زفير بطيء
فإنّه يقوّي الحجاب
الحاجز.
5- إذا كان هناك حالات
مرضية يمكن استخدام
البخاخ الموصوف من الطبيب
عندما تعرض مشكلتك عليه.
نصائح عامّة
1- المداومة على الرياضة
وخصوصاً السباحة والجري.
2- المداومة على
التدريبات الصوتيّة بشكل
منتظم، وخصوصاً في
بداية اليوم.
3- اعطاء الصوت فترات
راحة بين وقت وآخر، هذا
يؤثر كثيراً في استرداد
الصوت لقوّته وجماله.
4- المحافظة على نظافة
الفم بتنظيف الأسنان
واستخدام المسواك.
5- التنويع في الطبقات
حين التلاوة، وعدم
الاقتصار على الطبقات
العالية فقط.
1- تجنّب التدريبات
الصوتيّة العشوائيّة.
2- تجنّب التلاوة حين
يكون الصوت مجهداً أو
الحنجرة ملتهبة أو في حال
اصابة الجهاز النطقيّ أو
التنفسيّ.
3- تجنّب التدخين بأنواعه.
4- تجنّب التعرّض المباشر
لأجهزة التكيّيف.
5- تجنّب الأغبرة
والأدخنة.
سلوكيّات الخطيب
الناجح
إنّ شخصيّة الخطيب
الأخلاقيّة لها دور كبير
في التأثير على المحيط
الذي يخاطبه، وما لم
تتوفرّ فيه المواصفات
الأخلاقيّة المطلوبة، فلن
يكون لكلامه وقع في نفوس
السامعين، وسوف يفتقد إلى
عنصر النجاح والتوفيق
حينئذٍ. وأهمّ هذه
المواصفات:
1- التوكّل على الله
تعالى وطلب التوفيق منه.
2- الإخلاص في خدمة أهل
البيت عليهم السلام ، وأن
يكون هدفه هو التقرّب إلى
الله تعالى قبل كلّ شيء.
3- تقوى الله تعالى، فإنّ
تقوى الله تعالى هي
الأساس في شخصيّة الخطيب
الناجح.
4- إحراز رضا أهل البيت
عليهم السلام والجدّ
والاجتهاد في خدمتهم،
ليرتقي منبرهم عن رضا
منهم عليهم السلام بذلك،
فإنّ رضاهم رضا الله
تعالى.
5- التعظيم الدائم للنبيّ
صلى الله عليه وآله وسلم
ولأهل البيت عليهم السلام
ولكلّ ما يرتبط بالدّين.
6- الاستعانة ظاهراً
وباطناً بالإمام الحجّة
عجل الله تعالى فرجه
الشريف ويبرز ذلك في
خطابه المنبريّ، ليربط
الناس بصاحب الأمر عجل
الله تعالى فرجه الشريف.
7- التخلّق بالأخلاق
الحسنة، كالتواضع والوقار
والصدق والصبر وصفاء
النفس، ليكون نموذجاً
فاضلاً في سلوكه وقدوة
حسنة في أعماله.
|