ونَاظِرُ قَلْبِ
اللَّبِيبِ بِهِ يُبْصِرُ
أَمَدَهُ1،
ويَعْرِفُ غَوْرَهُ
ونَجْدَهُ، دَاعٍ دَعَا
ورَاعٍ رَعَى،
فَاسْتَجِيبُوا
لِلدَّاعِي واتَّبِعُوا
الرَّاعِيَ.
قَدْ خَاضُوا بِحَارَ
الْفِتَنِ، وأَخَذُوا
بِالْبِدَعِ دُونَ
السُّنَنِ، وأَرَزَ
الْمُؤْمِنُونَ2،
ونَطَقَ الضَّالُّونَ
الْمُكَذِّبُونَ، نَحْنُ
الشِّعَارُ3
والْأَصْحَابُ
والْخَزَنَةُ
والْأَبْوَابُ، ولَا
تُؤْتَى الْبُيُوتُ
إِلَّا مِنْ أَبْوَابِهَا،
فَمَنْ أَتَاهَا مِنْ
غَيْرِ أَبْوَابِهَا
سُمِّيَ سَارِقاً.
(منها) فِيهِمْ كَرَائِمُ
الْقُرْآنِ4،
وهُمْ كُنُوزُ الرَّحْمَنِ،
إِنْ نَطَقُوا صَدَقُوا،
وإِنْ صَمَتُوا لَمْ
يُسْبَقُوا5،
فَلْيَصْدُقْ رَائِدٌ
أَهْلَهُ، ولْيُحْضِرْ
عَقْلَهُ، ولْيَكُنْ مِنْ
أَبْنَاءِ الْآخِرَةِ،
فَإِنَّهُ مِنْهَا قَدِمَ
وإِلَيْهَا يَنْقَلِبُ،
فَالنَّاظِرُ بِالْقَلْبِ
الْعَامِلُ بِالْبَصَرِ
يَكُونُ مُبْتَدَأُ
عَمَلِهِ أَنْ يَعْلَمَ
أَعَمَلُهُ عَلَيْهِ أَمْ
لَهُ، فَإِنْ كَانَ لَهُ
مَضَى فِيهِ، وإِنْ كَانَ
عَلَيْهِ وَقَفَ عَنْهُ،
فَإِنَّ الْعَامِلَ
بِغَيْرِ عِلْمٍ
كَالسَّائِرِ عَلَى غَيْرِ
طَرِيقٍ، فَلَا يَزِيدُهُ
بُعْدُهُ عَنِ الطَّرِيقِ
الْوَاضِحِ إِلَّا بُعْداً
مِنْ حَاجَتِهِ،
والْعَامِلُ بِالْعِلْمِ
كَالسَّائِرِ عَلَى
الطَّرِيقِ الْوَاضِحِ،
فَلْيَنْظُرْ نَاظِرٌ
أَسَائِرٌ هُو أَمْ
رَاجِعٌ، واعْلَمْ أَنَّ
لِكُلِّ ظَاهِرٍ بَاطِناً
عَلَى مِثَالِهِ، فَمَا
طَابَ ظَاهِرُهُ طَابَ
بَاطِنُهُ، ومَا خَبُثَ
ظَاهِرُهُ خَبُثَ
بَاطِنُهُ، وقَدْ قَالَ
الرَّسُولُ الصَّادِقُ
صلى الله عليه وآله: "إِنَّ
اللهَ يُحِبُّ الْعَبْدَ6
ويُبْغِضُ عَمَلَهُ
ويُحِبُّ الْعَمَلَ
ويُبْغِضُ بَدَنَهُ"(*)،
واعْلَمْ أَنَّ لِكُلِّ
عَمَلٍ نَبَاتاً، وكُلُّ
نَبَاتٍ لَا غِنَى بِهِ
عَنِ الْمَاءِ،
والْمِيَاهُ مُخْتَلِفَةٌ،
فَمَا طَابَ سَقْيُهُ
طَابَ غَرْسُهُ وحَلَتْ
ثَمَرَتُهُ، ومَا خَبُثَ
سَقْيُهُ خَبُثَ غَرْسُهُ
وأَمَرَّتْ ثَمَرَتُهُ.
|