بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد
لله الذي منّ علينا بنعمة الولاية لنبيه وال نبيه
صلوات الله عليهم، فجعلهم الشموس الطالعة،
والأقمار المنيرة، والأنجم الزاهرة، وأعلام الدين
وقواعد العلم، صالحاً بعد صالح، وصادقًا بعد صادق،
وسبيلاً بعد سبيل.
و الحمد لله الذي منّ علينا من بينهم بسفينة
النجاة، ومصباح الهدى، الإمام الحسين بن علي
عليهما السلام الذي أُمرنا بإحياء ذكره وإقامة
أمره، تعظيماً لحقه.
وبعد، شكلت النهضة الحسينية ولا زالت مجالاً واسعاً
للبحث والدراسة واستخلاص العبر، ورغم مرور ما يزيد
على الثلاثة عشر قرنا على هذه الواقعة الخالدة،
فان أجيال الأحرار في العالم ما فتأت تستلهم من
المعين الكربلائي هدي طريقها ونبراس سيرها.
وإذا كان لكل عصر يزيده ولكل عصر حسينه فإن التعرف
على أبطال الواقعة الكربلائية الخالدة ومجريات
الأحداث والوقائع التي سبقتها بلغة العقل والقلب
معاً المشفوعة بالتحليل الدقيق والعميق لهذه
المجريات سواء تلك التي سبقت أو واكبت أو لحقت يوم
العاشر من المحرم لعام 61 هجري. تعد مقدمة ضرورية
لفهم مقتضيات هذه النهضة وظروفها ومفاعيلها
ونتائجها.
ونحن إذ نضع بين أيديكم شريطاً توثيقياً من
الأحداث التاريخية الممتدة
من طلب معاوية بن أبي
سفيان البيعة لابنه
يزيد وحتى اليوم
العاشر من المحرم،
نعدكم بلقاء اخر مع
حلقة جديدة من هذه
السلسلة التاريخية
التوثيقية والتي
ستتناول في عددها
المقبل وقائع مابعد
الشهادة الحسينية
ورحلة السبي وصولاً
إلى عودة القافلة
النبوية إلى المدينة
المنورة.
أخيراً يهمنا أن
نلفت نظركم إلى ما
يلي:
1 اعتمدنا في كتابة
هذا الإصدار على
مجموعة مصادر تاريخية
معتبرة ومعتمدة.
2 في بعض القضايا
التي تحتاج إلى سرد
تحليلي كبير، وضعنا
النتيجة التي اعتمدها
مشهور أرباب السير
دون الخوض في تفاصيل
استدلالاتهم
وتحليلاتهم.
3 إن هذا الإصدار وضع
بشكل مبسط وسهل يسهل
على القارئ غير
المتخصص فهمه وفي نفس
الوقت لا يفقده قيمته
التاريخية العلمية.
ونحن إذ نسأل الله
تعالى أن يشكل هذا
الإصدار جسر ربطٍ
معرفي بيننا وبين
مولى الأحرار يوصل
إلى التعلق القلبي
والعاطفي به، نرجو أن
نكون من جملة
المشمولين بشفاعته
يوم القيامة
والله من وراء القصد
|