التحضير للثورة

مراسلة أهل البصرة

وكتب الحسين عليه السلام إلى رؤساء الأخماس بالبصرة وإلى أشرافها، فكتب يزيد بن مسعود النهشلي إلى الحسين عليه السلام جوابه مبدياً فيه استعداده للنصرة، وقرأ الحسين كتابه ودعا له بالأمن يوم الخوف والإرواء يوم العطش الأكبر، ولكن لمّا تجهّز للخروج لنصرة سيّده الحسين عليه السلام بلغه قتله فجزع من انقطاعه عنه 1. وأما الأحنف بن قيس فقد كتب للحسين عليه السلام : أما بعد فاصبر إن وعد الله حقّ ولا يستخفنّك الذين لا يوقنون 2.
وأمّا المنذر بن الجارود فإنه جاء بالكتاب والرسول إلى عبيد الله بن زياد في عشيّة الليلة التي يريد ابن زياد أن يذهب في صبيحتها إلى الكوفة. فأخذ عبيدالله الرسول فصلبه، ثم خطب الناس وتوعّدهم على الخلاف وخرج من البصرة واستخلّف أخاه عثمان عليها3.
 


65


كان العراق هو المكان الأنسب للثورة، إذ لم يكن مغلقاً، كالشام، للأمويين، وكان الإمام الحسين عليه السلام ينتظر موقفاً جيداً من أهل الكوفة، ولم يكن ينتظر اتصالاً إيجابياً من أهل البصرة يبادر إلى دعوته وبيعته، لوجود ثقل للأمويين في البصرة، ولقلة المحبين لعلي بن أبي طالب عليه السلام فيها، خصوصاً بعد معركة الجمل، ولوجود والٍ أموي قوي وإرهابي مستبد فيها وهو عبيد الله بن زياد، ولأن توزيعها إلى خمسة أقسام أمنية تحت قيادة زعيم عشيرة من عشائرها سهّل مراقبتها وضبطها أمنياً، خصوصاً إذا علمنا أن من بين هولاء الخمسة كان واحد فقط يميل إلى آل علي بن أبي طالب عليه السلام وهو الأحنف بن قيس4، رغم ما في سجله أيضاً من مواقف تشير إلى ضعف اعتقاده وتهاونه وتقاعسه عن نصرة الإمام الحسين عليه السلام 5. وأما الآخرون، فقد كان مالك بن مسمع أموياً في ميوله6، وكان مسعود بن عمرو بن عدي الأزدي في جيش أم المؤمنين وصديقاً حميماً لعبيد الله بن زياد وهو الذي هرّبه إلى الشام بعد موت يزيد وحماه 7، وكان قيس بن الهيثم السلمي والياً للأمويين في خراسان وعلى شرطتهم في البصرة وموظفاً عند عبيد الله بن زياد، ثم كان من الذين قاتلوا المختار تحت راية ابن الزبير 8، وأما المنذر بن الجارود العبدي، فبعد أن خان علياً عليه السلام الذي ولاّه، فوبّخه أمير المؤمنين عليه السلام 9، خان الإنسانية والإسلام والشرف حينما سلّم عبيد الله بن زياد سليمان بن رزين رسول الإمام الحسين فقتله، فكان أول شهداء الثورة الحسينية10..
 


66


الاتصال بالبصرة

كما ذكرنا، بادر الإمام للاتصال بأهل البصرة، عبر هؤلاء الذين ذكرناهم، لأنهم الواسطة الوحيدة إلى أهل البصرة، الذين كانوا لا يتحركون إلا بإرادة هؤلاء الزعماء، ولذلك لم يجد الإمام طريقاًً إلى الناس هناك وإلى إلقاء الحجة عليهم، إلا إرسال الرسائل مباشرة إليهم، ولعلّّ خيراًً يظهر منهم. وبالجملة لم تخل البصرة من محبين وموالين وقفوا إلى جانب الحسين واستشهد بعضهم معه في كربلاء11، وكان يزيد بن مسعود النهشلي، أحد رؤوس الأخماس في البصرة الوحيد الذي كان موقفه إيجابياً من دعوة الإمام الحسين عليه السلام12.

الموقف الأموي في المدينة بعد خروج الإمام الحسين عليه السلام منها:

وصلت أخبار الموقف المتهاون للوالي الأموي على المدينة الوليد بن عتبة من الإمام الحسين عليه السلام إلى يزيد بن معاوية الذي أغضبه موقف الوليد، فبادر إلى مجموعة إجراءات أمنية وسياسية، فعزل الوليد بن عتبة عن ولاية المدينة وأضاف ولايتها إلى عمرو بن سعيد بن العاص الأشدق13 والي مكة آنذاك14، في محاولة لتوحيد السيطرة على العمل الأمني في الحجاز وجعله في يد واحدة احتياطاً لخروج الإمام الحسين عليه السلام ، وقد قدم عمرو بن سعيد الأشدق المدينة في شهر رمضان بعد خروج الإمام الحسين عليه السلام منها فهدّد أهل المدينة وأنذرهم وامتدح يزيد بن معاوية وهدّد ابن الزبير، ولكنه تجنب التعرض للإمام الحسين عليه السلام15. ثم قام يزيد باتصالات سياسية لمحاولة تطويق الثورة الحسينية قبل انطلاقها فأرسل
 


67


رسالة لعبدالله بن عباس بن عبد المطلب16، فيها ترغيب وترهيب، وتحذير من شق عصا الطاعة(وكأن الطاعة مفروضة؟!) وهي نمط من خطاب المصادرة الذي اعتمده معاوية، والإيحاء بأن الإمام الحسين عليه السلام كان طالب ملك ودنيا17.
وأرسل رسالة أخرى إلى أهل المدينة يهددهم ويحذرهم من الثورة عليه، فأرسل أهل المدينة هذه الرسالة إلى الإمام الحسين في مكة فأجاب عليها مزدرياً به في جواب مختصر يشير فيه إلى القطيعة التامة بين الإسلام والكفر ضارباً المثل بآية قرآنية كانت هي كل الجواب {وإن كذّبوك فقل لي عملي ولكم عملكم، أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريءٌ مما تعملون}18 والسلام19.

الموقف الأموي في مكة بعد وصول الإمام الحسين عليه السلام إليها

كان عمرو بن سعيد الأشدق أموياً متعصباً ومبغضاً لأهل البيت عليه السلام ، فظاً غليظاً، جباراً متكبراً، معتزاً بجاهليته وأمويته، لا يبالي ولا يستحي من ادعاء ما ليس له أهلاً، ومحباً ليزيد ومعاوية20.
وحينما وصل الإمام الحسين عليه السلام إلى مكة وتوافد الناس إليه، توجّه إليه عمرو بن سعيد الأشدق وسأله: ما إقدامك؟ فقال الإمام عليه السلام : عائذاً بالله وبهذا البيت21، ولم يفصح الإمام عليه السلام عن شيء من حقيقة موقفه، إلا أنه أراد أن يحرج هذا الطاغية الأموي بالقاعدة الأساسية التي ينبغي أن لا يزول عنها أي طاغية، لا في جاهلية ولا في إسلام، وهي أن هذا حرم الله تعالى ومن دخله كان آمناً..
 


68


وفي خلال المدة التي قضاها الإمام في مكة لم يظهر من الأمويين أي إجراء عسكري عنيف ضد الإمام عليه السلام ، ولعل ذلك بسبب ازدحام مكة بالحجيج، ولأن الإمام عليه السلام كان يتحرك محاطاً بحماية من أنصاره وأهل بيته، أو لأن الوالي الأموي لم يكن يملك قوة عسكرية كافية للاصطدام بالإمام عليه السلام .
ومع ذلك فإن هناك من الدلائل التاريخية ما يكفي لإثبات أن الأمويين كانوا عازمين على اغتيال الإمام الحسين عليه السلام في مكة، حتى ولو أخّروا ذلك إلى ما بعد انقضاء موسم الحج، وبعد أن تفرغ مكة من الوافدين، ممّا سرّع خطوات خروج الإمام عليه السلام من مكة22.

تطور الأحداث في الكوفة بعد موت معاوية

يظهر أن نبأ موت معاوية وصل إلى أهل الكوفة بعد وصول الإمام الحسين عليه السلام إلى مكة23. فلم تصل إليه رسائل من الكوفة خلال وجوده في المدينة، لأن الوقت لا يتسع لوصول الخبر من دمشق إلى العراق، ثم للاجتماع وكتابة الرسائل، ثم وصول الرسائل من العراق إلى المدينة قبل خروج الإمام الحسين منها، وكما علمنا، فإن الإمام عليه السلام مكث يومين فقط في المدينة بعد ورود النعي بمعاوية.
وأما الرسائل التي كانت تصل من العراق والتي تحض الإمام الحسين عليه السلام على الثورة على معاوية24 بعد شهادة الإمام الحسن عليه السلام فإن الإمام الحسين عليه السلام كان يمتنع عليهم ويذكر لهم أن بينه وبين معاوية عهداً لا ينقضه حتى تمضي المدة فإذا مات معاوية نظر في ذلك.
وكان الاجتماع الأول لرؤوس أهل الكوفة في منزل سليمان بن صرد الخزاعي
 


69


 وبحضورالمسيّب بن نجبة ورفاعة بن شدّاد وحبيب بن مظاهر، وخرجت أول وأخطر رسالة من الكوفة إلى الإمام الحسين عليه السلام فوصلت في العاشر من شهر رمضان25، وبعد يومين على هذه الرسالة، خرج قيس بن مسهّر الصيداوي ومعه نحو من مائة وخمسين رسالة من الرجل والإثنين والأربعة26. ثم رسائل أخرى بعد يومين27، ثم أخذت الرسائل تترى على الإمام عليه السلام يسألونه القدوم عليهم، وهو مع ذلك يتأنى ولا يجيبهم، فورد عليه في يوم واحد ستمائة كتاب، وتواترت الكتب حتى اجتمع عنده منها في نُوَبٍ متفرقة اثني عشر ألف كتاب28.

الإمام الحسين عليه السلام والصحابة والتابعون في مكة

عكف الناس على الإمام الحسين عليه السلام ، يفدون إليه، ويقدمون عليه، ويجلسون حواليه، ويستمعون كلامه، وتركوا عبد الله بن الزبير الذي ساءه ذلك ولكنه لزم مصلاّه عند الكعبة، وجعل يتردد إلى الحسين عليه السلام في جملة الناس، وقد تراجع وزنه وذكره وتضاءل أمام ابن بنت رسول الله، سيد الحجاز بل سيد أهل الأرض، ولكنه بقي يختلف إلى الإمام الحسين عليه السلام صباحاً ومساءً 29.
ينقسم موقف الصحابة والتابعين الذين التقوا الإمام الحسين عليه السلام وحاوروه وطرحوا عليه اقتراحات ومواقف إلى عدة اتجاهات وميول، تتراوح بين الاستسلام للأمويين والفرار من وجههم في الأرض والتربص بانتظار حصول تبدل في موازين القوى بين الإمام الحسين عليه السلام والأمويين من أجل إحراز نصرٍ مضمون...
 


70


إلا أن أحداًً من هؤلاء جميعاًً، حتى أقرب المقربين منهم، كإبن عباس ومحمّد بن الحنفية وعبد الله بن جعفر، لم يكن يتصور سقفاً أعلى من طموحات تحقيق نصر على الحكم الأموي يتمكن من استرداد الدولة من قبضته، وهو سقف تحقيق شهادةٍ تضرب في أعماق التاريخ والوجدان، وتهز كل عروش الظالمين إلى يوم القيامة، وتحفظ أصل دين الإسلام، وليس فقط استرداد قيادة الدولة الإسلامية.

عبد الله ابن العباس

أما عبد الله بن العباس بن عبد المطلب فقد حاول جهده ثني الإمام الحسين عليه السلام عن التوجه إلى العراق، وقد رأى أنه لا بد أن يتحرك أهل الكوفة ويخلعوا أميرهم الأموي، ثم إذا استقر الوضع هناك يستطيع الإمام أن يذهب إلى العراق، وإلا فإن الذهاب وهم يطيعون أميرهم ويعطون الإمام الكلام فقط خطير جداًً 30.
لم يرفض، إذن، عبد الله بن عباس نظرية الثورة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إلا أنه رأى لها سياقاً عرفياً وحسبما يتصرف القادة الثائرون عادة، إذا ما أرادوا الاعتماد على الشعب وعلى الطاقة الجماهيرية، فإن على الجماهير أن تثور، وأن تقدم السلطة للقائد، وأما أن "يغامر" القائد ويعتمد على "إمكانية" أو "احتمال" التحرك معه من الجماهير، فهذا يأباه طبع من يخطط تخطيطاً حكيماً للاستيلاء على السلطة، ولكن أمراً جوهرياً فات عبد الله بن عباس، وهو أن أفق الثورة الحسينية كان أعلى وأعمق من استرداد الدولة وإنجاز إصلاحات اجتماعية وسياسية، وأن ما كان يخطط له الإمام عليه السلام هو بُعد رسالي تأسيسي سوف يكون من ثماره الآنية استرداد الدولة وإنجاز تلك الإصلاحات.
ولم يكن اقتراح ابن عباس جامداً، بل كان يستند إلى إمكانية الالتجاء إلى
 


71


أمكنة بعيدة، يستطيع أن ينظِّم فيها الإمام الحسين عليه السلام قواه العسكرية والشعبية ويستقطب الأنصار ويخوض بالتالي حرباً منتصرة على الأمويين31.
ولقد كان ابن عباس يبدو في جميع محاوراته مع الإمام الحسين عليه السلام أنه عارف بالقضية الكبرى، وأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخبر بمقتله عليه السلام وأن على الأمة وجوب نصره، وأنه عارف بكفر الأمويين ونفاقهم، إلى الدرجة التي وضع فيها نفسه تحت إمرة الإمام، ولكن الإمام لم يأمره بالإلتحاق بل أمره بالمضي إلى المدينة 32، ولعل ذلك لأنه كان قد أصبح كفيفاً قبل أن يتوجه الإمام إلى العراق33.

كيف واجه الإمام عليه السلام طرح عبد الله بن العباس؟

لقد أخبره، أولاً، بأن هناك خطة أموية لاغتياله في الحرم حتى ولو لم يبايع ووقف موقفاً سلبياً من قضية الثورة، ثم أخبره ثانياً، في محاولة لإفهام ابن عباس، بأن المجال مازال متسعاً لأخذ القرار النهائي بالتوجه إلى العراق، وأنه باقٍ في الحرم (فإنّي مستوطن هذا الحرم، ومقيم فيه أبداًً ما رأيت أهله يحبّوني وينصروني، فإذا هم خذلوني استبدلت بهم غيرهم 34)، والإمام عليه السلام يعلم أنه لا يوجد من أهل مكة من يحبه ويحب أهل بيته، فترك الحسم والجواب النهائي حتى تستبين الأمور، وابن عباس يعلم بموقف أهل مكة من أهل البيت عليه السلام فاستقر بذلك في نفس ابن عباس أن الإمام عليه السلام ، إذن، خارج لا محالة 35.
وفي محاولة، لعلها كانت الأخيرة بينهما، وقبل خروجه عليه السلام من مكة بيوم أو
 


72


يومين، حسم الإمام عليه السلام أمره مع ابن عباس، وصرّح له بأنه (لا بد من العراق) وأنه إن يقتل بالعراق أحب إليه من أن يقتل بمكة، فإنه إذا كان مقتولاً لا محالة، وأن ما قضى الله فهو كائن، فالهجوم والتقدم إلى الأمام أفضل من النكوص والتراجع36.

محمّد بن الحنفية


التقى به الإمام الحسين عليه السلام في المدينة قبل خروجه إلى مكة فاقترح عليه خطة حشد عناصر القوة العسكرية والشعبية من أجل التأثير في ميزان القوى مع الدولة الأموية، بدعوة الناس إليه ولو بالتنقل من بلد إلى بلد، ومن جبل إلى جبل، انطلاقاً من المدينة إلى مكة إلى اليمن، وإلا فإلى الوديان والجبال والبوادي... وهكذا37.
رسالة الإمام عليه السلام إلى محمّد بن الحنفية ومن قِبله من بني هاشم 38
وخلال وجوده في مكة، أو بعد خروجه منها 39، بعث الإمام الحسين عليه السلام إلى أخيه محمّد بن الحنفية ومن قِبله من بني هاشم في المدينة رسالة نصّها:

بسم الله الرحمن الرحيم
من الحسين بن علي إلى محمّد بن علي ومن قِبله من بني هاشم.
أمّا بعدُ: فإن من لحق بي استشهد، ومن لم يلحق بي لم يُدرك الفتح والسلام."40
 


73


وقد لحق محمّد بن الحنفية بالإمام في مكة 41، بعد هذه الرسالة، ولكنه لم يلحق به إلى العراق !!! حيث اقترح على الإمام في الليلة الأخيرة التي خرج في صبيحتها إلى العراق، المكوث في الحرم، فصرّح له الإمام بخشيته من أن يغتاله الأمويون في الحرم فيكون بذلك هو الذي تتحدث عنه الروايات النبوية والذي تستباح به حرمة المسجد الحرام، وأن ذنوبه لو وزنت بذنوب الثقلين لوزنتها وأن عليه نصف عذاب العالم42، ولو نجح الأمويون في قتل الإمام الحسين عليه السلام في الحرم، فسوف يروّجون عبر قصّاصيهم وكذّابيهم أنه هو المقصود بتلك الروايات النبوية.
ثم التقى محمّد بن الحنفية بالإمام للمرة الأخيرة متعجّباً من إصرار الإمام على التوجّه إلى العراق، فصرّح له الإمام عليه السلام بطرف من المشروع الإلهي الذي يسعى إليه، عبر إخباره بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أتاه وأمره بالخروج مع أهل بيته (فإنّ الله قد شاء أن يراك قتيلاً... وشاء أن يراهن سبايا) 43.

لماذا لم يلتحق محمّد بن الحنفية بالإمام عليه السلام في العراق؟

الظاهر من بعض الأخبار أن محمّد بن الحنفية كان مريضاً مرضاً شديداًً أيام خروج الإمام الحسين عليه السلام من المدينة إلى مكة ثم إلى العراق، بحيث أنه لم يكن يقوى على حمل السيف أو الرمح 44. وفي بعض آخر، فإنَّ الإمام الحسين عليه السلام قال له: "وأما أنت يا أخي فلا عليك أن تقيم في المدينة فتكون لي عيناً، ولا تخف
 


74


عليَّ شيئاًً من أمورهم." 45 إلا أن هذه الروايات لم تكف في تحصيل الباحث القطع واليقين في السبب الذي منع محمّد بن الحنفية من الإلتحاق بالإمام الحسين عليه السلام .
وعلى كل حال، سواء كان محمّد بن الحنفية معذوراً في عدم التحاقه بالإمام عليه السلام أم لم يكن معذوراً، فقد فاته فتح جليل، لأن الإمام الحسين عليه السلام جعله قرين الشهادة، هذا الفتح الذي ما زال إلى يومنا هذا أمنيةً لكل من يحيي أمر الإمام الشهيد عليه السلام وأصحابه وأهل بيته.

عبد الله بن جعفر

وأما عبد الله بن جعفر الذي كان صحابياً46 نشأ في حجر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكان على ميمنة أمير المؤمنين عليه السلام في صفين إمامياً47 جريئاً في قول الحق48، فقد اتصل بالإمام الحسين عليه السلام عبر رسالة حاول فيها ثنيه عن المسير إلى العراق 49، تبعاً لابن عباس ومحمّد بن الحنفية بناءً على رؤيتهم لموازين القوى ولاعتقادهم أن أفق الثورة الحسينية هو إحراز نصر سياسي عسكري على الدولة الأموية واسترداد قيادة الدولة.
لكن عبد الله بن جعفر لم يلتحق بالثورة الحسينية بل عاد من الطريق50 رغم أن زوجته زينب بنت الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام قد رافقت الإمام الحسين عليه السلام
 


75


 في ثورته حتى النهاية ورغم أن ولديه 51، أو أولاده 52 قد رافقوا الإمام أيضاً واستشهدوا معه في كربلاء.
يبقى شيء في موضوع عبد الله بن جعفر وهو وساطته التي قام بها بين عمرو بن سعيد الأشدق الأموي والإمام الحسين عليه السلام ، في محاولة منه لتحقيق أمان للإمام في مكة اعتقاداً منه بأن سبب الثورة الحسينية هو عدم الأمان وتهديد الأمويين للإمام بالقتل، لكن هذه المحاولة فشلت لإصرار الإمام على ما قرّره ولأن الأمان الأموي كما في رسالة الأشدق إلى الإمام كان يحمل إرغاماً وإذلالاً يأباه الإمام عليه السلام 53.
والجدير بالذكر أن رواية الطبري للوساطة تنسب رسالة الأشدق إلى عبد الله بن جعفر مع ما فيها من سوء الأدب والتطاول على الإمام عليه السلام مما لا ينبغي أن يصدر من موالٍ مهذّب كعبد الله بن جعفر، ونسبة الرسالة إلى الأشدق، دون عبد الله بن جعفر، كما يؤكد عليها ابن أعثم وابن الأثير والشيخ المفيد 54 يدل على أن يد الوضع تسرّبت إلى تاريخ الأمم والملوك في محاولة للانتقاص من عبد الله بن جعفر، أو محاولة إثبات أن إجماع الصحابة لم يكن على تأييد الثورة الحسينية، وهي مدرسة الطبري في تقريب الألوان بين الصحابة.

عبد الله بن عمر

وأما عبد الله بن عمر فنأتي معه إلى مستوى آخر منخفض في التعامل مع الثورة الحسينية، فقد رفض أصل الثورة ودعا الإمام عليه السلام إلى الدخول في ما دخل فيه
 


76


الناس وإلى مبايعة يزيد والصبر عليه كما صبر لمعاوية من قبل 55، مع أنه سمع من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الأمر بنصرة الحسين عليه السلام ، وسمع ابن عباس يروي حديثاً مشابهاً عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وسمع من الإمام الحسين عليه السلام يطلب منه أن ينصره56.


ومع ذلك قعد ابن عمر وتخلّف عن نصرة الإمام الحسين عليه السلام بلا عذر، بل دعاه إلى متاركة بني أمية والقعود عن الثورة ولزوم منزله وأن بني أمية لن يقتلوه حتى ولو لم يبايع!!!
ولكن من قال لابن عمر ذلك؟ هل كان على اتصال ببني أمية ويريد إغراء الإمام بالمكوث في مكة لإجهاض الثورة في مهدها؟
قد يكون الجواب إيجابياً إذا علمنا أن ابن عمر قد عاش في نعيم المال الأموي من أجل أن يبايع ليزيد 57 وأنه بايع يزيد واعتبر نكث بيعته من أعظم الغدر 58، بل كان مع معاوية ويزيد من أول الطريق 59، وعرض سريع لهويته التاريخية يكشف الكثير من شخصيته، فقد وصفه أمير المؤمنين علي عليه السلام بأنه سيء الخلق صغيراً وكبيراً 60.
وكان ابن عمر يُكثر الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويُكثر في الفتيا، ويُخطئ في كليهما أخطاءً فاحشة، وقد كشفت عائشة عن كثير من اشتباهاته في الرواية والفتيا 61.
ويكفي ابن عمر جهلاً أنه ما كان يحسن طلاق زوجته، فقد طلقها ثلاثاً وهي
 


77


حائض 62، وكان ابن عمر يقول: لا أقاتل في الفتنة، وأصلي وراء من غلب! 63.
وقال ابن حجر في فتح الباري 64 "كان رأي ابن عمر ترك القتال في الفتنة ولو ظهر أن إحدى الطائفتين محقة والأخرى مبطلة!" وهذا مخالف لصريح القرآن في وجوب قتال الفئة التي تبغي! وقال ابن كثير في تأريخه 65 "كان، أي ابن عمر، في مدة الفتنة لا يأتي أميراً إلا صلّى خلفه! وأدّى إليه زكاة ماله!" فهو مع الأمير دائماً وإن كان ظالماً فاجراً!"


لكن ابن عمر لم يلتزم بما ادعى الالتزام به من تلك المتبنيات في موقفه من الأمير الحقّ عليّ عليه السلام ، إذ لم يرَ شرعيته حتى بعد انتصاره في موقعة الجمل! ولم يبايعه وقعد عنه.
والذي يضحك الثكلى قول ابن عبد البرّ في ابن عمر:" وكان رضي الله عنه لورعه قد أشكلت عليه حروب عليّ رضي الله عنه وقعد عنه!" 66.


ويتمادى ابن عمر في تمرّده وتطاوله حين يأمن سطوة أهل الحق، إذ "لما بايع الناس علياً، وتخلّف عبد الله بن عمر، وكلّمه في البيعة، أتاه في اليوم الثاني فقال: إنّي ناصح! إن بيعتك لم يرضَ بها كلهم، فلو نظرت لدينك ورددت الأمر شورى بين المسلمين! فقال علي: ويحك! وهل كان عن طلب مني!؟ ألم يبلغك صنيعهم!؟ قم عنّي يا أحمق! ما أنت وهذا الكلام؟" 67. ويُروى أن ابن عمر أظهر في أواخر عمره ندمه على عدم نصرته لأمير المؤمنين عليّ عليه السلام في حروبه 68.
ولو صحّ هذا الندم فلا بدّ أن حصوله كان لما حضرت ابن عمر الوفاة ولات
 


78


ساعة مندم، ذلك لأنه كان يصلّي أواخر عمره خلف الحجّاج في مكة، وخطباء الحجاج كانوا يسبّون علياً عليه السلام بل كان ابن عمر يصلّي أيضاًً خلف نجدة بن عامر الخارجيّ 69.
وقد أذلّ الله ابن عمر وأذاقه وبال أمره، بامتناعه عن مبايعة عليّ عليه السلام ، إذ لمّا أراد أن يبايع لطاغية زمانه عبد الملك بن مروان على يد ممثله الحجاج مدَّ إليه هذا المتجبّر رجله بدلاً من يده احتقاراً له، ثمّ سلّطه الله عليه، فقتله وصلّى عليه! 70.

عبدالله بن الزبير

هو عبدالله بن الزبير بن العوّام، وأمّه أسماء بنت أبي بكر وخالته أم المؤمنين عائشة، وقد عُدَّ من صغار الصحابة 71 لأنه ولد في السنة الأولى أو السنة الثانية من الهجرة، وقد وصفه أمير المؤمنين عليه السلام في واحدٍ من أخباره بالمغيبات قائلاً: "خَبٌّ ضبٌّ، يروم أمراً ولا يُدركه، ينصب حبالة الدين لاصطياد الدنيا، وهو بعدُ مصلوب قريش!" 72.
وهو الذي رغّب عثمان بن عفّان، أثناء الحصار، بالتحوّل إلى مكة، لكنّ عثمان أبى ذلك قائلاً: إني سمعتُ رسول الله يقول: يُلحد بمكة كبش من قريش اسمه عبد الله، عليه مثل نصف أوزار الناس، وقد سمع هذا الانذار مرة ثانية، حينما حذّره عبد الله بن عمر بن الخطاب بقوله: "إيّاك والإلحاد في حرم الله، فاشهد لسمعتُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: يُحلّها، (او تُحلُّ به) رجل من قريش لو وزنت ذنوبه بذنوب الثقلين لوزنتها، فانظر يا ابن الزبير لا تكونه!73
 


79


وكان عبد الله بن الزبير من أهمّ العوامل التي أثّرت في تغيير مسار أبيه، وفي هذا يقول أمير المؤمنين عليه السلام : "ما زال الزبير منّا حتى نشأ ابنه عبد الله!" 74.
وهو الذي حرّض عائشة على مواصلة المسير إلى البصرة حين قصدت الرجوع بعد نباح كلاب الحوأب عليها.
وهو الذي بقي أربعين يوماً لا يصلّي على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في خطبته حتى التات عليه الناس، فقال: إنّ له أهل بيت سوء! إذا ذكرته اشرأبّت نفوسهم إليه وفرحوا بذلك، فلا أحبّ أن أقرّ أعينهم بذلك! 75.
وهو الذي دعا ابن عباس ومحمّد بن الحنفية وجماعة من بني هاشم إلى بيعته، فلما أبوا عليه جعل يشتمهم ويتناولهم على المنبر.. ثم قال: لتبايعن أو لأحرقنكم بالنار! فأبوا عليه، فحبس محمّد بن الحنفية في خمسة عشر من بني هاشم في السجن76.


وقد كان يبغض بني هاشم ويلعن علياً عليه السلام ويسبّه، وكان حريصاً جداًً على الإمارة والسلطة، وكان يدعو الناس إلى طلب الثأر قبل موت يزيد، فلمّا مات طلب الملك لنفسه لا للثأر 77، وكان، مع ذلك، متصفاً بصفات وخلالٍ تنافي أخلاقيات الرئاسة ولا يصلح معها للخلافة، إذ كان بخيلاً، سيء الخلق، حسوداً، كثير الخلاف ولذا تراه أخرج ابن الحنفية، ونفى ابن عباس إلى الطائف 78.
وقد عانى الناس أيام سلطته القصيرة أنواع البؤس والجوع والحرمان، وخصوصاً الموالي فقد لاقوا منه أنواع الضيق حتى أنشد شاعرهم فيه:

إنّ الموالي أمست وهي عاتبة         ماذا علينا وماذا كان يُرزؤنا
على الخليفة تشكو الجوع والسغبا   أيّ الملوك على من حولنا غلبا
79


80


وعندما وصل الإمام الحسين عليه السلام إلى مكة "اشتد ذلك على ابن الزبير، لأنه كان قد طمع أن يبايعه أهل مكة، فلما قدم الحسين عليه السلام شقّ ذلك عليه، غير أنه لا يُبدي ما في قلبه إلى الحسين، لكنّه يختلف إليه ويصلّي بصلاته، ويقعد عنده ويسمع حديثه، وهو يعلم أنه لا يبايعه أحدٌ من أهل مكة والحسين بن علي عليه السلام بها، لأن الحسين عليه السلام عندهم أعظم في أنفسهم من ابن الزبير 80، الذي لزم مصلاّه عند الكعبة، وجعل يتردد في غضون ذلك إلى الحسين عليه السلام في جملة الناس، ولا يمكنه أن يتحرّك بشيء مما في نفسه مع وجود الحسين عليه السلام ، لِما يعلم من تعظيم الناس له وتقديمهم إيّاه عليه وميلهم إليه عليه السلام لأنه السيّد الكبير، وابن بنت رسول الله، ليس على وجه الأرض يومئذٍ أحدٌ يساميه ولا يساويه" 81.


من هنا كان كلّ هم عبد الله بن الزبير وأقصى أمنيته أن يخرج الإمام الحسين عليه السلام من مكة لتخلو له، وكان يظن أن ما يضمره خافٍ على الإمام عليه السلام ، غير أن أمره كان أظهر من أن يخفى!؟
لقد أتاه وحدّثه ساعة ثم قال: ما أدري ما تركنا هؤلاء القوم وكفّنا عنهم ونحن أبناء المهاجرين وولاة هذا الأمر دونهم، خبرني ما تريد أن تصنع؟
فقال الحسين عليه السلام : والله لقد حدّثت نفسي بإتيان الكوفة ولقد كتب إليَّ شيعتي بها وأشراف أهلها وأستخير الله!
فقال له ابن الزبير: أَمَا لو كان لي بها مثل شيعتك ما عدلت بها !
ثم إنه خشي أن يتهمه، فقال: أَمَا إنك لو أقمت بالحجاز ثم أردت هذا الأمر ههنا ما خولف عليك إن شاء الله.


81


ثمّ قام فخرج من عنده، فقال الحسين عليه السلام : ها، إن هذا ليس شيء يؤتاه من الدنيا أحبَّ إليه من أن أخرج من الحجاز إلى العراق، وقد علم أنه ليس له من الأمر معي شيء، وإن الناس لم يعدلوه بي فودَّ أني خرجت منها لتخلو له.82
وقال عبد الله بن سليم والمذري بن المشمعل الأسديين: خرجنا حاجين من الكوفة حتى قدمنا مكة، فدخلنا يوم التروية، فإذا نحن بالحسين عليه السلام وعبد الله بن الزبير قائمين عند ارتفاع الضحى فيما بين الحجر والباب، فتقربنا منهما فسمعنا ابن الزبير وهو يقول للحسين عليه السلام إن شئت أن تقيم أقمت فوليت هذا الأمر فآزرناك وساعدناك ونصحنا لك وبايعناك.
فقال له الحسين عليه السلام : إن أبي حدثني أن بها كبشاًً يستحل حرمتها، فما أحب أن أكون أنا ذلك الكبش، فقال له ابن الزبير فأقم إن شئت وتوليني أنا الأمر فتطاع ولا تعصى!! فقال عليه السلام : وما أريد هذا أيضاً 83.
وروى أبو مخنف عن أبي سعيد عقيصا، عن بعض أصحابه قال: سمعت الحسين بن علي عليه السلام وهو بمكة، وهو واقف مع عبد الله بن الزبير، فقال له ابن الزبير: إليّ يا ابن فاطمة، فأصغى إليه فساره. ثم التفت إلينا الحسين عليه السلام فقال: أتدرون ما يقول ابن الزبير؟
فقلنا: لا ندرى جعلنا الله فداك.
فقال: قال أقم في هذا المسجد أجمع لك الناس.
ثم قال الحسين:( والله لأن أقتل خارجاً منها بشبر أحبّ إليَّ من أن أقتل داخلاً منها بشبر، وأَيمَّ الله لو كنت في جُحْر هامة من هذه الهوام لاستخرجوني حتى يقضوا فيّ حاجتهم ووالله ليعتدّن عليّ كما اعتدت اليهود في السبت)84.
 


82


وبلغ عبد الله بن الزبير ما يهم به الحسين عليه السلام ، فأقبل حتى دخل عليه، فقال له: لو أقمت بهذا الحرم، وبثثت رسلك في البلدان، وكتبت إلى شيعتك بالعراق أن يقدموا عليك، فإذا قوي أمرك نفيت عمال يزيد عن هذا البلد، وعليَّ لك المكانفة والمؤازرة، وإن عملت بمشورتي طلبت هذا الأمر بهذا الحرم، فإنه مجمع أهل الآفاق، ومورد أهل الأقطار لم يعدمك بإذن الله إدراك ما تريد، ورجوت أن تناله85.

وعن أبي سعيد عقيصا، قال: سمعت الحسين بن علي عليه السلام وخلا به عبد الله بن الزبير وناجاه طويلاً، قال: ثم أقبل الحسين عليه السلام بوجهه إليهم وقال: إنَّ هذا يقول لي: كن حماماً من حمام الحرم، ولأن أقتل وبيني وبين الحرم باع أحب إليَّ من أن أقتل وبيني وبينه شبر، ولأن أقتل بالطف أحب إليَّ من أن أقتل بالحرم.

وعن أبي عبد الله عليه السلام ، قال: قال عبد الله بن الزبير للحسين عليه السلام : ولو جئت إلى مكة فكنت بالحرم، فقال الحسين عليه السلام : لا نستحلها ولا تستحل بنا، ولأن أقتل على تلٍ أعفر أحب إليَّ من أن أقتل بها.
وعن أبي جعفر عليه السلام ، قال: إن الحسين عليه السلام خرج من مكة قبل التروية بيوم، فشيَّعه عبد الله بن الزبير فقال: يا أبا عبد الله لقد حضر الحج وتدعه وتأتي العراق؟ فقال: يابن الزبير لأن أدفن بشاطئ الفرات أحبّ إليَّ من أن أدفن بفناء الكعبة86.

كانت شخصية عبد الله بن الزبير قلقة، مضطربة، انعكست على آرائه ومواقفه، فقد كان طامحاً للرئاسة، إلى الدرجة التي ساوى فيها بينه وبين الإمام عليه السلام في مسألة الحق بالخلافة فيقول له (ونحن أبناء المهاجرين وولاة الأمر دونهم) بل
 


83


 وصل به التعلق الأعمى بالرئاسة حداً توهم أن يكون هو الخليفة مع وجود الإمام فيقول له (فأقم إن شئت وتوليني أنا الأمر).
ومع ذلك فقد كان الإمام عليه السلام يسايره ويحاوره بدون أن يظهر له أنه يعرف حقيقة مشروعه الذي كان فيه استحلالاً للبيت وانتهاكاً لحرمته، وقد قال ذلك له الإمام صراحة، "إنّ أبي حدثني أن بها كبشاً يستحل حرمتها، فما أحب أن أكون أنا ذلك الكبش" 87.

وكان الإمام عليه السلام حريصاً على أن لا يتوهم أحد أنه يخفي شيئاًً بخصوص هذه المحاورات، فكان يصرّح لمن يراهما يتحادثان بحقيقة موقف ابن الزبير.
إضافة إلى ذلك كله، كان الإمام عليه السلام يلقي الحجة على عبد الله بن الزبير في وجوب الخروج والثورة معه على بني أمية... ولكن هذه الحجة لم تؤثر في نفس ابن الزبير لأنه كان يتمنى خروج الحسين عليه السلام لكي يدعو إلى نفسه ويخلو له الجو.
 


84


هوامش

1- اللهوف، 110، ومثير الأحزان، 27-29.
2- الجمل للمفيد، ص158، قاموس الرجال، ج1، ص691، وتنقيح المقال، ج1، ص103 ومستدركات علم الرجال، ج1، ص520.
3- كتاب الغارات، 358، الهامش، وتاريخ الأمم والملوك، ج3، ص280.
4- الجمل للمفيد، ص158، قاموس الرجال، ج1، ص691، وتنقيح المقال، ج1، ص103 ومستدركات علم الرجال، ج1، ص520.
5- قاموس الرجال، ج1، ص691، وتاريخ الأمم والملوك ج6، ص95، ووقعة صفين ص387، ومعجم رجال الحديث، ج2، ص372، والغارات 263.
6- كتاب الغارات هامش ص266.
7 تاريخ الأمم والملوك ج5، ص505و535 و519، 522.
8- تاريخ الأمم والملوك، ج5 ص369-172-209-210.
9- نهج البلاغة، 461-262،كتاب رقم 71 وبحار الأنوار، ج33، ص506 وج34، ص333، وكتاب الغارات، ص357.
10- كتاب الغارات، 358، الهامش، وتاريخ الأمم والملوك، ج3، ص280.
11- إبصار العين، 189-192.
12- اللهوف، 110، ومثير الأحزان، 27-29.
13- معجم الشعراء، ص231.
14- تاريخ الأمم والملوك، ج3، ص272، والبداية والنهاية، ج8، ص151.
15- تاريخ الأمم والملوك، ج3، ص272، العقد الفريد، ج4، ص132و376.
16- تذكرة الخواص، ص215.
17- معجم المؤلفين، ج7، ص69.
18- يونس، 41.
19- الفتوح ابن الأعثم ج5، ص77.
20- العقد الفريد، لابن عبد ربه الأندلسي، ج4، ص132-134.
21- تذكرة الخواص، 214.
22- اللهوف، 128، الإرشاد للمفيد، 201، تذكرة الشهداء، ص69، وتاريخ اليعقوبي، ج2، ص248-249، بحار الأنوار، ج5، ص323-324، وتذكرة الخواص، ص248.
23- تاريخ الأمم والملوك، ج3، ص277، والإرشاد، 203، ص369، دار الفكر بيروت.
24- أنساب الأشراف ج3ص151-152 ح13، والإرشاد للمفيد، ص200.
25- الإرشاد للمفيد، 202، وتاريخ الأمم والملوك، ج3، ص277.
26- الإرشاد، ص203.
27- الإرشاد، 203، والبداية والنهاية، ج8، ص154، وتاريخ اليعقوبي، ج2، ص241.
28- اللهوف، ص105.
29- البداية والنهاية، ج8، ص151، والأخبار الطوال، 229.
30- تاريخ الأمم والملوك، ج3، ص294، وتاريخ ابن عساكر ترجمة الإمام الحسين عليه السلام 204، رقم 255.
31- نفس المصدر.
32- الفتوح لإبن الأعثم، ج5، ص27، ومقتل الحسين للخوارزمي، ج1، ص281.
33- تنقيح المقال، د2، ص191، قاموس الرجال، ج6، ص470، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج20 ص130و134. وسير أعلام النبلاء ج3، ص354-356، ومنتهى المقال ج4، ص201، والمعارف لابن قتيبة، 589، واختيار معرفة الرجال، ج1،ص272 وأمالي الطوسي، 314-315، المجلس 11 الحديث 640ص87، ومروج الذهب للمسعودي، ج3، ص108، وسفينة البحار، ج6، ص128.
34- الفتوح لإبن الأعثم، ج 5 ص 26-27. ونقله الخوارزمي عنه في مقتل الحسين ج 1 ص278- 281.
35- نفس المصادر السابقة.
36- تاريخ الطبري، ج3، ص294و295، الفتوح ابن الأعثم، ج5، ص72، مثير الأحزان، 38.
37- الإرشاد للشيخ المفيد، ص201و 202، والفتوح ابن الأعثم، ج5، ص20و 21.
38- راجع تاريخ ابن عساكرترجمة الإمام الحسين عليه السلام ص تحقيق المحمودي، 298ح 2/56-، البداية والنهاية، 8، 178، تاريخ الإسلام، حوادث سنة 61، ص9.
39- بصائر الدرجات، 481 حديث رقم 5، كما رواها عن الإمام الصادق عليه السلام، وظاهرها أن الإمام الحسين عليه السلام كتبها بعد خروجه من مكة، محمّد بن يعقوب الكليني في كتاب الرسائل. راجع بحار الأنوار، ج 44، ص 330، وج45، ص84.
40- بصائر الدرجات 10ص 481 باب 9 ح وكامل الزيارات 75 باب 24، ح15، وبحار الأنوار، ج44، ص330، باب 37..
41- البداية والنهاية، ج8، ص167، وتاريخ ابن عساكرترجمة الإمام الحسين عليه السلام، تحقيق المحمودي- 204، رقم256.
42- سير أعلام النبلاء ج3، ص377، وقاموس الرجال، ج6، ص354.
43- اللهوف، ص127.
44- كتاب حكابة المختار في أخذ الثأر برواية أبي مخنف، 33، المطبوع مع كتاب اللهوف في قتلى الطفوف، منشورات المطبعة الحيدرية في النجف الأشرف، واسراًر الشهادة للدربندي، نقلاً عن أبي مخنف، ص246، ومعالي السبطين، ج1،ص230، وتذكرة الشهداء للشيخ حبيب الله الكاشاني، ص71و 82، والكامل للمبرّد ج3، ص266، دار الفكر العربي- القاهرة.
45- الفتوح لابن أعثم،ج5، ص 21.
46- مستدركات علم الرجال: 4ص 502 – خلاصة الأقوال للحلي: ص103 – منتهى المقال للحائري، ج4، ص167، ونقد الرجال للتفرشي، ج3، ص93، وسير أعلام النبلاء، ج3، ص456.
47- الخصال، ج2، ص477، باب 122 رقم 41، معجم رجال الحديث، ج10، ص138 رقم 6751.
48- قاموس الرجال، ج6، ص284، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ج6، ص295- 297.
49- الفتوح لإبن الأعثم ج5، ص74، تاريخ ابن عساكر،ترجمة الإمام الحسين عليه السلام تحقيق المحمودي، ص202، البداية والنهاية ج8، ص169.
50- الإرشاد للشيخ المفيد، ص219، تاريخ الأمم والملوك، ج3، ص297.
51- الإرشاد للمفيد، ص219و 247، والكامل في التاريخ، ج2، ص579، والطبري، ج3، ص342.
52- مقاتل الطالبيين، أبو الفرج الأصفهاني، ص61، بحار الأنوار، ج45، ص34.
53- تاريخ الأمم والملوك، ج3، ص297، والكامل في التاريخ، ج2، ص548، والفتوح لإبن الأعثم، ج5، ص75، الإرشاد للشيخ المفيد، ص219، والبداية والنهاية، ج8، ص169.
54- نفس المصادر في الحاشية رقم 8.
55- تاريخ ابن عساكرترجمة الإمام الحسين، تحقيق المحمودي، 192- 193- 200 رقم 246و 254.
56- الفتوح لإبن الأعثم، ج5، ص26- 27.
57- البداية والنهاية لابن كثير، ج8، ص83، الكامل في التاريخ لابن الأثير، ج2، ص5099.
58- سنن الترمذي، ج4، ص144.
59- أمالي الصدوق، ص215، المجلس الثلاثون ح1.
60- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ج4، ص9و 10.
61- راجع الغدير: 10، 37- 58 وص 42، عن الإجابة للزركشي: 119 الغدير: 10: 43 عن كتاب الإنصاف لشاه صاحب -.
62- راجع تاريخ الأمم والملوك، 4، 228، والكامل لابن الأثير، 2، 219.
63- راجع: الطبقات الكبرى: 4، 149.
64- ابن حجر، فتح الباري ج13، ص47.
65- تاريخ ابن كثير ج9، ص8 حوادث سنة 74.
66- الإستيعاب، 3، 81.
67- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 4، 10.
68- راجع الطبقات الكبرى، 4، 187، والإستيعاب، 3، 83، وأسد الغابة، 3، 432، والرياض النضرة، 3، 201.
69- راجع الطبقات الكبرى: 4، 149، والمحلّى: 4، 2123.
70- راجع: الإستيعاب، 3، 82، وأسد الغابة، 3، 23، وأنساب الأشراف، 10، 447و 452.
71- سير أعلام النبلاء، 3، 364.
72- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، 7، 24.
73- سير أعلام النبلاء. 3، 378.
74- بحار الأنوار، 34، 289.
75- العقد الفريد، 4، 413، بحار الأنوار، 48، 183.
76- العقد الفريد، 4، 413.
77- مستدركات علم الرجال، 5، 18.
78- فوات الوفيات، 1، 448.
79- مروج الذهب، 3، 22.
80- الفتوح، 5، 26، أعلام الورى، 223، البداية والنهاية، 8، 153، روضة الواعظين، 172.
81- البداية والنهاية، 8، 153، تاريخ الإسلام، 268.
82- تاريخ الأمم والملوك - الطبري ج 4 ص 288وص 289
83- تاريخ الأمم والملوك - الطبري ج 4 ص 288وص 289
84- تاريخ الأمم والملوك - الطبري ج 4 ص 288وص 289
85- الأخبار الطوال- الدينوري ص 244.
86- كامل الزيارات، جعفر بن محمّد بن قولويه ص 151و ص 152. عنه البحار 45ج: 85ص و86. قال الجوهري: الأعفر الرمل الأحمر، والأعفر الأبيض وليس بالشديد البياض، وقال المسعودي: تل أعفر موضع من بلاد ديار ربيعة.
87- تاريخ الأمم والملوك - الطبري ج 4 ص 288وص 289