مقدمة
سنعمل في هذا المقال على
عرض تجارب وإرشادات مؤسسة
"المنتدى الإسلامي"
التبليغية الكبيرة.
وفي هذا المجال يجب
التأكيد على ضرورة
الاستفادة والاطّلاع على
تجارب الآخرين في مجال
التبليغ إذا ما أخذنا
بعين الاعتبار الظروف
والمقتضيات الحديثة
للنشاطات التبليغية في
بلدنا، وفي مقام السعي
للوصول إلى أساليب وطرق
مفيدة وجديدة لتحقيق آمال
الإمام الخميني
قدس
سره والإمام
القائد الخامنئي
دام ظله في مجال
تنظيم النشاطات التبليغية.
اليوم هناك الكثير من
المبلغين الذين ما زالوا
يستعملون الأساليب
القديمة في نشاطاتهم
التبليغية، بحيث إنهم لم
يجرّبوا العمل التبليغي
في إطار المؤسسة أو
برنامج مسبق.
أما النقاط التي سنذكرها
في هذا المقال حول
التخطيط التبليغي فإنها
مفيدة للمؤسسات، وهي
مفيدة أيضاً للمبلغين
الشباب الذين يمكنهم
الاستفادة منها بما
يتناسب مع البيئة المحيطة
والحاجات الضرورية.
كما أن المبلغين الذين
يستفيدون من بعض
المناسبات الخاصة: الصيف،
أشهر: محرّم، صفر، وشهر
رمضان للتبليغ، فإن
بإمكانهم الاستفادة من
هذه المقالة للتخطيط
لبرامجهم.
النقاط التي يجب
الاهتمام بها قبل التخطيط
التبليغي
يمتاز النشاط المتقن بأنه
يعتمد على برامج دقيقة
وبعيدة عن التخطيط الوقتي
والحاضر. وعلى هذا الأساس
فالبرنامج الدقيق هو أساس
الشروع بالعمل حيث يجب
الالتفات إلى النقاط
التالية أثناء التخطيط:
1-
أهداف المؤسسة (الكلية
والمؤقتة).
2-
حاجات المنطقة أو
المستفيدين من الخدمات
التبليغية.
3-
التجارب العملية
التي تمّ الحصول عليها من
خلال النشاطات والخطط
المتقدمة للمنظمة
والمؤسسات الأخرى.
4-
الوسائل
والإمكانيات الموجودة.
5-
الموانع والمشكلات
المادية والبيئية
والإنسانية.
معايير وارشادات للتخطيط
التبليغي
إذا أخذنا بعين الاعتبار
النقاط المتقدمة عند ذلك
يجب الاعتراف بضرورة
اعتماد التخطيط على أساس
معايير وارشادات خاصة
أهمها:
الأول: الالتزام
بأسلوب وطريقة السلف
الصالح والدعوة له.
من أهم الأمور التبليغية
أن يلتزم المبلغ علمياً
وعملياً وتبليغياً بأسلوب
السلف الصالح وإظهار هذا
الالتزام. ويساعد الإظهار
في سهولة عمله لأنه يعتبر
جرعة مساعدة لمؤيدي هذه
الرؤية وتحذيراً
للمخالفين.
طبعاً يجب الالتفات إلى
ضرورة تطابق هذا الالتزام
مع رعاية المصالح الشرعية
والتي يشكل مطابقة الواقع
أبرز أوجهها بالأخص في
الأماكن والمناطق
الإسلامية التي يغلب
عليها الجهل حيث تكون
سنّة الرسولصلى الله عليه
وآله وسلم غائبة وغريبة.
الثاني: التوليّ
والتبري
تُعتبر مسألتا "الولاء" و
"البراء" من أبرز الأمور
التي يجب الالتفات إليها
عند التخطيط، ويجب
الاعتراف بوجود فارق
واختلاف بين المسلمين
وغير المسلمين في جميع
الأمور، ويجب تقديم
المعلومات للمسلمين حول
الحالات التي يمكنهم فيها
التعاون مع غيرهم في
المجتمع الإسلامي، وحول
الحالات التي ينبغي عليهم
الابتعاد عنها. وبالإضافة
إلى ذلك ينبغي في التخطيط
التبليغي التعرّف على
الخط الفاصل بيننا وبين
أصحاب البدع في أيّ شكل
كانوا، حيث يجب التعاطي
معهم في إطار الشرع
وانطلاقاً من رعاية
المصالح والمفاسد.
الثالث: الإبتعاد عن
التعصّب الحزبي والقومي..
المسألة الأخرى التي يجب
الإشارة إليها هي ضرورة
الإبتعاد عن التعصب
الحزبي والفئوي والأرضي،
والحؤول دون سيطرة ذلك
على الأعمال الإجرائية
التبليغية، ويجب العمل
على ربط الناس بالضوابط
والإرشادات الشرعية
الصحيحة وليس بالأفراد
والمجموعات. ولعل من أبرز
مصاديق هذا الأمر
الإستفادة من القدرات
التبليغية أو العلمية من
دون الالتفات إلى علاقات
الأفراد بالمجموعات أو
بعرقٍ ونسلٍ خاص.
والقاعدة هنا هي التعامل
مع المبلغين على أساس
قدراتهم واستعداداتهم
التبليغية بغض النظر عن
علاقاتهم العِرقية أو ما
شابه ذلك. قد يكون
الاهتمام سهلاً عند مدراء
المؤسسة التبليغية ولكن
قد يغفل عنها بعض
المبلغين والموظفين. ومن
هنا يجب التأكيد على عدم
دخول المؤسسة التبليغية
في نزاعات وحسابات جانبية.
الرابع: التخطيط الصحيح
للعمل التبليغي
يجري التخطيط التبليغي في
كل منطقة بعد القيام
بعملية تقييم للأرضية
والوسائل الموجودة، ويجب
أن يشتمل على الجوانب
التالية: الأهداف،
الأدوات، السياسات،
البرامج، الوظائف
المطلوبة، الإمكانيات
الموجودة، مقدار التأثير
الذي
قد يتركه أيّ عمل مشابه
احتمالي في المنطقة من
قبل مؤسسة أخرى. ودراسة
العوامل السلبية
والإيجابية المؤثّرة في
الإجراءات التبليغية
والتعليمية وعدم الشروع
بأيّ خطوة تبليغية إلا
بعد الاطمئنان إلى تناسق
وتناسب البرامج المقترحة
مع ظروف المنطقة، ورعاية
الضوابط والموانع
والمحدوديات في هذا
الإطار.
يجب الإبتعاد عن التخطيط
المقطعي، أو الشروع بأيّ
عمل من دون تخطيط مسبق.
أما نتيجة عدم التخطيط
للعمل التبليغي فلن
تكوِّن سوى الندم
والإضطراب والحركة في
الظلام ومن دون هداية
وبالتالي ستؤول الأمور
إلى نهاية غير معروفة إلى
أن يشاء الله.
تشير الدراسات الإدارية
أنّ كل ساعة تصرف في
التخطيط ستُثمر ثلاث أو
أربع ساعات عند التنفيذ.
أما البرامج المقترحة
فيجب أن تكون نتيجة العمل
المشترك للأفراد أصحاب
التجربة والمتخصصين، ومن
المناسب الإستفادة من
تجارب الأشخاص الموجودين
في ساحة العمل, لأن هذا
الأمر سيجعل منهم أشخاصاً
مُتَفهّمين للخطط،
وملتزمين تنفيذها. كذلك
يجب أن تكون البرامج
حيوية إلى درجة امتلاكها
قدرة الانعطاف والتصحيح
المستمر حتى نهاية العمل.
قد لا تخرج الخطط
المقدّمة من قِبَل
المؤسسة عن حالتين:
1-
الخطط المقطعية
التي تقوم بها المؤسسة في
مدة محدودة، والتي تمتلك
قابلية الاستمرار والتنوع.
2-
الخطط الثابتة
التي تمتاز بالاستمرار،
والتي قد تتضمَّن عدة
مراحل.
من المفضل أن تكون بداية
العمل للمؤسسة التبليغية
في المنطقة عن طريق خطط
النوع الأول ليحصل
الاطمئنان اللازم بتناسب
المنطقة مع نشاط المؤسسة
وإمكان استمرارها، وبعد
ذلك تحصل الخطوات اللاحقة
التي لا يمكن الرجوع عنها.
خصائص البرنامج التبليغي
الحَسَن
يمتاز البرنامج التبليغي
الحَسَن بمجموعة من
الخصائص أبرزها:
1- تشخيص الأهداف
ووضوحها
يجب أن تتضح أهداف النشاط
التبليغي (الكلي والمؤقت)
بشكل دقيق ويجب العمل على
جعلها مفهومة عند
العاملين في المجال
التبليغي، لا بل يجب أن
تكون هذه الأهداف واضحة
ومعلومة في جميع الحالات
والمواقع.
إن وضوح الأهداف سيؤثر
على مستوى تثبيت المؤسسة
التبليغية والبرامج
وتكامل نشاطاتها
ومقاومتها للضغوط بالأخص
عند الأزمات، وأما عدم
وضوحها عند بعض العاملين
فسيؤدي إلى الضياع وإلى
ابتعاد المؤسسة عن
التجديد والوقوف على
طبيعتها الواقعية.
2- واقعية الأهداف
يمتلك الكثير من العاملين
في المجال التبليغي
أهدافاً جميلة ولساناً
يطرب من جمال عباراته،
ولكن تلك الأهداف ما هي
إلا آمال بعيدة المنال،
لا بل لا يمكن لها أن
تصبح واقعاً ملموساً عند
التنفيذ. بعض الأوقات
يسعى العاملون في المجال
التبليغي للترويج لبعض
الأهداف الصغيرة والجزئية
ويطمعون لتحقيق إنجازات
صغيرة مع أنهم يمتلكون
إمكانيات مالية وإنسانية
مقبولة تُمكّنهم من تحقيق
إنجازات أكبر وأفضل،
والواقع أن هؤلاء يقتنعون
بهذه الأهداف المتواضعة
الخادعة.
والهدف المقبول هو الذي
يتمّ تحديده بشكل دقيق من
الناحيتين الكمية
والكيفية وهو الذي يمكن
تنفيذه بالإمكانيات
الموجودة لدى المنظّمة
وأخيراً هو الذي يمكن
تحديد وقياس نتائجه بشكل
واضح.
إن هذه المسألة لا تجعل
حاجيات المؤسسة محدودة بل
تبدلها إلى حاجيات موزونة
تمتلك قابلية التطابق مع
الظروف المختلفة وتجعل
الهدف محدداً ومعيناً على
أساس معطيات معينة
ومحدودة ومشخّصة بعيداً
عن الآمال الخيالية
الصعبة التحقق.
3- قدرة المؤسسة على
تحقيق الأهداف
قد تختار بعض المؤسسات
هدفاً لا يناسبها بينما
قد يكون هذا الهدف مناسباً
لمؤسسات أخرى والسبب في
ذلك:
أ- عدم التفات واضعي
الهدف للإمكانيات
الإنسانية والمادية
للمنظمة, أو اختيارهم
أهدافاً متعددة لا يمكن
تحققها جميعها في وقت
واحد.
ب - عدم التفات واضعي
الهدف إلى البيئة والمحيط
الذي تنشط فيه المؤسسة
وغفلتهم عن أن بعض
الأعمال التي يمكن
إنجازها في بيئة معينة لا
يمكن ذلك في بيئة أخرى،
حتى لو توفرت الإمكانيات
المادية والإنسانية.
4- إدراك ومعرفة محيط
التبليغ
تكتسب مسألة معرفة محيط
التبليغ من قبل المبلّغ،
واهتمامه بواقعه أهمية
خاصة لأن المبلّغ يتمكن
بذلك من التعرف على طبيعة
ساكني المنطقة، الميول،
الخطوط الفكرية، مراكز
النفوذ والسيطرة، النواقص،
القوانين، النظم الحاكمة،
مقدار الاحتياجات
التبليغية والتربوية،
الإمكانيات الإنسانية
والمادية وأمثالها. وبهذا
النحو يتعرف المبلغ على
الخطوات التبليغية التي
ينوي العمل بها في
المنطقة.
5- النشاطات التبليغية
التخصصية
الأفضل أن تبتعد المنظمة
عن النشاطات المتعددة.
ويمكنها أن تمركز نشاطها
حول جانب تخصصي من
الناحية الجغرافية. أو
نوع النشاط أو كليهما.
والمقصود من التخصص
الجغرافي هو تمركز نشاط
المنظمة في منطقة جغرافية
محددة والمقصود من التخصص
في نوع النشاط القيام
بنشاط مشخص ومحدد. مثلاً:
التبليغ، التعليم،
المساعدة، بناء المساجد،
تقديم الخدمات الاجتماعية
وأمثاله. وللنشاطات
التخصصية فوائد متعددة:
أ- تمركز النشاطات
والإبتعاد عن التشتت.
ب - الإلتفات الكامل إلى
المحيط وشروطه والذي يؤدي
إلى سهولة التخطيط.
ج – إتقان العمل وارتفاع
الفعالية على أساس
التمركز وحسن التخطيط
والمتابعة.
6- التوازن بين
الإجراءات المساعِدة وبين
النشاط التبليغي
والتعليمي.
إن المسؤولية الأساسية
للمؤسسة التبليغية هي
الدعوة إلى الله تعالى.
ويتطلّب هذا الأمر تمركز
البرامج التبليغية
والتعليمية والتربوية،
ووجود إجراءات المساعدة
وإيكالها إلى بعض
المجموعات التخصصية.
طبعاً قد تتطلب المصلحة
التبليغية أو الإحتياجات،
الدخول في بعض النشاطات
التي لها صلة بالمساعدة،
والإهتمام بالناس
والطبابة، هنا يجب أن تصبّ
هذه الأعمال في خدمة
العمل التبليغي، ويجب
القيام بتلك الأعمال
الجانبية بمقدار الضرورة،
لأن أعمال المساعدة تتطلب
جهداً كبيراً.
7- رفع مستوى القدرات
الذاتية للعب دور فعّال
والمقصود القيام بالعمل
على الوجه الصحيح بغض
النظر عن الإمكانيات
المتاحة، ومقدار الوقت
الذي تمّ بذله في هذا
الإطار، والتقليل أو عدم
التقليل من الخسائر
الجانبية، والدور الفعال
عبارة عن قدرة المؤسسة أو
الشخص على تحقيق الهدف
المطلوب بشكل صحيح في أقل
مقدار من الوقت
والإمكانيات والخسائر.
ويجب القيام بكل نشاط في
أيّ مجال تبليغي من خلال
أقرب الطرق وأسرعها زماناً،
وأقلّها حاجة للإمكانيات
وبأفضل الوسائل. وأفضل
النتائج هي التي يُلحظ
فيها خدمة الشرع.
يجب أن نحرص في النشاط
التبليغي على الاستفادة
من الفرص ووضع الوقائع في
خدمة المصالح الدينية،
والدقة في اختيار الأدوات
واستعمالها بشكل صحيح
وسرعة الاستفادة منها مع
رعاية ظروف كل منطقة. في
هذه الحالات يمكن التأكد
من حصول الأهداف الكمية
والكيفية.
8- اتخاذ المواقف
المناسبة مقابل موانع
إجراء البرامج.
أفضل البرامج هو الذي
يمتلك القدرة على
الانعطاف والتعامل مع
المسائل الجديدة التي لم
تؤخذ بعين الاعتبار؛ بحيث
يُعْلم مقدار أهمية
وأولوية كل مسألة جديدة
لم تلحظ عند مدوني
البرنامج وذلك قبل إجرائه.
ويؤدي هذا الأمر إلى فتح
أبواب المنظّمة أمام أمور
تقع في خدمة أهدافها
وبرامجها وهذا يعني أيضاً
الحؤول دون وجود الأمور
التي تمنع تحقق الأهداف
والبرامج.
يمكننا ذكر مثال على هذا
الموضوع، بالإمكان تصور
فرد أو مجموعة بدأت خطة
تبليغية من ابتكارها ثم
اقترحوا على المؤسسة قبول
هذه الخطة. أما المؤسسة
فيمكنها اتخاذ القرارات
الآتية:
-
قبول الخطة وجعلها
ضمن برامج المؤسسة، هذا
إذا كانت أهدافها تناسب
المؤسسة ولا يؤدي هذا
الأمر إلى إيجاد محاذير
استراتيجية لها.
-
التعاون مع تلك
الخطة من دون ادخالها ضمن
برامج المؤسسة، بشرط أن
يكون التعاون في حدود
الإمكانيات وأن لا يؤثر
هذا الأمر على العمل
الأساسي للمؤسسة.
-
رفض الخطة
والاعتذار عن قبولها، هذا
إذا أدّى قبولها إلى
الإخلال ببرامج المؤسسة،
أو عدم وقوعها ضمن أهداف
المؤسسة.
9- المتابعة والرقابة
إن البرنامج الذي يمكن
الاطمئنان إلى موفقيته
واستمراره هو الذي يتمتع
بالخصائص التالية:
أ - الدقة في التخطيط عن
طريق رعاية كامل المبادئ
والقواعد الملحوظة في
التخطيط.
ب- التنظيم الذي يساهم في
تحديد مسؤولية ووظيفة كل
عامل.
ج- المتابعة والرقابة
المستمرة لمراحل تطور
العمل.
د- تقييم البرامج بشكل
مستمر.
10- الابتعاد عن آفات
التخطيط الموفق.
آفات التخطيط الموفق:
عبارة عن:
أ- الوقوع تحت تأثير
الأفراد الممولين حيث
تجرى البرامج بناءً على
رغبات هؤلاء من دون الأخذ
بعين الاعتبار الأولويات
التبليغية للمؤسسة ومن
دون لحاظ مصالحها
الواقعية. في الكثير من
الحالات نرى أن الممول هو
الذي يحدد البرنامج
وماهيته وزمان ومكان
إجرائه، والواقع أن
المؤسسة هي التي يجب أن
تقوم بذلك.
ب - الوقوع تحت تأثير
الحالات العاطفية. عندما
كانت بعض المجموعات تزور
بعض المناطق فوجدت حالة
واضحة من الفقر، فاستغلت
الجوّ لتقوم بأعمال
تبشيرية مستعينة بالبدع
وأمثالها.
ج - الاعتماد على بعض
المعلومات من دون الاطلاع
على صحتها وعدم صحتها.
إن الوقوع تحت تأثير
المعلومات المنقولة عن
بعض المؤسسات أو المبلغين
الموجودين في القرى أو
ساكني المدن هو عمل جيد
ومؤثر على مستوى البرامج
والخطط، ولكن ذلك مفيد
إلا إذا اكتفينا بهذه
الأمور وتحليلها وعدم
البحث عن مطابقتها
لأولويات المناطق الأخرى،
فحينها تصبح واقعية
البرامج محلاً للسؤال.
هناك من يعتقد أن منطقته
أفضل من المناطق الأخرى
ويعتبر أنها تمتلك أولوية
تبليغية وجغرافية معينة.
مما لا شك فيه أن كل
منطقة من مناطق المسلمين
تحتاج إلى برنامج تبليغي
وتعليمي، ولكن ينبغي أن
لا نغفل عن محدودية
الإمكانيات والقدرات لذلك
يجب اختيار منطقة النشاط
بدقة.
د - عدم الالتفات إلى
النتائج التبليغية للخطط،
عندما تصل الخطة
التبليغية إلى مرحلة
التنفيذ يظهر عندنا أمران:
1 - طلب مجموعة من
الأهالي أو المبلغ في
المنطقة إجراء الخطة في
منطقة معينة.
2 - تأمين المتطلبات
المالية للخطة.
ما نخشاه أن تكون الخطط
التبليغية واقعة تحت
تأثير أحد هذين الأمرين
أو كليهما ولا يجري البحث
حول النتائج التبليغية
للخطة في المنطقة
المقترحة ومقدار تناسب
الخطة مع ذاك المحيط.
11- اكتشاف الاستعدادات
المحلية وتنميتها.
المناسب أن يتم العمل
أثناء تدوين البرامج على
اكتشاف الاستعدادات
الخفية التبليغية
والعلمية والمحلية والعمل
على تنميتها، حيث يمكن
الاستفادة من هذه
الاستعدادات بما يخدم
الأهداف التبليغية.
ومن المناسب هنا أيضاً
الاستفادة من الاكتشافات
العلمية الجديدة والفنون
العلمية المعاصرة لأن ذلك
يؤدي إلى سهولة القيام
بالكثير من الأعمال ويمنع
إِتلاف الوقت.
12- التركيز على الكيفية
عندما تتعارض مع الكمية
عند إجراء البرامج والخطط
المتنوعة يجب الالتزام
بالنشاطات التي تصب بشكل
مباشر في خدمة أهداف
المؤسسة. ولعل من أبرز
آفات النشاطات التبليغية
الاهتمام بالكمية والغفلة
عن الكيفية.
13- الدراسة الدقيقة
لجوانب النشاط
ينبغي دراسة الجوانب
التبليغية وأهداف كل قسم
والطرق المناسبة لتحقق
أهداف المؤسسة، ويكون
إجراء البرامج والخطط
بشكل موفق متوقف على
تعاون الأفراد والمجموعات
الموجودة في المنطقة ومن
خلال الطرق المناسبة.
حجة الاسلام الدكتور محسن
الويري
مجلة مبلغان
|