عن أبي محمّد
عليه السلام قال:
قال عليّ بن
محمّد عليه
السلام:
"لولا من يبقى
بعد غيبة قائمنا
عليه السلام من
العلماء الداعين
إليه والدالّين
عليه والذّابّين
عن دينه بحجج
الله والمنقذين
لضعفاء عباد الله
من شباك إبليس
ومَرَدته ومن
فخاخ النواصب لما
بقي أحد إلّا
ارتدّ عن دين
الله ولكنّهم
الذين يمسِّكون
أزمّة قلوب ضعفاء
الشيعة كما يمسك
صاحب السفينة
سكانها، أولئك هم
الأفضلون عند
الله عزَّ
وجلَّ"1.
كثيراً ما يفكر
مبلغو الدين
الذين أخذوا على
عاتقهم نشر معارف
الإسلام والترويج
للدين وتربية
أبناء البشر بما
يجعلهم أتقياء
عاملين بالتعاليم
الإسلامية، ماذا
يمكن العمل في
أجواء غلب عليها
النفاق وجعل
البعض لا يفكّر
إلّا بالدنيا
الدنيّة لا بل
جعل البعض يتجاوز
كلّ الحدود
الدينيّة من أجل
مصالحه ودنياه،
ماذا يجب العمل
لننتقل في سلوكنا
كمبلّغين من
الواجب إلى
الأوجب ومن
المهمّ إلى
الأهمّ لنحصل
بذلك على رضا
الله تعالى
ونساعد الناس في
تأدية تكاليفهم
ليشملنا رضى صاحب
العصر والزمان
عجل الله تعالى
فرجه الشريف.
إنّ الذي يمكنه
المساعدة في هذا
الإطار هو
الرواية
المتقدّمة التي
يمكنها
أن تكون
دليلاً للمبلّغ
في معرفة مسير
حركته ليصل من
خلال ذلك إلى
العالم السامي
"أفضل العلماء"
عند الله تعالى.
تعتبر الرواية
المتقدمة أنّ
نجاة وهداية
البشر من الضلال
يتوقّف على نشاط
العلماء الذين
يمتلكون الخصائص
الآتية:
دعوة الناس إلى
الإمام عجل الله
تعالى فرجه
الشريف:
الذين يدعون
الناس إلى إمام
زمانهم عليه
السلام, هذه
المسألة التي
أخذت تفقد بريقها
اليوم في الأبحاث
الاجتماعيّة
والسياسيّة
والاقتصاديّة
المعاصرة، فنسي
البعض وجود إمام
الزمان وتركوا
دعوة الناس إليه.
إذا دعونا الناس
إلى الإمام عليه
السلام وتوقّفنا
تربيتهم على هذا
الأساس، فإنّ
هناك معياراً ـ
يبيّن أنّ كلّ من
كان سلوكه وقوله
وتصرفاته مطابقةً
لذاك المعيار فقد
سلك في السبيل
الصحيح.
إنّ الشخص الذي
يعيش حالة
الانتظار قد ربّى
نفسه بحيث يكون
جاهزاً لظهور
الإمام عليه
السلام فيترك كلّ
ميوله ليلتحق به
من دون تعليل
وتقاعس. إنّ
الأشخاص الذين
يربّون أنفسهم
على الانتظار لن
يقعوا على
الإطلاق في شرك
التزوير والخداع
والحرام والظلم
والشهوات
وبالتالي لن
يقعوا في فخّ
الشيطان. في هذا
الحال يكون
الانتظار أفضل
الأعمال التي
تقوم بها الأمّة.
جاء عن الرسول
الأكرم صلى الله
عليه وآله وسلم:
"أفضل أعمال
أمّتي انتظار
الفرج".
تعريف الناس
بالإمام عجل الله
تعالى فرجه
الشريف "الدالين
عليه":
إذا كان الأفراد
جاهلين بشخصيّة
إمام الزمان عليه
السلام ، فعلى
العلماء إرشادهم
إليه.
إنّ ظهور المنجي
والمصلح العالميّ
من المسائل
المتوافق عليها
في الأديان. وفي
الإسلام فإنّ
ظهور مُنْجٍ باسم
المهديّ بن الحسن
من الحقائق التي
لا يمكن إنكارها،
لا بل جاء ذكر
هذه الحقيقة في
الكثير من مصادر
أهل السنّة،
وأمّا الشبهات
الموجودة في هذا
الخصوص فهي في
المصداق.
نحن الشيعة نعتقد
بأنّ الإمام حيّ
وهو حجّة الله
على الأرض، أمّا
أصحاب المذاهب
الأخرى فينتظرون
ولادته وقيامه.
"والذابين عن
دينه بحجج الله":
الدفاع عن الدين:
إن الدفاع عن دين
الإمام عليه
السلام ، في زمن
الغيبة هو من
جملة رسالة
العلماء
الحسّاسة. هؤلاء
يدافعون عن دين
الله بالأدلّة
الإلهيّة.
إذا رغب الشخص في
الوصول إلى
الأدلّة الإلهيّة
وبالتالي الدفاع
عن دين الله
فعليه أن ينهل
العلم من مدرسة
الثقلين.
ليت أتباع الدين
الإسلاميّ يرجعون
إلى القرآن في
الدفاع عن الدين
ويبتعدون عن
إبداعاتهم في هذا
الخصوص، ويا
ليتهم اطلعوا على
أدلّة القرآن
وأهل البيت في
الدفاع عن أنفسهم
وآمنوا بقدرة
الإسلام على
إثبات حقانيّته،
ويا ليتهم
تعلّموا من
القرآن وأهل
البيت أسلوب
الدفاع عن الدين
بدل اللجوء إلى
الأدلّة
الفلسفيّة
الجافّة. هذا هو
طريق العلماء
المفضّلين في
زمان الغيبة.
ألم يُوصِ الرسول
صلى الله عليه
وآله وسلم في آخر
حياته بالتمسّك
بالثقلين للنجاة
من الضلال؟ لماذا
لا نلجأ إلى
القرآن وأهل
البيت في معرفة
الطريق وأسلوب
هداية أنفسنا
وهداية الآخرين؟
"والمنقذين
لضعفاء عباد الله
من شباك إبليس
ومردته":
حِفْظُ الشيعة من
المفاسد:
أفضل
العلماء في زمان
الغيبة هم الذين
يبذلون جهودهم
لإبعاد الشيعة عن
الأفخاخ التي
نصبها الشيطان
والتي نصبها
الفاسقون، هم
يعملون بكلّ
طاقاتهم لإبعاد
الناس عن المفاسد
والمعاصي.
بما أنّ العلماء
الحقيقيّين
يعرفون الفساد من
الصلاح والمفاسد
من المصالح بناءً
على النصّ
القرآنيّ
والروايات، كذلك
يقف أتباع
الشيطان في الطرف
الآخر الذي يقف
به العلماء
لإيقاع الناس
بالأفخاخ
الشيطانيّة.
".. ومن فخاخ
النواصب":
مواجهة أعداء أهل
البيت عليهم
السلام:
من جملة
وظائف العلماء في
زمان الغيبة
مواجهة شيطنة
أعداء أهل البيت.
اليوم يعمل
الوهّابيّون وهم
ألدّ أعداء
الشيعة، على
إضعاف الشيعة
خدمة لمصالح
القوى العظمى، لا
بل يقدّمون
التعاليم التي
تفوح منها رائحة
مخالفة الشيعة.
هؤلاء المنبوذون
من جانب كافّة
مذاهب أهل السنة،
يتغلغلون في
كافّة مناطق
العالم بسرعة
وهمُّهم الأساس
إيجاد الفتنة بين
السنّة والشيعة،
حيث أرادوا بذلك
إبعاد السنة عن
الشيعة وتوفير
الظروف المناسبة
لاشتباكهما معاً.
إذا كان السنّة
في القديم
يشاركون الشيعة
الذهاب إلى
الحسينيّات
لإقامة عزاء سيّد
الشهداء، وفي بعض
الحالات يبادرون
إلى زيارة الإمام
الرضا عليه
السلام ، فمع
نشاط الوهابيّة
أصبح هذا الأمر
غير موجود على
الإطلاق. هنا
يُوجبُ العمل
والجهد والاجتهاد
وعلى العلماء أن
لا يبخلوا ببذل
الجهود لهداية
الجميع، لأنّ في
ذلك خدمة لدين
الله تعالى.
|