الهدف:
تعريف الناس أنّ
مغفرة الله هي الهدف الذي
ينبغي بلوغه في أيام
وليالي شهر رمضان المبارك
وحثّهم عليه.
تصدير
الموضوع:
"إلهي وسيدي ومولاي،
وعزّتك وجلالك، لئن
طالبتني بذنوبي لاطالبنّك
بعفوك، ولئن طالبتني
بلؤمي لاطالبنّك بكرمك،
ولئن أدخلتني النار
لأخبرّن أهل النّار بحبّي
لك".
المدخل
أمل الإنسان المذنب
ورجاؤه الذي يطمح للوصول
إليه في أيام وليالي شهر
رمضان المبارك هو المغفرة،
يمسح بها ذنوبه، وينوّر
صحيفته، ويجبر ما فاته من
الخير، وبها يدرك المرء
قبول أعماله من صيام
وقيام.
محاور
الموضوع:
المغفرة هدف الصائم في
شهر رمضان
مرّ أنّ المغفرة هي الهدف
الأسمى الذي يسعى المسلم
في شهر رمضان لنيله، وقد
اعتبر رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم أنّ من لا
يدرك هذا الهدف يُكتب من
الأشقياء إذ قال: "إنّ
الشقيّ من حرم غفران الله
في هذا الشهر العظيم"1.
وهذا الهدف ورد في دعاء
وداع شهر رمضان: "فأسألك
بوجهك الكريم وكلماتك
التامّة، إن كان بقي عليّ
ذنب لم تغفره لي أو تريد
أن تعذّبني عليه أو
تقايسني به أن يطلع فجر
هذه الليلة أو يتصرّم هذا
الشهر إلّا وقد غفرته لي"2.
إذا حرم الإنسان المغفرة
في أيام وليالي شهر رمضان
المبارك رغم العطاءات
العظيمة والفيوضات
الواسعة ومضاعفة الأجر
وفتح أبواب الجنان وقبول
الأعمال وسوى ذلك ممّا
ورد في خطبة الرسول فإنّه
لن ينال المغفرة في غيره
من الأيام.
قال رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: "من
لم يغفر له في شهر رمضان
لم يغفر له إلى قابل إلّا
أن يشهد عرفة"3.
الإستغفار
أمّا كيف السبيل للوصول
الى هذا الهدف؟! فقد ورد
أنّ كثرة الإستغفار سفينة
الوصول إلى المغفرة في
هذا الشهر، فقد ورد في
خطبة الرسول صلى الله
عليه وآله وسلم: "إنّ
أنفسكم مرهونة بأعمالكم
ففكّوها باستغفاركم"4.
وعنه صلى الله عليه وآله
وسلم: "اكثروا من
الإستغفار فإنّ الله
تعالى لم يعلِّمكم
الإستغفار إلّا وهو يريد
أن يغفر لكم"5.
بركات الإستغفار
1- الإستغفار آلة النجاة:
فقد ورد عن أمير المؤمنين
علي عليه السلام: "العجب
ممن يهلك والمنجاة معه،
قيل ما هي ؟ قال
الإستغفار"6.
2- الإستغفار يفتح أبواب
السماء ويستجيب الله
لحاجات الإنسان الدنيويّة
والأخرويّة: قال تعالى:
﴿اسْتَغْفِرُوا
رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ
غَفَّارًا يُرْسِلِ
السَّمَاء عَلَيْكُم
مِّدْرَارًا
وَيُمْدِدْكُمْ
بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ
وَيَجْعَل لَّكُمْ
جَنَّاتٍ وَيَجْعَل
لَّكُمْ أَنْهَارًا﴾7.
3-الإستغفار يمنع نزول
العذاب: عن الإمام الباقر
عليه السلام:"كان رسول
الله صلى الله عليه وآله
وسلم والإستغفار لكم
حصنين حصينين من العذاب
فمضى أكبر الحصنين وبقي
الإستغفار، فأكثروا منه
فإنّه ممحاة للذنوب، قال
الله عزّوجلّ:
﴿مَا
كَانَ اللّهُ
لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ
فِيهِمْ وَمَا كَانَ
اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ
وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾8"9
.
وعن رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: "إدفعوا
أبواب البلايا
بالإستغفار"10.
4- العصمة من الشيطان: أي
عدم تسلّط الشيطان عليه،
فقد ورد عن رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم: "ثلاثة
معصومون من إبليس وجنوده:
الذاكرون لله، والباكون
من خشية الله،
والمستغفرون بالأسحار"11.
|