الهدف
إبراز أهميّة القناعة
وضرورتها في الحياة،
وجمال الإتّصاف بها.
تصدير الموضوع
"أعوذ بك من نفس لا تقنع
وبطن لا يشبع وقلب لا
يخشع"1.
المدخل
لا شكّ أنّ
للقناعة دوراً كبيراً في
لجم غرائز النفس
ومشتهياتها، وأنّه لولاها
تغدو حياة الإنسان مريرة
شاقّة لا يستطيع الإنسان
أن يملكها أو يتحكّم بها.
والقناعة تعني ترويض
النفس على الإكتفاء
بالمسائل الضرورية والتي
لا يمكن الإستغناء عنها،
وكبح جماحها عمّا سوى ذلك.
شكا رجل إلى أبي عبد الله
عليه السلام أنّه يطلب
فيصيب فلا يقنع، وتنازعه
نفسه إلى ما هو أكثر منه،
وقال: علّمني شيئاً أنتفع
به، فقال أبو عبد الله
عليه السلام : "إن كان
ما يكفيك يغنيك فأدنى ما
فيها يغنيك، وإن كان ما
يكفيك لا يغنيك فكلّ ما
فيها لا يغنيك"2.
محاور الموضوع
القناعة في القرآن
والقرآن الكريم يربّي
الإنسان على عدم الطمع
بما في أيدي الغير فيقول:
﴿وَلَا
تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ
إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ
أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ
زَهْرَةَ الْحَيَاةِ
الدُّنيَا﴾3.
سئل أمير المؤمنين عليه
السلام عن قوله تعالى:
﴿ومَنْ
عَمِلَ صَالِحًا مِّن
ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ
مُؤْمِنٌ
فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً
طَيِّبَةً﴾4
فقال: "هي القناعة
"5.
آثار القناعة في
الروايات
1- القناعة غنى:
عن الإمام الباقر عليه
السلام: "من قنع بما
رزقه الله فهو أغنى الناس"6.
أوحى الله إلى داوود عليه
السلام: "وضعت الغنى
في القناعة والناس
يطلبونه في كثرة المال
فلا يجدونه"7.
2- العيش الهنيء:
عن أمير المؤمنين عليه
السلام: "القناعة أهنأ
عيش"8.
وعنه عليه السلام: "أنعم
الناس عيشاً من منحه الله
القناعة وأصلح له زوجه"9.
3- هون الحساب: عن
رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم:" إقنع بما
أوتيته يخف عليك الحساب"10.
4- صلاح النفس: عن
الإمام علي عليه السلام:"
أعون شيء على صلاح النفس
القناعة"11.
القناعة صفة الأنبياء
مما ورد عن أمير المؤمنين
عليه السلام: "ولكن
الله سبحانه جعل رسله
أولي قوّة في عزائمهم،
وضَعِفَةً فيما ترى
الأعين من حالاتهم، مع
قناعةٍ تملأ القلوب
والعيون غنى، وخصاصة
تملاء الأبصار والأسماع
أذى"12.
عليّ عليه السلام
المثل الأعلى في القناعة
جسّد الإمام علي عليه
السلام المثل الأعلى في
القناعة بالكفاف والرضا
بأبسط العيش، فقد ورد عنه
عليه السلام: "وأيم
الله - يميناً استثني
فيها بمشيئة الله -
لأروضنّ نفسي رياضةً تهشّ
معها إلى القرص إذا قدرت
عليه مطعوماً، وتقنع
بالملح مأدوماً"13.
وممّا كان يحاسب أصحابه
وولاته إذا خرج أحدهم عن
حدّ القناعة ما كتبه الى
شُريح عندما بلغه أنّه
اشترى داراً في عهده: "اشترى
هذا المغترّ بالأمل، من
هذا المزعج بالأجل هذه
الدار بالخروج من عزّ
القناعة، والدخول في ذلّ
الطلب والضراعة"14.
|