الهدف
تربية الناس على ضرورة
المراقبة والمحاسبة
لأعمالهم، وأنّ الغفلة
تسقط الإنسان في الضياع
والإنحراف عن جادة الطاعة.
تصدير الموضوع:
"أم لعلّك رأيتني في
الغافلين فمن رحمتك
آيستني".
المدخل
إنّ معنى الغفلة واقعاً
هو قلّة التبصّر وعدم
تأثّر الإنسان بالآيات
والعبر التي تجري حوله،
وذلك لقسوة قلبه وركونه
الى الدنيا فيعمى عن هذه
الآيات رغم إحاطته بها.
قال تعالى:
﴿فَإِنَّهَا
لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ
وَلَكِن تَعْمَى
الْقُلُوبُ الَّتِي فِي
الصُّدُورِ﴾1.
وقال تعالى:﴿لَقَدْ
كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ
هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ
غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ
الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾2.
محاور الموضوع
عاقبة الغفلة
1- الخروج من الرحمة
الإلهيّة: من الطبيعيّ
أن أمل الإنسان في نجاته
هو الرحمة الإلهيّة، عليه
فاليأس منها معناه شمول
العقاب له،كما ورد في
الدعاء "أم لعلّك
رأيتني في الغافلين فمن
رحمتك آيستني"3.
2- النار عاقبة الغافلين:
أكّد الله تعالى سوء
المصير في الآخرة لأهل
الغفلة، قال تعالى:
﴿وَلَقَدْ
ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ
كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ
وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ
لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا
وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ
يُبْصِرُونَ بِهَا
وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ
يَسْمَعُونَ بِهَا
أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ
بَلْ هُمْ أَضَلُّ
أُوْلَـئِكَ هُمُ
الْغَافِلُونَ﴾4.
وقال تعالى:
﴿َإنَّ
الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ
لِقَاءنَا وَرَضُواْ
بِالْحَياةِ الدُّنْيَا
وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا
وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ
آيَاتِنَا غَافِلُونَ
أُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمُ
النُّارُ بِمَا كَانُواْ
يَكْسِبُونَ﴾5.
3- قساوة القلب:
عن الإمام الباقر عليه
السلام:"إيّاك والغفلة
ففيها تكون قساوة القلب"6.
علامات الغافل
وهي الأمور التي
يراقبها الإنسان في نفسه
حتى لا ينزلق إلى دائرة
الغافلين وهو لا يشعر،
ومنها:
1- عدم الإستعداد: عن
الإمام علي عليه السلام:
"ويلٌ لمن غلبت
عليه الغفلة فنسى الرحلة
ولم يستعدّ"7.
2- الإغترار بالدنيا:
عن الإمام علي عليه
السلام:" سكر الغفلة
والغرور أبعد إفاقة من
سكر الخمور"8.
وقال تعالى:﴿أَلْهَاكُمُ
التَّكَاثُرُ حَتَّى
زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ﴾9.
3- اللهو والسهو والنسيان:
ورد عن الإمام الصادق
عليه السلام:
"قال لقمان لابنه:
لكلّ شيء علامة يعرف بها
ويشهد عليها.......
وللغافل ثلاث علامات:
اللهو والسهو والنسيان"10.
علاج
الغفلة
1- محاسبة النفس: عن
أمير المومنين عليه
السلام: "من حاسب نفسه
ربح، ومن غفل عنها خسر"11
عن الإمام الكاظم
عليه السلام: "أنّه
قال: يا هشام ليس منّا من
لم يحاسب نفسه في كلّ يوم،
فإن عمل حسنةً استزاد منه،
وإن عمل سيئةً استغفر
الله منها وتاب"12.
2- المراقبة: أي
التدقيق ومراعاة أمانة
الرسالة في كافّة أفعاله
قال تعالى:
﴿وَالَّذِينَ
هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ
وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ﴾13،
وأمّا مع النسيان
والتفريط فإنّ الجزاء
سيكون حرمان الرضا
والرضوان كما عبّر تعالى:﴿نَسُواْ
اللّهَ فَنَسِيَهُمْ﴾14.
3- التفكّر:
أي التأمل في هذا الوجود
وأسراره، قال الإمام
الحسين عليه السلام: "متى
غبت حتى تحتاج إلى دليل
يدلّ عليك، ومتى بعدت حتى
تكون الآثار هي التي توصل
إليك، عميت عين لا تراك
عليها رقيباً، وخسرت صفقة
عبدٍ لم تجعل له من حبّك
نصيباً..."
4- تذكّر الموت:
عن الإمام علي عليه
السلام:
"أوصيكم بذكر
الموت وإقلال الغفلة عنه،
وكيف غفلتم عمّا ليس
يُغفلكم"15.
|