الهدف:
التذكير بأنّ الإنسان
المؤمن العاقل هو الذي
يستعدّ للموت وسكراته
والقبر وأهواله والحياة
الآخرة قبل فوات الأوان.
تصدير الموضوع:
"وما لي لا أبكي وقد
خفقت عند رأسي أجنحة
الموت".
المدخل
- الموت يقين لا شك فيه
وواقع لا مفرّ منه وقضاء
لا مردّ له وحقيقة لا ريب
فيها، وقد ورد في دعاء
الصباح: "فيا من توحّد
بالعزّ والبقاء وقهر
عباده بالموت والفناء"1.
محاور الموضوع:
الإستعداد للموت
روي أنّ الإمام الصادق
عليه السلام رأى في أحد
الأيام رجلاً قد مات ابنه
وجزع لذلك جزعاً شديداً
ونفذ صبره، فقال له
الإمام عليه السلام: "جزعت
للمصيبة الصغرى وغفلت عن
المصيبة الكبرى، لو كنت
لما صار إليه ولدك
مستعدّاً لما اشتدّ عليك
جزعك، فمصابك بترك
الاستعداد أعظم من مصابك
بولدك"2.
الإستعداد للموت يعني
المعرفة الحقّة بعقبات
الموت وأهواله وعقباته
ومنازله وحقيقة ما
سيواجهه كلّ إنسان،
ومعرفة الأمور التي تنجيه،
وإستشعار نفسه التقصير
الدائم والتفكير المستمر
بالموت وما يستتبعه من
عظائم الأمور.
الحرص على سلامة الدين
الإستعداد للموت يعني أن
يبقى الإنسان على سلامة
في دينه حتى إذا ما وافاه
الموت في أي حين كان
مستعّداً، وهذا ما سأل
عنه الإمام علي عليه
السلام بعدما أخبره رسول
الله صلى الله عليه وآله
وسلم أنّه ينبعث إليه
أشقى الأوّلين
والآخرين فيضربه بالسيف
على هامة رأسه فقال أمير
المومنين عليه السلام "أو
يكون ذلك في سلامة من
ديني"3.
عليّ الأكبر عندما يسأل
والده عندما قال: كأنّي
بهاتف يقول القوم يسيرون
والمنايا تسير معهم، سأله:
أولسنا على الحقّ ؟ فقال
عليه السلام: نعم، فقال
علي الأكبر: إذن لا نبالي
أوقعنا على الموت أم وقع
الموت علينا.
بعض العقبات والأهوال
التي وردت في الدعاء:
القدر المحتوم:
وما لي لا أبكي وقد خفقت
عند رأسي أجنحة الموت.
الجهل بمصيره: وما
لي لا أبكي ولا أدري إلى
ما يكون مصيري.
شدّة الاحتضار:
فما لي لا أبكي أبكي
لخروج نفسي.
أهوال القبر: أبكي
لظلمة قبري ابكي لضيق
لحدي.
المساءلة والمحاسبة:
أبكي لسؤال منكر ونكير
إيّاي.
البعث والنشور:
أبكي لخروجي من قبري
عرياناً ذليلاً حاملاً
ثقلي على ظهري.
الوحدة وانشغال الخلق
عنه: أنظر مرة عن
يميني وأخرى عن شمالي إذ
الخلائق في شأن غير شأني4.
الأنس
بالموت
إنّ الإستعداد للموت قد
يرتقي الى درجة الأنس
والرغبة في الإنعتاق من
سجن الدنيا والبدن الى
رحاب الرحمة الإلهيّة،
وذلك عندما يصبح الموت
معبراً للقاء الله والفوز
برضوانه والنعيم الخالد.
عن الإمام علي عليه
السلام:" والله لابن
أبي طالب لآنس بالموت من
الطفل الرضيع بثدي أمّه"5.
|