الهدف:
التركيز على ضبط اللسان
وعدم الإنسياق في منزلقات
الكلام وإسفافاته.
تصدير الموضوع:
"ولك الحمد على بسط
لساني، افبلساني هذا
الكالّ اشكرك، أم بغاية
جهدي في عملي أرضيك، وما
قدر لساني يا ربّ في جنب
شكرك".
المدخل
نعمة اللسان والبيان
من أهمّ النعم التي أنعم
الله بها على الإنسان،
بها تتعارف الناس وتتحاور
وتتفاهم، ومن خلالها
تُعرف شخصيّة المرء
ومكنوناتها.
عن الإمام علي عليه
السلام: "تكلّموا
تعرفوا، فإنّ المرء مخبوء
تحت لسانه"1.
تكمن أهميّة ضبط
اللسان في كونه مفتاحاً
لصلاح وإيمان المرء، كما
أنّه مفتاح للشرّ ودخول
النار، فقد قال صلى الله
عليه وآله وسلم:" لا
يستقيم إيمان عبد حتى
يستقيم قلبه، ولا يستقيم
قلبه حتى يستقيم لسانه"2.
محاور
الموضوع:
ضوابط اللسان
تناولت أحاديث الرسول
وأهل بيت العصمة ضرورة
التحكّم بهذه النعمة
الإلهيّة، ووضعت جملة من
الضوابط والقيود التي
تنجي أصحابها من الأذى في
الدنيا والنار في الآخرة،
وهنا نورد ما جاء في
رسالة الحقوق للإمام
السجّاد عليه السلام:"حقّ
اللسان إكرامه عن الخنا،
وتعويده الخير، وترك
الفضول التي لا فائدة لها،
والبرّ بالناس، وحسن
القول فيهم"3.
1- ضبط اللسان:
قال رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: " وهل
يُكبّ الناس في النار إلاّ
حصائد ألسنتهم، قيل لرسول
الله صلى الله عليه وآله
وسلم: ما النجاة؟ قال:
أملك عليك لسانك"4.
وورد
عن الإمام علي عليه
السلام: "لسان العاقل
وراء قلبه، وقلب الأحمق
وراء لسانه"5.
2- عدم الكلام فيما لا
يعنيك: قال الإمام
الحسين عليه السلام يوماً
لابن عباس: "لا تتكلمنّ
فيما لا يعنيك فإنّي أخاف
عليك الوزر، ولا تتكلّمن
فيما يعنيك حتى ترى
للكلام موضعا"6.
من الآفات التي يعيشها
مجتمعنا اليوم، والتي
تحتاج الى معالجة وتوعية
أنّ كثيراً من الناس
يعتبرون أنّ كثرة الكلام،
والمشاركة في أيّ حديث،
والخوض في الجدال، وتعبئة
السهرات والجلسات بلغو
الكلام من الفضائل التي
يُنظر الى صاحبها بإكبار
وإعجاب، في حين أنّ كثرة
الكلام باب الى كثرة
الخطأ وكثرةالذنوب.
3- مداومة المرء على
جميل الكلام: "عوّد
لسانك لين الكلام وبذل
السلام يكثر محبّوك ويقلّ
مبغضوك"7.
4- الإبتعاد عن الكلام
المسيء: فمن الضروري
للإنسان المؤمن اختيار
ألفاظه ومفرداته وعباراته،
وترك الكلام الجارح أو
المبطّن أو الذي يحتمل
التأويل.
5- الإبتعاد عن السبّ
واللعن والشتم ولو مازحاً:
ورد في الحديث: " ليس
المؤمن بالطعّان ولا
اللعّان ولا الفاحش ولا
البذيء"8.
عذاب اللسان
وإنّما اشتدّ عذاب اللسان
يوم القيامة، لما للكلام
من آثار عظيمة وخطيرة قد
تؤدّي الى بلاءات وكوارث
بل وحروب ودمار.
عن الإمام الباقر عليه
السلام: "يعذّب الله
اللسان بعذاب لا يعذّب به
شيئاً من الجوارح، فيقول:
يا ربّ عذّبتني بعذاب لم
تعذّب به شيئاً من
الجوارح؟ فيُقال له: خرجت
منك كلمةٌ فبلغت مشارق
الأرض ومغاربها، فسفك بها
الدّم الحرام، وانتهب بها
المال الحرام، وانتهك بها
الفرج الحرام"9.
|