المناسبة: وفاة
السيّدة خديجة الكبرىرضي
الله عنها.
التاريخ: السابع من
شهر رمضان المبارك.
الهدف:
التعريف بالجوانب المشرقة
للسيّدة خديجة رضي الله
عنها وعلوّ شأنها،
ومساهماتها في نجاح
الدعوة.
تصدير
الموضوع:
قال تعالى:
﴿وَالسَّابِقُونَ
السَّابِقُونَ *
أُوْلَئِكَ
الْمُقَرَّبُونَ﴾1.
المدخل
من الضروري الإلمام
الواسع بعظمة هذه
الشخصيّة التاريخيّة
وأسبقيّتها في حمل أعباء
الرسالة مع النبي صلى
الله عليه وآله وسلم،
ودورها الفعّال في دفع
عجلة الرسالة الى الأمام،
والوفاء لجهادها وبذلها
وتضحياتها مع بدايات
الدعوة، وتخليداً لها،
وتقديمها كنموذج للإقتداء
لا سيّما في حياة المرأة.
محاور
الموضوع:
إسلامها وإيمانها
كانت أوّل الناس تصديقاً
بنبوّة رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم،
وإيماناً برسالة الإسلام
من النساء، كما كان
الإمام علي عليه السلام
أوّل المؤمنين من الرجال،
وقد تشرّفت بمنقبة الوضوء
وصلّت مع رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم في
أوّل يوم نزلت فيه فريضة
الصلاة2.
وكانت أول من بايع علياً
عليه السلام بعد إسلامها
فقد قال لها رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم:
"يا خديجة هذا عليّ
مولاك ومولى المؤمنين
وإمامهم بعدي، فقالت:
صدَّقتُ يا رسول الله، قد
بايعته على ما قلت"3.
منزلتها ومقامها
وقد اعتبر رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم يوم
وفاتها يوم مصيبة على
الأمّة نظراً لدورها
وجهادها في سبيل الدعوة
إذ قال: "اجتمعت على
هذه الأمّة في هذه الأيام
مصيبتان (أي وفاة السيدة
خديجة ووفاة أبي طالب) لا
أدري بأيّهما أنا أشدّ
جزعاً"4.
وورد عن رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم: "إنّ
أفضل نساء أهل الجنّة
أربع: خديجة بنت خويلد
وفاطمة بنت محمّد ومريم
بنت عمران وآسية بنت
مزاحم امرأة فرعون"5.
جهادها وبذلها مالها
في الدعوة
تبرعها بمالها: "والله
يا محمّد إنّ مالي وعبيدي
وجميع ما أملك وما هو تحت
يدي فقد وهبته لمحمّد
إجلالاً وإعظاماً له"6.
قال رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: "ما
نفعني مال قطّ كما نفعني
مال خديجة"، وهذا
الموقف الكريم منها مدحه
الله تعالى بقوله:﴿وَوَجَدَكَ
عَائِلًا فَأَغْنَى﴾7
أي بمال خديجة8
.
فقد كان رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم يفكّ
من مالها الغارم والعاني
ويحمل الكلّ ويعطي في
النائبة ويرفد فقراء
أصحابه ويحمل من أراد
منهم الهجرة9
.
وقد كان لمالها الفضل في
صمود المسلمين عندما
حاصرتهم قريش في شعب أبي
طالب، فقد ورد أنّ خديجة
وأبو طالب أنفقا جميع
مالهما10.
ومن جهادها أنّها آثرت
الحصار في شعب أبي طالب
رغم صعوبة العيش وتحملها
الجوع والعطش وحرارة
الشمس وعزلتها عن قومها
على الحياة الهانئة
المرفّهة التي كانت تحظى
بها، وما ذلك إلاّ مواساةً
لرسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم وانتصاراً
للرسالة.
مقامها في الآخرة
عند اشتداد مرضها أتى
جبرائيل رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم وقال
له: "يا رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم، هذه
خديجة قد أتتك ومعها إناء
فيه إدام ـ أو طعام أو
شراب ـ فإذا هي أتتك
فاقرأ عليها السلام من
ربّها ومنّي وبشّرها ببيت
في الجنّة"11.
|