المناسبة: وفاة
أبي طالب.
التاريخ: العاشر
من شهر رمضان المبارك.
الهدف:
التعريف بشخصيّة أبي طالب
وأهمّ مواقفه الرساليّة
ودوره في إعلاء صوت
الرسالة ومؤازرته للنبي
صلى الله عليه وآله وسلم.
تصدير
الموضوع:
قال رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: "هبط
عليّ جبرائيل فقال لي: يا
محمّد إنّ ربّك يقرئك
السلام ويقول: إنّي قد
حرّمت النار على صلب وبطن
حملك وحجر كفلك......
وأمّا حجر كفلك فحجر أبي
طالب"1.
المدخل
أبو طالب: اسمه عبد
مناف بن عبد المطلب بن
هاشم، ومن ألقابه أبو
طالب وسيّد البطحاء وشيخ
قريش ورئيس مكّة وبيضة
البلد والشيخ وشيخ
الأباطح2.
كان يتمتّع بشخصيّة
ومهابة في نفوس قومه،
وكان طاهراً مستقيماً
يقلّدونه في أفعاله ولا
يتقدّمونه في أمر إلاّ
بعد أن يستشيروه، وكانت
رئاسة قريش له بعد عبد
المطلب، وكان أمره
نافذا3ً.
محاور
الموضوع:
القنوط من الكبائر
علاقته بالرسول صلى الله
عليه وآله وسلم
كفل أبو طالب رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم
بطلبٍ من عبد المطلب فكان
عنده كأحد أبنائه، بل كان
يتقدّمهم في الرعاية
والعطف والمودّة، فكان
ينام بجنبه، وإذا خرج
يخرجه معه، وكان يخصّه
بالطعام، فشبّ رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم
عند أبي طالب يكلؤه
ويحفظه ويحوطه من أمور
الجاهليّة ومعائبها لما
يريد من كرامته4.
وفي روايةٍ أنّ جبرائيل
نزل ليلة وفاة أبي طالب
فقال: يا محمّد أخرج
من مكّة، فما لك بها ناصر
بعد أبي طالب5.
نصرته لرسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم
ولقد تجلّت نصرته
لرسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم من خلال
المواقف الداعمة له لا
سيّما والرسالة في
بداياتها، وفي كفّ أذى
قريش عنه، وأهمّ ما يمكن
إلفات النظر إليه:
1ـ تعزيزه واكرامه أمامهم:
فكان يقدمه في الحديث
على ساداتهم ولا يرضى
منهم بمقاطعته ويصدّقه
ويكذّبهم، حتى أنّ أبا
لهب حاول أن يعترض النبي
صلى الله عليه وآله وسلم
يوماً بالكلام فقال له
أبو طالب: أسكت يا أعور
ما أنت وهذا، ثمّ قال: لا
يقومنّ أحد، فجلسوا ثمّ
قال للنبي صلى الله عليه
وآله وسلم: قم يا
سيّدي فتكلّم بما تحبّ
وبلّغ رسالة ربّك فإنّك
الصادق المصدّق6.
2ـ دعوة اقربائه لنصرته:
كان أبو طالب يحثّ أبنائه
طالباً وعقيلاً وجعفراً
وعليّاً على الإيمان
برسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم والتصديق به
وشدّ إزره، فكان يقول
لعلي عليه السلام دائماً:
الزم ابن عمّك7.
3ـ وقوفه في وجه قريش:
فعندما عزمت قريش على
مواجهة النبي صلى الله
عليه وآله وسلم كان أبو
طالب بالمرصاد، يواجههم
ولا يستجيب لمطالبهم،
وتحدّى في ذلك وجهاء
القوم وساداتهم، كما أنّه
كان يدعوهم الى الإيمان
برسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم .
ومن مواقفه طلبه من
النجاشي إكرام مهاجري
الرسالة الى الحبشة8.
4ـ رفضه كافّة العروض
لإبعاده عن النبي صلى
الله عليه وآله وسلم:
وحاولت قريش إقصاء أبي
طالب وإبعاده عن النبي
صلى الله عليه وآله وسلم
من خلال عرضها عليه المال
وخيرة أبنائها وسلطانها
على أن يسلّمهم محمّداً
صلى الله عليه وآله وسلم
فواجههم وأحبط كيدهم
وأبطل مخطّطاتهم.
رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم ووفاة أبي طالب
وعند وفاة أبي طالب اقترب
رسول الله من الجنازة وهي
محمولة على الأكتاف وقال:
وصلتك رحم يا عمّ جزيت
خيراً، فلقد ربيّت وكفلت
صغيراً ونصرت وآزرت كبيراً،
ثمّ تبعه الى حفرته وقال
له: أما والله لأستغفرنّ
لك ولأشفعنّ فيك شفاعة
يعجب بها الثقلان9.
|