الهدف:
التذكير بعدم الركون الى
الدنيا وزخارفها والتعلّق
بها، وأنّ ذلك مما يبعد
عن الآخرة وأعمالها.
تصدير
الموضوع:
"سيدي أخرج حبّ الدنيا من
قلبي واجمع بيني وبين
المصطفى وآله".
المدخل
يصوّر القرآن الكريم
الدنيا بمجموعة من
الأوهام التي يحسبها
الإنسان قضايا مهمّة،
لكنّها في الواقع ليس لها
أيّ قيمة، والتعلّق بها
يؤدي إلى النار والعذاب
وخسران الآخرة كما قال
تعالى:
﴿اعْلَمُوا
أَنَّمَا الْحَيَاةُ
الدُّنْيَا لَعِبٌ
وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ
وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ
وَتَكَاثُرٌ فِي
الْأَمْوَالِ
وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ
غَيْثٍ أَعْجَبَ
الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ
ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ
مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ
حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ
عَذَابٌ شَدِيدٌ
﴾1.
محاور
الموضوع:
أخطار حبّ الدنيا في
النصوص:
1- حبّ الدنيا مصدر
الخطايا: لأنّ محبّ
الدنيا غافل عن آخرته،
ناسٍ لقاء ربّه، فقد ورد
عن أبي عبد الله عليه
السلام: "رأس كلّ
خطيئة حبّ الدنيا"2.
2- لا يجتمع حبّ الدنيا
مع حبّ الآخرة:
عن الإمام علي عليه
السلام: "إنّ الدنيا
والآخرة عدوّان متفاوتان
وسبيلان مختلفان، فمن أحبّ
الدنيا وتولّاها أبغض
الآخرة وعاداها، وهما
بمنزلة المشرق والمغرب
وماشٍ بينهما كلّما قرب
من واحد بعد عن الآخر،
وهما بعد ضرّتان"3.
3- ترك الاستعداد للآخرة:
وقد ورد في الحديث عن
مولانا الكاظم
عليه
السلام: "من أحبّ
الدنيا ذهب خوف الآخرة من
قلبه"4.
ومعناه ترك الإعداد
لأهوالها والعمل للنجاة
منها، فخوفها مقدّمة لذلك،
فإذا نزع الخوف لم يحذر
ليفاجأ بها.
4- حب الدنيا يضيّع
الدين: عن الإمام علي
عليه السلام: "ألا
وإنّه لا يضرّكم تضييع
شيء من دنياكم بعد حفظكم
قائمة دينكم، ألا وإنّه
لا ينفعكم بعد تضييع
دينكم شيء حافظتم عليه من
أمر دنياكم"5.
5- حبّ الدنيا تعلّق
بوهم: لأنّه تعلّق
بأمر فانٍ، عن أمير
المؤمنين عليه السلام: "ألا
وإنها ليست بباقية لكم
ولا تبقون لها....،
وسابقوا فيها الى الدار
التي دعيتم إليها
وإنصرفوا بقلوبكم عنها"6.
آثار حبّ الدنيا
ونقتصر هنا على ذكر
حديثين يبيّنان الآثار
التي يتركها حبّ الدنيا
على النفس الإنسانيّة:
الأول: مفسدة العقل:
ما روي عن الإمام علي
عليه السلام: "حبّ
الدنيا يفسد العقل، ويهمّ
القلب عن سماع الحكمة
ويوجب أليم العقاب"7.
والثاني:مجمع الرذائل:ما
روي عن الإمام الصادق
عليه السلام:"فمن
أحبّها أورثته الكبر، ومن
استحسنها أورثته الحرص،
ومن طلبها أورثته الطمع،
ومن مدحها أورثته الرياء،
ومن أرادها مكّنته من
العجب، ومن اطمأن إليها
أركبته الغفلة"8.
كيف ينبغي النظر إلى
الدنيا:
- دار تزود ومزرعة
للآخرة: عن الإمام
علي عليه السلام: "الدنيا
دار ممّر لا دار مقرّ،
فخذوا من دار ممرّكم
لمستقرّكم"9.
وعن الإمام الباقر عليه
السلام: "نعم العون
على الآخرة الدنيا"10.
وفي روايةٍ عن أبي يعفور:
"قلت لأبي عبد الله
عليه السلام: إنّا لنحبّ
الدنيا، فقال لي: تصنع
بها ماذا ؟ فقلت: أتزوّج
منها وأحجّ، وأنفق على
عيالي، وأنيل أخواني
وأتصدّق، قال لي: ليس هذا
من الدنيا، هذا من الآخرة"11.
- مخلوقة لغيرها:
عن الإمام علي عليه
السلام: "الدنيا خلقت
لغيرها ولم تخلق لنفسها"12
أي خلفت معبراً يعبر منها
الإنسان إلى آخرته.
|