الهدف:
التنبيه الى ضرورة مراقبة
النفس ومحاسبتها، وأنّ
الغفلة عنها تخرجها عن
مسار الطاعة الى الإنحراف
والضياع.
تصدير
الموضوع:
"لكن خطيئة عرضت وسوّلت
لي نفسي وغلبني هواي
وأعانني عليها شقوتي
وغرّني سترك المرخى علي".
المدخل
إنّ الفلاح والخسران
في الآخرة مرهونان بتزكية
النفس ومراقبتها أو تركها
ونسيانها، قال تعالى:
﴿قَدْ
أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا
وَقَدْ خَابَ مَن
دَسَّاهَا﴾1،
تماماً كعمليّة قيادة
السيّارة مثلاً، فإنّ عدم
التقيّد بضوابط
السلامة والعلامات
والإشارات يؤدي الى
الهلاك، وأنّ مراعاة هذه
الأمور يبقي الإنسان
سالماً.
محاور الموضوع:
تعريف النفس الأمارة
ممّا ورد في مناجاة
الشّاكين: إلهي إليك أشكو
نفساً بالسوء أمّارة،
وإلى الخطيئة مبادرة،
وبمعاصيك مولعة، ولسخطك
متعرّضة، تسلك بي مسالك
المهالك، وتجعلني عندك
أهون هالك، كثيرة العلل
طويلة الأمل، إن مسّها
الشرّ تجزع، وإن مسّها
الخير تمنع، ميّالة إلى
اللعب واللهو، مملوءة
بالغفلة والسهو، تُسرع بي
الى الحوبة (الإثم)،
وتسوّفني بالتوبة
2.
سبل تهذيب النفس
1- أداء الحقّ الإلهيّ:
أي توجه النفس إلى خالقها
مقرّةً بالعبودية له
مؤديةً ما عليها من
واجبات وفرائض، عن الإمام
علي عليه السلام:
"طوبى لنفس أدّت إلى
ربّها فرضها"3.
2- الإعراض عن الدنيا:
فلا يعطي لنفسه ما
تشتهيه من الدنيا غافلاً
عن آخرته، عن الإمام علي
عليه السلام: "لبئس
المتجر أن ترى الدنيا
لنفسك ثمنا"4.
3- ترك الذنوب: عن
الإمام علي عليه السلام:
"ترك الخطيئة أيسر من
طلب التوبة، وكم من شهوة
ساعة أورثت حزناً طويلا"5.
4- ورع واجتهاد وعفّة
وسداد: ويحدّد أمير
المؤمنين عليه السلام
المطلوب من عامّة الناس
على مستوى تربية النفس إذ
لا يمكن أن نرقى إلى ما
وصل إليه الإمام علي عليه
السلام، فيقول: "ألا
وإنّكم لا تقدرون على ذلك،
لكن أعينوني بورع واجتهاد
وعفّة وسداد"6.
بركات تهذيب النفس
1-الأمن يوم القيامة:
عن أمير المؤمنين عليه
السلام: "إنّما هي
نفسي أروّضها بالتقوى،
لتأتي آمنة يوم الفزع
الأكبر وتثبت على جوانب
المزلق"7.
2- الفلاح والفوز في
الآخرة: يقول الله
تعالى:﴿قَدْ
أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا﴾8.
3- القدرة على تربية
الآخرين وتزكيتهم:
ورد في مضامين بعض
الروايات أنّ نفسك التي
بين جنبيك فإن قدرت عليها
فأنت على غيرها أقدر وإن
عجزت عنها فأنت على غيرها
أعجز.
جسّد أمير المؤمنين عليه
السلام المثل الأعلى في
تزكية النفس، إذ قال: "لأروّضن
نفسي رياضة تهشّ معها إلى
القرص إذا قدرت عليه
مطعوماً، وتقنع بالملح
مأدوماً"9.
|