الهدف:
التعريف بهذه الفضيلة
ومؤشّراتها وعلاماتها
وانعكاساتها على السلوك
الفرديّ والجماعيّ.
تصدير الموضوع:
"اللهم إنّي أسالك أن
تملأ قلبي حبّاً لك،
وخشيةً منك، وتصديقاً
بكتابك، وإيماناً بك، يا
ذا الجلال والإكرام حبّب
إليّ لقاءك وأحبب لقائي،
واجعل لي في لقائك الراحة
والفرج والكرامة".
المدخل
الحبّ بمعنى الميل،
ومفهوم حبّ الله يعني
إفراغ القلب من سواه،
وعدم تعلّقه إلّا بما
يقرّب منه ويجلب رضاه،
وبالتالي انعكاس ذلك
بالرغبة في ممارسة
الطاعات والقربات
والأعمال الصالحة.
محاور الموضوع:
معنى حبّ الله في
القرآن والسنّة
وقد عدّد الله تعالى بعض
الأمور التي قد يتعلّق
بها قلب الإنسان فتحرف
مساره عن الحبّ الحقيقيّ
لله، معتبراً أنّ ذلك
حائلٌ دون الهداية وبابٌ
إلى الفسق.
قال تعالى:
﴿قُلْ
إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ
وَأَبْنَآؤُكُمْ
وَإِخْوَانُكُمْ
وَأَزْوَاجُكُمْ
وَعَشِيرَتُكُمْ
وَأَمْوَالٌ
اقْتَرَفْتُمُوهَا
وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ
كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ
تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ
إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ
وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ
فِي سَبِيلِهِ
فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى
يَأْتِيَ اللّهُ
بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ
يَهْدِي الْقَوْمَ
الْفَاسِقِينَ﴾1.
وقد نصّ الإمام الصادق
عليه السلام على أهمّ
ضابطة يستطيع كلٌ منّا أن
يتبيّن مدى حبّه لله، وهل
أنّ قلبه متعلّق به أو
بسواه إذ قال: "دليل
الحبّ إيثار المحبوب على
من سواه"2.
وعن رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: "حبّ
الدنيا وحبّ الله لا
يجتمعان في قلب أبداً"3.
علامات حبّ الله
1- قيام الليل:
فيما أوحى الله الى موسى:
"كذب من زعم انّه
يحبّني فإذا جنّه الليل
نام عني أوليس كلّ محبّ
يحبّ خلوة حبيبه"4.
2- إتباع الرسول:
قال تعالى:
﴿قُلْ
إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ
اللّهَ فَاتَّبِعُونِي
يُحْبِبْكُمُ اللّهُ5﴾.
3- إجهاد النفس في
الطاعات: عن رسول
الله صلى الله عليه وآله
وسلم: "القلب المحبّ
لله يحبّ كثيراً النصب
لله، والقلب اللاهي عن
الله يحبّ الراحة، فلا
تظن يا بن آدم أنّك تدرك
رفعة البر بغير مشقّة،
فإنّ الحقّ ثقيل مرّ"6.
4- بغض أهل المعاصي:
لأنّ بغضهم بغض لأعدائه،
وبغض أعدائه قرب منه، عن
الإمام الصادق عليه
السلام: "طلبت حبّ
الله فوجدته في بغض أهل
المعاصي"7.
بركات حب الله
1- محبّة الله: في
حديث قدسي رواه رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم:
"ما تحبّب عبدٌ إليّ
بشيء أحبّ إليّ ممّا
افترضته عليه، وإنّه
ليتحبّب إليّ بالنافلة
حتى
أحبّه، فإذا أحببته
كنت سمعه الذي يسمع به
وبصره الذي يبصر به
ولسانه الذي ينطق به ويده
التي يبطش بها ورجله التي
يمشي بها، إذا دعاني
أجبته وإذا سألني أعطيته"8.
2- غفران الذنوب:
قال تعالى:
﴿قُلْ
إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ
اللّهَ فَاتَّبِعُونِي
يُحْبِبْكُمُ اللّهُ
وَيَغْفِرْ لَكُمْ
ذُنُوبَكُمْ﴾9.
3- الغنى عن الناس:
عن رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم: "من
آثر محبّة الله على محبّة
نفسه كفاه الله مؤونة
الناس"10.
عبادة المحّبين
مّما ورد في صحيفة إدريس:
"طوبى لقومٍ عبدوني
حبّاً واتخذوني إلهاً
وربّاً سهروا الليل
ودأبوا النهار طلباً
لوجهي، من غير رهبة ولا
رغبة ولا لنار ولا جنّة،
بل للمحبّة الصحيحة
والإرادة الصريحة
والإنقطاع عن الكلّ إليّ....."11.
ورد في الزيارة الجامعة "السلام
على الدعاة الى الله.......
التامّين في محبّة الله".
|