المناسبة: شهادة
الزهراء عليها السلام
التاريخ: 3 جمادى الثانية
سنة 11 هـ.
تشرّفت بالسيدة الزهراء
عليها السلام أسماء عديدة
تعبِّر عن جانبٍ من
مقامها الكبير نتعَّرض
هنا للإشارة إلى بعضها:
الحوراء الإنسيّة:
وهو الاسم الذي سمَّاها
به أبوها المصطفى صلى
الله عليه وآله وسلم
معلّلاً له بقوله: "
لمَّا تزوجتُ خديجة، عرج
بي إلى السماء فانطلق بي
جبرائيل عليه السلام إلى
شجرة طوبى يستظلّ بظلّها
فتناول جبرائيل من ثمرها
فناولنيه، فأكلت فصارت
نطفة في صلبي، فواقعت
خديجة، فَوَلَدَت فاطمة،
فإذا اشتقت إلى الجنّة
شممتها ففاطمة حوراء
إنسيّة"1.
المحدّثة:
وسمِّيِت بهذا الاسم
لدورها في نشر تعاليم
الإسلام وأحاديث أبيها
الأكرم صلى الله عليه
وآله وسلم لا سيَّما
للنساء المؤمنات، فقد ورد
أنّ الإمام الباقر عليه
السلام سئل بعض المسائل
فأجاب وأردف:
" إنّ رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم كان يأمر
بذلك فاطمة، وكانت تأمر
بذلك المؤمنات"2.
وورد أيضاً في سرِّ هذا
الاسم أنّها عليه السلام
كانت بكرامة من الله
تعالى تحدِّث أمها خديجة
الكبرى وتؤنسها وهي في
بطنها، ففي الرواية أنّ
النبي صلى الله عليه وآله
وسلم لما قاطعت نساء قريش
السيدة خديجة (رضوان الله
عليها) سمعها تتحدّث ولا
أحد معها فسألها من
تحدِّثين؟ قالت:
" الجنين الذي في بطني
يحدِّثني ويؤنسني".فقال
صلى الله عليه وآله وسلم
لها:
" يا خديجة، هذا جبرائيل
يخبرني أنّها أنثى وأنّها
النسلة الطاهرة الميمونة
وإنّ الله سيجعل نسلي
منها..."3.
الزكيّة الزاكية:
فقد كانت عليه
السلام المرأة الأولى في
تزكية نفسها فكانت كما
ورد في سيرتها تصلّي
وتُطيل القيام حتى
تتورَّم قدماها، وكانت
إذا قامت إلى الصلاة
تتغيَّر معالمها من خشية
الله.وقد شهد بتزكية
نفسها القريب والبعيد فعن
الحسن البصري: لم يكن في
الأمّة أعبد من فاطمة
عليه السلام.ومن قصص
عبادتها لله تعالى والتي
لم تكن فيها تنسى
المؤمنين ما ورد عن
الإمام الحسن المجتبى
عليه السلام أنّه قال:
" رأيت أمّي فاطمة قامت
في محرابها ليلة جمعتها
فلم تزل راكعة ساجدة حتى
اتضح عمود الصبح وسمعتُها
تدعو للمؤمنين والمؤمنات،
وتسمّيهم، وتكثر الدعاء
لهم ولا تدعو لنفسها بشيء"،
فقلت لها: " يا أمّاه،
لمَ لا تدعين لنفسك كما
تدعين لغيرك؟! فقالت:
" يا بني الجار ثمّ
الدار"4.
الشهيدة:
ففي زيارتها: " السلام
عليك أيّتها الصدِّيقة
الشهيدة"5.
لقد رحلت الصدّيقة الكبرى
إلى بارئها عقب سلسلة
أحداث مؤلمة بعد أن أوصت
أن تدفن سراً ليكون قبرها
المجهول علامة على الحقّ
فسلام عليها حوراء إنسيّة
زاكية زكيّة شهيدة وفاطمة
تفطم شيعتها من النار.
|