المناسبة: ولادة
الإمام الخميني قدس سره
التاريخ: 20 جمادى
الثانية
في مناسبة ولادة الامام
الخميني قدس سره نطلُّ
على جانب من كلام الإمام
الخامنئي دام ظله حول
شخصية الإمام الخميني
الراحل
قدس
سره والتي يعتبرها شخصية
تاريخية استثنائية لم
يشهد التاريخ مثلها،
فيقول:
الشخصية الفريدة:
" لا توجد عندنا شخصية
لا في زماننا هذا ولا في
الأزمان الماضية -فيما
عدا الأنبياء والأولياء
عليه السلام - تناظر
شخصية قائدنا الكبير
العزيز وإمامنا الفقيه
الجليل الذي كان من بين
ألمع الشخصيات وأبرز
الوجوه في هذا العالم،
ولا يوجد له نظير في
الوجوه البارزة المعروفة
في العالم المعاصر، فهو
إنسان تجتمع فيه شتى
الأبعاد ومختلف الصفات
وينعدم وجود مثله يجمع كل
هذه الصفات
الإيجابية،..لقد اجتمعت
في شخصية الإمام مجموعة
من الصفات النفيسة
والصفات السامية التي لم
تجتمع لقرون متمادية -إلاّ
بندرة- في إنسان واحد،
فقد كان يجمع قوة الإيمان
إلى قوة العمل الصالح،
والإرادة الفولاذية إلى
الهمة العالية، والصفاء
المعنوي والروحي إلى
الذكاء والكياسة، والتقوى
والورع إلى السرعة والحزم،
والهيبة ووقار القيادة
إلى الرقة والعطف والرأفة،
وهي صفات يندر اجتماعها
مرة واحدة".
السيطرة على النفس:
وفيما يرتبط بشدة ورع
الإمام وإرادته الصلبة
وتواضعه وصبره وحلمه،
يقول الإمام الخامنئي دام
ظله :
" كان -أي الإمام- يتحكّم
في أهوائه ويسيطر على
رغباته النفسية، ولم تكن
أهواؤه وميوله هي
المسيطرة عليه، وفي نفس
الوقت فإنه كان بمنتهى
التواضع، وفي قمة الصبر
والحلم، ولم تكن النوازل
الضخمة والوقائع
الكبرى تحدث الأمواج
المتلاطمة في بحر صبره
العظيم..فقد كان يتغلب
على المصائب، ولم يترك
العمل والسعي الدؤوب حتى
وهو في سن الشيخوخة".
ويعتبر الإمام الخامنئي
دام ظله أن الإنجازات
النجاحات الكبرى التي
حققها الإمام الخميني قدس
سره كانت بفعل ارتباط
الإمام بالله والتزامه
بالطاعات والتضرع
والإستغفار والمناجاة
والدعاء والتوسل، وبفعل
إخلاصه وطهارة ذاته وصفاء
نيته وتربيته لنفسه
بإستمرار.
يقول دام ظله : " إنني
أعتقد أن إمامنا العظيم
الذي لا نجد له نظيراً
بين أناس هذا الزمان،
ويأتي من حيث المنزلة بعد
أئمة الهدى وأولياء الله،
لو لم يكن من أهل التضرع
والاستغفار والاستقامة
والبكاء والمناجاة
والدعاء والتوسل، لكان من
المستبعد أن يحصل على كل
هذا التوفيق من قبل الله
تبارك وتعالى، وإن النجاح
الذي حققه هذا الإنسان
الفذ رهين إلى حد كبير
بهذا الارتباط بالله،
ورهين بانفتاح قلبه على
مصراعيه على الحضرة
الإلهية والتزامه دائماً
بالاستغاثة والمناجاة
والدعاء وأمثال هذه
الطاعات".
علاقة التقوى بالنصر:
ويقول دام ظله : "
كلنا نحتاج إلى إحداث
التغيير في أخلاقنا
وأمورنا الروحية وإنني
كثيراً ما خطر في ذهني
طوال هذه السنوات
المنصرمة أن قسماً مهماً
من انتصاراتنا ناشئ من
القضايا الروحية والمزايا
المعنوية التي كان يتمتع
بها سماحة الإمام شخصياً،
فذلك الإنسان الجليل الفذ
- وعلاوة على كونه حقاً
وإنصافاً ينطوي على ذات
طاهرة، وكل الذين يعرفونه
منذ زمن طويل يؤكدون أنه
كان شخصاً مميزاً أخضع
نفسه لأنواع التربية
والرياضات الروحية، وأتعب
نفسه في بناء ذاته - لم
يتوقف عن مسيرة التكامل
بل كان في حالة تطور دائم
وتكامل مستمر..وهذا هو
حال الإنسان المؤمن فهو
يتقدم ويتطور بين لحظة
وأخرى، وهكذا كان الإمام
بالضبط وخصوصاً في مواقف
وأوقات خاصة مثل شهر
رمضان، حيث كان يمتنع في
هذا الشهر عن اللقاءات
العامة وينكب على نفسه
وينشغل بها، ولذلك فبعد
أن يلتقيه المرء بعد شهر
رمضان يحس أنه أصبح
نورانياً أكثرمما كان
عليه قبل شهر رمضان،
وأكثر توفراً على القضايا
المعنوية، ويقيناً أن
الكثير من النجاحات التي
حظيت بها الثورة وحققها
الشعب يعود الفضل فيها
إلى ذلك المركز الفوار
النيّر".
|