المناسبة: شهادة
الإمام الكاظم عليه
السلام
التاريخ: 25 رجب سنة 183
هـ
قال الله تعالى:﴿الَّذِينَ
يُنفِقُونَ فِي
السَّرَّاء وَالضَّرَّاء
وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ
وَالْعَافِينَ عَنِ
النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ
الْمُحْسِنِينَ﴾1
قراءة القرآن:
عُرف الإمام الكاظم عليه
السلام كبقيّة أئمّة أهل
البيت بالعلاقة الوطيدة
مع كتاب الله تعالى.فقد
ورد أنّه كان أحسن الناس
صوتاً بالقرآن وأحفظهم
لآياته، وكان عليه السلام
إذا قرأ القرآن يحزن،
ويبكي السامعون لتلاوته،
وقال أحد سامعيه يتلو
كتاب الله: " كانت
قراءته حزناً، فإذا قرأ
فكأنه يخاطب إنساناً".
عبادته:
وكان عليه السلام كثير
العبادة لله تعالى، غزير
الدمعة، يبكي من خشية
الله حتى تخضب لحيته
بالدموع، حتى سمّاه أهل
المدينة بـ(زين
المتهجّدين)، وورد أنّ
أحد العيون سمعه بعد
دخوله السجن يقول في
دعائه: " اللهمّ إنّك
تعلم أنّني كنت أسألك أن
تفرّغني لعبادتك، اللهمّ
وقد فعلت، فلك الحمد"2.
كما ورد أنّ الفضل بن
ربيع جلس على سطح مشرف
على المكان الذي سجن فيه
الإمام عليه السلام، وسأل
أحدهم: ماذا ترى ؟ فأجاب:
ثوباً مطروحاً.فقال له:
انظر حسناً، فتأمّل ذلك
الرجل فقال: رجل ساجد،
عندها قال له الفضل: هو
موسى بن جعفر، أتفقّده
الليل والنهار، فلم أجده
في وقت من الأوقات إلاّ
على هذه الحالة.إنّه يصلي
الفجر، فيعقّب إلى أن
تطلع الشمس، ثمّ يسجد
سجدة، فلا يزال ساجداً
حتى تزول الشمس.وقد وكّل
من يترصّد أوقات الصلاة،
فإذا أخبره وثب يصلّي من
غير تجديد وضوء وهو دأبه،
فإذا صلّى العتمة أفطر،
ثمّ يجدّد الوضوء، ثمّ
يسجد، فلا يزال يصلّي في
جوف الليل حتى يطلع
الفجر.كما روي أنّه عليه
السلام دخل مسجد رسول
الله صلى الله عليه وآله
وسلم فسجد سجدة في أوّل
الليل وسمع وهو يقول:
" عظم الذنب من عبدك
فليحسن العفو من عندك، يا
أهل التقوى، ويا أهل
المغفرة"3،
وجعل يردّدها حتى أصبح.
سجود الشكر:
وتحدّث أحد أصحابه قائلاً:
" كنت أسير مع أبي الحسن
عليه السلام في بعض أطراف
المدينة، إذ ثنى رجله عن
دابته، فخرّ ساجداً،
فأطال وأطال، ثمّ رفع
رأسه وركب دابّته، فقلت:
جعلت فداك، قد أطلت
السجود.
فقال عليه السلام: "
إنّني ذكرت نعمة أنعم
الله بها عليّ فأحببت أن
أشكر ربّي"4.
استغفاره:
وكان كثير الإستغفار وعنه
عليه السلام ورد: "
إنّي أستغفر الله في كلّ
يوم خمسة آلاف مرّة"5.
التوسّل بالإمام
الكاظم عليه السلام:
وعُرف عليه السلام بأنّه
باب الحوائج إلى الله
تعالى، فكان قبل شهادته
باباً لقضاء حوائج فقراء
أهل المدينة الذين كان
يحمل إليهم في الليل ما
يحتاجونه من دون أن
يعلموا من أيّ جهة هو،
وبقي بعد شهادته باباً
للحوائج إلى الله تعالى
كما يشهد بذلك القريب
والبعيد.
فقد روي أنّ امرأة شوهدت
في بغداد تهرول، فقيل لها
إلى أين؟ قالت: إلى موسى
بن جعفرفإنّه حُبس أبني،
فقال لها أحدهم: إنّه قد
مات في الحبس.فقالت: بحقّ
المقتول في الحبس أن
تريني القدرة.فإذا بإبنها
قد أطلق سراحه.
وفي تاريخ بغداد أنّ شيخ
الحنابلة الحسن بن
إبراهيم الخلاَّل قال: ما
همّني أمر فقصدت قبر موسى
بن جعفر عليه السلام
فتوسّلت به إلاّ سهّل
الله تعالى لي ما أحبّ.
|