المناسبة: ولادة
الإمام الحجة عجل الله
تعالى فرجه الشريف
التاريخ: 15 شعبان
ورد في زيارة آل ياسين أن
المؤمن الزائر يخاطب فيها
إمام زمانه عجل الله
تعالى فرجه الشريف قائلاً:
" ونصرتي لكم معدّة"
فكيف نكون صادقين في هذا
الخطاب؟.
ذكر أهل البيت عليه
السلام عناوين عديدة
ينبغي للمؤمن أن يحقّقها
في نفسه في عمليّة
الإعداد لنصرة صاحب الأمر
عجل الله تعالى فرجه
الشريف منها:
الإخلاص لله تعالى:
فالإمام الجواد عليه
السلام في حديثه عن
المنتظرين للإمام المهدي
عجل الله تعالى فرجه
الشريف يقول:"..ينتظر
خروجه المخلصون.."1،
وذلك لما
للإخلاص من دور في كمال
الفرد ولدوره في استنزال
المدد الغيبي والنصر
الإلهي على الأمة.
الجهوزية القتاليّة:
فقد ورد عن الإمام الصادق
عليه السلام: " ليعدّنّ
أحدكم لخروج القائم ولو
سهماً، فإنّ الله تعالى
إذا علم ذلك من نيته رجوت
لأن ينسىء في عمره حتى
يدركه فيكون من أعوانه
وأنصاره"2.
الثبات في الموقف:
فقد تحدّث أهل البيت عليه
السلام عن الابتلاء الذي
يبتلى به أصحاب الإمام
المهدي عجل الله تعالى
فرجه الشريف حتى عبّر
الإمام الصادق عليه
السلام عنه بقوله: "
إنّ أصحاب طالوت ابتلوا
بالنهر..وإنّ أصحاب
القائم عجل الله تعالى
فرجه الشريف يبتلون بمثل
ذلك"3.
وهذا الأمر بحاجة إلى
إعداد نفسي وروحي بالصمود
والثبات أمام الابتلاء،
ليكون في زمرة أصحاب
القائم عجل الله تعالى
فرجه الشريف الذين وصفوا
بثبات القلوب بقول الإمام
الصادق عليه السلام: "
إنّ قلب رجل منهم أشدّ من
زبر الحديد، لو مرّوا
بالجبال الحديد، لتدكدكت
لا يكفون سيوفهم حتى
يرضى الله عزّ وجلّ"4.
توّلي ولي الأمر في
غيبته والتبرؤ من أعدائه:
يشير الرسول الأكرم صلى
الله عليه وآله وسلم في
إحدى الروايات إلى
المدركين لظهور الإمام
مميزاً فئة منهم لم تتولَّ
الظالمين في غيبته كما
أنّها لم تعش الفراغ
السياسي على مستوى الولاء
للقيادة بل كانت تتولى
ولي الأمر الشرعي في غيبة
الإمام عجل الله تعالى
فرجه الشريف وتتبرّأ من
أعدائه فيقول صلى الله
عليه وآله وسلم مادحاً
هؤلاء: " طوبى لمن
أدرك قائم أهل بيتي وهو
مقتدٍ به قبل قيامه يتولى
وليَّه ويتبرّأ من عدوه"5.
وقد حدّد الإمام الحجة
عجل الله تعالى فرجه
الشريف الولي الذي على
المؤمنين توليه في غيبته
في المكاتبة الواردة عنه
وفيها: " أمّا الحوادث
الواقعة فارجعوا فيها إلى
رواة حديثنا فإنّهم حجتي
عليكم وأنا حجّة الله"6.
علاقة المؤمن بالإمام
الحجّة عجل الله تعالى
فرجه الشريف :
إنّ الارتباط بالإمام
الحجّة عجل الله تعالى
فرجه الشريف ليس ارتباطاً
بفكرة عقائديّة بل
بإنسان كامل حي جسداً
وروحاً يعيش بيننا يرانا
ونراه وهو إمام الأنس
والجن بل إمام الكون
وقوامه، فلو فقد من الأرض
ساعة لساخت بأهلها، وعليه
تعرض أعمالنا فيحزن
لسيئها ويفرح لما حسُن
منها، لذا فعند الحديث عن
آداب العلاقة معه -
أرواحنا له الفداء -
علينا أن نبتدئ بتطهير
نفوسنا والنظر في أعمالنا
مراقبةً ومحاسبةً لتكون
لائقة للعرض في محضر
الحجة عجل الله تعالى
فرجه الشريف .
يقول الإمام الخميني
قدس
سره: " علينا أن
ننظر في صحيفة أعمالنا
قبل أن تصل إلى محضر الله
ومحضر صاحب الزمان عجل
الله تعالى فرجه الشريف
وبعد النظر في صحيفة
الأعمال قد نكون لائقين
بجملة من آداب العلاقة مع
الإمام الأعظم نذكر منها:
1-
التشوّق
إلى رؤيته:
فقد ورد أنّ أمير
المؤمنين عليه السلام ذكر
المهدي عجل الله تعالى
فرجه الشريف من ولده
فأومأ إلى صدره شوقاً إلى
رؤيته.وعن الإمام الصادق
عليه السلام أنّه قال -
وهو يتشوّق لرؤيته -:"..ولو
أدركته لخدمته أيام حياتي.."7.
وعلَّمنا أهل البيت عليه
السلام أن ندعو الله
لرؤيته، ففي أدعيتهم:
" اللهمّ أرني الطلعة
الرشيدة والغرّة الحميدة،
واكحل ناظري بنظرة مني
إليه.."8.
" اللهم ونحن عبيدك
التائقون إلى وليّك
المذكّر بك وبنبيك.."9.
" اللهم أرنا وجه
وليّك الميمون في حياتنا
وبعد المنون.."10.
وورد في دعاء الندبة:"
هل إليك يا ابن أحمد من
سبيل فتُلقى"11.
2-
البكاء على فراقه:
فعن الإمام الصادق عليه
السلام: " والله
ليغيبن إمامكم سنيناً من
دهركم..ولتدمعن عليه عيون
المؤمنين.."12.
3-
الدعاء له:
لا سيما دعاء: " اللهمّ
كن لوليّك الحجّة بن
الحسن..."13.
4-
زيارته:
لا سيما زيارة آل ياسين
الواردة عن الإمام الحجّة
عجل الله تعالى فرجه
الشريف يعلمنا
فيها كيف نشعر بحضوره
فنقول: " السلام عليك
حين تقوم، السلام عليك
حين تقعد، السلام عليك
حين تقرأ وتبيّن، السلام
عليك حين تصلّي وتقنت
السلام عليك حين تركع
وتسجد"14.
5-
التوسّل به:
سواء في أمور الحياة
الدنيا كما توسّل به
الإمام القائد الخامنئي
المفدّى}في مسجد جمكران
من أجل نصر المقاومة
الإسلامية في حرب
نيسان.أو في أمور الآخرة
شفيعاً لنا كما في دعاء
التوسّل.
6-
الصلاة عليه:
فقد ورد استحباب الصلاة
عليه في أكثر من مورد كما
في دعاء الافتتاح
وكالصلاة الواردة: "
اللهم صل على الخلف
الصالح الهادي المهدي،
وإمام المؤمنين، ووارث
المرسلين، وحجّة ربّ
العالمين"15.
7-
القيام عند ذكر
اسمه:
لا سيما" القائم" فقد ورد
أنّ ذكر اسمه المبارك عجل
الله تعالى فرجه الشريف
في مجلس الإمام الصادق
عليه السلام فقام تعظيماً
واحتراماً له.
8-
التصدّق عنه:
فقد ورد في دعاء
التصدّق حين السفر: "
اللهمّ إنّ هذه لك ومنك
وهي صدقة عن مولانا محمّد
عجل الله تعالى فرجه
الشريف وصلّ عليه بين
أسفاره وحركاته وسكناته
في ساعات ليله ونهاره".
هذه بعض آداب العلاقة مع
الولي الأعظم عجل الله
تعالى فرجه الشريف نسأل
الله تعالى أن يوفّقنا
لتأديتها.
|