المناسبة: شهادة
الإمام الجواد عليه
السلام
التاريخ: 29 ذي القعدة
سنة 220هـ
تميّز الإمام الجواد عليه
السلام بتولّي زمام
الإمامة الإلهيّة وهو لم
يتجاوز الثامنة من عمره
الشريف ولعل هذا ما دعا
الحاكم العباسي المأمون
إلى تنظيم مناظرات بهدف
بيان إمكانيّة ظهور ضعف
علمي عند الإمام الجواد
عليه السلام، وبالتالي
سقوط أطروحة إمامة أهل
البيت عليه السلام التي
طالما أرّقته وأقلقته.
مناظرات الامام:
وفيما يروى في ذلك أنّ
المأمون قال لمن كان يعرف
بقاضي الزمان يحيى بن
أكثم: اطرح على أبي جعفر
محمّد بن الرضا مسألة
تقطعه فيها.
فكان من ابن أكثم أن سأل
الإمام الجواد عليه
السلام: ما تقول في محرِمٍ
قتل صيداً.
فأجابه الإمام
عليه السلام سائلاً
التفصيل:
قتله في حلّ أم حرم؟
عالماً أو جاهلاً؟ عمداً
أو خطأً؟ عبداً أو حراً؟
صغيراً أو كبيراً؟ مبتدئاً
أم معيداً؟ من ذوات الطير
أومن غيرها؟ من صغار
الصيد أو من كبارها؟ مصراً
عليها أو نادماً؟ بالليل
في وكرها أو بالنهار
عياناً؟ محرماً للعمرة
أوالحج؟1.
فتحيّر ابن أكثم
وانقطع انقطاعاً لم يخفَ
على أحد.
فقال المأمون
بعدها:
" ويحكم إنّ أهل هذا
البيت خُصّوا من بين
الخلق بما ترون من الفضل،
وإن صغر السن فيهم لا
يمنعهم من الكمال، أما
علمتم أنّ رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم
افتتح دعوته بدعاء أمير
المؤمنين علي بن أبي طالب
عليه السلام وهو ابن عشر
سنين وقبل الإسلام منه،
وحكم له به، ولم يدعُ
أحداً في سنّه غيره، أفلا
تعلمون الآن ما خصّ الله
به هؤلاء القوم، وأنّهم
ذريّة بعضها من بعض، يجري
لآخرهم ما يجري لأوّلهم.
شهادة الإمام:
هكذا واجه الإمام
الجواد عليه السلام
التحديات العلميّة
والثقافيّة
التي كانت تثار حوله من
أكبر شخصيّات علميّة تصل
إليها يد الدولة
العباسيّة، حتى أسقطها
وحوّلها إلى نقطة قوّة
وطريق لنشر الإسلام
الأصيل.حتى لم يبقَ أمام
العباسيّين إلاّ الأسلوب
القديم، أسلوب سفك الدماء
واغتيال الإمام عليه
السلام، فاستشهد عن عمر
لم يتجاوز الخمس وعشرين
عاماً، ليتحقّق ما أخبر
عنه والده الإمام الرضا
عليه السلام الذي قال:
" قد ولد لي شبيه موسى بن
عمران فالق البحار، وشبيه
عيسى بن مريم قدست أمٌ
ولدته، قد خلقت طاهرة
مطهرة، يقتل غصباً فيبكي
له وعليه أهل السماء
ويغضب الله تعالى على
عدوه وظالمه فلا يلبث إلاّ
يسيراً حتى يعجل الله به
إلى عذابه الأليم وعقابه
الشديد"2.
من وصاياه عليه السلام:
ورد أنّ رجلاً قال للإمام
الجواد عليه السلام: "
أوصني يا ابن رسول الله،
قال: أو تقبل؟.قال: نعم.
قال عليه السلام: "
توسّد الصبر، واعتنق
الفقر، وارفض الشهوات،
وخالف الهوى، واعلم أنّك
لن تخلُ من عين الله،
فانظر كيف تكون"3.
|