المناسبة: عيد
المقاومة التحرير
التاريخ: 25 أيار
أكّد القرآن الكريم أنّ
السبب الحقيقي لصنع النصر
هو الله تعالى فقال عزّ
وجلّ:﴿وَمَا
النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ
عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ
الْحَكِيمِ﴾1، كما
أكّد على حتميّةِ النصرِ
حينَ يأخُذُ المؤمنون
بأسبابهِ ويحقِّقون
شروطَه، وذلك بقوله تعالى:
﴿وَكَانَ
حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ
الْمُؤْمِنِينَ﴾2
أسباب النصر:
ومن مستنزِلات النصرِ
الإلهي أمور:
منها الولاية التي قرنها
الله تعالى بالنصر في
أكثر من آية
كقوله عزّ وجلّ:﴿..وَكَفَى
بِاللّهِ وَلِيًّا
وَكَفَى بِاللّهِ نَصِيرًا﴾3
ومنها الوحدة التي أكّد
الله عليها في قوله تعالى:
﴿إِنَّ
اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ
يُقَاتِلُونَ فِي
سَبِيلِهِ صَفًّا
كَأَنَّهُم بُنيَانٌ
مَّرْصُوصٌ﴾
4
ومنها الصبر الذي ربط
الله ُتعالى الغلبةَ به
في قوله جلَّ شأنهُ:
﴿فَإِن
يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ
صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ
مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن
مِّنكُمْ أَلْفٌ
يَغْلِبُواْ أَلْفَيْنِ
بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ
مَعَ الصَّابِرِينَ﴾5
لحفاظ على النصر:
وحينما ينزل الله ُتعالى
نصرَه، يبقى على الأمةِ
أن تحافِظَ على هذهِ
النعمةِ من خلال المحافظةِ
على قوَّتِها وثباتِها
كما يوضِّح لنا قائدُ
مسيرتنا الراحل الإمامُ
الخميني قدس سره
بقوله: " ما أكثرَ
الانتصاراتِ التي
تُحقِّقُها الشعوبُ ثمّ
تفقُدها نتيجةَ ضعفِها
وعدمِ ثباتِها على ما
حقَّقته".
فلئن كان النصرُ أمراً
يشكِّل تحقيقُه ميلاً
بشرياً تحبُّه وتطلبه
وترغبُ فيه كلّ المجتمعات،
كما يحدّثنا الله تعالى
بقوله:
﴿وَأُخْرَى
تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ
مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ
قَرِيبٌ﴾6،إلاّ
أنّ ما يكادُ بأهميّته
يفوقُ تحقيقَ النصرِ هو
المحافظةُ عليه وتثميرُه
وهو ما نبَّه إليه الإمام
الخميني قدس سره
بقوله: " استيقظوا فإنَّ
المحافظةَ على الانتصارِ
والثورةِ أصعبُ بكثيرٍ من
إحرازِ أصلِ الانتصارِ
والثورة".
من هنا، فمن المفيدِ
التأمّلُ ببعضِ العواملِ
التي تهدّدُ استمرارَ
النصر وهي:
1 – عدم الثبات على
المبادئ:
وعلى رأسِها الدافعُ
الإلهيُّ الذي هو سرُّ
الأسرارِ في تحقيق النصر،
حيث يقولُ تعالى:
﴿إِن
تَنصُرُوا اللَّهَ
يَنصُرْكُمْ﴾
7،وهذا
الثباتُ أيضاً هو سرُّ
الأسرار في الحفاظ على
النصر حيث يكمل تعالى
قائلاً:
﴿وَيُثَبِّتْ
أَقْدَامَكُمْ
﴾8
فلا تتزلزلُ الأقدامُ عن
قِممِ النصر إلى وديانِ
الهزيمةِ والفشل.
2 – النزاع والتفرّق:
فالوحدة ركن أساسي في
انتصار الشعوب كما أنّ
التفرّق
في المقابل يؤدّي إلى
الفشل والهزيمة: فقد قال
تعالى:﴿..وَلاَ
تَنَازَعُواْ
فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ
رِيحُكُمْ..﴾
9
ولأنّ وحدةَ القيادةِ
وطاعتَها يشكّلانِ عقدة
الوحدة صدّر الله تعالى
هذه الآية بقوله:﴿..يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُواْ أَطِيعُواْ
اللّهَ وَأَطِيعُواْ
الرَّسُولَ وَأُوْلِي
الأَمْرِ مِنكُمْ..﴾10
وقد أشار الإمام الخميني
قدس سره إلى خطورة
بثّ أجواء التفرقة بقوله:"..إنّ
كل ما لدينا اليوم هو في
معرض الخطر من جانب
الأصدقاء الجهلة الذين
يبثون التفرقة".
3 – الغرور بالنصر:
يقول الإمام الخميني قدس
سره :"..ما يقلقني هو
أن يكون شعبُنا مثلَ جيشٍ
فاتحٍ يصيبُهُ الغرورُ
بعد الفتحِ والتشتّتُ من
الداخل..".
حينما يأخذ الإنسانُ
بأسبابِ النصرِ الإلهيِّ
وعواملِ بقائِهِ، سوف يصلُ
إلى القوةِ التي قال عنها
الإمام الخميني قدس سره :
" إذا ثار شعبٌ وحافظ
على قوّةِ إيمانِهِ
عَجِزَتْ أيّةُ قوةٍ عن
مواجهتهِ".
|