المناسبة: شهادة
الإمام الرضا عليه السلام
التاريخ: 29 صفر 203 هـ
تجتمع في أواخر شهر صفر
مناسبات حزينة آخرها
مناسبة شهادة الإمام علي
بن موسى الرضا عليه
السلام الذي قضى حياته في
الدعوة إلى الله تعالى،
فعمل على نشر علوم ومعارف
الإسلام المحمدي الأصيل،
مغتنماً كلّ فرصة لذلك
فتجوَّل بين البلدان
مروِّجاً للشريعة
المقدّسة علم الامام، روي
أن محمّد بن عيسى
اليقطيني ذكر أنّ ما جمعه
من أجوبة الإمام الرضا
عليه السلام عن مسائل سئل
عنها يبلغ خمسة عشر ألف
مسألة.
وجالس الإمام عليه السلام
العلماء في مناظرات فريدة
وصفها أحدهم مبتدئاً بوصف
الإمام عليه السلام: "
ما رأيت أعلم من علي بن
موسى الرضا عليه السلام،
ولا رآه عالم إلاّ شهد
بمثل شهادتي،
ولقد جمع المأمون في
مجالس له عدداً من علماء
الأديان وفقهاء الشريعة
والمتكلّمين فغلبهم عن
آخرهم حتى ما بقي أحد
منهم إلاّ أقرَّ له
بالفضل وأقرَّ على نفسه
بالقصور ولقد سمعته يقول:
كنت أجلس معهم في الروضة،
والعلماء بالمدينة
متوافرون، فإذا أعيا
الواحد منهم عن مسألة
أشاروا إليَّ بأجمعهم
وبعثوا إليّ المسائل
فأجبت عنها!!"1.
عبادة الإمام عليه
السلام وأخلاقه:
وعُرِفَ الإمام الرضا
عليه السلام بأخلاقه التي
شهد بها القريب والبعيد
حتى قال المأمون: "
هذا خير أهل الأرض
وأعلمهم وأعبدهم"2،
وقال رجاء بن أبي الضحاك:
" فوالله ما رأيت رجلاً
كان أتقى لله منه ولا
أكثر ذكراً له في جميع
أوقاته منه، ولا أشدّ
خوفاً لله عزّ وجلّ"3.
وقد ورد عنه عليه السلام
في عبادته أنّه كان إذا
صلّى الفجر في أوّل وقتها
يسجد لربِّه فلا يرفع
رأسه إلى أن ترتفع الشمس
وكان
يكثر بالليل من تلاوة
القرآن فيختمه كلّ ثلاثة
أيّام وكان يقول: " لو
أردت أن أختمه في أقرب من
ثلاثة لختمت ولكنّني ما
مررت بآية قط إلاّ فكّرت
فيها، وفي أيّ شيء أنزلت،
وفي أيّ وقت، فلذلك صرت
أختم كلّ ثلاثة أيام"4.
وعن أخلاق الإمام عليه
السلام في تعامله مع
الآخرين قال إبراهيم بن
العباس: " إنّي ما
رأيت ولا سمعت بأحد أفضل
من أبي الحسن الرضا عليه
السلام وشهدت منه ما لم
أشهد من أحد، ما رأيته
جفا أحداً بكلام قط، ولا
رأيته قطع على أحد كلامه
حتى يفرغ منه وما ردَّ
أحداً عن حاجة قدر عليها
ولا مدّ رجليه بين يدي
جليس له قط ولا اتكى بين
يدي جليس له قط...ولا
رأيته يقهقه في ضحكه بل
كان ضحكه التبسّم وكان
إذا خلا ونصبت الموائد
أجلس على مائدته مماليكه
ومواليه حتى البواب
والسائس"5.
من وصاياه عليه السلام:
" اتقوا الله أيّها
الناس في نعم الله عليكم،
فلا تنفروها عنكم
بمعاصيه، بل استديموها
بطاعته وشكره على نعمه
وأياديه، واعلموا أنّكم
لا تشكرون الله بشيء بعد
الإيمان بالله ورسوله
وبعد الاعتراف بحقوق
أولياء الله من آل محمّد
صلى الله عليه وآله وسلم
أحبَّ إليكم من معاونتكم
لإخوانكم المؤمنين على
دنياهم التي هي معبر لهم
إلى جناب ربّهم، فإنّ من
فعل ذلك كان من خاصّة
الله"6.
|