تصدير الموضوع:
قال تعالى:
﴿وَيَزِيدُ
اللَّهُ الَّذِينَ
اهْتَدَوْا هُدًى
وَالْبَاقِيَاتُ
الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ
عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا
وَخَيْرٌ مَّرَدًّا﴾1.
الهدف:
التعريف ببعض الصفات التي
وردت في القرآن الكريم في
أهل العمل الصالح
والمصلحين.
المقدَّمة
ورد في القرآن الكريم في
المصلحين صفات متعددة
زيادةً على صفات أهل
العمل الصالح، ذلك أنّهم
لم يكتفوا بالعمل الصالح
لأنفسهم فحسب وإنما
توجّهوا لإصلاح المجتمع،
بالكلمة والعمل، ويتطلّب
منهم ذلك أن يكونوا في
موضع القدوة والريادة،
ومن السبّاقين إلى
الخيرات والباقيات
الصالحات.
فإنّ هذه الصفات يجب أن
تتوكّد وتتحقّق في
الإنسان المُصلح حتى يكون
صادقاً في دعوته، مُحقّاً
في قضيّته، فيؤمن به
الناس ويتبعوه.. وإلا كان
من الذين يقولون ما لا
يفعلون، وقد نهى الله عن
هذه الخصلة المقيتة، قال
تعالى:
﴿يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ
آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ
مَا لَا تَفْعَلُونَ
* كَبُرَ مَقْتًا عِندَ
اللَّهِ أَن تَقُولُوا
مَا لَا تَفْعَلُون﴾2.
محاور الموضوع
ولأهل العمل الصالح
والذين يعملون الصالحات
شرائط وصفات، نجدها
مبثوثة في مواضع مختلفة
من القرآن الكريم، نذكر
من أهمّها:
1- شرائط ذاتية، منها:
-
الإيمان: قال تعالى:
﴿وَمَن
يَعْمَلْ مِنَ
الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ
أَوْ أُنثَى وَهُوَ
مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ
يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ
وَلاَ يُظْلَمُونَ
نَقِيرًا﴾3.
-
التوبة: قال تعالى:
﴿إِلَّا
مَن تَابَ وَآمَنَ
وَعَمِلَ صَالِحًا
فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ
الْجَنَّةَ وَلَا
يُظْلَمُونَ شَيْئًا﴾4.
-
طلب رضا الله تعالى: قال
تعالى:
﴿فَتَبَسَّمَ
ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا
وَقَالَ رَبِّ
أَوْزِعْنِي أَنْ
أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ
الَّتِي أَنْعَمْتَ
عَلَيَّ وَعَلَى
وَالِدَيَّ وَأَنْ
أَعْمَلَ صَالِحًا
تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي
بِرَحْمَتِكَ فِي
عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ﴾5.
-
الإخلاص له وعدم الشِّرك
به: قال تعالى:
﴿قُلْ
إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ
مِّثْلُكُمْ يُوحَى
إِلَيَّ أَنَّمَا
إِلَهُكُمْ إِلَهٌ
وَاحِدٌ فَمَن كَانَ
يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ
فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا
صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ
بِعِبَادَةِ رَبِّهِ
أَحَدًا﴾6.
-
الصبر والإستقامة في
العمل: قال تعالى:
﴿وَإِنِّي
لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ
وَآمَنَ وَعَمِلَ
صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى﴾7.
2- شرائط عملية،
أهمها:
-
أكل الحلال وتجنّب
الحرام: قال تعالى:
﴿يَا
أَيُّهَا الرُّسُلُ
كُلُوا مِنَ
الطَّيِّبَاتِ
وَاعْمَلُوا صَالِحًا
إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ
عَلِيمٌ﴾8.
-
ردّ المظالم وحقوق الناس
إلى أهلها: قال تعالى:
﴿فَمَن
تَابَ مِن بَعْدِ
ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ
فَإِنَّ اللّهَ يَتُوبُ
عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ
غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾9.
-
الإلتزام بالعبادات: قال
تعالى:
﴿إِنَّ
الَّذِينَ آمَنُواْ
وَعَمِلُواْ
الصَّالِحَاتِ
وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ
وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ
لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ
رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ
عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ
يَحْزَنُونَ﴾10.
-
التصدُّق: قال تعالى:
﴿وَمِنْهُم
مَّنْ عَاهَدَ اللّهَ
لَئِنْ آتَانَا مِن
فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ
وَلَنَكُونَنَّ مِنَ
الصَّالِحِينَ﴾11.
3- شرائط وضعيّة تتعلّق
بكيفيّة أداء العمل
وظروفه، ومنها:
-
العمل بالتكليف وفي حدود
القدرة والإستطاعة: قال
تعالى:﴿وَالَّذِينَ
آمَنُواْ وَعَمِلُواْ
الصَّالِحَاتِ لاَ
نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ
وُسْعَهَا أُوْلَئِكَ
أَصْحَابُ الْجَنَّةِ
هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾12.
-
استخدام الكلمة الطيِّبة:
قال تعالى:
﴿مَن
كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ
فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ
جَمِيعًا إِلَيْهِ
يَصْعَدُ الْكَلِمُ
الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ
الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ
وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ
السَّيِّئَاتِ لَهُمْ
عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ
أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ﴾13.
-
القول السديد: قال تعالى:
﴿أًمْ
حَسِبَ الَّذِينَ
اجْتَرَحُوا
السَّيِّئَاتِ أّن
نَّجْعَلَهُمْ
كَالَّذِينَ آمَنُوا
وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
سَوَاء مَّحْيَاهُم
وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا
يَحْكُمُونَ﴾14.
-
الدعوة إلى الله: قال
تعالى:
﴿وَمَنْ
أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن
دَعَا إِلَى اللَّهِ
وَعَمِلَ صَالِحًا
وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ
الْمُسْلِمِينَ﴾15.
-
التواصي بالحقّ والصبر:
قال تعالى:
﴿إِنَّ
الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ
*
إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا
وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ
وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾16.
-
الإفتراق عن سبيل
المُفسدين والفُجّار: قال
تعالى:
﴿أَمْ
نَجْعَلُ الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ
كَالْمُفْسِدِينَ فِي
الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ
الْمُتَّقِينَ
كَالْفُجَّارِ﴾17.
-
الإبتعاد عن كل سوء
ومُسيء: قال تعالى:
﴿وَمَا
يَسْتَوِي الْأَعْمَى
وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ وَلَا
الْمُسِيءُ قَلِيلًا مَّا
تَتَذَكَّرُونَ﴾18.
|