تصدير الموضوع:
قال تعالى:
﴿وَإِذَ
أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ
الَّذِينَ أُوتُواْ
الْكِتَابَ
لَتُبَيِّنُنَّهُ
لِلنَّاسِ وَلاَ
تَكْتُمُونَهُ
فَنَبَذُوهُ وَرَاء
ظُهُورِهِمْ
وَاشْتَرَوْاْ بِهِ
ثَمَناً قَلِيلاً
فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ﴾1.
الهدف:
الإلفات إلى أن التأدب
بآداب التلاوة يقتضي
اجتناب بعض الأمور التي
نصّت عليها الشريعة.
المقدمة
يتناول القرآن الكريم
فئةً من الناس نَبَذت
كتاب الله وراء ظهورها،
هذا يعني بشكلٍ أساسي
نبذه من الناحية العملية
وعدم تحكيمه وجراء أحكامه
وقوانينه، وبكلمةٍ واحدة
عدم اتخاذه دستوراً للحكم
والعمل والإدارة فابتلاهم
الله بصنوف البلاء في
الدنيا وأليم العذاب في
الآخرة، فقد ورد عن
الإمام الجواد عليه
السلام: "وكل أمة قد رفع
الله عنهم علم الكتاب حين
نبذوه وولاَّهم عدوهم حين
تولوه، وكان من نبذهم
الكتاب أن أقاموا حروفَه
وحرفوا حدودَه، فهم
يروْونه ولا يرعونه،
والجهّال يعجبهم حفظهم
للرواية، والعلماء يحزنهم
تركهم للرعاية"2.
محظورات التلاوة
التلحين: رسول
الله صلى الله عليه وآله
وسلم: "اقرأوا القرآن
بألحان العرب وأصواتها،
وإياكم ولحون أهل الفسق
وأهل الكبائر فإنه سيجئ
من بعدي أقوام يرجعون
القرآن ترجيع الغناء
والنوح والرهبانية، لا
يجوز تراقيهم، قلوبهم
مقلوبة، وقلوب من يعجبه
شأنهم"3.
وعنه صلى الله عليه وآله
وسلم: إني أخاف عليكم
استخفافا بالدين... وأن
تتخذوا القرآن مزامير4.
الأكل بالقرآن: عن
رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم: "من قرأ
القرآن يتأكَّل به الناس
جاء يوم القيامة ووجهُه
عظمٌ ليس عليه لحم"5.
العجلة وعدم التدبر:
عن رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم: لا
يفقه من قرأ القرآن في
أقل من ثلاث6.
وعنه صلى الله عليه وآله
وسلم فيما قال لابن عمر:
إقرأ القرآن في كل شهر،
قال: قلت: إني أجد قوة،
قال: اقرأه في عشرين
ليلة، قال: قلت: إني أجد
قوة، قال: فاقرأه في عشر
ليال، قال: إني أجد قوة،
قال: فاقرأه في سبع ولا
تزد على ذلك7.
الإمام الصادق عليه
السلام لما سُئل عن قراءة
القرآن في ليلة: لا
يعجبني أن تقرأه في
أقل من شهر8.
الإستهزاء بالقراءة:
عن الإمام علي عليه
السلام: من قرأ القرآن
فمات فدخل النار فهو ممن
كان يتخذ آيات الله هُزوا9.
طلب الدنيا بالقرآن:
الإمام الباقر عليه
السلام: من دخل على إمام
جائر فقرأ عليه القرآن
يريد بذلك عرضاً من عرض
الدنيا لُعن القارئ بكلّ
حرف عشرَ لعنات، ولُعن
المُستمع بكلِّ حرف لعنة10.
رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم: من تعلم
القرآن للدنيا وزينتها
حرَّم الله عليه الجنة11.
رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم: من قرأ القرآن
يريد به السمعة والتماس
شيئٍ لَقِيَ الله عز وجل
يوم القيامة ووجهُه عظمٌ
ليس عليه لحم... ومن قرأ
القرآن ولم يعمل به
حَشَره الله يوم القيامة
أعمى فيقول:
﴿رَبِّ
لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى﴾12.
عدم تنظيف الفم:
عن رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: نظِّفوا
طريق القرآن، قيل: يا
رسول الله وما طريق
القرآن ؟ قال: أفواهكم،
قيل: بماذا ؟ قال:
بالسواك13.
ثواب استماع القرآن
والرغبة والشوق إلى
استماع القرآن دليل رغبة
الإنسان لاستنزال الرحمة
الإلهية وبركات السماء
والقرب من المولى عزوجل
فعن رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: ألا من
اشتاق إلى الله فليستمع
كلام الله14.
خير من الذهب: عن
رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم: من استمع آية
من القرآن خير له من ثبير
ذهباً، والثبير إسم جبل
عظيم باليمن15.
دفع بلاء الآخرة:
عن رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: يُدفع عن
قارئ القرآن بلاءُ
الدنيا، ويُدفع عن مستمع
القرآن بلاءُ الآخرة16.
تضاعف الحسنات: عن
رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم: من استمع إلى
آية
من كتاب الله كتبت
له حسنة مضاعفة، ومن تلا
آيةً من كتاب الله كانت
له نوراً يوم القيامة17.
أدب الاستماع
الإنصات: قال
تعالى:
﴿وَإِذَا
قُرِىءَ الْقُرْآنُ
فَاسْتَمِعُواْ لَهُ
وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ
تُرْحَمُونَ﴾18.
وعن الإمام الصادق عليه
السلام لما سأله زرارة عن
وجوب الإنصات والاستماع
على من يسمع القرآن: نعم،
إذا قُرئ القرآن عندك فقد
وجب عليك الاستماع
والإنصات19.
الخشوع والسجود
والبكاء: قال تعالى:
﴿قُلْ
آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ
تُؤْمِنُواْ إِنَّ
الَّذِينَ أُوتُواْ
الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ
إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ
يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ
سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ
سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن
كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا
لَمَفْعُولا*
وَيَخِرُّونَ
لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ
وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا﴾20.
قال تعالى:
﴿أُوْلَئِكَ
الَّذِينَ أَنْعَمَ
اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ
النَّبِيِّينَ مِن
ذُرِّيَّةِ آدَمَ
وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ
نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ
إِبْرَاهِيمَ
وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ
هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا
إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ
آيَاتُ الرَّحْمَن
خَرُّوا سُجَّدًا
وَبُكِيًّا﴾21.
قال تعالى:
﴿أَلَمْ
يَأْنِ لِلَّذِينَ
آمَنُوا أَن تَخْشَعَ
قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ
اللَّهِ وَمَا نَزَلَ
مِنَ الْحَقِّ وَلَا
يَكُونُوا كَالَّذِينَ
أُوتُوا الْكِتَابَ مِن
قَبْلُ فَطَالَ
عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ
فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ
وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ
فَاسِقُونَ﴾22.
|