الليلة الثالثة

عنوان المحاضرة

دور المرأة في ساحات الجهاد

الهدف

توعية المجتمع للدور الجهادي للمرأة وحثها على القيام بهذا الدور العظيم.

تصدير الموضوع

﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ1.

محاور الموضوع

أ- جهاد المرأة في بيت الزوجية:

٭ جاءت أسماء (بنت يزيد الأنصارية) ذات يوم إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وهو بين أصحابه وسردت له فضل الرجال على النساء والأجر الذي يحصّلونه، فيما النساء قواعد في البيوت يتحمّلن تبعات خروج أزواجهن وجهادهم. فردّ عليها


20


الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قائلاً: "انصرفي أيتها المرأة
واعلمي من خلفك من النساء أن حسن تبعّل إحداكنّ لزوجها، وطلبها مرضاته وأتباعها موافقته يعدل ذلك كله".

٭ بعث الإمام الحسين عليه السلام إلى زهير بن القين برسوله وقال له: "بعثني إليك لتأتيه"، وكان زهير وأصحابه (من بني فزارة وبجبيلة) فقالوا: "كنا مع زهير بن القين لما أقبلنا من مكة فكنا نسائر الحسين عليه السلام حتى لحقناه فكان إذا أراد النزول اعتزلناه فنزلنا ناحية فلما كان في بعض الأيام نزل في مكان لم نجد بداً أن ننازله فيه فبينا نحن نتغذى من طعام لنا إذ أقبل رسول الحسين عليه السلام حتى سلّم ثم قال يا زهير بن القين أن أبا عبد اللَّه الحسين بعثني إليك لتأتيه فطرح كل إنسان منا ما في يده حتى كأنما على رؤوسنا الطير فقالت له زوجته وهي "ديلم بنت عمرو" سبحان اللَّه أيبعث إليك ابن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم ثم لا تأتيه، فلو أتيته فسمعت من كلامه فمضى


21


إليه زهير بن القين فما لبث أن جاء مستبشراً قد أشرق وجهه فأمر بفسطاطه وثقله ومتاعه فحول إلى الحسين عليه السلام وقال لامرأته أنتِ طالق فإني لا أحب أن يصيبك بسببي إلا خير وقد عرفت على صحبة الحسين عليه السلام لأفديه بنفسي وأقيه بروحي...
فقامت إليه وبكت وودّعته وقالت: كان اللَّه عوناً ومعيناً خيار اللَّه لك أسألك أن تذكرني في القيامة عند جد الحسين عليه السلام ".

ب- جهاد المرأة في قول الحق أمام السلطان الجائر:

٭ بعث معاوية إلى امرأة تدعى دارمية الحجومية وعندما حضرت قال لها "بعثت إليك أسألك على مَ أحببت علياً وأبغضتني وواليته وعاديتني.."، فأجابت "إني أحبّ علياً على عدله في الرّعية وقسمته بالسوّية وأبغضك على قتالك من هو أولى بالأمر منك وطلبك ما ليس لك، وواليت علياً على ما عقد له رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم لحم من الولاء بمشهد منك وحبّ علي المساكين


22


وتعظيمه لأهل الدين وعادتيك على سفكك الدماء وشقك العصا"2.
٭ يقول الإمام الخميني قدس سره في وصف الحوراء زينب عليها السلام في موقفها أمام حكومة الطاغوت يزيد: "المرأة التي وقفت توبِّخه دون خوف، وقفت تخاطب يزيد وتشعره بأنه ليس أنساً ولا يمتُّ للآدمية بصلة، ينبغي للمرأة أن تتحلى بمثل هذه الشجاعة عليه السلام ".

ج- جهاد المرأة في ساحة الحرب:

٭ روي أن عدداً من نساء بني غفار دخلن مع أميمة بنت القيس بن أبي الصَّلت الغفاري على رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وكانت الناطقة باسمهن قالت:
"إنَّا نريد أن نخرج معك في حربك هذه فنداوي الجرحى ونعين المسلمين ما استطعنا" فأذن لها النبي صلى الله عليه وآله وسلم وشاركن في معركة خيبر وكانت تقودهن بنت قيس... وكانت معلمة لهن.
٭ كانت أميمة بنت أبي الصّلت الغفاري من


23


المحدثات وكانت تتولى في الحروب مع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالإضافة إلى إخلاء الجرحى، دفن الشهداء والتواجد في ميادين الحرب تتولى الإعلام وترغيب المقاتلين عن طريق الخطابة والشعر وأمثال ذلك (وكانت تحث الناس على ذلك)، وكان الشعر آنذاك له تأثيره عند العرب.

د- دور المرأة في تربية الأبناء المجاهدين:

٭ الخنساء:
كانت من أحفاد امرئ القيس، كان لهذه المرأة قوة أدبية... وعندما ظهر الإسلام، ولم يؤمن به كثير من الرجال والنساء، من أثر طبع الجاهلية، أسلمت هذه المرأة بسبب النبوغ الفكري الذي كان لديها... لقد قامت بتربية أبناء في المجتمع الإسلامي، وكانت تجهزّهم وتشجعهم وترسلهم إلى الجبهة، وفي إحدى الحروب في صدر الإسلام التي وقعت بعد رحلة رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم أوصتهم بوصية: "يا بني إنكم أسلمتم طائعين


24


وهاجرتم مختارين، واللَّه الذي لا إله إلا هو إنكم لبنو رجل واحد كما إنكم بنو امرأة واحدة ما هيمنت حسبكم ولا غيرت نسبكم. واعلموا أن الدار الآخرة خير من الدار الفانية {اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا اللَّه لعلكم تفلحون} كذلك أوصتهم بالقول عندما أرسلتهم للجبهة، فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساعتها، وجللت ناراً على أوراقها، فتيمموا وطيسها وجالدوا...".

٭ أم وهب:
"... وخرج وهب بن جناح... فأحسن في الجلاد وبالغ في الجهاد وكان معه امرأته ووالدته فرجع إليهما وقال: يا أماه أرضيت أم لا، فقالت الأم: ما رضيت حتى تقتل بين يدي الحسين عليه السلام وقالت امرأته باللَّه عليك لا تفجعني بنفسك فقالت له أمه: يا بني أعزب عن قولها وارجع وقاتل بين يدي ابن بنت نبيك تنل شفاعة جده يوم القيامة فرجع فلم يزل يقاتل حتى قطعت يداه فأخذت امرأته عموداً فأقبلت نحوه وهي


25


تقول فداك أبي وأمي قاتل دون الطيبين حرم رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم فأقبل كي يردّها إلى النساء فأخذت بطرف ثوبه، وقالت لن أعود دون أن أموت معك" فقال الحسين عليه السلام جزيتم من أهل بيتي خيراً ارجعي إلى النساء رحمك اللَّه فانصرفت إليهن.

هــ- نماذج معاصرة:

٭ قال الإمام الخميني قدس سره: "نحن نعتبر نهضتنا مدينة للنساء، كان الرجال ينزلون إلى الشارع اقتداءً بالنساء وهنّ حفّزن الرجال. وكنّ في طليعة النهضة، إنّ مثل هذه المرأة بإمكانها أن تنتصر على قوة شيطانية عتيدة".

مراجع مفيدة للموضوع:
1- مكانة المرأة، الإمام الخميني قدس سره.
2- تفسير الميزان، العلامة الطباطبائي، ج4.
3- اللهوف في قتلى الطفوف، ابن طاووس.
4- جمال المرأة وجلالها، آملي.


26


هوامش

1- الحجرات:13
2- بلاغات النساء، ص
105