الليلة السابعة

عنوان المحاضرة

دور المدد الغيبي في استنزال النصر

الهدف المنشود

تعميق ارتباط الناس بالمدد الغيبي، وحثُّهم على الإخلاص للّه تعالى لاستنزاله.

المحاور

أ- تأكيد القرآن أن كثرة العدد ليست معياراً للنصر.

شـــــواهـــــد:

٭ قال تعالى:
﴿ وَلَن تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ.
٭ قال تعالى: ﴿وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا


42


ب- تأكيد القرآن أن السبب الحقيقي للنصر هو اللَّه تعالى.

شـــــواهـــــد:

٭ قال تعالى:
﴿وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ.
٭ قال تعالى:
﴿إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ .

ج- إن نصر اللَّه تعالى يكون بمدد غيبي منه يتجلى بصور منها:

1- تقوية معنويات المؤمنين وإضعاف معنويات الكفار:

﴿وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولاً1.
﴿قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاء إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لَّأُوْلِي الأَبْصَارِ2 .
 


43


عن ابن مسعود رضوان الله تعالى عليه قال: "لقد قللوا في أعيننا يوم بدر حتى قلت لرجل إلى جنبي: تراهم سبعين؟ قال: لا بل مئة".

2- إلقاء الرعب في قلوب الكفار:
﴿سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا3

3- إنزال السكينة على قلوب المؤمنين:
﴿هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ4 .

4- اشعار المؤمنين بالأمن:
﴿إذ يغشيكم النعاس أمنة منه5 .
﴿ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَى طَآئِفَةً مِّنكُمْ6 .

5- إنزال جنود الغيب:
﴿وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِّنَ السَّمَاء وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ7 .
 


44


﴿وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ... ثُمَّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ8 .

6- تسخير الطبيعة:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا 9 .
يقول الإمام الخميني قدس سره في واقعة طبس: "من الذي أسقط الطائرات العامودية لكارتر، إن الرمال جنود اللَّه إن الرياح جنود اللَّه".

د- مواصفات المؤهلين لنصر اللَّه تعالى:

1- التوكل على اللَّه تعالى:
﴿إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ10.

2- الاعداد الحسن:
قال تعالى:
﴿وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن
 


45


قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ.

3- الصبر:
﴿فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُواْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ
11 .

4- الطاعة للقائد:
﴿أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون
12 .
﴿وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ
13
هـ- في ثورة الحسين عليه السلام خصوصية تتضح من رفض الإمام الحسين عليه السلام الاستعانة بالمدد الغيبي المتمثل بالملائكة وذلك لأن هدف الثورة وهو حفظ الإسلام لن يتحقق إلا بالاستشهاد.
 


46


شـــــواهـــــد:


٭ عن أبي محمد الواقدي وزرارة بن صالح قالا: لقينا الحسين قبل خروجه إلى العراق بثلاثة أيام، فأخبرنا بهوى الناس بالكوفة، وأن قلوبهم معه، وسيوفهم عليه، فأومأ بيده نحو السماء، ففتحت أبواب السماء، ونزلت الملائكة عدداً لا يحصيهم إلا اللَّه تعالى، فقال عليه السلام: "لولا تقارب الأشياء، وحبوط الأجر لقاتلتهم بهؤلاء، ولكن أعلم يقيناً أن هناك مصرعي، ومصرع أصحابي، ولا ينجو منهم إلا ولدي علي"
14.

و- استعراض بعض نماذج المدد الغيبي في جهاد المقاومة الإسلامية.


47


هوامش

1- الأنفال:44
2- آل عمران:13
3- آل عمران:151
4- الفتح:4
5- الأنفال:11
6- آل عمران:154
7- يس:28
8- التوبة:26
9- الأحزاب:9
10- آل عمران:160
11- الأنفال:66
12- النور:51
13- الأنفال:46.
14- بحار 44- 364