المحاضرة الأولى:
بين أصحاب الحسين عليه
السلام وأصحاب المهدي
عجّل
الله تعالى فرجه الشريف
v
الهدف
محاولة استخلاص أهمّ
الصفات المشتركة بين
أصحاب الحسين عليه السلام
وأصحاب المهدي عجّل الله
تعالى فرجه الشريف لأهميّتها وضرورة الاتصاف
بها.
v
تصدير الموضوع
وصف بعضهم أصحاب الحسين
عليه السلام بقوله: "لقوا
جبال الحديد، واستقبلوا
الرماح بصدورهم، والسيوف
بوجوههم وهم يعرض عليهم
الأمان والأموال فيأبون
ويقولون: لا عذر لنا عند
رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم إن قتل الحسين
عليه السلام ومنّا عين
تطرف، حتّى قتلوا حوله"1.
مقدّمة
لا شكّ أنّ طبيعة الدور
الذي قام به أصحاب الحسين
وأمكنهم من تخليد الرسالة
والصفات التي تميّزوا بها
بعد أن تخلّى الكثيرون
ومقارنتها بالصفات التي
يتحلّى بها أصحاب المهدي
عجّل الله تعالى فرجه
الشريف والدور الملقى على عاتقهم
في نشر العدل والقسط في
كافّة الأرض يجعلنا أمام
أهمّ الصفات التي ينبغي
للأصحاب التحلّي بها
والسعي لتحصيلها، بل
لعلّها ضرورة أكيدة لنا
في عصر الغيبة.
v
محاور الموضوع
وفي المقارنة سنورد النصّ
الذي يصف أصحاب المهدي
عجّل الله تعالى فرجه
الشريف ثمّ مقارنه الصفة التي
يذكرها النصّ بنصٍّ يصف
أصحاب الحسين عليه السلام.
اليقين: ففي وصف أصحاب
المهدي عجّل الله تعالى
فرجه الشريف تقول الرواية:
"له
كنز بالطالقان لا هو بذهب
ولا فضّة، ورايةٌ لم تنشر
مذ طويت، ورجالٌ كأنّ
قلوبهم زبر الحديد لا
يشوبها شكّ في ذات الله
أشدُّ من الجمر"2.
الشجاعة والإقدام: "ولو
حملوا على الجبال
لأزالوها، لا يقصدون
براياتهم بلدةً إلّا
خربوها كأنّ على خيولهم
العقبان"3.
وفي رواية وصف أصحاب
الحسين عليه السلام: ثارت
علينا عصابة أيديهم على
مقابض سيوفهم كالأسود
الضارية تحطّم الفرسان
يميناً وشمالا4.
عشقهم لإمامهم: "يتمسّحون
بسرج الإمام يطلبون بذلك
البركة"5.
وفي كربلاء عندما عرض
عليهم الإمام الحسين عليه
السلام التخلّي عن بيعته
قال له إخوته وأبناؤه
وبنو أخيه وأبناء عبد
الله بن جعفر: لم نفعل؟
لنبقى بعدك؟ لا أرانا ذلك
أبداً6.
أنفسهم فداءٌ لنفسه: "ويحفّون
به ويقونه بأنفسهم في
الحروب"7.
وهذه من أهمّ الصفات التي
تجلّت في أصحاب الحسين
عليه السلام.
وأمّا مسلم بن عوسجة
الأسديّ فقال: أنحن نخلّي
عنك ولمّا نعذر إلى الله
في أداء حقّك؟؟ أما والله
حتّى أكسر في صدورهم رمحي
وأضربهم بسيفي ما ثبت
قائمه في يدي ولا أفارقك،
ولو
لم يكن معي سلاح أقاتلهم
به لقذفتهم بالحجارة دونك
حتّى أموت معك8.
وقال سعيد بن عبد الله
الحنفيّ: والله لا نخلّيك
حتّى يعلم الله أنّا قد
حفظنا غيبة رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم فيك،
والله لو علمت أنّي أقتل
ثمّ أحيا ثمّ أحرق حيّاًً،
ثمّ أذرّ، يفعل ذلك بي
سبعين مرّة ما فارقتك
حتّى ألقى حمامي دونك،
فكيف لا أفعل ذلك وإنمّا
هي قتلة واحدة ثمّ هي
الكرامة التي لا انقضاء
لها أبدا9ً.
وقال زهير بن القين:
والله لوددت أنّي قتلت ثمّ
نشرت ثمّ قتلت، حتّى أقتل
كذا ألف قتلة وأنّ الله
يدفع بذلك القتل عن نفسك
وعن أنفس هؤلاء الفتية من
أهل بيتك10.
وتكلّم جماعة أصحابه
بكلام يشبه بعضه بعضاً،
فقالوا: والله لا نفارقك
ولكن أنفسنا لك الفداء
نقيك بنحورنا وجباهنا
وأيدينا فإذا نحن قتلنا
كنّا وفينا وقضينا ما
علينا11.
عبّاد الليل وليوث النهار:
"يبيتون قياماً على
أطرافهم ويصبحون على
خيولهم، رهبان بالليل
ليوث بالنهار"12.
وهذه الصفة عينها تراها
في أصحاب الحسين الذين
قضوا
ليلة العاشر من المحرّم
بالصلاة والدعاء حتّى إذا
انبلج الصبح اعتلوا
جيادهم واتّجهوا لنيل شرف
الشهادة.
الطاعة لإمامهم: "هم أطوع
من الأمّة لسيّدها"13.
وقال الإمام الحسين عليه
السلام في وصف أصحابه: "أمّا
بعد، فإنّي لا أعلم
أصحاباً أوفى ولا خيراً
من أصحابي، ولا أهل بيت
أبرّ ولا أوصل من أهل
بيتي، فجزاكم الله عنّي
جميعاً خيراً"14.
الوعي والبصيرة: "كالمصابيح
كأنّ في قلوبهم القناديل
وهم من خشيته مشفقون"15.
ونرى هذه الصفة في كربلاء
من خلال بعض الأصحاب
الذين تقدّموا ليعظوا
القوم ويذكّروهم بالآخرة
وسوء ما يقدمون عليه
ومكانة الحسين عليه
السلام وأحاديث الرسول
صلى الله عليه وآله وسلم
فيه وسوى ذلك.
طلب الشهادة: "يدعون
بالشهادة ويتمنّون أن
يقتلوا في سبيل الله،
شعارهم يا لثارات الحسين16.
وجاء في رواية وصف أصحاب
الحسين عليه السلام: "...تلقي
نفسها في الموت ولا تقبل
الأمان، ولا ترغب في
المال ولا يحول حائل
بينها وبين المنيّة أو
الاستيلاء على الملك".
القوّة والمهابة: "إذا
ساروا يسير الرعب أمامهم
مسيرة شهر"17.
وفي رواية وصف أصحاب
الحسين عليه السلام: "... والله لو كففنا عنها
رويداً لآتت على نفوس
المعسكر بحذافيره"18.
المحاضرة الثانية:
بركات حبّ الله
v
الهدف
بيان هذا المفهوم الروحيّ
وكيفيّة نيله والوصول
إليه.
v
تصدير الموضوع
قال تعالى:
﴿وَمِنَ
النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ
مِن دُونِ اللهِ أَندَاداً
يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ
اللهِ وَالَّذِينَ
آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا
لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى
الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ
يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ
الْقُوَّةَ لِلّهِ
جَمِيعاً وَأَنَّ اللهَ
شَدِيدُ الْعَذَابِ﴾19.
مقدّمة:
يؤكّد القرآن الكريم أنّ
حبّ الله والرسول ينبغي
أن يكون مقدّماً وله
أولويّته على كلّ ما سواه
من الأهل والأقارب
والأرحام ومتاع الدنيا
عند تعارض هذه الأمور معه،
قال تعالى:
﴿قُلْ إِن
كَانَ آبَاؤُكُمْ
وَأَبْنَآؤُكُمْ
وَإِخْوَانُكُمْ
وَأَزْوَاجُكُمْ
وَعَشِيرَتُكُمْ
وَأَمْوَالٌ
اقْتَرَفْتُمُوهَا
وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ
كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ
تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ
إِلَيْكُم مِّنَ اللهِ
وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ
فِي سَبِيلِهِ
فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى
يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ
وَاللهُ لاَ يَهْدِي
الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾20.
v
محاور الموضوع
شدّة حبّ المؤمنين لله
تعالى
الإمام الصادق عليه
السلام: "القلب حرم الله،
فلا تسكن حرم الله غير
الله"21.
وركّزت الأدعية المأثورة
عن أهل بيت العصمة علّة
هذا المعنى، فمن دعاءٍ
للإمام الصادق عليه
السلام عند حضور شهر
رمضان: "صلّ على محمّد
وآل محمّد واشغل قلبي
بعظيم شأنك، وأرسل محبّتك
إليه حتّى ألقاك وأوداجي
تشخب دما"22.
وعن الإمام زين العابدين
عليه السلام: "اللهم إنّي
أسألك أن تملأ قلبي حبّاً
لك، وخشية منك، وتصديقاً
لك، وإيماناً بك، وفرقاً
منك، وشوقاً إليك"23.
وعن رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: "اللهم
اجعل حبّك أحبّ الأشياء
إليّ، واجعل خشيتك أخوف
الأشياء عندي، واقطع عنّي
حاجات الدنيا بالشوق إلى
لقائك"24.
ما يورث حبّ الله تعالى
بغض الدنيا: عن عيسى عليه
السلام - لمّا سئل عن عمل
واحد يورث محبّة الله-:
"أبغضوا
الدنيا يحببكم الله"25.
الحبّ في الله: -في حديث
المعراج-: "يا محمّد!
وجبت محبّتي للمتحابّين
فيّ، ووجبت محبّتي
للمتعاطفين فيّ، ووجبت
محبّتي للمتواصلين فيّ،
ووجبت محبّتي للمتوكّلين
عليّ، وليس لمحبّتي علم
ولا غاية ولا نهاية،
وكلّما رفعت لهم علماً
وضعت لهم علما"26.
أداء الفرائض: لأنّ
الإتيان بهذه الفرائض
يستبطن امتثال أمر الله،
فعن الإمام الصادق عليه
السلام: "قال الله تبارك
وتعالى: ما
تحبّب إليّ عبدي بأحبّ
ممّا افترضت عليه"27.
بغض أعداء الله: عن
الإمام الباقر عليه
السلام: "اعلم رحمك الله
أنّه لا تنال محبّة الله
إلّا ببغض كثير من الناس،
ولا ولايته إلّا
بمعاداتهم، وفوت ذلك قليل
يسير لدرك ذلك من الله
لقوم يعلمون"28.
عنه صلى الله عليه وآله
وسلم - وقد قال له رجل:
أحبّ أن أكون من أحبّاء
الله ورسوله-: "أحبّ ما
أحبّ الله ورسوله، وأبغض
ما أبغض الله ورسوله"29.
وعن الإمام الصادق عليه
السلام: "طلبت حبّ الله
عزَّ وجلَّ فوجدته في بغض
أهل المعاصي"30.
ذكر الموت: عن رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم:
"من أكثر ذكر الموت أحبّه
الله"31.
وفي حديث عن رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم
جامع لبعض النماذج التي
يحبّها الله، قال: "ثلاثة
يحبّهم الله عزَّ وجلَّ:
رجل قام من الليل يتلو
كتاب الله، ورجل تصدّق
صدقة بيمينه يخفيها عن
شماله، ورجل كان في سريّة
فانهزم أصحابه فاستقبل
العدوّ"32.
أحبّ الناس إلى الله
تعالى
معين الفقراء: عن الإمام
الصادق عليه السلام: "ألا
وإنّ أحبّ المؤمنين إلى
الله، من أعان المؤمن
الفقير من الفقر في دنياه
ومعاشه، ومن أعان ونفع
ودفع المكروه عن المؤمنين"33.
المتحابّون في الله: عن
رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم: يقول الله
تبارك وتعالى: "إنّ أحبّ
العباد إليّ المتحابّون
من أجلي، المتعلّقة
قلوبهم بالمساجد،
والمستغفرون بالأسحار،
أولئك إذا أردت بأهل
الأرض عقوبة ذكرتهم فصرفت
العقوبة عنهم"34.
المتخلّق بأخلاق الإسلام:
عن الإمام الصادق عليه
السلام: "أحبّ العباد إلى
الله عزَّ وجلَّ رجل صدوق
في حديثه، محافظ على
صلاته وما افترض الله
عليه، مع أداء الأمانة"35.
الراضي بقضاء الله: موسى
عليه السلام -في مناجاته-:
"أي ربّ أيّ خلقك أحبّ
إليك؟ قال: من إذا أخذت
حبيبه سالمني"36.
من ينفع الناس: عن رسول
الله صلى الله عليه وآله
وسلم: "أحبّ عباد الله
إلى الله أنفعهم لعباده،
وأقومهم بحقّه، الذين
يحبّب إليهم المعروف
وفعاله"37.
رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم - لمّا سئل عن
أحبّ الناس إلى الله-: "أنفع
الناس للناس"38.
عنه صلى الله عليه وآله
وسلم: "الخلق عيال الله،
فأحبّ الخلق إلى الله من
نفع عيال الله، وأدخل على
أهل بيت سرورا"39.
الإمام الصادق عليه
السلام: "قال الله عزَّ
وجلَّ: الخلق عيالي،
فأحبّهم إليّ ألطفهم بهم،
وأسعاهم في حوائجهم"40.
المحاضرة الثالثة:
فضل الجهاد وأهميّته
v
الهدف
بيان فضل الجهاد، ومراتبه
وآثار تركه.
v
تصدير الموضوع
قال تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا
النَّبِيُّ جَاهِدِ
الْكُفَّارَ
وَالْمُنَافِقِينَ
وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ
وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ
وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾41.
مقدّمة
إنّ المتأمّل في تاريخ
الإسلام يرى أنّ الله
شرّع للمسلمين فريضة
الجهاد في وجه من وقفوا
في وجه الدعوة للدفاع عن
كيانهم ووجودهم بعد أن
يأس منهم من خلال الكلمة
الطيّبة والموعظة الحسنة
وحثّهم على الجهاد
والشهادة دون ذلك أو دون
أيّ محاولةٍ للأعداء
للنيل منهم معتبراً أنّ
الخير كلّه في السيف وتحت
ظلال السيوف، ونبّه
المسلمين على عدم اعتباره
كرهاً بقوله تعالى:
﴿كُتِبَ
عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ
وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ
وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ
شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ
لَّكُمْ﴾42.
v
محاور الموضوع
فضل الجهاد
قال تعالى:
﴿لاَّ
يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ
وَالْمُجَاهِدُونَ فِي
سَبِيلِ اللهِ﴾43.
وقال تعالى:
﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ
حَتَّى نَعْلَمَ
الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ
وَالصَّابِرِينَ
وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ﴾44.
عن الإمام عليّ عليه
السلام: "إنّ الجهاد باب
من أبواب الجنّة فتحه
الله لخاصّة أوليائه، وهو
لباس التقوى، ودرع الله
الحصينة، وجنّته الوثيقة"45.
وعنه عليه السلام: "فرض
الله الإيمان تطهيراً من
الشرك... والجهاد عزّاً
للإسلام"46.
وعن رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: "إنّ لكلّ
أمّة سياحة، وسياحة أمّتي
الجهاد في سبيل الله"47.
وعنه صلى الله عليه وآله
وسلم: "ما من خطوة أحبّ
إلى الله من خطوتين: خطوة
يسدّ بها مؤمن صفّاً في
سبيل الله، وخطوة يخطوها
مؤمن إلى ذي رحم قاطع
يصلها"48.
وعنه صلى الله عليه وآله
وسلم: "ما أعمال العباد
كلّهم عند المجاهدين في
سبيل الله إلّا كمثل
خطّاف أخذ بمنقاره من ماء
البحر"49.
وعن الإمام الباقر عليه
السلام: أتى رجل رسول
الله صلى الله عليه وآله
وسلم فقال: إنّي راغب
نشيط في الجهاد، قال: "فجاهد
في سبيل الله، فإنّك إن
تقتل كنت حيّاً عند الله
ترزق، وإن متّ فقد وقع
أجرك على الله وإن رجعت
خرجت من الذنوب إلى الله"50.
وعن رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: "لا
يجتمع غبار في سبيل الله
ودخان في جهنّم"51.
الجهاد في زيارات الأئمّة
عندما نقرأ في متون بعض
الزيارات المأثورة إقراراً
منّا بجهاد الأئمّة عليه
السلام أمثال: "جاهد فيك
الكفّار والمنافقين". "جاهدت
في الله حقّ جهاده". "جاهدت
عدوّك".
وكذلك في زيارات الأصحاب:
"أشهد أنّكم جاهدتم في
سبيل الله"52. فهو في
الواقع ليس اعترافاً
بفضلهم فحسب بل حجّة
بالغة منهم علينا على عدم
جواز ترك هذه الفريضة
التي أعزّ الله بها دينه
وأولياءه.
أذى المجاهدين
رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم: "من اغتاب
غازياً أو آذاه أو خلفه
في أهله بخلافة سوء نصب
له يوم القيامة علم،
فليستفرغ لحسابه ويُركّس
في النّار".
عنه صلى الله عليه وآله
وسلم: "من جهّز غازياً
بسلك أو إبرة غفر الله له
ما تقدّم من ذنبه وما
تأخّر"53.
عنه صلى الله عليه وآله
وسلم: "اتقوا أذى
المجاهدين في سبيل الله،
فإنّ الله
يغضب لهم كما يغضب للرسل،
ويستجيب لهم كما يستجيب
لهم"54.
مراتب الجهاد
وتختلف أساليب الجهاد
باختلاف الساحات والظروف
المحيطة بالمسلمين دون أن
يسقط أصل تكليفه عنهم
وهذا ما شهدناه في الظروف
المختلفة لأئمّة أهل
البيت عليهم السلام حيث
تنوّعت أساليبهم في
الجهاد وفقاً لمقتضيات كلّ
مرحلة والظروف المتنوّعة
المحيطة بالإمام عليه
السلام.
عن الإمام عليّ عليه
السلام: "جاهدوا في سبيل
الله بأيديكم، فإن لم
تقدروا فجاهدوا بألسنتكم،
فإن لم تقدروا فجاهدوا
بقلوبكم"55.
آثار ترك الجهاد
رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم: "فمن ترك
الجهاد ألبسه الله ذلاً
في نفسه، وفقراً في
معيشته، ومحقاً في دينه،
إنّ الله تبارك وتعالى
أعزّ أمّتي بسنابك خيلها
ومراكز رماحها"56.
الإمام عليّ عليه السلام:
"فمن تركه -يعني الجهاد-
رغبة عنه ألبسه الله ثوب
الذلّ، وشمله البلاء،
وديث بالصغار والقماءة،
وضرب على قلبه بالإسهاب (بالأسداد)،
وأديل الحقّ منه بتضييع
الجهاد"57.
رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم: "من لقي الله
بغير أثر من جهاد لقي
الله وفيه ثلمة"58.
رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم: "من مات ولم
يغز، ولم يحدّث به نفسه،
مات على شعبة من نفاق"59.
قال الإمام الحسين عليه
السلام: "من رأى سلطاناً
جائراً مستحلّاً لحرم
الله، ناكثاً لعهد الله،
مخالفاً لسنّة رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم،
يعمل في عباد الله بالإثم
والعدوان، فلم يغيّر عليه
بفعلٍ ولا قول كان حقّاً
على الله أن يدخله مدخله"60.
|