المحاضرة الأولى:
بين الإمام الحسين عليه
السلام والإمام المهديّ
عجّل الله تعالى فرجه
الشريف
v
الهدف
بيان أبعاد ودلالات
الروايات التي ربطت بين
الإمام الحسين عليه
السلام والإمام المهديّ
عجّل الله تعالى فرجه
الشريف في الخطّ والدور والنهج.
v
تصدير الموضوع
وفي رواية عن الإمام
الصادق عليه السلام: يصف
فيها أصحاب الإمام المهديّ
عليه السلام يقول فيها:
"... شعارهم يا لثارات
الحسين عليه السلام..."1.
مقدّمة
إنّ المتأمّل في النصوص
التي ربطت بين الإمام
الحسين عليه السلام
والإمام المهديّ عجّل
الله تعالى فرجه الشريف يدرك أنّ
المواجهة العسكريّة بين
جبهتي الحقّ والباطل
والتي كان آخرها في معركة
كربلاء حيث اتخذت هذه
المواجهة طابعاً آخر بعد
ذلك، فإنّ هذه المواجهة
عادت لتُستأنف من جديد
على يدي الإمام المهديّ
عجّل الله تعالى فرجه
الشريف تكملةً لنفس النهج
ومواجهةً لنفس الخطّ.
v
محاور الموضوع
المهديّ من نسل الحسين
عليه السلام
قال رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم:
"ومن
ذريّة هذا - وأشار إلى
الحسين عليه السلام - رجلٌ
يخرج في آخر الزمان يملأ
الأرض عدلاً كما ملئت
ظلماً وجورا"2.
وقال الإمام الحسين عليه
السلام: "منّا إثنا عشر
مهديّاً، أوّلهم أمير
المؤمنين عليّ بن أبي
طالب، وآخرهم التاسع من
ولدي، وهو القائم بالحقّ،
يحيي الله به الأرض بعد
موتها، ويظهر به دين الحقّ
على الدين كلّه ولو كره
المشركون"3.
وحدة الصراع في الخطّ
والمنهج
قال الإمام الصادق عليه
السلام: "إنّا وآل أبي
سفيان أهل بيتيتن تعادينا
في الله، قلنا: صدق الله،
وقالوا: كذب الله، قاتل
أبو سفيان رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم،
وقاتل معاوية عليّ بن أبي
طالب عليه السلام، وقاتل
يزيد بن معاوية الحسين بن
عليّ عليه السلام،
والسفيانيّ يقاتل القائم
عليه السلام "4.
زمان خروج المهديّ عليه
السلام
قال الإمام الباقر: "يخرج
القائم عليه السلام يوم
السبت يوم عاشوراء، يوم
الذي قتل فيه الحسين عليه
السلام "5.
المهديّ عجّل الله تعالى
فرجه الشريف يثأر للحسين
عليه السلام
قال الإمام الصادق عليه
السلام: "لمّا ضُرب
الحسين بن عليّ عليه
السلام بالسيف ثمّ ابتُدر
ليُقطع رأسه نادى منادٍ
من قبل ربّ العزّة تبارك
وتعالى من بطنان العرش
فقال: ألا أيّتها الأمّة
المتحيّرة الظالمة بعد
نبيّها، لا وفّقكم الله
لأضحى ولا فطر"، ثمّ قال
أبو عبد الله عليه السلام:
"لا جرم والله ما وفّقوا
ولا يوفّقون أبداً حتّى
يقوم ثائر الحسين عليه
السلام "6.
أين الطالب بدم المقتول
بكربلاء
وعن الإمام الصادق عليه
السلام في تفسير قوله
تعالى:
﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ
يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ
ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ
عَلَى نَصْرِهِمْ
لَقَدِيرٌ﴾7:
"إنّ العامّة
يقولون إنّها نزلت في
رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم لمّّا أخرجته
قريش من مكّة، وإنّما هي
للقائم عليه السلام إذا
خرج يطلب بدم الحسين عليه
السلام، وهو قوله: نحن
أولياء الدم وطلاّب
الديّة"8.
المهديّ ينتقم للحسين
بقتله ذراري قتلة الحسين
عليه السلام
عن عبد السلام بن صالح
الهرويّ قال: قلت لأبي
الحسن عليّ بن موسى الرضا
عليه السلام: يا بن رسول
الله، ما تقول في حديثٍ
روي عن الصادق عليه
السلام أنّه قال: "إذا
خرج القائم قتل ذراري
قتلة الحسين عليه السلام
بفعال آبائها؟" فقال عليه
السلام: "هو كذلك"، فقلت:
فقول الله عزَّ وجلَّ:
﴿وَلاَ
تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ
أُخْرَى﴾9 ما معناه؟ فقال:
"صدق الله في جميع أقواله،
لكنّ ذراري قتلة الحسين
يرضون بأفعال آبائهم
ويفتخرون بها، ومن رضي
شيئاً كان كمن أتاه، ولو
أنّ رجلاً قتل في المشرق
فرضي بقتله رجل في المغرب
لكان الراضي عند الله
شريك القاتل، وإنّما
يقتلهم القائم إذا خرج
لرضاهم بفعل آبائهم"10.
ومعنى رضاهم به في آخر
الزمان أنّ من يقاتلهم
المهديّ عجّل الله تعالى
فرجه الشريف قومٌ يسيرون على
نفس النهج الذي سار عليه
يزيد وأزلامه في مواجهتهم
لأهل بيت العصمة وشدّة
كرههم لهم.
المحاضرة الثانية:
التعاون في الحياة
الزوجيّة
v
الهدف
حثّ الزوجين على روحيّة
التعاون وتحمّل كلٌّ
منهما مسؤوليّة الأسرة
التي هي نتاج طبيعي
لحياتهما المشتركة.
v
تصدير الموضوع
عن الإمام الكاظم عليه
السلام: "جهاد المرأة حسن
التبعّل"11.
وعن رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: "جلوس
المرء عند عياله أحبّ إلى
الله تعالى من اعتكاف في
مسجدي هذا"12.
مقدّمة
من الضروري أن يكون هناك
مساحة كبيرة للتفكير
المشترك تنطلق منها تحقيق
الآمال وبناء الطموحات
ودرأ العوائق والمشكلات
التي تعترض مسيرة الزوجين.
ومن المهمّ أن تكون هموم
الأسرة هموماً مشتركة
يتعاون كلا الطرفين على
حلّها، ومعنى التعاون هنا
إضافة جهد كلّ منهما إلى
جهد الآخر للحصول على
نتيجة أفضل.
v
محاور الموضوع
ثواب التعاون
ثواب التعاون للمرأة: عن
رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم: "أيّما امرأةٍ
أعانت زوجها على الحجّ
والجهاد أو طلب العلم
أعطاها الله من الثواب ما
يعطي امرأة أيّوب"13.
ثواب التعاون للرجل: عن
الإمام الباقر عليه
السلام: "لا يخدم العيال
إلّا صدّيق أو شهيد أو
رجل يريد الله به خير
الدنيا والآخرة"14.
التعاون وتوزيع
المسؤوليّات
وهذا ليس من باب الحقوق
وإنّما من باب التعاطي
الأخلاقيّ التي تتطلّبها
ضرورة الشراكة القائمة،
ففي الرواية عن الإمام
الصادق عليه السلام: "تقاضى
عليّ وفاطمة عليه السلام
إلى رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم في الخدمة
( أي خدمة المنزل ) فقضى
على فاطمة بخدمتها ما دون
الباب وقضى على عليّ عليه
السلام بما خلفه"15.
التخادم: فالخدمة ليست
مسؤوليّة أحدهما دون
الآخر، عن الإمام الصادق
عليه السلام: "سألت أمّ
سلمة رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم عن فضل
النساء في خدمة أزواجهن،
فقال: أيّما امرأة رفعت
من بيت زوجها شيئاً من
موضع إلى موضع تريد به
صلاحاً إلّا نظر الله
إليها، ومن نظر الله إليه
لم يعذّبه"16.
الاستعداد للتضحية: وذلك
بأن لا يحاسب الرجل على
دقائق الأمور وأبسطها ولا
تتدخّل الزوجة في كافّة
المسائل بل يحمل كلٌّ
منهما خطأ الآخر ويغفر له
وهو واجب على الرجل تجاه
زوجته بأن يسامحها
ويرحمها ويغفر لها.
عن اسحاق بن عمّار قال:
قلت لأبي عبد الله عليه
السلام: ما حقّ المرأة
على زوجها الذي إذا فعله
كان محسناً، قال: "يشبعها
ويكسوها وإن جهلت غفر لها"17.
فتحمّل خطأ الزوجة من
الأمور التي حثّ الإسلام
على الزوج تجاه زوجته.
رعاية الحقوق
وحقوق كلٍّ منهما من
الأمور التي حدّدها
الشارع وليست مسألة
اعتباطيّة خاضعة لنفوذ
الرجل تارةً واستحسان
المرأة تارةً أخرى، ومن
الضروريّ أن لا تكون
العلاقة الزوجيّة مدخلاً
إلى التقصير بحقّ كلّ
منهما على الآخر أو
الاستهتار بهذه الحقوق،
بل المفروض أنّه كلّما
كانت العلاقة أقوى بين
الزوجين كلّما كان كلٌّ
منهما أشدّ احتراماّ
ورعاية لحقوق الآخر.
المحاضرة
الثالثة: الظلم ومظالم العباد
v
الهدف
تحذير الناس من خطورة
الظلم وأكل الحقوق بينهم
بالباطل، وأنّ ذلك ممّا
لا يغفره الله تعالى يوم
القيامة.
v
تصدير الموضوع
قال تعالى:
﴿وَمَا
ظَلَمْنَاهُمْ وَلَـكِن
كَانُواْ أَنفُسَهُمْ
يَظْلِمُونَ﴾18.
مقدّمة
في البحار في تفسير قوله
تعالى:
﴿لاَّ يُحِبُّ
اللهُ الْجَهْرَ
بِالسُّوَءِ مِنَ
الْقَوْلِ إِلاَّ مَن
ظُلِمَ﴾19.
قال: إنّ أقلّ مراتب
الظلم تعاطي الصغائر، ثمّ
أظلم منه من يتعاطى
الكبائر، وهما ظالمان
أنفسهما، ثمّ أظلم منهما
من أضرّ بعباد الله وهكذا
إلى أن ينتهي إلى الكفر
والجحود -نعوذ بالله منه-
وأذيّة الرسول صلى الله
عليه وآله وسلم وأوصيائه
المعصومين20.
v
محاور الموضوع
ظلم العباد في كلام
الإمام عليّ عليه السلام
من كلام لأمير المؤمنين
عليه السلام: "والله لئن
أبيت على حسك السعدان
مسهّدا، وأجرّ في الأغلال
مصفّدا، أحبّ إليّ من أن
ألقى الله ورسوله يوم
القيامة ظالماً لبعض
العباد وغاصباً لشيء من
الحطام، وكيف أظلم أحداً
لنفسٍ يسرع إلى البلى
قفولها، ويطول في الثرى
حلولها"21.
موارد ظلم العباد
وقد وردت نصوص عن الأئمّة
المعصومين عليه السلام
تدلّ على
ترضيته تعالى لذي الحقّ
منها ما ورد في دعاء يوم
الاثنين من الصحيفة
السجّاديّة "... وأسألك
في مظالم عبادك عندي
فأيّما عبد من عبيدك أو
أمة من إمائك كانت له
قبلي مظلمة ظلمتها إيّاه
في نفسه أو في عرضه أو في
ماله أو في أهله أو ولده
أو غيبة اغتبته بها أو
تحامل عليه... فقصرت يدي
عن ردّها إليه والتحلّل
منه فأسألك يا من يملك
الحاجات وهي مستجيبةٌ
لمشيئته ومسرعةٌ إلى
إرادته، أن تصلّي على
محمّد وآل محمّد وأن
ترضيه عنّي بما شئت"22.
وفي الدعاء المنقول عن
مولانا الصادق عليه
السلام في أعمال شهر
رمضان: "إن المظلمة، ظلم
العباد في مالهم وأبدانهم
وأعراضهم"23.
سوء عاقبة الظالم
من كلام له عليه السلام:
"ولئن أمهل الله الظالم،
فلن يفوت أخذه، وهو له
بالمرصاد على مجاز طريقه،
وبموضع الشجى من مساغ
ريقه... ولقد أصبحت الأمم
تخاف ظلم رعاتها، وأصبحت
أخاف ظلم رعيّتي"24.
نصر الضعفاء والمظلومين
وإغاثتهم
عن مولانا الصادق عليه
السلام، عن أبيه عليه
السلام قال: "لا يحضرنّ
أحدكم رجلاً يضربه سلطان
جائر ظلماً وعدواناً، ولا
مقتولاً ولا مظلوماً إذا
لم ينصره، لأنّ نصرة
المؤمن على المؤمن فريضة
واجبة، إذا هو حضره،
والعافية أوسع ما لم
يلزمك الحجّة الظاهرة"25.
ثواب نصرة المظلوم
وخذلانه
عن أبي عبد الله عليه
السلام قال: "ما من مؤمن
يعين مؤمناً مظلوماً إلّا
كان أفضل من صيام شهر،
واعتكافه في المسجد
الحرام، وما من مؤمن ينصر
أخاه وهو يقدر على نصرته،
إلّا نصره الله في الدنيا
والآخرة، وما من مؤمن
يخذل أخاه وهو يقدر على
نصرته، إلّا خذله الله في
الدنيا والآخرة"26.
العفو عن المظالم يوم
القيامة
عن رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: "بعدما
سكن أهل الجنّة الجنّة،
وأهل النّار النّار، نادى
مناد من تحت العرش:
تتاركوا المظالم بينكم،
فعليّ ثوابكم"27.
في الرواية عن رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم
في غرّة شعبان: "ومن عفى
عن
مظلمة فقد تعلّق بغصن من
أغصان شجرة طوبى"28.
وعنه صلى الله عليه وآله
وسلم: "ومن عفى من مظلمة
أبدله الله بها عزّاً في
الدنيا والآخرة"29.
عن الإمام الصادق عليه
السلام: في قول الله عزَّ
وجلَّ
﴿إِنَّ
رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ﴾، قال:
"قنطرة على الصراط لا
يجوزها عبد بمظلمة"30.
وعنه عليه السلام: "ما من
مظلمةٍ أشدّ من مظلمةٍ لا
يجد صاحبها عليها عوناً
إلّا الله عزَّ وجلَّ"31.
|