المحاضرة الأولى: عاشوراء في كلمات الإمام
الخمينيّ
(قدس
سره)
v
الهدف
الإضاءة على بعض
المرتكزات الأساسيّة التي
كان يتناولها الإمام
الخمينيّ الراحل في قضيّة
عاشوراء وشرح بعض
دلالاتها.
v
تصدير الموضوع
إنّ واقعة عاشوراء
العظيمة منذ سنة 61
هجريّة إلى القيام
العالميّ لبقيّة الله
أرواحنا لمقدمه الفداء هي
صانعة الثورات في كلّ
مقطع من الزمان1.
مقدّمة:
احتلت عاشوراء الحسين
عليه السلام مساحة كبرى
من كلمات وخطابات الإمام
الخمينيّ الراحل قراءةً
وتحليلاً واستخلاصاً
للعبر، والأهمّ إضفاء هذه
الثقافة الحسينيّة
الملحميّة على واقعنا
المعاصر من أجل تربية
الأمّة على القيم
والمبادىء والمواقف التي
خطّها الإمام الحسين عليه
السلام وأصحابه وأهل بيته،
حتّى أنّنا نجد في كلماته
أنه يُرجع الفضل كلّه في
كلّ ما عندنا إلى عاشوراء
الحسين عليه السلام.
v
محاور الموضوع
لا يمكن استعراض كافّة
كلمات الإمام الراحل حول
قضيّة كربلاء لكن تبرّكاً
ببعض كلماته نقدّم بعض
العناوين الهامّة
والرئيسيّة التي كان
الإمام يركّز عليها،
والتي من المهمّ إعطاءها
أهميّة وأولويّة خاصّة.
عاشوراء نداء العدالة
ومواجهة الظلم
يقول
(قدس
سره) في مقام بيان بعض
أبعاد ثورة كربلاء:
عاشوراء ثورة الداعين إلى
العدل، قامت بعدد قليل
وبإيمان وعشق عظيم
لمواجهة الظالمين سكان
القصور والمستكبرين
اللصوص، وقانونها هو أن
يكون هذا النهج عنوان
حياة هذه الأمّة في كلّ
زمان وكلّ أرض2.
لقد أتى جميع الأنبياء من
أجل إصلاح المجتمع،
وجميعهم كانوا على إيمان
بهذه المسألة، وهي أنّ
الفرد يجب أن يكون فداءً
للمجتمع، ولقد تحرّك سيّد
الشهداء حسب هذا الميزان،
فضحّى بنفسه وبأنصاره،
يجب أن يكون الفرد فداءً
للمجتمع، يجب أن يصلح
المجتمع3.
الوعي واليقين عند
الأصحاب
وفي مقام إيضاح المكانة
الروحيّة العالية لأصحاب
الحسين عليه السلام يقول
(قدس سره) :
كلّما كان سيّد الشهداء
في يوم عاشوراء يقترب من
الشهادة أكثر كان وجهه
يشرق أكثر، وكان شبّانه
يتسابقون للفوز بالشهادة،
لقد كانوا يعلمون أنّهم
عمّا قليل سيستشهدون،
لكنّهم تسابقوا لأنّهم
كانوا يعلمون إلى أين
يذهبون، ويعلمون لماذا
أتوا، كانوا على وعي:
أنّنا جئنا لأداء تكليفنا
الإلهيّ، جئنا لحفظ
الإسلام4.
التضحية بالآل والأصحاب
فجّر سيّد الشهداء ثورة
عاشوراء، وبتضحيته بدمه
ودماء أعزّته أنقذ
الإسلام والعدالة، وأدان
حكم بني أميّة وهدم
قواعده وأساساته5.
إنّ الإسلام عزيز إلى
درجة أن أبناء رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم
ضحّوا بأنفسهم فداءً
للإسلام6.
لمّا رأى سيّد الشهداء
عليه السلام أنّ هؤلاء
يشوّهون دين الإسلام،
ويرتكبون المحارم ويظلمون
باسم الخلافة الإسلاميّة،
وينعكس هذا في العالم أنّ
خليفة رسول الله هو الذي
يقوم بهذه الأعمال، علم
سيّد الشهداء عليه السلام
أنّ تكليفه أن يقوم وأن
يقتل أيضاً ليمحو آثار
معاوية وابنه7.
هذه الكلمة -كلّ يومٍ
عاشوراء وكلّ أرضٍ كربلاء-
كلمة عظيمة... كلّ يومٍ
ينبغي أن تعيش أمّتنا هذا
المعنى، وهو أنّ اليوم
يوم عاشوراء وعلينا أن
نقف في وجه الظلم، وهاهنا
أيضاً كربلاء، فهي لا
تنحصر بقطعةٍ من الأرض،
ولا تنحصر بمجموعةٍ من
الأفراد، لم تكن كربلاء
منحصرة بمجموعة من نيّفٍ
وسبعين نفراً وقطعة أرض
كربلاء، كلّ الأراضي يجب
أن تؤدّي هذا الدور وتفي
به8.
لا هزيمة في أداء التكليف
الإلهيّ
يؤكّد الإمام الخمينيّ
(قدس سره) أنّ مبدأ النصر والهزيمة
لا يرتبطان كليّاً بالحسم
العسكريّ أو عدمه، بل
بكون العمل عملاً إلهيّاً
ويندرج تحت التكليف
الشرعيّ.
يقول
(قدس سره): لم يكن مقتل سيّد
الشهداء عليه السلام
انكساراً، لأنّ قيامه لله،
والقيام لله ليس فيه
انكسار9.
الشهداء ذخيرة عالم
البقاء
يرى الإمام الخمينيّ
(قدس سره) أنّ
فقدان الأحبّة من الشهداء
ليس خسارة بل هي محض
البقاء والخلود في عالم
الآخرة.
يقول
(قدس سره): الإمام الحسين
عليه السلام كان يرى
جهاده في سبيل الله، ومن
أجل الله، ولأنّ الجهاد
لله فإنّه لم يرَ أنّه قد
فقد الأحبّة والأعزّة
الذين قد فقدهم، إنّهم
الذخائر لعالم البقاء10.
المحاضرة الثانية:
تعزيز العلاقة بين
الزوجين
v
الهدف
لفت النظر إلى أنّ الحياة
الأسريّة تحتاج دائماً
إلى ريّ الجذور المشتركة
للطرفين حتّى يبقى الوئام
والتوافق مخيّماً على
الأسرة.
v
تصدير الموضوع
عن الإمام الصادق عليه
السلام: "من حسن برّه
بأهله زاد الله في عمره"11.
مقدّمة
إنّ العلاقة بين الزوجين
شأنها شأن أيّ علاقة تبدأ
بشكلٍ قويّ ثمّ ما تلبث
أن تضعف شيئاً فشيئاً ما
لم يكن الزوجان حريصين
على تزكيتها وتطويرها
بشكلٍ دائم، وذلك لأنّ
هذه العلاقة ليست مبنيّة
على أجلٍ محدّد بل مبنيّة
على الاستمرار معاً حتّى
الممات، وهذا يتطلّب
منهجيّة خاصّة في التواصل
والتودّد بينهما.
v
محاور الموضوع
تعزيز الرصيد العاطفيّ:
قال تعالى:
﴿وَمِنْ
آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ
لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ
أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا
إِلَيْهَا وَجَعَلَ
بَيْنَكُم مَّوَدَّةً
وَرَحْمَةً﴾12.
فتكوين الأسرة له علاقة
بالبعد النفسيّ أوّلاً
ولذلك عبّر بقوله
﴿مِّنْ
أَنفُسِكُمْ﴾، وهذا البعد
النفسيّ قوامه الشعور
بالسكن والإستقرار، ثمّ
أشارت الآية إلى جوهر هذا
السكن وآية ديمومته مرتبط
بالمودّة والرحمة بين
الزوجين.
والمودّة بما تجسّد من
رصيد عاطفيّ لدى كلّ من
الزوجين كما أنّ الرحمة
بما تعني من خلفيّة
إنسانيّة في التعامل
بينهما يعتبران الركنين
الأساسيّين لإنتاج
السكينة بينهما، وبالتالي
فإنّ
إضعاف هذين الركنين إضعاف
للسكينة وتقويتهما تقوية
لها.
ولذلك فإنّنا عندما نقرأ
عن الإمام الصادق: "أيّما
امرأةٍ باتت وزوجها عليها
ساخط في حقّ، لم تقبل
منها صلاة حتّى يرضى عنها"13. ندرك أنّ قضيّة المودّة
مسألة ينبغي الالتفات
إليها بشكلٍ يوميّ وعدم
تركها لتداركها في اليوم
التالي.
التصريح بالحبّ والمودّة: قال رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: "قول
الرجل لزوجته إنّي أحبّك
لا يذهب من قلبها أبداً"14.
والمراد تحديداً التعبير
بالقول واللفظ لأهميّته
الخاصّة ودلالته التي
تفوق سواه من التعابير
بالسلوك أو الهديّة أو
سوى ذلك.
الاحترام المتبادل: في
الرواية أنّ رجلاً جاء
إلى رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم فقال: إنّ
لي زوجة إذا دخلت تلقتني
وإذا خرجت شيعتني وإذا
رأتني مهموماً قالت لي:
ما يهمّك؟ إن كنت تهتمّ
لرزقك فقد تكفّل لك به
غيرك، وإن كنت تهتمّ بأمر
آخرتك فزادك الله همّاً،
فقال رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: "إنّ لله
عمّالاً وهذه من عمّاله
لها نصف أجر الشهيد"15.
فالاحترام سبيل المودّة
والاستقرار، والإخلال به
سبيل الإنهيار ودمار
الأسرة. ويعني ذلك
الابتعاد عن سوء الخلق
واستخدام الكلمات النابية
والألفاظ البذيئة فضلاً
عن السبّ والشتائم وسوى
ذلك ممّا يضعف المودّة
ويزعزع الرابطة الزوجيّة.
التزيّن: أي الاهتمام
بالمظهر والشكل الخارجيّ
وهذا الأمر له دلالاته
النفسيّة عند الرجل
والمرأة، والتزيّن مؤشّر
لاهتمام المرأة بزوجها
وحرصها على رضاه، وهناك
روايات تفيد بأنّ المرأة
تحبّ من الرجل أن يتزيّن
لها كما أنّ الرجل يحبّ
من زوجته ذلك. قال الإمام
الكاظم عليه السلام: "إنّ
التهيئة ممّا يزيد من
عفّة النساء، ولقد ترك
النساء العفّة بترك
أزواجهن التهيئة"16.
وقد نقل عن النبيّ الأكرم
صلى الله عليه وآله وسلم
حديث يفيد بأنّ من واجب
المرأة أن تتعطّر لزوجها،
فقد شكت امرأة لرسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم
إعراض زوجها عنها فأمرها
أن تتطيّب له17.
ويقول الإمام الباقر عليه
السلام: "لا ينبغي للمرأة
أن تعطّل نفسها ولو أن
تعلّق في عنقها قلادة"18.
وعن الإمام الصادق عليه
السلام: "لا غنى بالزوجة
فيما بينها وبين زوجها
الموافق لها عن ثلاث خصال
وهن: صيانة نفسها عن كلّ
دنس حتّى يطمئنّ قلبه إلى
الثقة بها في حال المحبوب
والمكروه، وحياطته ليكون
ذلك عاطفاً عليها عند
زلّة تكون منها، وإظهار
العشق له بالخلابة
والهيئة الحسنة لها في
عينه"19.
التوسعة على العيال: وهي
من أهمّ الأمور التي
تعزّز العلاقة بين
الطرفين بحيث تجد الزوجة
أنّ محور اهتمامه من
الناحية الماليّة وأنّ
الزوج يحبّ أن يرى النعمة
التي أنعمها الله عليه
متجليّة في أهله وولده
ممّا يزيد في المودّة
والتلاحم والتماسك في
الأسرة، عن الإمام الكاظم
عليه السلام: "عيال المرء
أسراؤه، فمن أنعم الله
عليه فليوسّع على أسرائه،
فإن لم يفعل أوشك أن تزول
هذه النعمة"20.
التضحية وروحيّة التجاوز: ينبغي أن يتمتّع كلّ طرف
بقدر من ضبط النفس تجاه
تجاوزات الطرف الآخر، وأن
يقابل الإساءة بالإحسان
وإلّا فإنّ التصادم سوف
يحطّم الاثنين معاً
ويقودهما إلى هاوية
الطلاق.
وإلى هذه التضحية
والمرونة سيّما من طرف
الرجل أشارت الروايات إلى
ضرورة أن يغفر الرجل
لزوجته بل اعتبرت ذلك
حقّاً من حقوقها.
فعن الإمام السجّاد
مبيّناً حقوق الزوجة قوله:
"وأمّا حقّ
الزوجة فأن تعلم أنّ الله
عزَّ وجلَّ جعلها سكناً
وأنسا، فتعلم أنّ ذلك
نعمة من الله عليك،
فتكرمها وترفق بها، وإن
كان حقّك عليها أوجب فإنّ
لها عليك أن ترحمها
لأنّها أسيرك وتطعمها
وتكسوها وإذا جهلت عفوت
عنها"21.
المحاضرة
الثالثة:
الإخلاص في العمل
v
الهدف
بيان أنّ قيمة أيّ عمل
مرهونة بنيّة صاحبه
والدافع له على القيام به
والذي ينبغي أن يكون
التقرّب إلى الله دون
سواه.
v
تصدير الموضوع
قال تعالى:﴿فَمَنْ كَانَ
يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ
فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا
صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ
بِعِبَادَةِ رَبِّهِ
أحَدًا﴾22.
مقدّمة
الإخلاص في العمل من أهمّ
الأمور القلبيّة التي
تحتاج لرقابة شديدة من
الإنسان وذلك لكونها أوّل
الأهداف التي يحاول
الشيطان الولوج إليها بعد
عجزه عن ثني الإنسان عن
القيام بعمل الخير فيزيّن
له أمر الإشراك في نيّته
ليحبط له أجره بعد أن عجز
عن أن يحبط له عمله.
v
محاور الموضوع
تعريف الإخلاص
تطهير القلب عن ملاحظة
غير وجه الله تعالى ورضاه
حتّى عن الرجاء بالثواب
والخوف من العقاب فضلاً
عن الرياء والسمعة وحبّ
الجاه وأمثال ذلك فانّ
ذلك شرك خفيّ، ولذلك قال
رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم: "دبيب الشرك
في أمّتي أخفى من دبيب
النملة السوداء على
الصخرة الصماء في الليلة
الظلماء"23.
والإخلاص يناقض الرياء،
وحقيقة الرياء إرادة مدح
الناس على العمل والسرور
به والتقرّب إليهم بإظهار
الطاعة وطلب المنزلة في
قلوبهم والميل إلى
إعظامهم له وتوقيرهم
إيّاه واستجلاب تسخيرهم
لقضاء حوائجه وقيامهم
بمهمّاته وهو شرك بالله
العظيم.
الإخلاص في القرآن
عن أبي عبد الله عليه
السلام في قول الله عزَّ
وجلَّ:
﴿حَنِيفًا
مُّسْلِمًا﴾ قال: "خالصاًَ
مخلصاَ ليس فيه شيءٌ من
عبادة الأوثان"24.
وليس المقصود الأوثان
المعروفة بل الأعمّ منها
فيشمل عبادة الشياطين في
إغوائها وعبادة النفس في
أهوائها، وقد نهى جلّ
شأنه عن عبادتهما فقال:
﴿أَلَمْ
أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا
بَنِي آدَمَ أَن لَّا
تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ﴾25،
وقال تعالى:
﴿أَفَرَأَيْتَ
مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ
هَوَاهُ﴾26.
عن أبي عبد الله عليه
السلام في قول الله تعالى:﴿لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ
أَحْسَنُ عَمَلًا﴾27 قال:
"ليس
يعني أكثر عملاً ولكن
أصوبكم عملاً وإنّما
الإصابة: خشية الله
والنيّة الصادقة والحسنة"28.
أهميّة الإخلاص وفضله
عن رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: "من ترك
معصية مخافة الله عزَّ
وجلَّ أرضاه يوم القيامة"29.
وعن عليّ عليه السلام: "أفضل
الأعمال أحمزها"30. يفيد أنّ
النيّة أحمزها، وهو كذلك
لأنّ النيّة الخالصة
تتوقّف على إقلاع القلب
عن حبّ الدنيا ونزعه عن
الميل إلى ما سوى الله
تعالى، وهذا أشقّ الأشياء
على النفس.
ولهذا قال صلى الله عليه
وآله وسلم بعد رجوعه من
إحدى المعارك: "رجعنا من
الجهاد الأصغر إلى الجهاد
الأكبر"31، حيث عدّ الجهاد
الذي هو أشقّ الأعمال
البدنيّة أصغر من جهاد
النفس وصرف وجهها عن غير
الله لأنّه أشقّ والأشقّ
أفضل لما مرّ.
وفي روايةٍ أنّ رجلاً سأل
رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم عن قول الله عزَّ
وجلَّ:
﴿إِلَّا مَنْ
أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ
سَلِيمٍ﴾32 قال صلى الله
عليه وآله وسلم: "القلب
السليم الذي يلقى ربّه
وليس فيه أحد سواه"، قال:
"وكلّ قلب فيه شرك أو شكّ
فهو ساقط وإنّما أراد
بالزهد في الدنيا لتفرغ
قلوبهم للآخرة"33.
والسؤال عن القلب السليم
في الآية باعتبار أنّ
القرآن جعله النافع
الوحيد للإنسان يوم
القيامة.
موانع الإخلاص
الأموال والأولاد: فلا
يجعلهما مصدر غفلة ولهو
عن الصراط السويّ، وقد
حذّر الله تعالى عن ذلك
بقوله:
﴿يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لَا
تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ
وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن
ذِكْرِ اللهِ وَمَن
يَفْعَلْ ذَلِكَ
فَأُوْلَئِكَ هُمُ
الْخَاسِرُونَ﴾34.
مدّ النظر إلى دنيا
الآخرين: لأنّ المطلوب أن
يقنع المرء بما قسم الله
له، بل أن يقنع أنّ في
ذلك صلاحه وهداه، فعن أبي
الحسن الرضا عليه السلام
أنّ أمير المؤمنين عليه
السلام كان يقول: "طوبى
لمن أخلص لله العبادة
والدعاء ولم يشغل قلبه
بما ترى عيناه، ولم ينس
ذكر الله بما تسمع أذناه،
ولم يحزن صدره بما أعطي
غيره"35.
التبجّح بالعمل: بأن
يُفاخر الآخرين بعمله
فيحبط أجره، فعن أبي جعفر
عليه السلام أنّه قال: "الإبقاء
على العمل أشدّ من العمل"،
قيل: وما الإبقاء على
العمل؟ قال: "يصل الرجل
بصلة وينفق نفقة لله وحده
لا شريك له فتكتب له سرّاً،
ثمّ يذكرها فتمحى فتكتب
له علانية ثمّ يذكرها
فتمحى وتكتب له رياء"36.
ولاء الحاكم الجائر: وهو
من أرذل الصفات التي
يبتلى بها المرء حين يصبح
همّه الأوحد رضا الأمير
أو الحاكم وغايته كسب
المال أو الجاه في سبيل
ذلك، وقد ظهرت هذه الخصلة
في كربلاء حين رمى عمر بن
سعد معسكر الحسين وهو
يقول: اشهدوا لي عند
الأمير أنّي أوّل من رمى37.
|