المحاضرة الأولى:
البصيرة عند الإمام
الحسين
v
الهدف
توضيح مفهوم التبصّر في
الأمور وإدراك خفاياها
وعدم الاستعجال في اتخاذ
القرارات المبنيّة على
النظرة السطحيّة وعدم
التبصّر.
v
تصدير الموضوع
قال تعالى:
﴿
قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي
أَدْعُو إِلَى اللّهِ
عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ
وَمَنِ اتَّبَعَنِي
وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا
أَنَاْ مِنَ
الْمُشْرِكِينَ
﴾1.
المقدّمة
البصيرة قوّة خفيّة أو
ملكة وهبها الله للإنسان
لإدراك حقائق الأشياء، أو
إدراك الجوانب الخفيّة من
الموضوعات، وقد ذكر
العلماء عوامل عديدة
تساعد في تنمية البصيرة
عند الإنسان منها:
أوّلاً: دراسة
الموضوعات دراسة شاملة
حتّى يصل الفرد إلى إحاطة
وإلمام بكلّ موضوع.
ثانياً: النظر إلى
الموضوعات نظرة تفصيليّة.
ثالثاً: معرفة
الفوارق بين الموضوعات.
رابعاً: النظرة
النقديّة للموضوع وهو
السعي لمعرفة محاسنه
ومعايبه.
خامساً: التجارب
والممارسة.
وإذا كان المراد تنمية
البصيرة في الدين
الإسلاميّ، فإنّ هذا
الموضوع يحتاج إلى عامل
آخر يزيد عن كلّ تلك
العوامل في الأهميّة ألا
وهو عامل الوجدان والحبّ
لهذا الدين. فالإسلام دين
الفطرة التي تنطبق تمام
الانطباق مع الوجدان.
والإسلام دين حيّ لا يمكن
أن يعطي خفاياه وجوانب من
حقيقته إلّا لمن أحبّه
وأولاه ولاءً خاصّاً.
v
محاور الموضوع
معنى البصير
والبصير هو الإنسان الذي
يتأمّل في كلّ ما يدركه
من حوله ليكتشف خفاياه
وأسراره، ويعمل وفق ما
وصل إليه، فعن الإمام عليّ
عليه السلام: فإنّما
البصير من سمع فتفكّر،
ونظر فأبصر، وانتفع
بالعبر، ثمّ سلك جدداً
واضحاً يتجنّب فيه الصرعة
في المهاوي2.
الدعوة إلى التبصر
وشدّد القرآن الكريم على
ضرورة التبصّر في الأمور
معتبراً أنّ العمى
الحقيقيّ هو الناشئ من
عدم التبصّر لا من عدم
البصر، قال تعالى:
﴿
أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي
الْأَرْضِ فَتَكُونَ
لَهُمْ قُلُوبٌ
يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ
آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا
فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى
الْأَبْصَارُ وَلَكِن
تَعْمَى الْقُلُوبُ
الَّتِي فِي الصُّدُورِ
﴾3.
وفي الرواية عن رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم:
ليس الأعمى من يعمى بصره،
إنّما الأعمى من تعمى
بصيرته4.
عاقبة عدم التبصّر
وعدم التبصّر ليس أمراً
يمكن للمرء فعله أو تركه
على حدٍّ سواء، بل إنّ
عدم التبصّر من شأنه أن
يوقع المرء في المهالك
ويجعل مأواه النّار في
الآخرة، قال تعالى:
﴿وَلَقَدْ
ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ
كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ
وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ
لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا
وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ
يُبْصِرُونَ بِهَا
وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ
يَسْمَعُونَ بِهَا
أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ
بَلْ هُمْ أَضَلُّ
أُوْلَئِكَ هُمُ
الْغَافِلُونَ
﴾5.
بين البصر والبصيرة
والبصيرة وإن كانت مشتقّةً
من البصر لغةً إلّا أنّها
أرقى مقاماً وأرفع شأناً
بل لعلّ إدراكات الإنسان
كلّها وعلى رأسها البصر
ليست بذي أهميّة ما لم
تقترن بالبصيرة والوعي
الذي يمكّن الإنسان من
استخلاص العبر واتخاذ
المواقف الحكيمة، فعن
الإمام عليّ عليه السلام:
نظر البصر لا يجدي إذا
عميت البصيرة6.
وعنه عليه السلام: ليست
الرؤية مع الإبصار، فقد
تكذب العيون أهلها، ولا
يغشّ العقل من استنصحه7.
وعنه عليه السلام: فقد
البصر أهون من فقدان
البصيرة8.
أبصر الناس
قد يخفى على الإنسان
الكثير من أبعاد ما يجري
حوله، لكن ما لا يمكن أن
يخفى عنه نفسه التي بين
جنبيه، وقد عبّر الله عن
ذلك بقوله تعالى:﴿بَلِ
الْإِنسَانُ عَلَى
نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ *
وَلَوْ أَلْقَى
مَعَاذِيرَهُ
﴾9
، فالإنسان يعلم تماماً
أنّ كلّ ما يعزّي نفسه به
من أعذار ليست سوى أوهام
يقنع نفسه بها ليبرّر
تقصيرها وأنّ عليه أن
يتبصّر نفسه جيداً
ويتفحّصها ويكتشف عيوبها
ويصلح ما فسد منها.
الإمام عليّ عليه السلام:
أبصر الناس من أبصر عيوبه
وأقلع عن ذنوبه10.
بصيرة الحسين:
ولعلّ أبرز تجلّيات
البصيرة عند الإمام
الحسين إدراكه خطورة ما
آلت إليه الأمور على
المستوى السياسيّ الذي
أصاب الأمّة وأنّه لا
يمكن الإصلاح إلّا بحركة
إستشهاديّة كبرى، والأداء
المتميّز الذي استطاع من
خلاله إبراز وفضح حقيقة
النظام الأمويّ ومدى
إجرامه ودمويّته.
بصيرة الأصحاب:
وتتجلّى بصيرتهم في
إدراكهم البعد التاريخيّ
الذي أراده الحسين عليه
السلام من المواجهة وفي
إصرارهم على البقاء مع
إمامهم رغم عرضه عليهم
بالتخلّي عن الركب
وفي الكثير من أدائهم
وسلوكهم خلال بقائهم في
كربلاء.
ويصف الإمام الصادق عليه
السلام العبّاس بقوله:
كان عمّنا العبّاس نافذ
البصيرة صلب الإيمان جاهد
مع أبي عبد الله وأبلى
بلاءً حسناً ومضى شهيداً11
.
المحاضرة الثانية:
فضيلة عمل
المعروف
v
الهدف
حثّ الناس على تعلّم
وممارسة ثقافة فعل
المعروف مع الآخر من خلال
تحسّس مشاكل الآخرين
والاهتمام بها وأنّ ذلك
من جوهر الدين.
v
تصدير الموضوع
قال المسيح عليه السلام-
لأصحابه -:
"استكثروا من الشيء
الذي لا تأكله النّار،
قالوا: وما هو؟ قال:
المعروف"12.
مقدّمة:
أكّد القرآن الكريم على
ضرورة أن يمتلك المسلم
روحيّة عمل المعروف والحثّ
عليه بعيداً عن أيّ
اعتبارات ضيّقة أو حسابات
شخصيّة، لا سيّما في
العلاقات الاجتماعيّة
والمنافع العامّة، فقال
تعالى:
﴿فَاتِّبَاعٌ
بِالْمَعْرُوفِ﴾13
و ﴿فَإِمْسَاكٌ
بِمَعْرُوفٍ﴾14
و
﴿وَلِلْمُطَلَّقَاتِ
مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ
حَقًّا عَلَى
الْمُتَّقِينَ﴾15
و
﴿قَوْلٌ
مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ
خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ
يَتْبَعُهَآ أَذًى
وَاللّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ
﴾16
و
﴿فَلْيَأْكُلْ
بِالْمَعْرُوفِ﴾17
و
﴿وَعَاشِرُوهُنَّ
بِالْمَعْرُوفِ﴾18
و
﴿وَلَا
يَعْصِينَكَ فِي
مَعْرُوفٍ﴾19
و ﴿تَأْمُرُونَ
بِالْمَعْرُوفِ﴾20.
v
محاور الموضوع
بركات فعل المعروف
حسن العاقبة: عن
الإمام عليّ عليه السلام:
اصطنعوا المعروف بما
قدرتم على اصطناعه، فإنّه
يقي مصارع السوء21.
محبّة الآخرين: عن
الإمام عليّ عليه السلام:
عجبت ممّن يشتري المماليك
بماله، كيف لا يشتري
الأحرار بمعروفه فيملكهم؟22.
المعروف زاد الآخرة:
الإمام عليّ عليه السلام:
عليكم بصنائع المعروف،
فإنّها نعم الزاد إلى
المعاد23.
الإمام الصادق عليه
السلام: أوّل من يدخل
الجنّة أهل المعروف24.
أهل المعروف في الدنيا
أهل المعروف في الآخرة:
رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم: أهل المعروف
في الدنيا أهل المعروف في
الآخرة، قيل: يا رسول
الله وكيف ذلك؟ قال: يغفر
لهم بالتطوّل منه عليهم،
ويدفعون حسناتهم إلى
الناس فيدخلون بها الجنّة،
فيكونون أهل المعروف في
الدنيا والآخرة25.
الحثّ على بذل المعروف
إلى البرّ والفاجر
وفعل المعروف دليل خُلُق
فاعله وروحيّته العالية
ومحبّته لخدمة الناس،
ولذلك نرى أنّ الروايات
وإن حذّرت أهل المعروف أن
لا يتوقّعوا إلّا الشرّ
من بعض الناس الذين لا
يستحقّون المعروف إلّا
أنّها حثّت على فعله
للناس كافّة كي يكون سنّة
ولا ينقطع سبيل الخير
لفقدان بعض الناس هذه
الأهليّة.
فعن الإمام عليّ عليه
السلام: ابذل معروفك
للناس كافّة، فإنّ فضيلة
فعل المعروف لا يعدلها
عند الله سبحانه شيء26.
وعن رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: رأس
العقل بعد الدين التودّد
إلى الناس، واصطناع الخير
إلى كلّ برّ وفاجر27.
لكن هذا لا ينافي التفاوت
في هذا المعروف بين البرّ
والفاجر فقد ورد عن
الإمام عليّ عليه السلام:
خير المعروف ما أصيب به
الأبرار28.
واعتبر الإمام الباقر
عليه السلام أنّ الساعي
في فعل الخير من أهل
العطاء والمعروف فقال:
المعطون ثلاثة: الله
المعطي، والمعطي من ماله،
والساعي في ذلك معط29.
ما به يتمّ المعروف
تصغيره، وتستيره، وتعجيله:
الإمام الصادق عليه
السلام: رأيت المعروف لا
يصلح إلّا بثلاث خصال:
تصغيره، وتستيره، وتعجيله،
فإنّك إذا صغّرته عظّمته
عند من تصنعه إليه، وإذا
سترته تمّمته، وإذا
عجّلته هنّأته، وإن كان
غير ذلك سخّفته ونكّدته30.
النهي عن الامتنان به:
فعن عليّ عليه السلام:
أحيوا المعروف بإماتته،
فإنّ المنّة تهدم الصنيعة31
.
وعنه عليه السلام: إذا
صنع إليك معروف فاذكره،
إذا صنعت معروفاً فانسه32
.
وعنه عليه السلام: ملاك
المعروف ترك المنّ33.
إكمال المعروف: أي عدم
البدء به دون إتمامه، فعن
الإمام عليّ عليه السلام:
جمال المعروف إتمامه34.
وعنه عليه السلام: إكمال
المعروف أحسن من ابتدائه35.
النهي عن تحقير
المعروف
رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم: لا تحقّرن
شيئاً من المعروف، ولو أن
تلقى أخاك ووجهك مبسوط
إليه36.
الإمام عليّ عليه السلام:
لا تستصغر شيئاً من
المعروف قدرت على اصطناعه
إيثاراً لما هو أكثر منه،
فإنّ اليسير في حال
الحاجة إليه أنفع لأهله
من ذلك الكثير في حال
الغناء عنه، واعمل لكلّ
يوم بما فيه ترشد
37.
بعض مظاهر المعروف
رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم: من قاد ضريراً
أربعين خطوة على أرض سهلة،
لا يفي بقدر إبرة من
جميعه طلّاع الأرض ذهباً،
فإن كان فيما قاده مهلكة
جوّزه عنها وجد ذلك في
ميزان حسناته يوم القيامة
أوسع من الدنيا مائة ألف
مرّة.
وعنه صلى الله عليه وآله
وسلم: من أماط عن طريق
المسلمين ما يؤذيهم كتب
الله له أجر قراءة
أربعمائة آية، كلّ حرف
منها بعشر حسنات38.
وعنه صلى الله عليه وآله
وسلم: دخل عبد الجنّة
بغصن من شوك كان على طريق
المسلمين فأماطه عنه39.
وعن الإمام الصادق عليه
السلام: لقد كان -أي عليّ
بن الحسين عليهما السلام-
يمرّ على المدرة في وسط
الطريق، فينزل عن دابته
ينّحيها بيده عن الطريق40.
عن رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: لقد رأيت
رجلاً يتقلّب في الجنّة
في شجرة قطعها من ظهر
الطريق كانت تؤذي
المسلمين41
وعنه صلى الله عليه وآله
وسلم: من بنى على ظهر
الطريق ما يأوي عابر سبيل
بعثه الله يوم القيامة
على نجيب من درّ، ووجهه
يضيء لأهل الجنّة نورا.42
وإنّ من أعظم المعروف ما
قام به سيّد الشهداء عليه
السلام في هداية هذه
الأمّة ومنعها من
الانحراف.
هذا المعروف الذي كان
يقول فيه: "أللهمّ
إنّي أحبّ المعروف".
وهو القائل عليه السلام
أيضاً: "أريد أن آمر
بالمعروف وأنهى عن المنكر".
ونقرأ في زيارته عليه
السلام: "أشهد أنّك قد
أقمت الصلاة وآتيت الزكاة
وأمرت بالمعروف ونهيت عن
المنكر..".
المحاضرة الثالثة: النظر الحرام
v
الهدف
بيان خطر ومفاسد النظر
إلى الأمور المحرّمة وما
يترك ذلك من آثار سيّئة
على عبادة الإنسان
وسلوكيّاته.
v
تصدير الموضوع
قال تعالى:
﴿قُل
لِّلْمُؤْمِنِينَ
يَغُضُّوا مِنْ
أَبْصَارِهِمْ
وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ
ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ
إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ
بِمَا يَصْنَعُونَ *وَقُل
لِّلْمُؤْمِنَاتِ
يَغْضُضْنَ مِنْ
أَبْصَارِهِنَّ
وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ
وَلَا يُبْدِينَ
زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا
ظَهَرَ مِنْهَا﴾43.
مقدّمة
حثّت الشريعة على غضّ
البصر باعتبار أنّ العين
إحدى أسرع الحواس إلى
الحرام إن لم يحسن المرء
تعلم غضّ البصر معتبرةً
أنّ لكلّ عضو من ابن آدم
حظّ من الزنا وأنّ العين
زناها النظر، وأنّ الله
مطّلع على خائنة الأعين
أي نيّة الناظر التي لا
يعلمها إلّا الله والناظر
نفسه كما ورد في القرآن
الكريم }يعلم خائنة
الأعين وما تخفي الصدور{44
، وقد أكّد الإمام عليّ
عليه السلام هذا المعنى
بقوله: قسم أرزاقهم،
وأحصى آثارهم وأعمالهم،
وعدّد أنفاسهم، وخائنة
أعينهم، وما تخفي صدورهم
من الضمير45.
v
محاور الموضوع
العيون مصائد الشيطان
عن الإمام علي عليه
السلام: عمى البصر
خير من كثير من النظر46.
الغفلة والهوى: عن
رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم: إيّاكم وفضول
النظر، فإنّه يبذر الهوى،
ويولّد الغفلة
47.
الانشغال عن ذكر الله:
الإمام عليّ عليه السلام:
ليس في البدن
شيء أقلّ شكراً من
العين، فلا تعطوها سؤلها
فتشغلكم عن ذكر الله عزَّ
وجلَّ48.
الغفلة عن العاقبة: عن
عليّ عليه السلام: إذا
أبصرت العين الشهوة عمي
القلب عن العاقبة49
.
فتنة الشهوة: عن
الإمام الصادق عليه
السلام: يا بن جندب! إنّ
عيسى بن مريم عليه السلام
قال لأصحابه...: إيّاكم
والنظرة فإنّها تزرع في
القلب الشهوة وكفى بها
لصاحبها فتنة، طوبى لمن
جعل بصره في قلبه ولم
يجعل بصره في عينه50.
منبت الفسق: عن عيسى
عليه السلام: إيّاكم
والنظر إلى المحذورات،
فإنّها بذر الشهوات ونبات
الفسق51.
من أطلق ناظره
وقد يعتقد البعض أنّ
إطلاق النظر نوع من أنواع
الحرّيّة وهو لا يدري أنّ
ذلك يورّث أهله الحسرة
والندامة، فعن الإمام عليّ
عليه السلام: من أطلق
ناظره أتعب حاضره، من
تتابعت لحظاته دامت
حسراته52.
وبنفس المعنى ورد عنه
عليه السلام: من أطلق
طرفه كثر أسفه53.
وعن الإمام الصادق عليه
السلام: كم من نظرة أورثت
حسرة طويلة54.
بركات غضّ البصر والطرف
حلاوة العبادة: عن
رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم: ما من مسلم
ينظر امرأة أوّل رمقة ثمّ
يغضّ بصره إلّا أحدث الله
تعالى له عبادة يجد
حلاوتها في قلبه55.
حلاوة الإيمان: وعنه
صلى الله عليه وآله وسلم:
النظر سهم مسموم من سهام
إبليس، فمن تركها خوفاً
من الله أعطاه الله
إيمانا يجد حلاوته في
قلبه56.
حسن الثواب: عن
الإمام الصادق عليه
السلام: من نظر إلى امرأة
فرفع بصره إلى السماء أو
غمض بصره لم يرتدّ إليه
بصره، حتّى يزوّجه الله
من الحور العين57.
راحة القلب: عن
الإمام عليّ عليه السلام:
من غضّ طرفه أراح قلبه58.
قلّة الندم: عن
الإمام عليّ عليه السلام:
من غضّ طرفه قلّ أسفه
وأمن تلفه59.
لاجم الشهوات: عن
الإمام عليّ عليه السلام:
نعم صارف الشهوات غضّ
الأبصار60.
جمال الصفات: وعنه
عليه السلام: من عفّت
أطرافه حسنت أوصافه61.
نفاذ البصيرة: فعن
رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم: غضّوا أبصاركم
ترون العجائب62.
عنه عليه السلام- في صفة
المتّقين -: غضّوا
أبصارهم عمّا حرّم الله
عليهم، ووقفوا أسماعهم
على العلم النافع لهم63.
ذمّ اللهو من النظر
عنه عليه السلام: إنّ
المؤمن إذا نظر اعتبر،
وإذا سكت تفكّر، وإذا
تكلّم ذكر... والمنافق
إذا نظر لها، وإذا سكت
سها، وإذا تكلّم لغا64.
يحيى عليه السلام:
الموت أحبّ إليّ من نظرة
لغير واجب65.
من يكون النظر إليه
عبادة
وفي مقابل النظر
الحرام أشارت النصوص إلى
ما يعتبر النظر إليه
عبادة: عن رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم:
النظر إلى العالم عبادة،
والنظر إلى الإمام المقسط
عبادة، والنظر إلى
الوالدين برأفة ورحمة
عبادة، والنظر إلى الأخ
تودّه في الله عزَّ وجلَّ
عبادة66.
من ملأ عينه من حرام
والنظر الحرام من
موجبات الغضب الإلهيّ بكلّ
ما يستلزمه ذلك في الدنيا
والآخرة, فعن رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم:
من ملأ عينه من حرام ملأ
الله عينه يوم القيامة من
النّار، إلّا أن يتوب
ويرجع67.
وعنه صلى الله عليه وآله
وسلم: اشتدّ غضب الله عزَّ
وجلَّ على امرأة ذات بعل
ملأت عينها من غير زوجها
أو غير ذي محرم منها68
.
النظرة الأولى والثانية
وحدّدت الشريعة بوضوح
الحدّ الفاصل بين النظر
الحرام والنظر الحلال
وذلك بالتمييز بأدقّ
التفاصيل فعن رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم:
إيّاك والنظرة بعد النظرة،
فإنّ الأولى لك والثانية
عليك69.
وعن الإمام الصادق عليه
السلام: أوّل النظرة لك،
والثانية عليك ولا لك،
والثالثة فيها الهلاك70.
وعن جرير: سألت رسول الله
صلى الله عليه وآله
وسلمعن نظرة الفجاءة،
فأمرني أن أصرف بصري71.
وعن الإمام الصادق عليه
السلام: النظرة بعد
النظرة تزرع في القلب
الشهوة، وكفى بها لصاحبها
فتنة72.
ما يستعان به على غضّ
البصر
ومن الواضح من الأحاديث
أنّ خوف الحساب وعظمة
الله في قلب الإنسان هما
الأمران الذي يجب على
الإنسان تقويتهما في نفسه
ليكونا ملاذه الآمن من
الوقوع في النظر الحرام،
فعن الإمام الصادق عليه
السلام: ما اعتصم أحد
بمثل ما اعتصم بغضّ البصر،
فإنّ البصر لا يغضّ عن
محارم الله إلّا وقد سبق
إلى قلبه مشاهدة العظمة
والجلال73.
وسئل أمير المؤمنين عليه
السلام: بما يستعان على
غضّ البصر؟ فقال: بالخمود
تحت سلطان المطلع على
سترك74.
وعنه عليه السلام في صفة
الراغبين في الله سبحانه:
وبقي رجال
غضّ أبصارهم ذكر المرجع....75
ولذلك أولئك الذين لا
يخافون الله ولا يذكرون
يوم القيامة, كانوا لا
يغضّون أبصارهم عن بنات
رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلملمّا أخذن من
بلدٍ إلى بلدٍ, يقول
الراوي أنّهم لمّا أدخلوا
بنات رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم إلى
الكوفة أخذ الناس
يتفرّجون عليهنّ, فصاحت
بهم أمّ كلثوم: يا أهل
الكوفة, غضّوا أبصاركم
عنّا أما تستحون من الله
ورسوله أن تنظروا إلى حرم
رسول الله صلى الله عليه
وآله.
|