المحاضرة الأولى:
مظاهر العزّة في مدرسة
كربلاء
v
الهدف
إبراز بعض نماذج ومواقف
العزّة لأهل بيت العصمة
والتي تساهم في تعليم
الأمّة على عدم الرضوخ
والاستسلام.
v
تصدير الموضوع
قال تعالى:
﴿مَن
كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ
فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ
جَمِيعًا﴾1
المقدّمة
تتجلّى مظاهر العزّة يوم
الطفّ بأبهى صورها في
خطابات الإمام الحسين
عليه السلام، ولعلّ أوّل تصريح
ظهر له حين بدأ حركته
المباركة عندما عرضت عليه
بيعة يزيد بن معاوية
فنجده يقول لأمير المدينة:
"يا أمير إنّا أهل بيت
النبوّة وموضع الرسالة
ومختلف الملائكة ويزيد
رجل فاسق شارب للخمر قاتل
للنفس المحترمة ومثلي لا
يبايع مثله"2
، ويكفي في قوله مثلي
ومثله أنّه عليه
السلام
قدّم نفسه مجمعاً لكلّ
القيم والمبادئ ومعاني
العزّة والإباء، وقدّم
يزيد مجمعاً للفساد
والظلم والرذيلة.
v
محاور الموضوع
عزّة المؤمن
ورد عن الإمام الصادق
عليه السلام: إنّ الله
فوّض إلى المؤمن أمره
كلّه ولم يفوّض له أن
يكون ذليلاً،... فالمؤمن
يكون عزيزاً ولا يكون
ذليلاً، فإنّ المؤمن أعزّ
من الجبل، يستقلّ منه
بالمعاول، والمؤمن لا
يستقلّ من دينه بشيء.3
وفي هذا الحديث إشارة
كافية أنّ قضيّة العزّة
والإباء والكرامة
ليست أمراً اختياريّاً بل
مسألة ينبغي الإلتزام
والتمسك بها والثبات
عليها ولا يجوز بأيّ حالٍ
التفريط بها أو تضييعها.
نماذج من مواقف العزّة
ومن المهمّ الإشارة أوّلاً
أنّ أيّ حالةٍ يكون عليها
الإنسان لا ينبغي أن
تؤثّر على مواقفه
المبدئيّة كما يصيب أغلب
الناس، فأهل بيت العصمة
يقفون مواقف العزّة
والإباء وهم في أقسى
حالات الإضطهاد أو الضعف
أو التعذيب التي يضعف
الآخرون وقد يستسلمون
عندها، ومن هذه المواقف:
1-
قول الحسين
عليه السلام لقادة معسكر
الأعداء حين هدّدوه
بالقتل أو النزول على
بيعة يزيد أنّ هذه البيعة
إنّما تنسجم مع أهل
الذلّة وحياة العبيد:
"لا أعطيكم بيدي إعطاء
الذليل ولا أقرّ لكم
إقرار العبيد".4
فهذه العزّة التي خلّدت
مفاهيم الإسلام وخلّدت
أحد أكبر المفاهيم
السماويّة وهو عدم الرضوخ
للظالم مهما كان عاتياً
وعدم الإستسلام أمامه
مهما كانت قوّتك بسيطة.
2-
عندما يأتي الإمام
زين العابدين
عليه السلام وهو
في الأسر مكبّلاً بالقيود
والحبل في عنقه فيتحدّى
يزيد بن معاوية ويصرّ على
مبادئه ويبيّن للناس
الحقائق غير آبهٍ بتهديد
يزيد له بالقتل قائلاً له:
أبالموت تهدّدني يا بن
الطلقاء، إنّ القتل لنا
عادة وكرامتنا من الله
الشهادة .5
3-
موقف سيّدتنا زينب
عليه السلام في وجه
الطاغية يزيد، وقد أعيتها
مسيرة السبي وفقد الأحبّة
والآل، لكنّها وبكلّ جرأة
وعنفوان وقفت وقالت له
أمام الملأ من قومه: "
فكد كيدك واسع سعيك وناصب
جهدك فوالله لا تمحو
ذكرنا ولا تميت وحينا ولا
تدحض عنك عارها، وهل رأيك
إلّا فند وأيّامك إلّا
عدد وجمعك إلّا بدد؟ ".6
4-
ومن مواقف العزّة
ما جاء أن معاوية بن أبي
سفيان كتب إلى الإمام
الحسن الزكي عليه السلام:
"يا أبا محمّد أنا خير
منك لأنّ الناس أجمعت عليَّ
ولم تجمع عليك" وقوله
هذا يعني به أنّني عندما
أصبح الحكم بيدي أذعنت
الناس كلّها وأنت عندما
كان الحكم بيدك حدثت
خلافات, فأجابه الإمام
الحسن عليه السلام قائلاً:
هيهات, هيهات لشرَّ ما
علوت يا بن آكلة الأكباد،
المجتمعون عليك رجلان:
بين مطيع ومكره فالطائع
لك عاص لله
﴿مَن
كَفَرَ بِاللّهِ مِن
بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ
مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ
مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَان﴾ِ والمكره معذور بكتاب الله
وحاش لله أن أقول: أنا
خير منك فلا خير فيك ولكن
الله برّأني من
الرذائل كما برّأك من
الفضائل.
7
ومن مواقف العزّة أيضاً,
قول الإمام الحسين يوم
الطفّ لمعسكر الأعداء:
"ألا وإنّ الدعيّ بن
الدعيّ قد ركّز بين
اثنتين بين السلّة
والذلّة وهيهات منّا
الذلّة يأبى الله لنا ذلك،
ورسوله والمؤمنون، وحجور
طابت وطهرت، وأنوف حميّة،
ونفوس أبيّة من أن نؤثر
طاعة اللئام، على مصارع
الكرام".8
فقوله هيهات منّا الذلّة,
موقف خالد وأبدي ما زلنا
نردّده وسنبقى نردّده
لإنّه شعار من شأنه أن
يطرد كافّة مظاهر الذلّة
عن الأمّة ويكسبها كلّ ما
من شأنه أن يرفعها في
معارج الرقي والمجد.
المحاضرة الثانية:
التعصّب
v
الهدف
بيان الفرق بين التعصّب
الممدوح والتعصّب المذموم
وبيان بركات النوع الأوّل
ومفاسد النوع الثاني على
الإنسان.
v
تصدير الموضوع
عن الإمام عليّ
عليه السلام- فيما استنهض
الناس لنصرته -:
"ما
تنتظرون بنصركم ربّكم ؟
أما دين يجمعكم، ولا
حميّة تحمشكم"؟9.
المقدّمة:
إنّ الله حين خلق الإنسان
أودع فيه مجموعةً كبيرةً
من الغرائز والشهوات
ودعاه إلى تهذيبها من
خلال توجيهها في المسار
الصحيح الذي رسمها له، بل
تعتبر هذه الغرائز من أهمّ
النعم الإلهيّة على
الإنسان إن أحسن توجيهها
وضبطها وفق ما أراد الله
تعالى، وتعتبر صفة
التعصّب وليدة هذه
الغرائز التي يحتاج المرء
إلى توجيهها في المسار
الصحيح ولذلك حرصت النصوص
على تقييدها وتهذيبها فقد
ورد عن رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم:
خيركم المدافع عن عشيرته
ما لم يأثم.10
v
محاور الموضوع
تفسير التعصّب
رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم- لمّا سئل عن
العصبيّة -: أن تعين قومك
على الظلم.
11
وبنفس المعنى ما ورد عن
الإمام زين العابدين
عليه السلام- لمّا سئل عن
العصبيّة -: العصبيّة
التي يأثم عليها صاحبها
أن يرى الرجل شرار قومه
خيراً من خيار قوم آخرين،
وليس من العصبيّة أن يحبّ
الرجل قومه، ولكن من
العصبيّة أن يعين قومه
على الظلم.
12
التعصّب الممدوح
وأنواعه
والتعصّب من الصفات التي
ينبغي توجيهها في خطّها
الذي رسمه الله تعالى
ليكون تعصّباً صحيحاً
وبالتالي يتحوّل من صفةٍ
مذمومة إلى صفةٍ ممدوحة،
فعن الإمام عليّ عليه
السلام: إن كنتم لا محالة
متعصّبين فتعصّبوا لنصرة
الحقّ وإغاثة الملهوف.
13
وعنه عليه السلام يشير
إلى أنّ التعصّب إنّما
يكون في نصرة الدين
ومبادئه فيقول: أما دين
يجمعكم، ولا حميّة تشحذكم!
أوليس عجباً أنّ معاوية
يدعو الجفاة الطغام
فيتبعونه على غير معونة
ولا عطاء.
ومن التعصّب الممدوح
التعصّب لمقام النبيّ
وأهل بيته كما ورد عن
الإمام زين العابدين
عليه السلام: لم يدخل الجنّة
حميّة غير حميّة حمزة بن
عبد المطلب - وذلك حين
أسلم- غضباً للنبيّ صلى
الله عليه وآله وسلم
في حديث السلا
14الذي
ألقي على النبيّ صلى الله
عليه وآله وسلم.
15
ويفصّل أمير المؤمنين
أنواع التعصّب الممدوح
بقوله عليه السلام: فإن
كان لابد من العصبيّة
فليكن تعصّبكم لمكارم
الخصال، ومحامد الأفعال،
ومحاسن الأمور، التي
تفاضلت فيها المجداء
النجداء من بيوتات العرب،
ويعاسيب القبائل،
بالأخلاق الرغيبة،
والأحلام العظيمة،
والأخطار الجليلة،
والآثار المحمودة.
فتعصّبوا لخلال الحمد من
الحفظ للجوار، والوفاء
بالذمام، والطاعة للبرّ،
والمعصية للكبر، والأخذ
بالفضل، والكفّ عن البغي،
والإعظام للقتل، والإنصاف
للخلق، والكظم للغيظ،
واجتناب الفساد في الأرض.16
عقاب التعصّب في
الآخرة
والتعصّب لغير الحقّ كأن
يتعصّب الإنسان لقومه أو
المقرّبين منه أو لأيّ
اعتبار بالشخص أو كونه
ينتمي لمنطقة أو عائلة
وما شاكل فإنّه ممّن قال
فيه رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: من كان
في قلبه حبّة من خردل من
عصبيّة بعثه الله يوم
القيامة مع أعراب
الجاهليّة.17
وعن الإمام الصادق
عليه السلام: من تعصّب عصبه
الله عزَّ وجلَّ بعصابة
من نار.18
وعن رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: ليس منّا
من دعا إلى عصبيّة، وليس
منّا من قاتل [على]
عصبيّة، وليس منّا من مات
على عصبيّة19.
إمام المتعصّبين
الإمام عليّ عليه
السلام-
في ذمّ إبليس-: فافتخر
على آدم بخلقه،
وتعصّب عليه لأصله، فعدوّ
الله إمام المتعصّبين،
وسلف المستكبرين، الذي
وضع أساس العصبيّة، ونازع
الله رداء الجبريّة،
وأدرع لباس التعزّز، وخلع
قناع التذلّل.20
وعنه عليه السلام: اعترته
الحميّة، وغلبت عليه
الشقوة، وتعزّز بخلقة
النّار، واستوهن خلق
الصلصال.21
وعن الإمام الصادق
عليه السلام: إنّ الملائكة
كانوا يحسبون أنّ إبليس
منهم، وكان في علم الله
أنّه ليس منهم، فاستخرج
ما في نفسه بالحميّة
والغضب فقال: خلقتني من
نار وخلقته من طين.22
ويبيّن الإمام عليّ عليه
السلام- في خطبة القاصعة
– بعض أنواع التعصّب
المذموم فيقول: ولقد نظرت
فما وجدت أحداً من
العالمين يتعصّب لشيء من
الأشياء إلّا عن علّة
تحتمل تمويه الجهلاء، أو
حجّة تليط بعقول السفهاء،
غيركم، فإنّكم تتعصّبون
لأمر ما يعرف له سبب ولا
علّة (مس يد علّة)، أمّا
إبليس فتعصّب على آدم
لأصله، وطعن عليه في
خلقته، فقال: أنا ناريّ
وأنت طينيّ، وأمّا
الأغنياء من مترفة الأمم
فتعصّبوا لآثار مواقع
النعم، فقالوا: نحن أكثر
أموالاً وأولاداً وما نحن
بمعذّبين.23
وأمّا الذين يتعصّبون
للحقّ فتأبى حميتّهم عن
نصرة الباطل, ولذلك قال
الإمام الحسين عليه
السلام: "ألا وإنّ الدّعي
بن الدعيّ قد ركز بين
اثنتين بين السلّة
والذلّة وهيهات منّا
الذلّة, يأبى الله لنا
ذلك ورسوله والمؤمنون,
وحجور طابت وطهرت, وأنوف
حميَّة ونفوس أبيَّة من
أن نؤثر طاعة اللئام على
مصارع الكرام..".
المحاضرة الثالثة:
الإخلاص
v
الهدف
بيان أهميّة الإخلاص
ومرتبته في العبادات
والحثّ على ضرورة تحصيله
لدى الإنسان لارتباط
الثواب في الآخرة به.
v
تصدير الموضوع
قال تعالى:
﴿
قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ
أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ
مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ
* وَأُمِرْتُ لِأَنْ
أَكُونَ أَوَّلَ
الْمُسْلِمِينَ
﴾24.
المقدّمة
إنّ التأمّل في قوله
تعالى
﴿
فَبِعِزَّتِكَ
لَأُغْوِيَنَّهُمْ
أَجْمَعِينَ * إِلَّا
عِبَادَكَ مِنْهُمُ
الْمُخْلَصِينَ
﴾.
يكشف أنّ الساحة الأهمّ
التي يعمل عليها الشيطان
لإفساد عمل الإنسان هي
ساحة نيّة التقرّب، فهو
بعد اليأس من منع الإنسان
من فعل الخير يلجأ إلى
إفساد نيّته والطعن في
إخلاصه لله من خلال
الإشراك في النيّة، ولذلك
نجد أنّ القرآن الكريم
يؤكّد أنّ الشيطان استثنى
من غوايته المخلصين،
معتبراً هذه الفئة من
العباد وحدها التي تفلّتت
من حبائل الشيطان ومكائده
بل وانتصرت عليه وهزمته,
وهذا معنى ما ورد في
الحديث عن الإمام الصادق
عليه السلام: الإبقاء على
العمل حتّى يخلص أشدّ من
العمل.26
v
محاور الموضوع
حقيقة الإخلاص
يعرّف الإمام الصادق
عليه السلام العمل الخالص
قائلاً: الذي لا تريد أن
يحمدك عليه أحد إلّا الله
عزَّ وجلَّ27.
أي لا ترجو فيه إلّا ثواب
الله، ومن هنا فقد ورد عن
الإمام عليّ
عليه السلام: من
لم
يختلف سرّه وعلانيته،
وفعله ومقالته فقد أدّى
الأمانة وأخلص العبادة.28
مزايا الإخلاص
ويمتاز الإخلاص بمحموعة
من المزايا لا تجدها في
غيره من بقيّة الصفات
والفضائل منها:
الثواب: فالإخلاص
محور الثواب والأجر، فعن
الإمام عليّ عليه السلام:
كلّما أخلصت عملاً بلغت
من الآخرة أمدا.29
تفاضل المؤمنين:
عن رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: بالإخلاص
تتفاضل مراتب المؤمنين.30
الغنى عن الناس:
عنه صلى الله عليه وآله
وسلم: اعمل لوجه واحد
يكفيك الوجوه كلّها.31
نصر الأمّة: عنه
صلى الله عليه وآله وسلم:
إنّما نصر الله هذه
الأمّة بضعفائها ودعوتهم
وإخلاصهم وصلاتهم32.
كفاية القليل من العمل:
فيما ناجى الله تبارك
وتعالى موسى عليه
السلام:
يا موسى، ما أريد به وجهي
فكثير قليله، وما أريد به
غيري فقليل كثيره.33
خصائص المخلص
وإذا أخلص المرء انعكس
ذلك على قلبه وعقله ونفسه
وانعكس في سلوكه وفعاله
فتجلّت فيه الصفات
والآثار التالية:
نفاذ البصيرة: عن
رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم: طوبى للمخلصين،
أولئك مصابيح الهدى،
تنجلي عنهم كلّ فتنة
ظلماء.34
جمال العلاقة مع الله:
عن الإمام عليّ عليه
السلام: إنّ لله عباداً
عاملوه بخالص من سرّه،
فشكر لهم بخالص من شكره،
فأولئك تمرّ صحفهم يوم
القيامة فرغا، فإذا وقفوا
بين يديه ملأها لهم من سرّ
ما أسرّوا إليه.35
عن رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم
- مخبراً عن
جبرئيل عن الله عزَّ وجلَّ
أنّه قال -: الإخلاص سرّ
من أسراري، استودعته قلب
من أحببت من عبادي.36
وضوح الطريق: عن
الإمام الهادي عليه
السلام: لو سلك الناس
وادياً وشعباً لسلكت وادي
رجل عبد الله وحده خالصا.37
النجاة: عن رسول
الله صلى الله عليه وآله
وسلم: العلماء كلّهم هلكى
إلّا العاملون، والعاملون
كلّهم هلكى إلّا المخلصون،
والمخلصون على خطر.38
وعن عليّ
عليه السلام:
طوبى لمن أخلص لله
العبادة والدعاء، ولم
يشغل قلبه بما ترى عيناه،
ولم ينس ذكر الله بما
تسمع أذناه، ولم يحزن
صدره بما أعطي غيره.39
الحكمة: عن رسول
الله صلى الله عليه وآله
وسلم: ما أخلص عبد لله عزَّ
وجلَّ أربعين صباحاً إلّا
جرت ينابيع الحكمة من
قلبه على لسانه.40
الرعاية الإلهيّة:
عن رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: قال الله
عزَّ وجلَّ: لا أطّلع على
قلب عبد فأعلم منه حبّ
الإخلاص لطاعتي لوجهي
وابتغاء مرضاتي إلّا
تولّيت تقويمه وسياسته.41
تذليل الكائنات له:
عن الإمام الصادق
عليه السلام: إنّ المؤمن ليخشع
له كلّ شيء ويهابه كلّ
شيء، ثمّ قال: إذا كان
مخلصاً لله أخاف الله منه
كلّ شيء حتّى هوام الأرض
وسباعها وطير السماء.42
الغنى في الدنيا
والآخرة: عن الإمام
زين العابدين عليه
السلام:
فأمّا حقّ الله الأكبر
عليك فأن تعبده لا تشرك
به شيئا، فإذا فعلت ذلك
بإخلاص جعل لك على نفسه
أن يكفيك أمر الدنيا
والآخرة.43
الورع: عن الإمام
عليّ عليه السلام: تمام
الإخلاص تجنّب المعاصي.44
دور الإخلاص في قبول
الأعمال
والإخلاص شرط من الشرائط
الباطنيّة الذي ينبغي
توفّره في كافّة العبادات،
ويرتبط قبول أيّ عبادة
بمقدار ما أخلص المرء
بقلبه في هذا العبادة،
فعن رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: أخلصوا
أعمالكم لله، فإنّ الله
لا يقبل إلّا ما خلص له45.
وعنه صلى الله عليه وآله
وسلم: إنّ الله تعالى لا
يقبل من العمل إلّا ما
كان له خالصاً، وابتغ به
وجهه.46
وعن الإمام عليّ عليه
السلام يؤكّد أهميّة
الشرائط الباطنيّة على
الشرائط الظاهريّة: ليست
الصلاة قيامك وقعودك،
إنّما الصلاة إخلاصك، وأن
تريد بها الله وحده.47
وعنه عليه السلام: العمل
كلّه هباء إلّا ما أخلص
فيه.48
ما يورث الإخلاص
وأرشدت الشريعة إلى بعض
المسائل التي تشكّل
أبواباً توصل إلى الإخلاص
منها:
اليقين: عن عليّ
عليه السلام: الإخلاص
ثمرة اليقين.49
العلم: عن عليّ
عليه السلام: ثمرة
العلم إخلاص العمل50.
الإعراض عن الدنيا:
عن عليّ عليه السلام: قلّل
الآمال تخلص لك الأعمال.
ولأنّ الهوى من أكبر
موانع الإخلاص، فعنه
عليه السلام: كيف يستطيع
الإخلاص من يغلبه الهوى.51
القناعة: عن عليّ
عليه السلام: أوّل
الإخلاص اليأس ممّا في
أيدي الناس.52
عشق الآخرة: عن
عليّ عليه السلام: من رغب
فيما عند الله أخلص عمله.53
وهذا ما تجلّى يوم العاشر
من المحرّم في أصحاب
الحسين عليه السلام, حيث
أخلصوا لله تعالى وعشقوا
الآخرة رغبة بما عند الله
فبذلوا أرواحهم في سبيل
الله ونصرة سبط رسول الله
صلى الله عليه وآله..
بأبي من شروا لقاء
حسين
بفــراق الـنـفــوس
والأرواح
|