المحاضرة الأولى:
الولاء والبراءة بين
المعسكرين
v
الهدف
بيان أثر التولّي
والتبرّي في حياة الإنسان
لا سيّما أثناء التحدّيات
الصعبة وأنّهما ركنان من
أركان الدين.
v
تصدير الموضوع
ممّا ورد في زيارة
عاشوراء:
أتقرّب إلى الله
بموالاتكم وبالبراءة من
أعدائكم والناصبين لكم
الحرب وبالبراءة من
أشياعهم وأتباعهم.
المقدّمة
يعتبر الولاء من أشدّ
المسائل التي خاضت
البشريّة الحروب
والصراعات من أجلها لأنّ
قضيّة الولاء تعني لزوماً
وحدة هذا الولاء والبراءة
من الطرف الآخر، وبالتالي
عدم قبول تعدّد الولاءات
في حياة الإنسان المسلم،
ولذلك فإنّ الشريعة
الإسلاميّة اعتبرت أنّ
الولاء لله ولرسوله
والأئمّة الأطهار تفرض
البراءة من أعدائهم
ومواجهتهم، وأنّ إقامة
الحقّ والعدل تأتي في نفس
المكان الذي يجب هدمه
وتدميره.
v
محاور الموضوع
التلوّن
وقد أجمعت الروايات على
بغض الله للإنسان
المتلوّن الذي لا يتّخذ
موقفاً واضحاً وانتماءً
سليماً بين الحقّ والباطل،
سيّما وأنّ كلّ إنسان لا
بد أن يكون موقفه بيّناً
لا لبس فيه في المواقع
التي يتميّز فيها الحقّ
والباطل ويكون هناك
اصطفاف وتحدّي ومواجهة.
فعن الإمام الصادق عليه
السلام: اعلموا أنّ الله
يبغض من خلقه المتلوّن
فلا تزولوا عن الحقّ
وأهله فإنّ من استبدّ
بالباطل وأهله هلك وفاتته
الدنيا.1
وروي: أنّ الله يبغض من
عباده المائلين، فلا
تزلوا عن الحقّ، فمن
استبدل بالحقّ هلك وفاتته
الدنيا وخرج منها
ساخطاً.2
وعن الإمام عليّ عليه
السلام: اعلموا أنّ الله
تبارك وتعالى يبغض من
عباده المتلوّن، فلا
تزولوا عن الحقّ وولاية
أهل الحقّ، فإنّ من
استبدل بنا هلك وفاتته
الدنيا وخرج منها بحسرة.3
ومن الواضح أنّ لسان
الروايات يشير إلى خسارة
الإنسان المتلوّن في
الدنيا والآخرة.
وعن عليّ عليه السلام: لا
تمنعنّكم رعاية الحقّ
لأحد من إقامة الحقّ عليه.
4
عناصر الولاء والبراءة
ومن المهمّ الإشارة أنّ
التولّي والتبرّي ينبغي
أن يقترنا في شخصيّة
المسلم وأنّ توفّر
إحداهما دون الأخرى يعتبر
نقصاً في إيمانه،
فالتبرّي ركناً من أركان
التولّي، وكذلك فالتولّي
مظهراً وتجليّاً من
تجليّات التبرّي.
طاعة الله ورسوله: قال
تعالى:﴿إِنَّمَا
كَانَ قَوْلَ
الْمُؤْمِنِينَ إِذَا
دُعُوا إِلَى اللَّهِ
وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ
بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا
سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا
وَأُوْلَئِكَ هُمُ
الْمُفْلِحُونَ.ِ﴾
5
رفض طاعة حكّام الجور:
قال تعالى:﴿فَاتَّقُواْ
اللّهَ وَأَطِيعُونِ *
وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ
الْمُسْرِفِينَ
﴾6.
وهذا ما شهدنا بخلافه
عندما أعلن عمر بن سعد
ولاءه ليزيد الحاكم
الفاسق عندما رمى معسكر
الحسين عليه السلام بسهمٍ
وهو يقول: اشهدوا لي عند
الأمير أنّي أوّل من
رمى.7
نصرة الله ورسوله: قال
تعالى:
﴿فَالَّذِينَ
آمَنُواْ بِهِ
وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ
وَاتَّبَعُواْ النُّورَ
الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ
أُوْلَئِكَ هُمُ
الْمُفْلِحُونَ﴾.8
قال تعالى:
﴿يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا إِن تَنصُرُوا
اللَّهَ يَنصُرْكُمْ
وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ
﴾.9
قال تعالى:
﴿َلَيَنصُرَنَّ
اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ
إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ
عَزِيزٌ﴾.10
ولعلّ أبرز صور الولاء
تجلّت في كربلاء حين
تقدّم أصحاب الحسين
للشهادة بين يديه يدرأون
عنه الموت ويدفعونه عن
أهل بيته كما ورد في
أقوالهم، ومن قبل ثباتهم
على أداء التكليف الذي
يحفظ الرسالة ويصونها،
هذا التكليف الذي لم يقوَ
على الثبات عليه إلّا
هؤلاء القلّة القليلة
التي استطاعت أن تخلّد
الرسالة بما جسّدته من
قيم، وفي مقدّمتها حسن
الولاء لله ورسوله وإمام
العصر.
المحاضرة الثانية:
أدب العشرة مع الأهل
v
الهدف
حثّ الناس على التعامل
بالحسنى والأخلاق السامية
ضمن دائرة الأسرة والأهل
والعيال.
v
تصدير الموضوع
قال تعالى:
﴿يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ
وَأَهْلِيكُمْ نَارًا
وَقُودُهَا النَّاسُ
وَالْحِجَارَةُ
﴾.11
المقدّمة:
أمر الإسلام بحسن
المعاشرة والتعامل
بالحسنى مع كافّة الناس
لا سيّما في مَن تربطنا
بهم علاقة رحميّة وبالأخص
منهم الأهل والعيال،
وبالتالي فإنّنا نلاحظ أنّ
الإسلام اعتبر أنّه كلّما
كانت دائرة التواصل أقرب
رحماً ونسباً كلّما
ازدادت حقوقهم ووجب
احترامهم ومراعاتهم
وتكريمهم ومعاملتهم
بالحسنى، وكلّما ابتعدت
العلاقة كلّما قلّت
المسائل التي ينبغي
مراعاتها، وهذا يكشف أنّ
الإسلام أراد للعلاقة
داخل الأسرة أن تكون
نموذجاً على تربية
الإنسان على حسن العشرة
داخل الأسرة وخارجها.
v
محاور الموضوع
وجوب أمر الأهل بالإيمان
من أهمّ الأمور الواجبة
على الإنسان توفير البيئة
الإيمانيّة لأهله وعياله،
وأن يأمر بفعل الطاعات
وينهاهم عن المحرّمات
ويساعدهم في خلق وإيجاد
كلّ ما يساهم في تقوية
إيمانهم وارتباطهم بالله
تعالى. قال تعالى:
﴿وَأْمُرْ
أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ
وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا
لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا
نَّحْنُ نَرْزُقُكَ
وَالْعَاقِبَةُ
لِلتَّقْوَى﴾.
12
قال تعالى:
﴿وَكَانَ
يَأْمُرُ أَهْلَهُ
بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ
وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ
مَرْضِيًّا
﴾13
عدم الغفلة عن ذكر
الله
إنّ ارتباط الإنسان بأهله
وأولاده وعائلته من
الأمور الفطريّة التي
خلقها الله في الإنسان،
لكن لا ينبغي لهذه
المودّة أن تخرج عن حدّها
فتلهي الإنسان عن واجباته
وأمور دينه.
قال تعالى:
﴿يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ
أَمْوَالُكُمْ وَلَا
أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ
اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ
ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ
الْخَاسِرُونَ -
المنافقون ﴾14
عن عليّ عليه السلام:
"لا تجعلن أكثر شغلك
بأهلك وولدك، فإن يكن
أهلك وولدك أولياء الله
فإنّ الله لا يضيع
أولياءه، وإن يكونوا
أعداء الله فما همّك
وشغلك بأعداء الله".15
وإذا كان تعلّق المرء
بأهله أمر فطريّ فينبغي
أن يوجّه الإنسان هذا
التعلّق نحو الفوز
بالآخرة فيحرص على آخرتهم
قبل حرصه على دنياهم،
فكثيراً ما نرى الإنسان
يخطّط ويسعى لدنيا أولاده
من مال وبيوت وأعمال
وعلاقات ومناصب وسوى ذلك
وهو غافلٌ عن سعيه لفوزهم
في الآخرة.
حسن العشرة، حاجة
وضرورة
الإمام الصادق عليه
السلام: إنّ المرء يحتاج
في منزله وعياله إلى ثلاث
خلال يتكلّفها وإن لم يكن
في طبعه ذلك: معاشرة
جميلة، وسعة بتقدير،
وغيرة بتحصّن.16
ثواب حسن العشرة
رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم: إنّ الرجل
ليدرك بالحلم درجة الصائم
القائم، وإنّه ليكتب
جبّاراً ولا يملك إلّا
أهل بيته.17
وذلك لأنّ الإنسان أقدر
على الظلم والتسامح ضمن
دائرة الأسرة، وبالتالي
فهي الدائرة التي يظهر
فيها جمال صفاته كالعفو
عند المقدرة والتجاوز عند
الخطأ والصبر على التربية
والتعليم فضلاً عن كرمه
وصدقه وأمانته ومحبّته
لهم.
حسن العشرة مع الأهل
قال تعالى:﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ
بِالْمَعْرُوفِ ﴾18
ومن مؤشّرات سوء المرء
كون الشخص لطيفاً ومؤدّباً
وحسن العشرة خارج منزله
إلى الحدّ الذي يصفه
الكثيرون بذلك، لكنّه في
داخل بيته يكون سيّء
الخلق، عصبيّ المزاج،
يتّصف بالقسوة والشدّة
تجاه أبسط الأمور، وهناك
الكثير من الناس الذين
يشكون
هذه الحالة،
والواقع أنّ حقيقة المرء
تتكشّف بأدائه داخل
الأسرة وبين عياله لا
خارج نطاق أسرته.
وفي وصيّة الإمام عليّ
عليه السلام- لابنه الحسن
عليه السلام-: لا يكن
أهلك أشقى الخلق بك.19
ومن خلال التحلّي بهذه
الصفات الحسنة تزداد
العلاقة بين أفراد
العائلة إلى الحدّ الذي
يتفانى فيه أحد الزوجين
أمام الآخر, ويكونان معاً
جنباً إلى جنب في المواقف
الصعبة, كما حدث ذلك لوهب
بن عبد الله وزوجته وأمّه
في كربلاء..
المحاضرة الثالثة:
العبادة
v
الهدف
توضيح أهميّة العبادة
وكونها السبيل الذي
اختاره الله لسعادة
الإنسان ورقيّه وكماله
وأنّها ممّا لا يجوز
للإنسان التهاون بها.
v
تصدير الموضوع
قال تعالى:
﴿يَا
أَيُّهَا النَّاسُ
اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ
الَّذِي خَلَقَكُمْ
وَالَّذِينَ مِن
قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ
تَتَّقُونَ
﴾
20
مقدّمة
تشكّل العبادة وسيلة
الإرتباط بالله وأهمّ سبل
تقوية هذه العلاقة
وتعزيزها وتوطيدها بل هي
الطريق الوحيد الذي يحافظ
فيه الإنسان على صيانة
نفسه ومنعها من الجنوح
إلى المهالك، وهذا ما ورد
عن الإمام الرضا عليه
السلام في بيانه علّة
تشريع العبادة للإنسان
قائلاً: لئلا يكونوا
ناسين لذكره، ولا تاركين
لأدبه، ولا لاهين عن أمره
ونهيه، إذ كان فيه صلاحهم
وقوامهم، فلو تركوا بغير
تعبّد لطال عليهم الأمد
فقست قلوبهم.
v
محاور الموضوع
تفسير العبادة
في حديث المعراج -: يا
أحمد! هل تدري متى يكون
لي العبد عابدا؟ قال: لا
يا ربّ، قال: إذا اجتمع
فيه سبع خصال: ورع يحجزه
عن المحارم، وصمت يكفّه
عما لا يعنيه، وخوف يزداد
كلّ يوم من بكائه، وحياء
يستحي منيّ في الخلاء،
وأكل ما لا بدّ منه،
ويبغض الدنيا لبغضي لها،
ويحبّ الأخيار لحبّي
إيّاهم.21
خصائص الإنسان العابد
التفرّغ للعبادة:
والعبادة ليست أمراً
ثانويّاً أو هامشيّاً في
حياة الإنسان، بل هي تهدف
لتحقيق العبوديّة التي هي
جوهر وجوده والسمة الأبرز
لحركته، فعن رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم:
يقول ربّكم: يا بن آدم
تفرّغ لعبادتي أملأ قلبك
غنى وأملأ يديك رزقا، يا
بن آدم لا تباعد منّي
فأملأ قلبك فقراً وأملأ
يديك شغلا.22
النشاط في العبادة: ويجب
النشاط في العبادة وعدم
التقصير أو التهاون فيها،
فعن رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: آفة
العبادة الفترة.
23
الإمام زين العابدين عليه
السلام- في الدعاء -:
أسألك من الشهادة أقسطها،
ومن العبادة أنشطها.24
عشق العبادة: فعن رسول
الله صلى الله عليه وآله
وسلم: أفضل الناس من عشق
العبادة فعانقها، وأحبّها
بقلبه، وباشرها بجسده،
وتفرّغ لها، فهو لا يبالي
على ما أصبح من الدنيا
على عسر أم على يسر.25
استحضار الرقابة الإلهيّة:
فعن الإمام الصادق عليه
السلام: - في قوله تعالى:
﴿ وَلاَ
تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ
إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ
شُهُودًا﴾- كان
رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم إذا قرأ هذه
الآية بكى بكاءاً
شديدا.26
وعن رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: اعبد
الله كأنّك تراه فإن لم
تكن تراه، فإنّه يراك. 27
وعن الإمام الباقر عليه
السلام في شرح قصّة (يوسف
وزليخا) -: فقال لها يوسف:
ما صنعت؟ قال: طرحت عليه
(على الصنم) ثوباً أستحي
أن يرانا، قال: فقال يوسف:
فأنت تستحين من صنمك وهو
لا يسمع ولا يبصر، ولا
أستحي أنا من ربّي؟! .
28
الإخلاص في العبادة:
الإمام الباقر عليه
السلام: لا يكون العبد
عابدا لله حقّ عبادته
حتّى ينقطع عن الخلق كلّه
إليه، فحينئذ يقول: هذا
خالص لي فيتقبّله
بكرمه.29
العبادة شكراً لله:
الإمام عليّ عليه السلام:
إنّ قوماً عبدوا الله
رغبة فتلك عبادة التجّار،
وإنّ قوماً عبدوا الله
رهبة فتلك عبادة العبيد،
وإنّ قوماً عبدوا الله
شكراً فتلك عبادة
الأحرار.30
أفضل العبادة
أشارت الروايات إلى أفضل
العبادات التي ينبغي أن
يتحلّى ويحرص عليها
المسلم فعدّدت: العلم
بالله والتواضع له
والعفاف وغلبة العادة
والزهادة والفقه وأداء حقّ
المؤمن, وعفّة بطن وفرج,
والصمت وغض الطّرف عن
محارم الله سبحانه,
وإخلاص
العمل
والتفكّر في ملكوت
السماوات والأرض, ولين
الكلام وإفشاء السلام,
والنظر إلى العالم والنظر
إلى الإمام المقسط عبادة،
والنظر إلى الوالدين
برأفة ورحمة عبادة،
والنظر إلى أخ تودّه في
الله عزَّ وجلَّ عبادة
وحسن الظنّ بالله.
وعن رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: أعظم
العبادة أجراً أخفاها.31
أفضل أنواع العبادة
خدمة الناس:
جبرائيل عليه السلام: يا
محمّد! لو كانت عبادتنا
على وجه الأرض لعملنا
ثلاث خصال: سقي الماء
للمسلمين، وإغاثة أصحاب
العيال، وستر الذنوب.32
طلب الحلال: في
حديث المعراج: يا أحمد!
إنّ العبادة عشرة أجزاء
تسعة منها طلب الحلال،
فإن أطيب مطعمك ومشربك
فأنت في حفظي وكنفي.33
حبّ أهل البيت: عن
الإمام الصادق عليه
السلام: إنّ فوق كلّ
عبادة عبادة وحبّنا أهل
البيت أفضل عبادة.34
العبادة غير المقبولة
وآفة العبادة التي لا
تنفع صاحبها ولا تزيده
نوراً وصفاءً،
ولا
تقبل منه يوم القيامة
فيجزى بإزائها عظيم
الحسنات ورفيع الدرجات أن
تقترن هذه العبادة بفعل
الحرام، فعن رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم:
العبادة مع أكل الحرام
كالبناء على الرمل.35
وعنه صلى الله عليه وآله
وسلم: إنّ لله ملكاً
ينادي على بيت المقدس كلّ
ليلة: من أكل حراماً لم
يقبل الله منه صرفاً ولا
عدلاً، والصرف النافلة،
والعدل: الفريضة.36
وعنه صلى الله عليه وآله
وسلم: درهم يردّه العبد
إلى الخصماء خير له من
عبادة ألف سنة، وخير له
من عتق ألف رقبة، وخير له
من ألف حجّة وعمرة.
37
آفة الالتذاذ بالعبادة
ويجيب السيّد المسيح عليه
السلام عن سؤال يسأله
الكثيرون، وهو أنّه لماذا
لا نشعر بلذّة العبادة،
فيقول: بحقّ أقول لكم:
إنّه كما ينظر المريض إلى
طيب الطعام فلا يلتذّه مع
ما يجده من شّدة الوجع،
كذلك صاحب الدنيا لا يلتذّ
بالعبادة ولا يجد حلاوتها
مع ما يجد من حبّ
المال.38
من هنا نعرف قيمة عبادة
الإمام الحسين عليه
السلام وأصحابه ليلة
العاشر من محرّم حينما
كان لهم دويّ كدويّ النحل
|