المحاضرة الأولى:
اليقين عند الإمام الحسين
عليه السلام
v
الهدف
بيان تعريف اليقين ودرجته
بين مراتب الإيمان
وعلاماته وبركاته وآثاره
في الدنيا والآخرة.
v
تصدير الموضوع
عن أبي عبد
الله عليه السلام قال:
"ليس شيء إلّا وله حدّ،
قال: قلت: جعلت فداك فما
حدّ التوكّل؟ قال: اليقين،
قلت: فما حدّ اليقين؟ قال:
ألّا تخاف مع الله شيئا".1
المقدّمة
إذا كان اليقين حدّ
التوكّل فاليقين قرين
التوكّل ولهذا فسّر
التوكّل بقوّة اليقين
والصواب: أنّ التوكّل
ثمرته ونتيجته ولهذا حسن
اقتران الهدى به قال الله
تعالى:
﴿فَتَوَكَّلْ
عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ
عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ
﴾2
فالحقّ: هو اليقين وقالت
رسل الله:
﴿وَمَا
لَنَا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ
عَلَى اللّهِ وَقَدْ
هَدَانَا سُبُلَنَا﴾3
ومتى وصل اليقين إلى
القلب امتلأ نوراً
وإشراقاً وانتفى عنه كلّ
ريب وشكّ وسخط وهمٍّ وغمًّ
فامتلأ محبّة لله وخوفاً
منه ورضاً به وشكراً له
وتوكّلاً عليه وإنابة
إليه.
v
محاور الموضوع
مرتبة اليقين
يعتبر اليقين أرقى مراتب
الإيمان، ففي الرواية عن
عليّ بن إبراهيم، عن
محمّد بن عيسى، عن يونس
قال: سألت أبا الحسن
الرضا عليه السلام عن
الإيمان والإسلام فقال:
قال أبو جعفر عليه السلام:
إنّما هو الإسلام،
والإيمان فوقه بدرجة
والتقوى فوق الإيمان
بدرجة واليقين فوق التقوى
بدرجة ولم يقسم بين الناس
شيء أقلّ من اليقين، قال:
قلت فأيّ شيء اليقين؟ قال:
التوكّل على الله
والتسليم لله والرضا
بقضاء الله والتفويض إلى
الله.
4
خصائص أهل اليقين
وإذا اقترن الصبر باليقين
ولد بينهما حصول الإمامة
في الدين قال الله تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا
مِنْهُمْ أَئِمَّةً
يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا
لَمَّا صَبَرُوا
وَكَانُوا بِآيَاتِنَا
يُوقِنُونَ﴾5.
وخصّ سبحانه أهل اليقين
بالانتفاع بالآيات
والبراهين فقال تعالى: ﴿وَفِي
الْأَرْضِ آيَاتٌ
لِّلْمُوقِنِينَ
*
والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ
بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ
وَمَا أُنزِلَ مِن
قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ
هُمْ يُوقِنُونَ﴾6
وخص أهل اليقين بالهدى
والفلاح من بين العالمين
فقال: ﴿أُوْلَئِكَ
عَلَى هُدًى مِّن
رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ
هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾7.
وأخبر عن أهل النّار
بأنّهم لم يكونوا من أهل
اليقين فقال تعالى: ﴿
وَإِذَا قِيلَ إِنَّ
وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ
وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ
فِيهَا قُلْتُم مَّا
نَدْرِي مَا السَّاعَةُ
إِن نَّظُنُّ إِلَّا
ظَنًّا وَمَا نَحْنُ
بِمُسْتَيْقِنِينَ﴾8.
وعن هشام بن سالم قال:
سمعت أبا عبد الله عليه
السلام يقول: إنّ العمل
الدائم القليل على اليقين
أفضل عند الله من العمل
الكثير على غير يقين9.
حقيقة اليقين
عن إسحاق بن عمّار قال:
سمعت أبا عبد الله عليه
السلام يقول: إنّ رسول
الله صلى الله عليه وآله
وسلم صلّى بالناس الصبح،
فنظر إلى شابّ في المسجد
وهو يخفق ويهوي برأسه،
مصفّراً لونه، قد نحف
جسمه و غارت عيناه في
رأسه، فقال له رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم:
كيف أصبحت يا فلان؟ قال:
أصبحت يا رسول الله موقناً،
فعجب رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم من قوله
وقال: إنّ لكلّ يقين
حقيقة فما حقيقة يقينك؟
فقال: إنّ يقيني يا رسول
الله هو الذي أحزنني
وأسهر ليلي وأظمأ هواجري
فعزفت نفسي عن الدنيا وما
فيها حتّى كأنّي أنظر إلى
عرش ربّي وقد نصب للحساب
وحشر الخلائق لذلك وأنا
فيهم وكأنّي أنظر إلى أهل
الجنّة، يتنعّمون في
الجنّة ويتعارفون وعلى
الأرائك متّكئون وكأنّي
أنظر إلى أهل النّار وهم
فيها معذّبون مصطرخون,
وكأنّي الآن أسمع زفير
النّار، يدور في مسامعي،
فقال رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم لأصحابه:
هذا عبد نوّر الله قلبه
بالإيمان، ثمّ قال له:
الزم ما أنت عليه، فقال
الشاب: ادع الله لي يا
رسول الله أنّ أرزق
الشهادة معك، فدعا له
رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم فلم يلبث أن
خرج في بعض غزوات النبيّ
صلى الله عليه وآله وسلم
فاستشهد بعد تسعة نفر
وكان هو العاشر.10
تجلّي اليقين يوم
كربلاء
وأبرز دعاء يتجلّى فيه
يقين الإمام الحسين عليه
السلام هو دعاء رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم
يوم بدر، والذي دعا به
الإمام عندما نظر إلى
جموع الأعداء كأنّها
السيل المنحدر فرفع يديه
إلى السماء وقال: اللهمّ!..
أنت ثقتي في كلّ كربٍ،
وأنت رجائي في كلّ شدّةٍ،
وأنت لي في كلّ أمرٍ نزل
بي ثقة وعدّة، كم من كربٍ
يضعف عنه الفؤاد، وتقلّ
فيه الحيلة، ويخذل فيه
القريب، ويشمت به العدوّ،
وتُعييني فيه الأمور،
أنزلته بك وشكوته إليك
راغباً فيه إليك عمّن
سواك، ففرّجته وكشفته
عنّي وكفيتنيه. فأنت وليُّ
كلّ نعمةٍ، وصاحبُ كلّ
حاجةٍ، ومنتهى كلّ رغبةٍ،
فلك الحمد كثيراً ولك
المنّ فاضلاً.11
المحاضرة الثانية:
حقوق العباد
v
الهدف
التذكير بحقوق العباد على
بعضهم البعض وأنّ هذا من
جوهر الإيمان الذي لا
يكتمل إيمان عبدٍ من دونه.
v
تصدير الموضوع
"جعل الله سبحانه حقوق
عباده مقدّمة لحقوقه، فمن
قام بحقوق عباد الله كان
ذلك مؤدّياً إلى القيام
بحقوق الله"12
المقدّمة:
قرنت الشريعة بين حقوق
الله وحقوق العباد، فجعلت
احترام حقوق العباد
ومراعاتها وأداء ما
افترضه الله فيها مقدّمةً
ومدخلاً للوصول إلى حقوق
الله سبحانه، في إشارةٍ
على أنّه من المستحيل أن
يؤدّي الإنسان حقّ الله
دون أن يؤدّي حقّ العباد،
وبالتالي فإنّ حقيقة
الإيمان والارتباط بالله
لا تتحقّق إلّا بأداء
حقوق العباد.
v
محاور الموضوع
حقوق الناس بعضهم على
بعض
الإمام عليّ عليه السلام:
ثمّ جعل سبحانه من حقوقه
حقوقاً افترضها لبعض
الناس على بعض، فجعلها
تتكافأ في وجوهها، ويوجب
بعضها بعضا، ولا يستوجب
بعضها إلّا ببعض
13
وعنه عليه السلام - من
خطبة له عليه السلام في
أوّل خلافته -: وشدّ
بالإخلاص والتوحيد حقوق
المسلمين في معاقدها،
فالمسلم من سلم المسلمون
من لسانه ويده إلّا بالحقّ،
ولا يحلّ أذى المسلم إلّا
بما يجب.14
أعظم الحقوق
عن الإمام عليّ عليه
السلام: وأعظم ما افترض
الله سبحانه من تلك
الحقوق، حقّ الوالي على
الرعيّة، وحقّ الرعيّة
على الوالي.15
مقام حقوق الإخوان
ممّا يُسأل عنه يوم
القيامة: عن رسول
الله صلى الله عليه وآله
وسلم: إنّ أحدكم ليدع من
حقوق أخيه شيئاً، فيطالبه
به يوم القيامة فيقضى له
وعليه
16.
تعظيمها تعظيم للدّين:
عن الإمام الصادق عليه
السلام: من عظّم دين الله
عظّم حقّ إخوانه، ومن
استخفّ بدينه استخفّ
بإخوانه17.
المقام الرفيع عند
الله: عن الإمام
العسكريّ عليه السلام:
أعرف الناس بحقوق إخوانه
وأشدّهم قضاء لها أعظمهم
عند الله شأنا.18
تلازم الأخوّة وأداء
الحقوق: عن الإمام
عليّ عليه السلام: لا
تضيّعن حقّ أخيك اتّكالا
على ما بينك وبينه، فإنّه
ليس لك بأخ من ضيّعت حقّه.
19
فوق الوصف والبيان:
فعن الإمام الصادقعليه
السلام: كما لا يقدر أحد
أن يصف فضلنا وما أعطانا
الله وما أوجب الله من
حقوقنا، فكذلك لا يقدر
أحد أن يصف حقّ المؤمن
ويقوم به ممّا أوجب الله
على أخيه المؤمن.20
أفضل العبادة: عن
الإمام الصادق عليه
السلام: ما عبد الله بشيء
أفضل من أداء حقّ المؤمن.21
حقّ المؤمن على المؤمن
عن الإمام الصادق عليه
السلام: للمؤمن على
المؤمن سبعة حقوق واجبة
له من الله عزَّ وجلَّ،
والله سائله عمّا صنع
فيها: الإجلال له في عينه،
والودّ له في صدره،
والمواساة له في ماله،
وأن يحبّ له ما يحبّ
لنفسه، وأن يحرّم غيبته،
وأن يعوده في مرضه،
ويشيّع جنازته ولا يقول
فيه بعد موته إلّا خيرا.
22
عن الإمام زين العابدين
عليه السلام: أمّا حقّ
أخيك فأن تعلم أنّه يدك
وعزّك وقوّتك، فلا تتخذه
سلاحاً على معصية الله،
ولا عدّة للظلم لخلق الله،
ولا تدع نصرته على عدوّه
والنصيحة له، فإن أطاع
الله وإلّا فليكن الله
أكرم عليك منه.
23
عن الإمام الكاظم عليه
السلام: إنّ من واجب حقّ
أخيك أن لا تكتمه شيئاً
تنفعه به لأمر دنياه
وآخرته، ولا تحقد عليه
وإن أساء، وأجب دعوته إذا
دعاك، ولا تخلّ بينه وبين
عدوّه من الناس وإن كان
أقرب إليه منك، وعده في
مرضه.24
عن الإمام الباقر عليه
السلام: من حقّ المؤمن
على أخيه المؤمن أن يشبع
جوعته، ويواري عورته،
ويفرّج عنه كربته، ويقضي
دينه، فإذا مات خلفه في
أهله وولده.
25
أدنى حقّ المؤمن على
أخيه
عن الإمام الصادق عليه
السلام - وقد سئل عن أدنى
حقّ المؤمن على أخيه -:
أن لا يستأثر عليه بما هو
أحوج إليه منه.
26
وعنه عليه السلام - في
بيان حقوق المؤمن على
المؤمن-: أيسر حقّ منها
أن تحبّ له ما تحبّ لنفسك،
وتكره له ما تكره لنفسك.27
وعن الإمام الصادق عليه
السلام: جمعنا أبو جعفر
عليه السلام فقال: يا بني,
إيّاكم والتعرّض للحقوق،
واصبروا على النوائب، وإن
دعاكم بعض قومكم إلى أمر
ضرره عليكم أكثر من نفعه
لكم فلا تجيبوه.28
حقّ النبيّ وأهل بيته
عليهما السلام:
ومن أعظم الحقوق التي يجب
أداؤها على هذه الأمّة هي
حقّ محمّد وآل محمّد صلى
الله عليه وآله وسلم, ففي
الصلوات الواردة في أعمال
شهر شعبان: " أللهمّ
صلّ على محمّد وآل محمّد
الطيّبين الأبرار الأخيار
الذين أوجبت حقوقهم وفرضت
طاعتهم وولايتهم".
وممّا يوجب أداء هذا الحقّ
العظيم أن يفرح الإنسان
لفرحهم ويحزن لحزنهم, فعن
الصادق عليه السلام: "وما
من عين أحبّ إلى الله ولا
عبرة من عين بكت ودمعت
عليه(على الإمام الحسين
عليه السلام), وما من باكٍ
يبكيه إلّا وقد وصل فاطمة
عليها السلام وأسعدها
عليه, ووصل رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم
وأدّى حقّنا..".29
المحاضرة الثالثة:
بركات التقوى في القرآن
الكريم
v
الهدف
الحثّ على طلب البركات
والدرجات العلى من خلال
التحلّي بصفة التقوى التي
يرشدنا القرآن الكريم
إليها.
v
تصدير الموضوع
قال تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ
إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن
ذَكَرٍ وَأُنثَى
وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا
وَقَبَائِلَ
لِتَعَارَفُوا إِنَّ
أَكْرَمَكُمْ عِندَ
اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ
اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ
﴾.30
مقدّمة
إنّ تقوى الله تعالى حقّ
تقاته الذي أمر به الله
تعالى:
﴿يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ
حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ
تَمُوتُنَّ إِلاَّ
وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾31 قد بيّنه رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم:
اتقوا الله حقّ تقاته: أن
يطاع فلا يعصى، ويذكر فلا
ينسى.32 ولا بدّ أن يقدّم المرء
اعتبار التقوى على أي
اعتبار له علاقة باللون
أو الشكل أو اللغة أو
التاريخ أو الجغرافيا،
فعن رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: إنّ
ربّكم واحد، وإنّ أباكم
واحد، ودينكم واحد،
ونبيّكم واحد، ولا فضل
لعربيّ على عجمي، ولا
عجميّ على عربي، ولا أحمر
على أسود، ولا أسود على
أحمر، إلّا بالتقوى.33
v
محاور الموضوع
تفسير التقوى: عن
الإمام الصادق عليه
السلام- لمّا سئل عن
تفسير التقوى -: أن لا
يفقدك الله حيث أمرك، ولا
يراك حيث نهاك.34
يقول تعالى: ﴿وَلِبَاسُ
التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ﴾، وعن الإمام عليّ عليه
السلام: ثوب التقى أشرف
الملابس.
35
بركات التقوى
نزول البركات: قال
تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ
الْقُرَى آمَنُواْ
وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا
عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ
السَّمَاء وَالأَرْضِ
وَلَكِن كَذَّبُواْ
فَأَخَذْنَاهُم بِمَا
كَانُواْ يَكْسِبُونَ﴾36.
المغفرة والفرقان:
قال تعالى: ﴿إَن تَتَّقُواْ اللّهَ
يَجْعَل لَّكُمْ
فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ
عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ
وَيَغْفِرْ لَكُمْ
وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ
الْعَظِيمِ﴾37.
تكفير الذنوب: قال
تعالى: ﴿ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ
أَنزَلَهُ إِلَيْكُمْ
وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ
يُكَفِّرْ عَنْهُ
سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ
لَهُ أَجْرًا﴾38
قبول الأعمال: قال
تعالى:﴿وَاتْلُ
عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ
آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ
قَرَّبَا قُرْبَانًا
فَتُقُبِّلَ مِن
أَحَدِهِمَا وَلَمْ
يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ
قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ
قَالَ إِنَّمَا
يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ
الْمُتَّقِينَ﴾39
وعن عليّ عليه السلام:
صفتان لا يقبل الله
سبحانه الأعمال إلّا بهما:
التقى والإخلاص
40
الفرج والرزق: قال
تعالى:﴿وَمَن
يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل
لَّهُ مَخْرَجًا *
وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ
لَا يَحْتَسِبُ
﴾41
قال تعالى:﴿
وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ
يَجْعَل لَّهُ مِنْ
أَمْرِهِ يُسْرًا﴾42
عن رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: لو أنّ
السماوات والأرض كانتا
رتقاً على عبد ثمّ اتقى
الله، لجعل الله له منهما
فرجاً ومخرجا.
43
عنه صلى الله عليه وآله
وسلم- لما قرأ:
﴿وَمَن
يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل
لَّهُ مَخْرَجًا ﴾: من شبهات الدنيا،
ومن غمرات الموت، وشدائد
يوم القيامة
44
المقام الرفيع في الآخرة:
قال تعالى: ﴿إِنَّ
الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ
أَمِينٍٍ﴾45
قال تعالى:﴿
إِنَّ
الْمُتَّقِينَ فِي
جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ
* فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ
عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِر﴾46
قال تعالى: ﴿وَسِيقَ
الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى
جَهَنَّمَ زُمَرًا
﴾47
العاقبة للمتّقين: قال
تعالى: ﴿وَأْمُرْ
أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ
وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا
لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا
نَّحْنُ نَرْزُقُكَ
وَالْعَاقِبَةُ
لِلتَّقْوَى﴾48
قال تعالى:﴿تِلْكَ
الدَّارُ الْآخِرَةُ
نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ
لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا
فِي الْأَرْضِ وَلَا
فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ
لِلْمُتَّقِينَ﴾49
قال تعالى: ﴿تِلْكَ
مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ
نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا
كُنتَ تَعْلَمُهَا
أَنتَ
وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ
هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ
الْعَاقِبَةَ
لِلْمُتَّقِينَ﴾.50
مفتاح الصلاح: قال تعالى:﴿إِنَّ
الَّذِينَ اتَّقَواْ
إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ
مِّنَ الشَّيْطَانِ
تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم
مُّبْصِرُونَ﴾51. وعن الإمام الصادق عليه
السلام- لمّا سئل عن قوله
تعالى: ﴿
إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ
إِذَا مَسَّهُمْ...﴾: هو الذنب يهم به العبد
فيتذّكر فيدعه.
52
خصائص المتّقين
التصديق بالرسالة:
قال تعالى: ﴿وَالَّذِي
جَاء بِالصِّدْقِ
وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ
هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾.
53
فعل الخيرات: قال
تعالى: ﴿
لَّيْسَ الْبِرَّ أَن
تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ
قِبَلَ الْمَشْرِقِ
وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ
الْبِرَّ مَنْ آمَنَ
بِاللّهِ وَالْيَوْمِ
الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ
وَالْكِتَابِ
وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى
الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ
ذَوِي الْقُرْبَى
وَالْيَتَامَى
وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ
السَّبِيلِ
وَالسَّآئِلِينَ وَفِي
الرِّقَابِ وَأَقَامَ
الصَّلاةَ وَآتَى
الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ
بِعَهْدِهِمْ إِذَا
عَاهَدُواْ
وَالصَّابِرِينَ فِي
الْبَأْسَاء والضَّرَّاء
وَحِينَ الْبَأْسِ
أُولَئِكَ الَّذِينَ
صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ
الْمُتَّقُونَ﴾54
إحياء الليل: قال
تعالى: ﴿
إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي
جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ *
آخِذِينَ
مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ
إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ
ذَلِكَ مُحْسِنِينَ *
كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ
اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ
* وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ
يَسْتَغْفِرُونَ * وَفِي
أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ
لِّلسَّائِلِ
وَالْمَحْرُومِ
﴾
55
أهل العفو والتسامح:
قال تعالى: ﴿وَأَن
تَعْفُواْ أَقْرَبُ
لِلتَّقْوَى﴾56
أهل العدل والقسط:
قال تعالى: ﴿يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُواْ كُونُواْ
قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ
شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ
عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ
الْوَالِدَيْنِ
وَالأَقْرَبِينَ إِن
يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ
فَقَيرًا فَاللّهُ
أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ
تَتَّبِعُواْ الْهَوَى
أَن تَعْدِلُواْ وَإِن
تَلْوُواْ أَوْ
تُعْرِضُواْ فَإِنَّ
اللّهَ كَانَ بِمَا
تَعْمَلُونَ خَبِيرًا﴾
57
قال تعالى: ﴿
وَأَنَّ هَذَا
صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا
فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ
تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ
فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن
سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ
وَصَّاكُم بِهِ
لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
﴾
58
أهل الهداية بالقرآن: قال
تعالى: ﴿ذَلِكَ
الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ
فِيهِ هُدًى
لِّلْمُتَّقِينَ...
أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى
مِّن رَّبِّهِمْ
وَأُوْلَئِكَ هُمُ
الْمُفْلِحُونَ
﴾59
وأهل البيت عليهم السلام
هم أهل التقوى كما في بعض
زيارات أئمّة البقيع
عليهما السلام: السلام
عليكم أئمّة الهدى,
السلام عليكم أهل التقوى60
|