المحاضرة الأولى:
ثوابت النهضة الحسينيّة
v
الهدف
التعريف بأهمّ
مرتكزات وثوابت النهضة
التي قادها الإمام الحسين
عليه السلام في
مواجهة النظام الأمويّ
آنذاك.
v
تصدير الموضوع
قال الحسين عليه
السلام :
"ألا فمن لحق بي منكم
استشهد ومن لم يلحق بي لم
يدرك الفتح"1.
المقدّمة
إنّ المتتبّع لحركة
الإمام الحسين
عليه السلام منذ
لحظة خروجه من المدينة
حتّى وصوله إلى كربلاء
والنصوص والمواقف التي
كان يواكب بها تطوّر
الأحداث يرى أنّ هناك
مجموعة من الثوابت
والحتميّات الأساسيّة
التي تمحورت حولها كافّة
هذه الأحداث, ممّا يكشف
إصراره عليه السلام على
إبرازها والإضاءة عليها
وذلك لمّا تمثّل من فهم
دقيق وقراءة واعية للنهضة
الحسينيّة والتي حرص
الإمام على ترسيخها خشية
التلاعب أو التشويه الذي
كان يتوقّعه.
v
محاور الموضوع
ويمكن الوقوف على أربعة
ثوابت أساسيّة من الحديث
المتقدّم عن الإمام
الحسين
عليه السلام :
1- حتميّة الشهادة
كتب الحسين
عليه السلام من
مكّة إلى محمّد بن
الحنفيّة: بسم الله
الرحمن الرحيم، من الحسين
بن عليّ إلى محمّد بن عليّ
ومن قبله من بني هاشم،
أمّا بعد: فإنّ من لحق بي
فقد استشهد ومن لم بلحق
بي لم يدرك الفتح2.
وممّا ورد عليه
عليه السلام أنّه
لمّا عزم على الخروج إلى
العراق قام خطيباً وقال:
خطّ الموت على ولد آدم
مخطّ القلادة على جيد
الفتاة، وما أولهني إلى
أسلافي اشتياق يعقوب إلى
يوسف.. إلى أن يقول
عليه السلام :...كأنّي بأوصالي
تقطّعها عسلان الفلوات
بين النواويس وكربلا.
وممّا قاله عليه
السلام
أيضاً وهو يدعو الناس
للخروج معه: ألا من كان
منكم باذلاً فينا مهجته
موطّناً على لقاء الله
نفسه فليرحل معنا فإنّي
راحلٌ مصبحاً إن شاء الله3.
وقال لمحمّد ابن الحنفيّة:
أتاني رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم بعدما
فارقتك في المنام, فقال:
يا حسين أخرج فإنّّ الله
قد شاء أن يراك قتيلا4.
2- حتميّة الفتح
فقد أكّد الحسين
عليه السلام منذ اللحظة الأولى
لخروجه أنّ هذه المسيرة
تتجه نحو الإنتصار الكبير
الذي أسماه "الفتح" من
خلال قوله "لم يدرك الفتح"،
ومن الواضح أنّ الفتح ليس
ناظراً إلى الفتح العسكريّ
وإنّما إلى الفتح السياسيّ
والحضاريّ الذي يعني سقوط
فكرة استعادة الجاهليّة
التي كانت حقيقة المشروع
الأمويّ.
قول زينب ليزيد: والله لن
تمحو ذكرنا ولا تميت
وحينا
5
يقول تعالى:
﴿إِن
تَنصُرُوا اللَّهَ
يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ
أَقْدَامَكُمْ
﴾6، وهذا ما راهن عليه
الحسين بحتميّة الفتح
والنصر المؤكّد.
3- حتميّة الفتح
بالشهادة
إنّ هذا الفتح فتحٌ
إستثنائي، معادلته إنتصار
الدم على السيف وإسقاط
النظام الفاسد بإبراز
حقيقته الدمويّة
والإجراميّة حتّى في
التعامل مع الأخيار
والصالحين وفي مقدّمتهم
أهل بيت العصمة
عليهم
السلام، وحتميّة الشهادة
بالإضافة إلى حتميّة
الفتح تؤكّدان بما لا
يرقى إليه الشكّ أنّ ما
أراد الإمام الحسين عليه
السلام توضيحه هو أنّ هذا
الفتح الذي نحن مقبلون
عليه إنّما سيكون
بالشهادة.
وفي مناجاته التي قالها
عندما نظر إلى جموع
الأعداء كأنّها السيل
المنحدر عبّر عن ذلك
بقوله:"كم من همٍ يضعف
فيه الفؤاد وتقلّ فيه
الحيلة ويخذل فيه الصديق
ويشمت فيه العدوّ ففرّجته
وكشفته "7 فاعتبر أنّ همّ
حفظ الدين وبقاء الرسالة
قد فرّجه الله بشهادته
وشهادة أصحابه وأهل بيته.
4- عدم تكرار هذا
الفتح بالشهادة
ممّا لا شكّ فيه أنّ
الإسلام مرّ خلال التاريخ
بالكثير من التحدّيات
الصعبة والأخطار الداهمة
التي كانت تتهدّد الرسالة
بشكلٍ جدّي، وكانت
المواجهات البطوليّة تقف
لتسجّل لخطّ الرسالة
غلبته على هذه التحدّيات
كما كان الحال في بدر
عندما كان المسلمون قلّة
وفي معركة الخندق عندما
واجه أمير المؤمنين وقتل
عمر بن ودّ العامريّ،
إلّا أنّ هذه الانتصارات
والفتوحات كتبها المسلمون
بسيوفهم وسواعدهم، أمّا
الفتح الكربلائيّ فقد رسم
المسلمون معالمه بدمائهم
ومهجهم، وإنّ إصرار
الحسين عليه السلام على
هذا المعنى أي قوله: "لم
يبلغ الفتح" كاشف على أنّ
هذا الفتح فتحٌ استثنائيّ
في عالم الرسالة لم يأتِ
مثله ولن يتكرّر ثانيةً.
المحاضرة الثانية:
العدل
شعار الصالحين
v
الهدف
الإطلالة على مفهوم العدل
في الإسلام والحثّ على
ترجمته في السلوك والفعل
والتعامل مع الأخرين.
v
تصدير الموضوع
قال تعالى:
﴿ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ
بِالْعَدْلِ
وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء
ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى
عَنِ الْفَحْشَاء
وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ
يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ
تَذَكَّرُونَ
﴾8.
المقدّمة:
الحديث عن العدل حديث عن
منقبة تنضوي تحتها كافّة
المناقب وفضيلة تختصر
جميع الفضائل، فهي طموح
البشريّة على اختلاف
انتماءاتها وحلم الناس
كافّة، فالعدل شعار
الأنبياء والأولياء
والصالحين وعنوان مسيرتهم،
ومن أجله كانت التضحيات
الجسام بين جبهة الحقّ
وجبهة الباطل، ولذلك كانت
السمة الأولى لدولة
الإمام المهديّ | في آخر
الزمان والتي تمثّل بلوغ
البشريّة إلى شاطئ
سعادتها إزالة أيّ لون من
ألوان الظلم وإقامة العدل
والقسط مكانه.
v
محاور الموضوع
أهميّة العدل
فالعدل أساس الحكم ولازمه،
ومن دونه ينهار النظام
وتضيع الأمّة وتذهب
خيراتها ويفسد الولاة
والحكّام فقد ورد عن
الإمام عليّ عليه
السلام: العدل أساس به
قوام العالم9.
قوام الرعيّة: فعن عليّ
عليه السلام: العدل
قوام الرعيّة وجمال
الولاة10 .
عمران البلاد: عليه
عليه السلام: ما
عمرت البلدان بمثل العدل11.
إستغناء الناس: الإمام
الباقر عليه السلام : ما
أوسع العدل! إنّ الناس
يستغنون إذا عدل عليهم12 .
مضاعفة البركات: وتجد في
العدل زيادة الخيرات
والبركات، فعن عليّ عليه
السلام: بالعدل تتضاعف
البركات13.
وما أروع قوله عليه
السلام :
عدل السلطان خير من خصب
الزمان14. فإنّ كلّ كنوز
الأرض وثرواتها وبركات
السماء وخيراتها لا تعادل
عدل السلطان، لأنّ الحاكم
ما لم يكن عادلاً فإنّ كلّ
ذلك سيضيع وراء مشتهيات
خاصّة ومنافع ضيّقة.
رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم: عدل ساعة خير
من عبادة ستّين سنة قيام
ليلها وصيام نهارها، وجور
ساعة في حكم أشدّ وأعظم
عند الله من معاصي ستّين
سنة15.
العدل حياة الأرض
عن الإمام الكاظم عليه
السلام في قوله تعالى:﴿
يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ
مَوْتِهَا
﴾
ليس يحييها
بالقطر، ولكن يبعث الله
رجالاً فيحيون
العدل
فتحيى الأرض لإحياء العدل،
ولإقامة الحدّ لله أنفع
في الأرض من القطر أربعين
صباحاً.16
الوصيّة بالعدل
أوصى القرآن الكريم
الإنسان أن يكون عادلاً
في كلّ أحواله، ولا يخرجه
أيّ ظرفٍ أو حالٍ أو شخص
ٍ عن حدّ العدل فقد قال
تعالى:
﴿
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُواْ كُونُواْ
قَوَّامِينَ لِلّهِ
شُهَدَاء بِالْقِسْطِ
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ
شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى
أَلاَّ تَعْدِلُواْ
اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ
لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ
اللّهَ إِنَّ اللّهَ
خَبِيرٌ بِمَا
تَعْمَلُونَ
﴾17
وعن الإمام عليّ عليه
السلام- في وصيّته لابنه
الحسين عليه السلام :-
أوصيك بتقوى الله في
الغنى والفقر... وبالعدل
على الصديق والعدوّ.18
و عليه عليه السلام
في وصيّته لابنه
الحسن عليه السلام : أوصيك
يا بنيّ بالصلاة عند
وقتها... والعدل في الرضا
والغضب
19.
و عليه عليه السلام:
أعدل الناس من أنصف عن
قوّة
20.
و عليه عليه السلام:
أعدل الناس من أنصف من
ظلمه، أجور الناس من ظلم
من أنصفه21 .
بعض صفات العادل
لا شكّ أنّ دائرة العدل
وحدها التي تتّسع خيراتها
للجميع وأنّ من يتوهّم أنّ
بإمكانه أن يرضي الناس
ويسعهم بالظلم فهو واهم
لأنّ الخروج عن دائرة
العدل إلى دائرة الظلم
سيضيِّق الخير ويحصره في
فئة جائرة، فعن عليّ عليه
السلام: فإنّ في العدل
سعة، ومن ضاق عليه العدل
فالجور عليه أضيق22.
عن الإمام الصادق عليه
السلام - لمّا سئل عن صفة
العادل-: إذا غضّ طرفه عن
المحارم، ولسانه عن
المآثم، وكفّه عن المظالم23.
وعن رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: من عامل
الناس فلم يظلمهم،
وحدّثهم فلم يكذبهم،
ووعدهم فلم يخلفهم، فهو
ممّن كملت مروءته، وظهرت
عدالته، ووجبت أخوّته،
وحرمت غيبته
24.
وعنه صلى الله عليه وآله
وسلم: ما كرهته لنفسك
فأكره لغيرك، وما أحببته
لنفسك فأحببه لأخيك، تكن
عادلاً في حكمك، مقسطاً
في عدلك، محبّاً في أهل
السماء، مودوداً في صدور
أهل الأرض
25.
أعدل الناس
وكمال العدل أن تكون هذه
الصفة ملكةٌ راسخة في
النفس تتجلّى في كلّ ما
يقوم به المرء سواء مع
نفسه أو مع غيره فإنّ
موسى
عليه السلام سأل الله
تعالى فقال: أيّ عبادك
أغنى؟ فقال: أقنعهم بما
أعطيته، قال: وأيّهم أعدل؟
قال: من أنصف من نفسه
26.
وعن رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: أعدل
الناس من رضي للناس ما
يرضى لنفسه، وكره لهم ما
يكره لنفسه
27.
عقاب الحاكم الجائر
أشدّ الناس عذاباً: عن
رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم
- في آخر خطبته
بالمدينة وقد سأله الإمام
عليّ عليه السلام
عن منزلة الأمير الجائر-
فقال: هو رابع أربعة، من
أشدّ الناس عذاباً يوم
القيامة: إبليس، وفرعون،
وقاتل النفس، ورابعهم
سلطان جائر28.
وعنه صلى الله عليه وآله
وسلم: من ولي عشرة فلم
يعدل فيهم جاء يوم
القيامة ويداه ورجلاه
ورأسه في ثقب فأس
29.
وعنه صلى الله عليه وآله
وسلم: أوّل من يدخل
النّار أمير متسلّط لم
يعدل، وذو ثروة من المال
لم يعط المال حقّه، وفقير
فخور30.
حرمانه الشفاعة: عن رسول
الله صلى الله عليه وآله
وسلم: لا تنال شفاعتي ذا
سلطان جائر غشوم
31.
وظيفة الأمّة بوجه
السلطان الجائر:
عن الإمام الحسين
عليه السلام :
"إنّ رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم
قال: من رأى
سلطاناً جائراً مستحلّاً
لحرم الله, ناكثاً لعهد
الله, مخالفاً لسنّة رسول
الله, يعمل في عباد الله
بالإثم والعدوان, فلم
يغيّر عليه بفعل ولا قول
كان حقّاً على الله أن
يدخله مدخله".
المحاضرة الثالثة:
الجهاد الأكبر: جهاد
النفس
v
الهدف
بيان أنّ صلاح النفس هو
الأساس في صلاح حياة
الإنسان وأنّ الداء
الأوّل الذي ينبغي علاجه
يكمن في داخل كلّ إنسان.
v
تصدير الموضوع
قال تعالى:
﴿
وَالَّذِينَ جَاهَدُوا
فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ
سُبُلَنَا وَإِنَّ
اللَّهَ لَمَعَ
الْمُحْسِنِينَ
﴾32
مقدّمة
إنّ حقيقة الجهاد من جاهد
نفسه في الله وذلك بكبحها
عند الشهوات وإقامتها على
كتاب الله وحدوده وردّها
عن الهوى، وأنّ جهاد
النفس كما ورد في النصوص
واجب على الإنسان كجهاده
عدوّه بل هو أشدّ وجوباً,
وأنّ الانتصار الذي
يحقّقه الإنسان في الجهاد
الأصغر رهن انتصاره في
معركة الجهاد الأكبر الذي
هو جهاد النفس، والذي أهمّ
ما ينبغي أن يتجلّى في
طلب العلم والمعرفة
والإهتمام بالعبادات
والفرائض واكتساب الفضائل
والإبتعاد عن كلّ ما
يلوّث صفاء النفس33 ويحجبها
عن الأنوار الإلهيّة34.
v
محاور الموضوع
مرتبة الجهاد الأكبر
عن الإمام عليّ عليه
السلام : إنّ رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم
بعث سريّة فلمّا رجعوا
قال: مرحباً بقوم قضوا
الجهاد الأصغر وبقي عليهم
الجهاد الأكبر، قيل: يا
رسول الله! وما الجهاد
الأكبر؟ قال:جهاد النفس ,
وقال عليه السلام : أفضل
الجهاد من جاهد نفسه التي
بين جنبيه.
وعنه
عليه السلام : أفضل
الجهاد جهاد النفس عن
الهوى، وفطامها عن لذّات
الدنيا35.
وعن الإمام الباقرعليه
السلام : لا فضيلة كالجهاد،
ولا جهاد كمجاهدة الهوى36.
آليّة مجاهدة النفس
ومعنى مجاهدة النفس أن
تعاملها عدوّاً يريد
الإيقاع بك ويتربّص بك
السوء ويضمر لك الشرّ،
فعن الإمام عليّ عليه
السلام : جاهد نفسك على
طاعة الله مجاهدة العدوّ
عدوّه، وغالبها مغالبة
الضدّ ضدّه، فإنّ أقوى
الناس من قوي على نفسه37.
و عليه عليه السلام
في روايةٍ أخرى: جاهد
نفسك وحاسبها محاسبة
الشريك شريكه، وطالبها
بحقوق الله مطالبة الخصم
خصمه38.
المداومة على الجهاد
وجهاد النفس ليس أمراً
يطلبه الإنسان في أوقات
فراغه بل هو حالة مستمرّة
دائمة لا ينقطع عنها ولا
يستخفّ بها على أيّ حال،
بل هي معركة جدّية بمجرّد
أن أدار المرء ظهره لها
أتته سهام إبليس من كلّ
حدبٍ وصوب، فعن الإمام
عليّ عليه السلام :
كفاك في
مجاهدة نفسك أن لا تزال
أبداً لها مغالباً وعلى
أهويتها محاربا39.
وفي حديث المعراج في صفة
أهل الخير وأهل الآخرة:
يموت الناس مرّة ويموت
أحدهم في كلّ يوم سبعين
مرّة من مجاهدة أنفسهم
ومخالفة هواهم والشيطان
الذي يجري في عروقهم.
وعن الإمام عليّ عليه
السلام : املكوا أنفسكم
بدوام جهادها40.
بركات المجاهدة
الجنّة ثواباً: عن
عليّ عليه السلام : ألا
وإنّ الجهاد ثمن الجنّة،
فمن جاهد نفسه ملكها، وهي
أكرم ثواب الله لمن عرفها41.
و عليه عليه
السلام: إنّ مجاهدة
النفس تلزمها عن المعاصي
وتعصمها عن الردى42
.
منزلة الشهداء: عن
عليّ عليه السلام : إنّ
المجاهد نفسه على طاعة
الله وعن معاصيه عند الله
سبحانه بمنزلة برّ شهيد43 .
السعادة: أي في
الدنيا والآخرة، عن
الإمام عليّ عليه السلام :
اعلموا أنّ الجهاد الأكبر
جهاد النفس، فاشتغلوا
بجهاد أنفسكم تسعدوا44.
المقام الرفيع: عن
عليّ عليه السلام : ردع
النفس وجهادها عن أهويتها
يرفع الدرجات ويضاعف
الحسنات45.
التغلّب على العادات
السيّئة: رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم:
بالمجاهدة يغلب سوء
العادة46.
صلاح النفس:
الإمام عليّ عليه السلام :
بالمجاهدة صلاح النفس47.
الحكمة: عن رسول
الله صلى الله عليه وآله
وسلم: جاهدوا أنفسكم على
شهواتكم تحلّ قلوبكم
الحكمة48 .
ابتعاد الشيطان:
عن رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: جاهدوا
أنفسكم بقلّة الطعام
والشراب، تظلّكم الملائكة
ويفرّ عنكم الشيطان49.
طاعة الله: عن عليّ
عليه السلام : جاهد نفسك
وقدّم توبتك، تفز بطاعة
ربّك50.
حلاوة الإيمان:
عليه عليه السلام:
صابروا أنفسكم على فعل
الطاعات، وصونوها عن دنس
السيّئات، تجدوا حلاوة
الإيمان51.
درجات الكمال:
الإمام عليّ عليه السلام :
ذروة الغايات لا ينالها
إلّا ذوو التهذيب
والمجاهدات52.
و عليه عليه السلام:
من جاهد نفسه أكمل التقى53.
الاجتهاد في طاعة الله
وجهاد النفس يستلزم بذل
الجهد والتفرّغ له، بل
جعله أولويّة في حياة
الإنسان، ولا يمكن بلوغ
الكمالات العليا إلّا
بذلك، فعن الإمام
عليّ عليه السلام : عليكم
بالجدّ والاجتهاد،
والتأهّب والاستعداد،
والتزوّد في منزل الزاد،
ولا تغرنّكم الحياة
الدنيا كما غرّت من كان
قبلكم من الأمم الماضية
والقرون الخالية54 .
و عليه عليه السلام:
طاعة الله سبحانه لا
يحوزها إلّا من بذل الجدّ،
واستفرغ الجهد55.
وعن رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: يا معشر
المسلمين! شمّروا فإنّ
الأمر جدّ، وتأهبّوا فإنّ
الرحيل قريب، وتزوّدوا
فإنّ السفر بعيد، وخفّفوا
أثقالكم، فإنّ وراءكم
عقبة كؤودا ولا يقطعها
إلّا المخفّون56.
الإمام عليّ
عليه السلام - في
صفة رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم-: "ولا
عرض له أمران إلّا أخذ
بأشدّهما57.
"من هنا كانت تحذيرات
الإمام الحسين عليه
السلام في كربلاء تؤكّد
على الانتباه لعدم
الانزلاق في أهواء النفس,
وأن لا تغرّهم الحياة
الدنيا, ففي بعض كلماته
عليه السلام : أيّها الناس,
إنّ الله تعالى خلق
الدنيا فجعلها دار فناء
وزوال متصرّفة بأهلها
حالاً بعد حال, فالمغرور
من غرّته والشقي من فتنته,
فلا تغرّنكم هذه الحياة
الدنيا..".
|