الهدف:
تربية النّاس على ثقافة الأعمال أنّها تجلب الأمان ليوم القيامة، والأمان بالأوزان.
تصدير الموضوع:
﴿وَالْوَزْنُ
يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
* وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُم بِمَا
كَانُواْ بِآيَاتِنَا يِظْلِمُونَ﴾1.
سأل زنديق أبا عبد الله الصادق عليه السلام عن مسائل كثيرة إلى أن قال: أوليس توزن
الأعمال؟ قال عليه السلام: "لا، إنّ الأعمال ليست بأجسام، وإنّما هي صفة ما
عملوا، وإنّما يحتاج إلى الوزن من جهل عدد الأشياء ولا يعرف ثقلها ولا خفّتها وأنّ
الله
لايخفى عليه شيء"2.
مقدّمة
علينا العمل من أجل إثقال ميزان أعمالنا، وقيمة المرء ما يحسن من أفعال وخير أعمال،
وعلينا أن نفهم أنّ الإنسان سيجازى بأعماله خيرها أو شرّها، ففي الدنيا كانت السمعة
الطيّبة مصدرها الطاعات وأعمال الخير، وفي الآخرة فالعمل السيِّئ يورث الآلام
والأوجاع، ونزيد عليها أنّ الأعمال نفسها ستوزن، فمن خفَّت موازينه فأمّه هاوية وهي
نار حامية، وأمّا من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية قطوفُها دانية .
فوائد فهم أنَّ السيئات تخفِّف ميزاننا والحسنات تثقله، يُجاء بالعبد يوم القيامة
فتوضع حسناته في كفّة، وسيئاته في كفّة فترجح السيّئات فتجيئ بطاقة فتقع في كفّة
الحسنات فترجح بها فيقول: يا ربّ، ما هذه البطاقة؟ فما من عمل عملته في ليلي أو
نهاري إلّا وقد استُقبلت به، قال: هذا ما قيل فيك وأنت منه بريء فينجو بذلك.
الأعمال التي تثقل الميزان، كثيرة هي الأعمال التي تثقل الميزان فالصلاة على محمّد
وآل محمّد أثقل ما يثقل الميزان، وأعمال الخير وحسن الخلق...
المفلس يوم القيامة، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ:
"أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ" قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لا دِرْهَمَ لَهُ
وَلا مَتَاعَ، فَقَالَ: "إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ
الْقِيَامَةِ بِصَلاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ
هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا فَيُعْطَى هَذَا
مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ
أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ
طُرِحَ فِي النَّارِ".
لحظة اللقاء بين المؤمنين: إنّه اليوم الذي يلتقي فيه العباد بخالقهم...، إنّه
اليوم الذي يلتقي فيه السابقون باللاحقين...، إنّه اليوم الذي يجمع في ساحة القيامة
بين رموز الحقِّ وقادته، ورموز الباطل وأنصاره...، إنّه يوم لقاء المستضعفين
بالمستكبرين...، إنّه يوم التقاء الظالم والمظلوم...، هو يوم التقاء الإنسان
والملائكة...، وأخيراً يوم التلاق، هو يوم التقاء الإنسان مع أعماله وأقواله في
محكمة العدل الإلهيّ3.
العمل القليل وأثره في الميزان: عندما رأى نبيّ الله داود، عليه السلام كفّتي
الميزان، قال ربّي، ما يملأ كفّة الميزان؟ قال: "يا داود، تمرة واحدة تثقل ميزان
عبدي المؤمن".
نصيحة: أن لا نترك فعل خير أبداً، طالما نحن قادرون؛ لأنّ الصحف والكتب يوم القيامة
ستُنشر وسنُحاسب عليها وسنُعاتب ونُعاقب على ما فيها، فمن كانت صحيفته بيضاء استبشر
وفرح ورجع إلى أهله مسروراً، ومن كانت صحيفته سوداء قاتمة عبس وبسر وذهب إلى أهله
يتمطّى. قال أمير المؤمنين عليه السلام: "إنّ الخير ثقل على أهل الدنيا على قدر
ثقله في موازينهم يوم القيامة، وإنّ الشرّ خفَّ على أهل الدنيا على قدر خفّته في
موازينهم"4.