الهدف:
التعرّف إلى أنواع العلائق الاجتماعيّة المتبادلة بين الأهل والأبناء.
تصدير الموضوع:
روي عَنْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم: "رِضَا اللَّهِ مَعَ رِضَا
الْوَالِدَيْنِ، وَسَخَطُ اللَّهِ مَعَ سَخَطِ الْوَالِدَيْن"1.
تمهيد
لقد جاء الدين الإسلامي بمنظومة متكاملة من الحقوق والواجبات، إلى جانب مجموعة
كبيرة ومتنوّعة من الأسس التي تعنى بتربية الإنسان والمجتمع، وتوجيهه نحو قيم
الفضيلة، والأخلاق الحسنة وغيرها...، إلّا أنّ بعض هذه العناصر والأسس عامّ ويخاطب
الإنسان كفرد، ويهدف إلى صقل شخصيّته، وتربيتها على العلاقة الإيجابيّة والجيّدة مع
الله والناس، وهي تساهم بطريقة غير مباشرة في المنظومة التربويّة الضامنة لسلامة
الفرد المكوّن للأسرة وصلاحه، وبعضها يرتبط بشكل مباشر بأسس الكيان الأسريّ
ومرتكزاته، ويهدف إلى بنائه بناءً صحيحاً، وحفظه من الأخطار والمنزلقات كافّة التي
طالما أطاحت بالأفراد والأسر والمجتمعات.
1- الزواج وتشكيل الأسرة
يتجلّى هذا الخطاب الخاصّ والمؤثّر من جهة في تصوير القرآن للرابطة الزوجيّة بين
الرجل والمرأة، التي تنشأ منها الأسرة، فقد اعتبر القرآن الكريم أن هذه الرابطة يجب
أن تقوم على أمتن العلاقات والقيم الإنسانيّة، من السكينة والودّ والحبّ والرحمة
والاحترام، قال الله تعالى:
﴿وَمِنْ
آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا
وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ
يَتَفَكَّرُونَ﴾2, ومن جهة أخرى في الرابطة
التي ينبغي أن تحكم علاقة الوالدين بأولادهما حتّى تكتمل منظومة
الحياة بشقّيها
كليهما الزوجيّ والأسريّ
﴿ يُوصِيكُمُ
اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ﴾3.
فالسكينة الأسريّة التي جعلها الله هدفاً، هي سكينة تقوم على حفظ القيم الخالدة
التي جاءتنا وحياً، وليست سكينة تقوم على التراضي المؤقّت أو على أسس غير ربانيّة.
وفي الآية الكريمة كلمتان حاكمتان: الخلق والجعل، فشاءت إرادة الله أن يخلق لنا من
أنفسنا أزواجاً لنسكن إليها، ونحقّق معاً هذه السكينة، ثم علّمنا المولى أنّ الطريق
لتحقيق هذه السكينة يتمثّل في أمرين، هما: المودّة والرّحمة في التعامل بين
الزوجين.
فالمودّة هي الباعثة على الارتباط في بداية الأمر، ولكن في النهاية وحين يضعف أحد
الزوجين، تأخذ الرحمة دورها4. وهكذا فإنّ الزوجين يتلازمان بالمودّة والرحمة معاً،
يرحمان الصغار، ويرفعان ضعفهم ويقضيان حوائجهم، ويقومان بواجب العمل في حفظهم
وحراستهم وتغذيتهم وكسوتهم وإيوائهم وتربيتهم، ولولا هذه الرحمة لانقطع النسل، ولم
يعش النوع قطّ5.
والتربية وظيفة بنيويّة وتغييريّة، موضوعها الإنسان والمجتمع، يشارك في إيجاد
مبانيها وأسسها وترسيخها وترشيدها مجموعة من العناصر والمؤثّرات، ومن أهمّ هذه
العناصر الأم، باعتبارها مصدر الحنان والعاطفة، ومركز التوجيه والحرص والعناية
بحاجيّات الأبناء كلّها، فبعد أن يولَد الطِّفل، تكون الأمّ أوّل فردٍ من أفراد
العائلة يتواصل معه بنحو مباشر، وهذه
العلاقة لا تؤثِّر في مجال تلبية احتياجات
الطِّفل وحسب، بل تؤثِّر أيضاً في حالاته النفسيّة والعاطفيّة. وبالنتيجة، الأمّ هي
قلب المجتمع، ومركز حياته وبقائه، فكما أنّ القلب في الجسم البشريّ مركز حياة،
وديمومة بقاء واستمرار، كذلك الأمّ قلب المجتمع، فإذا صلحت صلح المجتمع، وإذا فسدت
فسد المجتمع. فالمرأة تمثّل نصف المجتمع، وتلد وتربّي النصف الآخر منه، فتكون
بمثابة المجتمع كلّه ومدرسة تربويّة له، تعكس عنوان حضارته، وعنوان قوّته ومقدار
تقدّمه ورفعته، حتّى قيل: وراء كلّ رجل عظيم امرأة، ولا نبالغ إن قلنا أيضاً، إنّ
وراء كلّ مجتمع صالح ومتحضّر أمّهاته ونساءه. وبرغم الدور المحوريّ والمهمّ للأمّ
في الحياة الأسريّة إلّا أنّها وحدها تبقى عاجزة عن إيجاد الحلول للكثير من القضايا
والمشاكل الأسريّة، وغير قادرة بمفردها على إدارة العمليّة التربويّة بكلّ
تشعّباتها وتعقيداتها، لذا كانت بحاجة إلى سند يعينها في هذه المهمّة، وهنا يأتي
دور ووظيفة الأب. فالأسرة بحاجة إلى منهج تربويّ ينظّم مسيرتها، فيوزّع الأدوار
والواجبات ويحدّد المهامّ والاختصاصات للمحافظة على تماسكها المؤثّر في انطلاقة
عمليّة التربية الصحيحة للطفل وفق الضوابط الدينيّة والمنطقيّة التي تضمن في نهاية
المطاف الوصول إلى الغايات والأهداف الإلهيّة، من خلق الإنسان وتنزّله إلى هذا
العالم.
2- علاقة الآباء بالأبناء
إنّ أهمّ علاقة يمكن إقامتها بين أفراد المجتمع هي علاقة الأبناء مع
آبائهم، فهي
تعكس تبعيّة وجود الولد لوجود والديه، وهي علاقة قويّة ومتينة، لأنّها تنبع من أسس
إنسانيّة رحيميّة برغم اختلاف الشعوب وعاداتهم وتقاليدهم بغضّ النظر عن الأفكار
الغربيّة المنتشرة في هذا العصر حول تلفت الأبناء من قيود الأسرة وهنا لا يمكن
اعتبار العلاقة المتبادلة ملاكاً لتقييم السلوك والأفعال المتبادلة بينهم، لأنّ
الولد عاجز عن التأثير في والديه، كتأثيرهما في نشوئه، فوجود الولد تابع لوجود
والديه في حين لا يتبع وجود الوالدين وجود ولدهما أبداً.
وعليه، لا يمكن تقييم علاقة الولد مع والديه استناداً إلى مبدأ العدل والقسط، لأنّ
أساس العدل والقسط قائم على وجود علاقات متبادلة بين فردين أو أكثر، وبالتالي ثبوت
حقوق ومسؤوليّات متبادلة بينهما، أينما وجد حقّ ومسؤوليّة متبادلة كان هناك نوع من
التأثير والتأثّر المتبادل، وأمّا عن تأثير الوالدين في أبنائهما فممّا لا يمكن
حصره، فإنّ شخصيّة الولد تتأثر بشكل مباشر وغير مباشر وراثيّاً واجتماعيّاً،
ودينياً واقتصاديّاً وغير ذلك بالوالدين.
3- حقوق الأبناء
يقول الإمام زين العابدين عليه السلام: "وأمّا حقّ ولدك فأن تعلم أنّه منك ومضاف
إليك في عاجل الدنيا بخيره وشرّه، وأنّك مسؤول عمّا ولّيته من حسن الأدب، والدّلالة
على ربّه عزّ وجلّ، والمعونة له على طاعته فيك وفي نفسه، فمثاب على ذلك ومعاقب،
فاعمل في أمره عمل المتزيّن
بحسن أثره عليه في عاجل الدنيا، المعذور إلى ربّه فيما
بينك وبينه بحسن القيام عليه، والأخذ له منه ولا قوّة إلّا بالله"6.
ويمكن أن نشرح كلام الإمام زين العابدين عليه السلام من خلال تربية الأبناء، فإنّ
تربية الأبناء تتعدّد وتتنوّع بشكل واسع وكبير، وهي تشمل كلّ مجالات الحياة التي
يعيش فيها الأبناء، ولذا ينبغي أن تشمل التربية كلّ المجالات، فنربّي أبناءنا تربية
دينيّة، وتربية أخلاقيّة، وتربية عاطفيّة، وتربية جنسيّة، وتربية اجتماعيّة، وتربية
اقتصاديّة، وغيرها من الأنواع، لكي تصبح شخصيّة الطفل شخصيّة متناسقة ومتكاملة
الصورة، وسوف نشير إلى بعض هذه الأنواع على سبيل المثال وإلّا فمجال الحديث في هذه
الأنواع كثير جدّاً، وهي:
أولاً: التربية الدينيّة:
يتشارك كلّ من الفتاة والصبيّ في حقّهما بأصل التربية الدينيّة والأخلاقيّة، ولكن
بالالتفات إلى أنّ الفتيات يصلن أسرع إلى سنّ التكليف، لذا يتوجّب تعليمهنّ
التكاليف الشرعيّة والعباديّة، وحمْلهنّ على أداء هذه التكاليف قبل سنّ التاسعة،
حتّى لا يغدو أداء الفرائض الدينيّة أمراً شاقّاً وعسيراً عليهنّ عندما يتكلّفن.
ولذا، ورد في الروايات تأكيد ضرورة تعليم الإسلام وأحكامه للأبناء، فعن الإمام عليّ
عليه السلام: "علّموا صبيانكم من علمنا ما ينفعهم الله به..."7.
وعن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال بشأن تعليم الأولاد الصلاة:
"مرُوا صبيانكم بالصلاة إذا بلغوا سبعاً..."8.
ثانياً: التربية الأخلاقيّة:
ومن الضروريّ أيضاً الاعتناء بالتربية على المستوى الأخلاقيّ، حتّى يكون أداء
الأعمال الأخلاقيّة سهلاً، ولكي يخلص الأبناء من الرذائل الأخلاقيّة، ويتحلّون
بالأخلاق الحسنة، وينقل القرآن الكريم بعض وصايا لقمان لابنه، وهو يعظه، فيقول له:
﴿يَا
بُنَيَّ أَقِمِ
الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا
أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ * وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ
لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ
مُخْتَالٍ فَخُورٍ *
وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ
لَصَوْتُ الْحَمِير﴾9.
ومن الموارد المهمّة في التربية الأخلاقيّة والقيميّة التربية على الصدق، التضحية،
الوفاء، الإيثار، النظافة، حبّ الآخر...هي قيم ينبغي تنشئة الأطفال عليها، فالقيم
الحسنة هي الخطاب الجامع بين البشر مهما اختلفوا، وهي النافذة الأهمّ وبوابة العبور
نحو التوجيه الدينيّ.
ثالثاً: التربية العاطفيّة:
المقصود بالعاطفة هو الاستعداد والميل الفطريّ الداخليّ الذي يشكّل
دعامة الجانب
الوجدانيّ عند الإنسان، وعلى أساس هذا الاستعداد الفطريّ، يستطيع الإنسان أن يُظهر
ميوله الباطنيّة، منطلقاً من المحبّة والعطف لأبناء جِلْدَته، ومن خلال هذا الطريق
يؤسّس معهم لعلاقةٍ قلبيّة وأنس وأُلفة.
وعن مصاديق التربية العاطفية في السلوك مع الأطفال حدّثنا الإمام الصادقعليه السلام عن أسلوب والده الإمام الباقرعليه
السلام في تعامله مع أحد أبنائه فيقول:
"والله، إنّي لأصانع بعض ولدي، وأجلسه على فخذي، وأكثر له المحبّة، وأكثر له الشكر،
وإنّ الحقّ لغيره من ولدي، ولكنْ محافظة عليه منه ومن غيره، لئلّا يصنعوا به ما
فُعل بيوسف وإخوته، وما أنزل الله سورة يوسف إلّا أمثالاً لكيلا يحسد بعضنا بعضاً،
كما حسد يوسفَ إخوتُه وبغوا عليه فجعلها حجّة ورحمة"10.
4- علاقة الأبناء بالآباء
أ- برّ الوالدين والإحسان إليهما:
اعتبر القرآن حقوق الوالدين ضمن مستوي المسؤوليّات الإلهيّة الكبرى تعالى:
﴿وَقَضَى
رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾11,
والقضاء هنا بمعنى التكليف القطعيّ المنجز والمؤكّد، ثمّ إنّ أعلى تكليف يوجّه
إلى الإنسان هو عبادة الله سبحانه وتعالى، والتعبير بـ "قضى"، الذي
لا يضاهيه تعبير
آخر يفصح عن هذه الأهمّيّة، وهذا يؤكّد أنّ الإحسان إلى الوالدين بعد عبادة الله
تعالى، قد وقع موضوعاً للأمر والحكم الإلهيّ.
وفي آية أخرى
﴿أَنِ
اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ﴾12,، واعتبر
أنّ برّ الوالدين والإحسان إليهما، هو من التشريعات الرئيسة والمهمّة، وهو ما يفسّر
اقتران الحكم والأمر بالإحسان إلى الوالدين وشكرهما بتوحيد الله وشكره في الآيتين.
بل إنّ رضي الله مرهونٌ برضي الوالدين، وغضبه نابع من استيائهم. قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم: "رِضَا اللَّهِ مَعَ رِضَا الْوَالِدَيْنِ،
وَسَخَطُ اللَّهِ مَعَ سَخَطِ الْوَالِدَيْن"13.
وجاء التخصيص للأمّ فقد اعتبرت بعض الروايات أنّ الإحسان للأمّ يعادل ضعف الإحسان
للأب. عن أَبِي جَعْفَرٍعليه السلام أنه قَالَ: "قَالَ مُوسَى عليه السلام: يَا
رَبِّ، أَوْصِنِي. قَالَ: أُوصِيكَ (بِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ). قَالَ: يَا رَبِّ
أَوْصِنِي. قَالَ: أُوصِيكَ بِأُمِّكَ مَرَّتَيْنِ، قَالَ: يَا رَبِّ، أَوْصِنِي.
قَالَ: أُوصِيكَ بِأَبِيكَ، فَكَانَ لِأَجْلِ ذَلِكَ يُقَالُ إِنَّ لِلْأُمِّ
ثُلُثَيِ الْبِرِّ وَلِلْأَبِ الثُّلُثَ"14.
ب- مراعاة آداب الكلام والمحادثة مع الوالدين:
فيما يتعلّق بالمحادثة مع الوالدين، حيث اشترط الإسلام أن يكون صوت الأبناء منخفضاً
وهادئاً ولطيفاً: "ولا ترفع صوتك فوق أصواتهما ولا
يدك فوق أيديهما ولا تقدم
قُدّامهما"15، بعيداً عن أيّ ضجيج أو صراخ، فقد نهى القرآن حتّى عن التفوّه
بلفظ "أف" تجاه الوالدين، حيث قال تعالى:
﴿فَلاَ
تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ﴾16,
وأوجب
مخاطبتهما باحترام وتبجيل، فلا يُستحسن مخاطبتهما إلّا بـ
"الأب والأمّ". بل اعتبرته
الشريعة حقّاً من حقوق الوالدين كما سيأتي.
ج- التواضع للوالدين واحترامهما:
إنّ أهمّ شيء في التعامل غير الكلاميّ هو التحلّي بالتواضع أمام الوالدين، وقد
استخدم القرآن استعارة جميلة "للتواضع أمام الوالدين،
﴿وَاخْفِضْ
لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ﴾17.
وعن أبي الحسن موسى عليه السلام قال: سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم ما حقّ الوالد على ولده؟ قال: "لا يسمّيه باسمه، ولا يمشي بين يديه، ولا
يجلس قبله، ولا يستسبّ له"18.
كما أنّ علي الأبناء - عند محادثتهم للآخرين - أن يذكروا والديهم باحترام متجنّبين
المِساس بهم، وأن يغمروهم بالدعاء، وإن لم يكونوا في الدرب الصحيح.
د- النّظر إلى الوالدين بمحبة وعطف:
لا ينبغي للابنة أن ترمق والديها بنظرة حادّة، متحاملة عليهما، وإن كانا فعلاً قد
مارسا ظلماً بحقّها، بل لا بدَّ لها من النّظر إليهما بعطف ومحبّة، حيث سيُكتب لها
الأجر والثواب وتُفتح لها أبواب الرحمة الإلهيّة، روي عن الإمام الصادقعليه السلام أنّه قال: "... لا تملأ عينيك من النظر إليهما إلّا برحمة ورقة..."19.
ويعدّ تقبيل الوالدين أيضاً عملاً عباديّاً، ثم ليس علي الابن أن يغتاظ من والديه
أو يقطع صلته بهما.
و- المسارعة إلى تلبية جميع حوائج الوالدين:
إنّ الوالدين كلّما تقدّما في السن ابتُليا بمشاكل صحيّة عديدة، وبالتّالي يجب
مساعدتهما، لذا شدّدت النّصوص الدينيّة علي العناية بهما من قِبَل الأبناء، وأوصت
بشكلٍ عامّ: أن يسارع الأبناء في تأمين احتياجات والديهم قبل أن يطلبوا منهم ذلك.
عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شُعَيْبٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ
عليه السلام إِنَّ أَبِي قَدْ كَبِرَ جِدّاً وَضَعُفَ، فَنَحْنُ نَحْمِلُهُ إِذَا
أَرَادَ الْحَاجَةَ، فَقَالَ: "إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَلِيَ ذَلِكَ مِنْهُ
فَافْعَلْ وَلَقِّمْهُ بِيَدِكَ فَإِنَّهُ جُنَّةٌ لَكَ غَداً"20.
|