الهدف العام
تعزيز حضور عبادة
الصلاة في حياة المؤمنين
وعلاقتهم بالله تعالى.
المحاور الرئيسة
- الصلاة خير الأعمال
- الصلاة أحبّ الأعمال
إلى الله ورسوله
- الصلاة معراج المجاهدين
- المصلون أحسن وجهاً
- تارك الصلاة كافر في
سقر
تصدير الموضوع
عن أمير المؤمنين عليه
السلام في نهج البلاغة
أنّه قال في كلام يوصي
أصحابه: "تَعَاهَدُوا
أَمْرَ الصَّلَاةِ
وَحَافِظُوا عَلَيْهَا
وَاسْتَكْثِرُوا مِنْهَا
وَتَقَرَّبُوا بِهَا
فَإِنَّهَا كانَتْ عَلَى
الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً
مَوْقُوتاً. أَلَا
تَسْمَعُونَ إِلَى
جَوَابِ أَهْلِ النَّارِ
حِينَ سُئِلُوا:
﴿ مَا
سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ *
قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ
الْمُصَلِّينَ﴾1،
وَإِنَّهَا لَتَحُتُّ
الذُّنُوبَ حَتَّ
الْوَرَقِ وَتُطْلِقُهَا
إِطْلَاقَ الرِّبَقِ2.
وَشَبَّهَهَا رَسُولُ
اللَّهِ صلى الله عليه
وآله وسلم بِالْحَمَّةِ3
تَكُونُ عَلَى بَابِ
الرَّجُلِ فَهُوَ
يَغْتَسِلُ مِنْهَا فِي
الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ
خَمْسَ مَرَّاتٍ، فَمَا
عَسَى أَنْ يَبْقَى
عَلَيْهِ مِنَ الدَّرن"4....
الصلاة خير الأعمال:
عن الإمام جعفر بن محمد
الصادق، عن عليّ عليهم
السلام قال: "قال رسول
الله صلى الله عليه وآله
وسلم: "نجّوا أنفسكم،
اعملوا، وخير أعمالكم
الصلاة"5.
وجاء في الوصية التي
كتبها أمير المؤمنين عليه
السلام ".. إنّي أوصيك يا
حسن، وجميع أهل بيتي
وولدي، ومن بلغه
كتابي...، الله الله في
الصلاة، فإنّها خير العمل"6.
وعن الإمام أبي عبد الله
الصادق عليه السلام أنّه
قال: "إنّ أفضل
الأعمال عند الله يوم
القيامة الصلاة"7.
وعن الإمام الرضا عليه
السلام أنّه قال: "..
اعلم أنّ أفضل الفرائض
بعد معرفة الله جلّ وعزّ
الصلوات الخمس.. "8.
واستفسر أبو ذر الغفاري
من النبيّ صلى الله عليه
وآله وسلم قائلاً: إنّك
أمرتني بالصلاة، فما
الصلاة؟ فقال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم:
"الصلاة خير موضوع،
فمن شاء أقلّ، ومن شاء
أكثر"9.
وعن الإمام الباقر عليه
السلام قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وآله
وسلم: "إذا قام العبد
المؤمن في صلاته نظر الله
إليه، أو قال أقبل الله
عليه، حتى ينصرف وأظلّته
الرحمة من فوق رأسه إلى
أُفق السماء، والملائكة
تحفّه من حوله إلى أُفق
السماء، ووكّل الله به
ملكاً قائماً على رأسه
يقول له: أيّها المصلّي
لو تعلم من ينظر إليك ومن
تُناجي ما التفتّ ولا زلت
من موضعك أبداً"
10.
الصلاة أحبّ الأعمال إلى
الله ورسوله:
عن أبي ذر الغفاري رضي
الله عنه، قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وآله
وسلم: "يا أبا ذر إنّ
الله جعل قرّة عيني في
الصلاة، وحبّبها إليّ،
كما حبّب إلى الجائع
الطعام، وإلى الظمآن
الماء، وإنّ الجائع إذا
أكل الطعام شبع، والظمآن
إذا شرب الماء روى،
وأنا لا أشبع من الصلاة"11.
وروي عن أبي عبد الله
الصادق عليه السلام قال:
سمعته يقول: "أحبّ
الأعمال إلى الله عزّ
وجلّ الصلاة، وهي آخر
وصايا الأنبياء عليهم
السلام ، فما أحسن الرجل
يغتسل أو يتوضّأ، فيسبغ
الوضوء، ثم يتنحّى حيث لا
يراه أنيس، فيشرف عليه
وهو راكع أو ساجد، إنّ
العبد إذا سجد، فأطال
السجود نادى إبليس: يا
ويلاه أطاع وعصيت، وسجد
وأبيت"12.
وعن الإمام الصادق عليه
السلام: قال أمير
المؤمنين عليه السلام: "ليس
عمل أحبّ إلى الله عزّ
وجلّ من الصلاة، فلا
يشغلنّكم عن أوقاتها شيء
من أمور الدنيا، فإنّ
الله عزّ وجلّ ذمّ
أقواماً، فقال:
﴿ الَّذِينَ
هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ
سَاهُونَ﴾13
يعني أنّهم غافلون
استهانوا بأوقاتها"14.
وفي حديث آخر ذكر فيه
عليه السلام صفات لقمان
الحكيم، ووصاياه لابنه،
قال عليه السلام: "قال
لقمان: وصم صوماً يقطع
شهوتك، ولا تصم صوماً
يمنعك من الصلاة، فإنّ
الصلاة أحبّ إلى الله من
الصيام"15.
الصلاة معراج المجاهدين:
أ. صلاة عليّ عليه
السلام يوم صفّين:
كان أمير المؤمنين عليه
السلام في صفّين مشتغلاً
بالحرب والقتال، وهو مع
ذلك يُراقب الشمس،
فقال له ابن عبّاس: يا
أمير المؤمنين ما هذا
الفعل؟ قال: "أنظُر
إلى الزوال حتّى نُصلّي"،
فقال ابن عباس: هل هذا
وقت صلاة؟ إنّ عندنا
لشغلاً بالقتال عن
الصلاة، فقال عليه
السلام: "على ما
نُقاتلهم؟ إنّما نُقاتلهم
على الصلاة"16.
ب. صلاة الإمام الحسين
عليه السلام يوم عاشوراء:
تقول الرواية: ... فلم
يزل يُقتل من أصحاب
الحسين الواحد والاثنان،
فيبين ذلك فيهم لقلّتهم،
ويُقتل من أصحاب عمر
العشرة، فلا يبين فيهم
ذلك لكثرتهم.. فلما رأى
ذلك أبو ثمامة الصيداوي
قال للحسين عليه السلام:
يا أبا عبد الله!.. نفسي
لنفسك الفداء، هؤلاء
اقتربوا منك، ولا والله
لا تقتل حتى أقتل دونك،
وأحب أن ألقى الله ربي
وقد صليت هذه الصلاة.. أي
نخشى أن نقتل قبل أن
نصلّي هذه الصلاة، وهم لو
قتلوا قبل الصلاة؛ لكانوا
في أعلى درجات العليين..
هؤلاء مقاتلون والوقت لا
زال فيه متسع.
فرفع الحسين رأسه إلى
السماء وقال: "ذكرتَ
الصلاة!.. جعلك الله من
المصلين، نعم هذا أول
وقتها".. رفع الإمام
رأسه إلى السماء: إما
للدعاء، وإما للتأكد من
زوال الشمس.. وقال: "نعم
هذا أول وقتها"؛ أي
لم يكن يتحمّل أن يؤخر
الصلاة في يوم عاشوراء عن
أوّل وقتها.
فقال الحسين عليه السلام
لزهير بن القين، وسعيد بن
عبد الله: "تقدمّا
أمامي حتّى أصلّي الظهر"..
فتقدّما أمامه في نحوٍ من
نصف أصحابه
حتّى صلّى بهم صلاة
الخوف. ورُوي أن سعيد بن
عبد الله الحنفي تقدّم
أمام الحسين عليه السلام
، فاستهدف لهم يرمونه
بالنبل، كلما أخذ الحسين
عليه السلام يميناً
وشمالاً قام بين يديه،
فما زال يُرمى به حتى سقط
إلى الأرض وهو يقول:
اللهم العنهم لعن عاد
وثمود، اللهم أبلغ نبيك
السلام عنّي.. وأبلغه ما
لقيت من ألم الجراح، فإني
أردت بذلك نصرة ذرية
نبيك.. ثم مات رضوان الله
عليه، فوُجد به ثلاثة عشر
سهماً، سوى ما به من ضرب
السيوف وطعن الرماح.. وقف
الحسين عليه السلام
ليصلّي مع أصحابه تلك
الصلاة الأخيرة من حياتهم
المباركة.. فوقف سعيد
أمام الحسين عليه السلام
مدافعاً عنه، فكان يتمايل
مع حركة الحسين؛ لئلّا
يصيبه سهم من سهام
الأعداء.
ج. صلاة الشهداء خبيب
وحجر ومسلم: يذكر
التاريخ ما حصل مع
الصحابي الشهيد خبيب بن
عديّ رضوان الله عليه،
وذلك أنّ كفّار قريش لمّا
اشتروه ممّن أسَروه
أرادوا قتلَه، وخرجوا به
إلى التنعيم، فقال لهم
خبيب: ذروني أركع ركعتين،
فتركوه فركع ركعتين
أتّمهما وأحسنهما ثم أقبل
على القوم فقال: أما
والله لولا أن تظنّوا
أنّي إنّما طوّلت جزعاً
من القتل لاستكثرت من
الصلاة، قال: فكان خبيب
بن عديّ من أوّل من
[صلّى] هاتين الركعتين
عند القتل. قال: ثمّ
رفعوه على خشبة فلمّا
أوثقوه قال: اللهمّ إنّا
قد بلّغنا رسالة رسولك
فبلّغه الغداة ما يُصنع
بنا، ثم قال: اللهمّ
أحصهم عدداً واقتلهم
بدداً ولا تُغادر منهم
أحداً. ثم قتلوه رحمه
الله17.
ورأينا نفس هذا الموقف
يتكرّر مع رجال من خيرة
الشهداء كحجر بن عديّ،
ومسلم بن عقيل رضوان الله
تعالى عليهما.
المصلّون أحسن وجهاً:
سُـئل الإمام علي بن
الحسينعليهما السلام: ما
بال المتهجّدين بالليل من
أحسن الناس وجهاً ؟.. قال
عليه السلام: "لأنهم
خلوا بالله، فكساهم الله
من نوره"18.
وعن الإمام أبي عبد الله
الصادق عليه السلام قال:
"صلاة الليل تُحسّن
الوجه، وتُحسّن الخلق،
وتُطيّب الريح، وتدرّ
الرزق، وتقضي الدَّين،
وتُذهب بالهمّ، وتجلو
البصر"
19.
وعنه عليه السلام قال:"كذب
من زعم أنّه يُصلّي صلاة
الليل وهو يجوع، إنّ صلاة
الليل تضمن رزق النهار"
20.
وروى عبد لله بن سنان،
أنّه سأل الصادق عليه
السلام عن قول الله عزّ
وجلّ:
﴿ سِيمَاهُمْ
فِي وُجُوهِهِم مِّنْ
أَثَرِ السُّجُودِ﴾21؟
قال: "هو السهر في
الصلاة"22.
تارك الصلاة كافر في سقر:
أ. حكم تارك الصلاة:
عن الإمام الباقر
عليه السلام: "لا
تتهاون بصلاتك،
فإنّ النبيّ صلى الله
عليه وآله وسلم قال عند
موته: ليس منّي من استخفّ
بصلاته، ليس منّي من شرب
مسكراً، لا يرد عليّ
الحوض لا والله"23.
وعن أبي بصير قال: قال
أبو الحسن الأوّل الإمام
الكاظم عليه السلام: "لمّا
حضر أبي الوفاة قال لي:
يا بنيّ، إنّه لا ينال
شفاعتنا من استخفّ
بالصلاة"24.
وروي عن النبيّ الأكرم
صلى الله عليه وآله وسلم
أنّه قال: "من ترك
الصلاة متعمِّداً فقد كفر"25،
وروي عن الإمام الباقر
عليه السلام: "تارك
الفريضة كافر"26.
وروى الإمام الصادق عليه
السلام عن جابر بن عبد
الله قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم:
"ما بين الكفر
والإيمان إلّا ترك الصلاة"27.
ب. عقوبة تارك الصلاة:
يكفي ما جاء في سورة
المدّثّر، قال تعالى:
﴿ فِي
جَنَّاتٍ يَتَسَاءلُونَ *
عَنِ الْمُجْرِمِينَ *
مَا سَلَكَكُمْ فِي
سَقَرَ * قَالُوا لَمْ
نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ
* وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ
الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا
نَخُوضُ مَعَ
الْخَائِضِينَ * وَكُنَّا
نُكَذِّبُ بِيَوْمِ
الدِّينِ﴾
28.
|