القصيدة
جودي بفيض الدمعِ
يــَا عينيَّا
لا تغمضي جِفناً
على غير القذى
ألفى صِحاب أبيه
صرعى كُلّهم
أبتاهُ إذنك كي
أكون لكَ الفِدَا
نظرَ الحُسين إلى
عليّ آيساً
يا سيّدي كُنّا
إذا اشتقنا إلى
شدَّ الفتى وهو
الكميُّ على
العدا
حتى أُصيبَ بضربةٍ
العبديّ عن
أبتاه جديّ قد
سَقاني كأسه
فأتى الحُسين ويا
لهول مُصابه
فتمدَّد السبـطُ
الغريبُ بجنبه
|
حزناً لمنْ أبكى
الحُسين مَلِيّا
وابكي دمَاً شبه
النبيّ
علِيـّـــا
فأتَى يـُـريد
الإذن منــــهُ
حَييـَّــا
أنعم بـِذا فادٍ
وذا مفديـّا
وتعانقا فدعـَا
الإلــــــه
نَجيـّـا
طهَ نظرنا وجهه
النبويَّا
فتذكّروا أسد
الإله
عليــّــــا
غدرٍ فنَادى
يــــــَا أبـاهُ
وحَيَّا
ويقولُ عجلِ
يـــــا حُسين
إليَّا
ورأى فتَاه على
الرّمــَــــال
رميَّا
ولدي عليْ
أَبُنَي رُدّ
عليـّا |
(نعي شعبي)
تَعَنَّىَ احْسينْ
لَوْليْدَه
صاحْ ابْصوتْ
آيَبْني
يَوْليديْ لَوَنْ
بِيْدِيْ
وَاَشِمْ نَحْرَكْ
يَبَعْدِ الرُّوحْ
شالْ ابْنَهْ علي
امْنِ الگاعْ
اوْنادَىَ يا
بَنيْ هاشِمْ
رَدْ شايِلْ
اوْليْدَهْ
اوْصاحْ
جابَهْ
اوْمَدِّدَه
اوْوَيّاه |
لگاهّ امْگَطَّعْ
امْوَذَّرْ
يَنُور العينْ
يَاَلأَكْبَرْ
اَفْدِيْلَكْ
گَلبيْ الـْ
امْفَطَّرْ
وَاَبُوْسَنْ خَدِّ
الـْ امْعَفَّرْ
شالَهْ
وِالظَّهَرْ
مَحْنيْ
مُصابْ ابْنيْ
عَلِيْ فَتْنِيْ
آيَبْنيْ الرِحِتْ
مِنِّيْ
تِمَدَّدْ
وِالأَسَىَ
يِسْعَرْ |
(أبو ذيّة)
ركـن عـزمـي تـهـاوى و
طاح ونهار
وعـلـيـك الـدمع يجري
اسيول ونهار
عـلـى امـصـابـك انوحن
ليل ونهار
وأظل انـحـب لـمـا تـدنـى
المنيّة
المصيبة
قدّم الحسين عليه السلام
يوم عاشوراء كلّ ما يملك،
وهو يردّد: "أرضيت يا
ربّ، خذ حتى ترضى...".
فَقَد أصحابه الواحد تلو
الأخر، وتراه يردّد آيات
التسليم والرضا بقضاء
الله وقدره...
وهذا الموقف تكرّر منه
عندما تقدّم من أهل بيته
ذلك الشاب البارّ، الذي
يمثّل نموذجاً وقدوة
للشاب المؤمن الشجاع،
ليكون أوّل هاشميّ يبادر
مستأذناً للقتال يوم
عاشوراء.
لذلك حين برز علي الأكبر
إلى الميدان، رفع الإمام
الحسين طرفه إلى السماء،
وقال: "اللهمّ، اشهد
على هؤلاء القوم، فقد برز
إليهم غلام أشبه الناس
خَلقاً وخُلقاً ومنطقاً
برسولك محمّد صلى الله
عليه وآله وسلم، وكنّا
إذا اشتقنا إليه نظرنا
إلى وجه هذا الغلام.
اللهمّ، فامنعهم بركات
الأرض، وفرّقهم تفريقاً،
ومزّقهم تمزيقاً، واجعلهم
طرائق قدداً، ولا تُرضي
الولاة عنهم أبداً, فإنّهم دعونا لينصرونا،
فغدوا علينا يقاتلوننا".
فعلم عليّ الأكبر من هذه
الكلمات أنّ الحسين قد
أذن له في القتال، فأتى
إلى الحسين مودّعا.
نعم، فالحسين يودّع ذلك
الجمال النبويّ، فراح
يشمّه ويعانقه، وخرجن
النسوة، فتعلّقت به
عمّاته وأخواته، فعند ذلك
كأنّي بالحسين قد تغيّر
حاله، وصاح بعياله ونسائه:
"دعنه فإنّه مقتول في
سبيل الله".
ثم أخذ بيده وأخرجه من
بينهن، ونظر إليه نظرة
آيس منه...
(موشّح)
يشمّ حسين خدّ ابنه
ويحبّه
ودمعه مثل دمع ابنه يصبّه
ونار اللي بقلب ابنه
بقلبه
يخفيها عليه ونوب تظهر
ودّع أباه، ثم ركب فرسه
واتّجه نحو الميدان، وهو
يرتجز ويقول:
أَنَا عَلِيُّ بْنُ
الحُسَيْنِ بْنِ عَلَيّْ
نحن ورب البيت أولى
بالنبي
تَاللهِ لَا يَحْكُمُ
فِينا ابْنُ الدَّعِيّْ
أطعنكم بالرمح حتى ينثني
أضربكم بالسيف أحمي عن
أبي ضرب غلام هاشميّ علوي
فحمل على القوم، وجعل
يقاتلهم قتال الأبطال،
فقتل منهم عدداً كبيراً،
فلم يخرج إليه أحد إلّا
قتله، إلى أن نادى عمر بن
سعد: ألا رجل يخرج إليه؟
فبادر إليه بكر بن غانم،
هذا والحسين في تلك
الساعة واقف بباب الخيمة،
تغيّرت ملامح وجه أبي عبد
الله، وبدا عليه الدهشة
والقلق، هذا وليلى تنظر
في وجه الحسين، نادت:
سيّدي، هل أصاب ولدي
عليّاً شيء؟ قال: "لا
يا ليلى، ولكن قد برز
إليه مَن يُخاف عليه منه،
فادعِ لولدك، فإنّي قد
سمعت جدّي رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلميقول:
إنّ دعاء الأُمّ مُستجاب
في حقّ ولدها".
فجرّدت رأسها، وهي في
الفسطاط، ودعت له إلى
الله عزّ وجلّ:
"اللهمّ، بغربة أبي
عبدالله، بعطش أبي
عبدالله، يا راد يوسف علي
يعقوب، ردّ عليّ ولدي!".
(لحن أمانة هالوصيّة)
إلهي بحگ وليك
وابن حيدر عليَّك
ابسلامة رد الاكبر
ابن بضعة نبيك
آه مولاي مولاي مولاي
لفت للخيمة تنحب
اجت وياهه زينب
يناجن ربّ الاكوان
ابگلب جمراته تلهب
آه مولاي مولاي مولاي
ابعجل خيمتهه راحت
يإله الكون صاحت
ابعطش لحسين قسمت
ومن الأحزان طاحت
آه يمه يمه يمه
استجاب الباري الهه
رجع ليهه ابنهه
لگاهه اعله الوطية
هِدَر دمعه اعله خدهه
آه يمه يمه يمه
(أبو ذيّة)
يماي لمين ربيتك وريدك
كنت تبگه ويظل عيشي وريدك
بعدما حسبت ينحز وريدك
بالطف وامشي اخلافك سبيّه
(أبو ذيّة)
بدليلي يا سيوف العتب
يمّي
طريح وينعه بس الوحش يمّي
اتركي العتب لتعتبين يمّي
أشد من قتلي اعتابك عليّهَ
نعم عاد علي الأكبر هذه
المرة سالماً إلى أبيه
الحسين، بعدما صرع بكر بن
غانم، ولكن بأيّة حالة؟
عاد يقول: "أبه، العطش
قتلني، وثقل الحديد
أجهدني، فهل من سبيل إلى
شربة ماء، أتقوّى بها على
الأعداء؟".
(نصاري)
يبويه شربة اميه لچبدي
اتگوه وارد للقوم وحدي
يبويه انفطر كبدي وحق جدي
الشمس والعطش والميدان
والحر
يگله منين أجيب الماي
ينبي
مهو حچيك شعب قلبي
انكسر قلب الإمام الحسين،
وهو يسمع تلك الكلمات من
ولده فقال له: "واغوثاه
يا بني، من أين آتي لك
بالماء؟! قاتل قليلاً،
فما أسرع ما تلقى جدّك
رسول الله، فيسقيك بكأسه
الأوفى شربةً لا تظمأ
بعدها أبداً".
فرجع الأكبر إلى المعركة،
وما زال يقاتلهم بسيفه،
وهم يفرّون أمامه، إلى أن
جاءه اللعين مُرّة بن
منقذ العبدي، وهو يقول:
عليَّ آثام العرب، إن لم
أُثكِل به أباه! وبينما
كان الأكبر يطارد كتيبة
من القوم، جاءه هذا
اللعين من خلفه ليضربه
على رأسه ويفلق هامته،
فنادى الأكبر: "عليك
منّي السلام يا أبتاه، يا
أبا عبد الله، هذا جدّي
رسول الله قد سقاني من
حوضه الأوفى شربةً لا
أظمأ بعدها أبداً".
سقاني جدي ابكاسه يبويه
وهالحضر يمي
والزهـره وعلـي الكرار
وياه الحسـن عمـي
يبويه اوبكوا عد راسي او
تحنوا كلهم بدمي
او كاسك من تجي مذخور
يحسين او بذل جهده
ثم إنّ فرسه ذهب به إلى
مخيّم الأعداء - عظّم
الله أجوركم - هذا يضربه
بسيفه وذاك يطعنه برمحه،
حتى سقط على الأرض، جاءه
الحسين مسرعاً، اضطجع إلى
جنبه، وضع خدّه على خدّه،
وهو يقول: "بني علي،
على الدينا بعدك العفا!
أمّا أنت فقد استرحت من
همّ الدنيا وغمّها،
وأبقيت أباك لهمّها
وغمّها".
يبني من عدل راسك ورجليك
ومن غمض عيونك واسبل
ايديك
يا علي كل سهم الوصل ليك
صاب قلبي ولعند حشاي وصّل
(أبو ذيّة)
شافه والنبل شابك علي راح
جذب حسرة وصفگ راح علي
راح
ناده حسين يا زينب علي
راح
يخويه اظلمّت الدنيا
عليّه
التفت إلى فتيانه، وقال
لهم: "احملوا أخاكم"،
فحملوه وجاؤوا به إلى
الخيمة، واجتمعت النساء
ومعهنّ ليلى، وارتفع
البكاء منهن، هذا والحسين
عليه السلام ينظر إلى
المشهد الحزين!
ساعد الله قلب الأم! خرجت
إليه، وقعت عليه، احتضنته،
شمّته...
ولسان حالها:
اخاف اعليك حتى امن الهوا
الهاب
ييمه ويا عزيزي واغلى
الاحبـــــاب
دليل امك ابهذا اليــوم
ينعـــــــاب
و من ترحــل تخلّيني
ابرزيّـــــــة
شبيه المصطفى ابخلقه
وجمــاله
يرى وجهك مَن إشتاگ
لوصـــاله
يشمعة عمـــري يالأكبــر
يهـــــالة
بوجودك ممتلي بيتــي
عليّــــــه
يأرض الطـف يبلــــواي
ونصيبي
بيچ افگد أنه اعيونـــي
وحبيبي
من الأحزان بــان
اليـــوم شيبي
اخذتي اعـــــزاز
گلبـــــي للمنيّة
(لحن فراق)
والله صعبه نغسّل بعبره
الشباب
والله صعبه حسره يناموا
بالتراب
والله صعبه للمنية نزف
الشباب
(عاشوري)
علي وياك جيت وعيني بعينك
آه آه وتشيل امتاعي يبني
بهاي چفينك
اصفگ بيدي هسه واندبك
وينك
آه آه وحشه بنور وجهك
اصبحت دنياي
(تخميس)
يا كوكباً ما كان أقصر
عمره
وكذا تكون كواكبُ الأسحارِ
جاورت أعدائي وجاور ربّه
شتّان بين جواره وجواري
|