الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مسؤولي البلاد وسفراء الدول الإسلاميّةكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في خطبتَي صلاة عيد الفطركلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء جمع من الطلّاب الجامعيّينكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في اللقاء الرمضانيّ مع مسؤولي البلادبِهذا جُمِعَ الخَيرُ

العدد 1612 07 شوال 1445 هـ - الموافق 16 نيسان 2024 م

لَا تُطَوِّلْ فِي الدُّنْيَا أَمَلَكَ

العامل الأساس للنصر مراقباتالأيّامُ كلُّها للقدسِسُلوك المؤمِن
من نحن

 
 

 

التصنيفات

منبر المحراب- السنة العشرون - العدد:985- 18 جمادى الأولى 1433هـ الموافق 10 نيسان 2012م
النفاق الإجتماعي (ذو الوجهين واللسانين)

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل

النفاق الإجتماعي (ذو الوجهين واللسانين)

محاور الموضوع ألرئيسة:
1- معنى النفاق.
2- النفاق الإجتماعي.
3- النفاق حالة مرضية.
4- عاقبة النفاق الإجتماعي.
5- خاتمة: لا بدّ من العلاج.

الهدف:
التنبيه على مرض النفاق الإجتماعي، وآثاره والتحذير منه، وضرورة علاجه.

تصدير الموضوع:
عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : "للمنافق ثلاث علامات يخالف لسانه قلبه، وقلبه فعله، وعلانيته سريرته"1.

مقدمة:

معنى النفاق:
النفاق في اللغة مشتق من النفق، وهو الطريق النافذ في الأرض والمحفور في الأرض للإستتار أو للهرب. وله مفهومان: خاص وعام، فأما المفهوم الخاص: فهو صفة لأولئك الذين يُظهرون الإسلام ويبطنون الكفر، وبشكل أخص هم فئة ظهروا في زمن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وفي المدينة المنورة بالذات، وقد تحدّث الله عنهم في كتابه وأشار إلى عظيم خَطَرهم، وأمر بمواجهتهم وقتالهم، فهؤلاء كانوا جماعة في أصلها معادية للإسلام وللنبي صلى الله عليه وآله وسلم وكان الواقع السائد قبل الإسلام وقبل الهجرة يلائم مصالحهم، وكانوا في حقيقة أمرهم عندما كان عود الإسلام طرياً من المعادين والمحاربين تارة بالقوة المسلّحة، وأخرى بالقوة الإقتصادية، وأخرى بالسخرية والإستهزاء، وربما بالتضليل الإجتماعي، ولكن عندما بدأت تلوح علائم انتصار الإسلام وهيمنته وقوته، أظهروا الإستسلام ظاهرياً وتحولوّا باطنياً وسرّياً إلى معارضة سرّية تعمل من داخل مجتمع المسلمين إلى اسقاط الإسلام، ومجتمع المسلمين، وتعمل على ترصّد حركة المسلمين ومد الأعداء بها، فالمنافق يظهر شيئاً ويضمر ضده، ولذا فالمنافقون أخطر الأعداء، بل هم العدو الحقيقي كما عبَّر القرآن الكريم ﴿هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ وللنفاق مفهوم آخر عام يشمل كل حالة لها هذه الميّزات، وقد جاء هذا التعميم لمفهوم النفاق على لسان النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم حيث ورد عنه قوله: "من خالفت سريرته علانيته، فهو منافق كائناً من كان2.

النفاق الإجتماعي:
ومن مصاديق النفاق ما يصحّ أن نسميه النفاق الإجتماعي فعن الإمام علي عليه السلام : "ما أقبح بالإنسان أن يكون ذا وجهين"3.

فالمقصود من النفاق الإجتماعي هو النفاق في العلاقات بين أبناء المجتمع، حيث يمكن تقسيمه إلى نوعين:
1- النفاق العملي: وهو المُعبّر عنه بذي الوجهين، حيث يقابل الآخرين بطلاقة وجه وبشاشة تُظهر سروره بهم، وإذا راحوا عن مجلسه أو مكان لقائه وأَمِنَ منهم، عَبَس واكفهَّر، وربما عضَّ على الشفاه أو الأنامل غيظاً وحَنَقاً، عن الإمام الباقر عليه السلام : "بئس العبد همزة لمزة يقبل بوجه ويدبر بآخر"4.

2- النفاق القولي:
وهو المعبّر عنه في الروايات بذي اللسانين وهو الذي يقول في محضر الشخص الكلام الجميل ويطري ويتأهل به، فإذا صار خلوداً منه أطلق لسانه ذئباً يرعى في لحم أخيه، ينهشه غيبة وبهتاناً وربما شتمه وذمّه، وهتك ستره، ونمَّ عليه ليوغر صدور الآخرين عليه.

وعن ذلك قال الإمام الباقر عليه السلام : "بئس العبد عبد يكون ذا وجهين وذا لسانين، يطري أخاه شاهداً، ويأكله غائباً، إن أُعطي حَسَده، وإن ابتُلي خذله"5.

وإذا رجعنا إلى واقعنا الحالي نجد كثيراً من مصاديق أهل النفاق الإجتماعي الذين يُظهرون المحبة، ويُبطنون، البغضاء، ويَلبسون ثوب الناصح، ويضمرون الغشّ، والخديعة والخيانة.

وقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قوله: "ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة، ولا يزكيّهم ولهم عذابٌ أليم: ... ورجل استقبلك بودّ صدره فيواري (وقلبه) ممتلئ غشّاً"6.

النفاق حالة مرضية
من جملة ما وصف به الله تعالى المنافقين قوله عن صفتهم: ﴿فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللهُ مَرَضاً7.

فهذه الآية اعتبرت أنّ النفاق نوع من المرض، لأنَّ حقيقته هو ازدواجية الشخصية، فالإنسان السالم له وجهٌ واحد، وفي ذاته انسجام تام بين الباطن والظاهر، وبين الروح والجسد، لأنَّ كلاًّ منها يُكمل أحدها الآخر، وأما النفاق فهو حالة من التضادّ بين المحتوى الداخلي، والمظهر والسلوك الخارجي، ولذا فهذا المرض الخطير له ظواهر يفرزها من الأعمال، والأقوال، والسلوك الفردي والإجتماعي.

فمن أعراض هذه الآفة:
1- التلوّن والتذبذب، وعدم الثبات، فهو مع كل شخص بصورةٍ ولونٍ يناسبه.
2- المكر والخِداع، والخيانة، والتملّق.
3 - التعالي والتكبّر على الناس واستحقار الناس باعتبارهم بُلهاء وسُفهاء.
4- الأنانية وعبادة الذات، فلا يخطر ببالهم إلا مصالحهم.
5 - الإغتياب والنميمة، والحسد والخذلان لأصدقائه، إذ كل ما يقدّمه للآخرين لا يتجاوز لسانه إلى جيبه فضلاً عن نفسه.
6- الإنتهازية وتحين الفرص.

عاقبة النفاق الإجتماعي
إنّ مرض النفاق بشكل عام، والنفاق الإجتماعي بشكل خاص خطير جداً بآثاره ونتائجه في الدنيا والآخرة.

فلو تمادَى الإنسان المنافق في غيِّه وضلاله، سوف يصل إلى حدّ فقدانه القدرة على تشخيص واقعه. أمِنَ الصالحين هو أم من الفاسدين المُفسدين، ذلك لإنقلاب الموازين عنده وهيمنة المرض عليه، إذ تتراءى للمنافق أعماله الإفسادية أعمالاً إصلاحية، وهم على صواب والآخرون على خطأ، والحكمة والحنكة هي فيما يقولون ويفعلون، والآخرون أهل سفاهة وبلاهة، وبالتالي فهم في عمق مشكلتهم يلجأون نتيجة إصابتهم بهذا المرض إلى خداع أنفسهم، ويعمدون ليتخلّصوا من وخز الضمير وتأنيبه، إلى خِداع أنفسهم وضميرهم ووجدانهم، وشيئاً فشيئاً بالتدريج يصبح المنافق مقتنعاً بأنّ ما يقوم به ليس انحرافاً ولا عملاً سيئاً، بل على عكس ذلك من الصفات، وهذا سيؤدي أخيراً إلى شلّ الضمير وإسكات صوته، وهنا غاية السوء حيث يُصبح النفاق حقيقةً النفس وواقعها وصورتها الباطنية.

ومن كان واقعه في الدنيا هكذا كيف ستكون صورته وواقعه في الآخرة؟

أما صاحب النفاق العملي فقد رُوي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : "ذو الوجهين في الدنيا يأتي يوم القيامة وله وجهان من نار"8.

وصاحب النفاق القولي يقول عنه صلى الله عليه وآله وسلم : "من كان ذا لسانين، جعل الله له لسانين من نار"9.

فالمنافق في الدنيا إذا عرفه الناس يَسقط من أعينهم، ويفقد كرامته، ويطردونه من مجالسهم، وفي الآخرة يحشر مشوّه الخِلقة بلسانين من نار، ويُعذّب مع المنافقين والشياطين10.

خاتمة:

لا بدَّ من العلاج:
لأنَّ مكائد النفس والشيطان خفيّة، ولأنّ الأمراض تتسللّ إليها خلسة، وفي غفلة منّا، فلربما يُصبح الإنسان أحياناً كما يقول الإمام الخميني11 "بإشارة من إشاراته، أو بغمز وتعريض يَصدر منه في غير موضعه من ذوي الوجهين، وقد يكون الإنسان مُبتلى بهذه الرذيلة حتى نهاية عمره وهو يتصور نفسه سليمة طاهرة.

ولذا فإنَّ العلاج كما يصفه هو:
1- علميّاً: التفكّر في مفاسد هذه المُوبقة وآثارها، ونتائجها الدنيوية والأخروية.

2- عملياً: لا بدَّ من مراقبة الإنسان لحركاته وسكناته، وأن يجعل أعماله وأقواله منسجمة ومتوافقة، ويعمل على المُطابقة بين القلب واللسان والوجه، ويبتعد عن كل مظاهر الخداع. وإذا مَالت نفسُه إلى شيءٍ من ذلك، فليُخالف رغباتها ويعمل بعكسها، وعلينا مع كل ذلك أن لا ننسى أنّ التوفيق والنجاح دائماً بيد الله تعالى ولذا فلا بدَّ من الطلب من الله عبر الدعاء أن يوفّقنا في معالجة أنفسنا، موقنين بأنه تعالى برحمته اللامتناهية يمدُّ لنا يدَ العون لإنقاذنا ومعاونتنا في خطواتنا العلاجية.

والحمد لله رب العالمين


1- ميزان الحكمة،الريشهري،ج4
2- ميزان الحكمة،الريشهري،ج4،(باب النفاق).
3- المصدر نفسه.
4- المصدر نفسه.
5- ميزان الحكمة،الريشهري،ج4،(باب النفاق).
6- المصدر نفسه.
7- سورة البقرة،الآية:10
8- ميزان الحكمة،الريشهري،ج4،(باب النفاق).
9- المصدر نفسه.
10- الأربعون حديثاً،الإمام الخميني قدس سره،ص199.
11- المصدر نفسه، ص198.

27-04-2012 | 04-07 د | 3583 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net