الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات
تكوين عادة القراءة
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

بسم الله الرحمن الرحيم



قد تكون ممن لم يعتد القراءة طوال مراحل حياته، أو قد تكون ممن هجر القراءة منذ فترة بعيدة وأصبحْتَ تجد صعوبة في الصمود أمام صفحة من كتاب، وما أنت إلا واحد من كثيرين يعانون من هذه المشكلة المستفحلة في مجتمعاتنا.

هذه المشكلة قابلة للعلاج ولا يأس منها طالما أن الإنسان قد خلقه الله عزوجل مع قابليات لا حد لها للتغيير والتطوير. ولكن عليك أن تلتفت أن تكوين عادة القراءة ليست امراً يمكن الوصول إليه خلال أيام، فالبدايات عادة ما تكون شاقة، وعليك أن تهيئ نفسك لبرنامج ينقلك بشكل تدريجي إلى هذه العادة العظيمة التي ما إن تبدأ بتذوق لذتها حتى يسيطر مشروع القراءة واقتناء الكتاب على أغلب تفكيرك وأهدافك.

بداية علينا أن لا ننسى أن القراءة هي أهم وسيلة لاكتساب المعرفة، واكتساب المعرفة هي أهم شرط لتقدم الانسان ولتقدم الحضارة والمجتمعات. وبالتالي، إذا كانت هذه هي النتيجة التي تترتب على القراءة وملازمة الكتاب فينبغي أن لا نبخل بأي جهد يتطلبه تكوين هذه العادة العظيمة في نفوسنا.

إننا نصرف الكثير من الوقت في تكوين عادات قد تساعدنا على توفير المال، أو اكتساب الشهرة، أو الترقي في السلم الوظيفي، أو أو... ولكن عادة القراءة تفوق بأهميتها وثمراتها كل هذه المذكورات، بل قد تكون القراءة فيما لو استثمرها الانسان بشكل صحيح من العوامل التي توصل صاحبها إلى كل هذه النتائج أو بعضها حتى لو لم يقصد ذلك.

إن أول خطوة ينبغي أن يخطوها من يريد العودة إلى الكتاب والقراءة هي إيجاد وتنمية الدافع والمرغّب في داخله لهذه العادة العظيمة. وبالتالي عليه أن يعلم أن طريق الوصول إلى القمة والفكاك من ربقة الجهل والتخلف الحضاري لا سبيل له إلا تكوين هذه العادة في نفوسنا.

ينبغي أن يكون أحد معايير تقييمنا لمجتمعاتنا في ما يتعلق بالتقدم والتخلف هو في كمية انتشار المكتبات العامة ومدى تجهيزها ورفدها بكل جديد على صعيد المعرفة البشرية.

وينبغي أن نراقب مدى إقبال شبابنا على هذه المكتبات للقراءة والتحصيل، وأن يساورنا القلق الشديد فيما لو كانت أرقام الاحصاءات متدنية ومتواضعة.

وينبغي أن نبيّن لهم أهمية وعظمة الكتاب، وأنه الطريق للكمال والعظمة، وهذا الجاحظ قد فعل ذلك منذ عدة مئات من السنين حيث يقول: (الكتاب نعم الذخر والعقدة، والجليس والعمدة، ونعم النشرة ونعم النزهة، ونعم المشتغل والحرفة، ونعم الأنيس ساعة الوحدة، ونعم المعرفة ببلاد الغربة، ونعم القرين والدخيل والزميل، ونعم الوزير والنزيل. والكتاب وعاء ملئ علماً، وظرف حشي ظرفاً، وإناء شحن مزاحاً، إن شئت كان أعيا من باقل، وأن شئت كان أبلغ من سحبان وائل، وإن شئت سرتك نوادره، وشجتك مواعظه...)1

وبعد توفير الدافع والمحمس للكتاب، ينبغي أن يتواجد الكتاب أمام ناظرينا سواء في البيت أو في مكان العمل، او في أي مكان نذهب إليه وقد نلبث فيه لوقت طويل. إن وجود الكتاب دائماً بجانبنا، وتعود نواظرنا عليه، قد يقرب الاسئناس به إلى نفوسنا، فنستسهل تناوله والقراءة فيه.

ونختم ونقول: إذا كان الكتاب هو أحد أهم روافد العلم والمعرفة فانظروا كيف حث رسولنا الأكرم صلى الله عليه وآله، والأئمة الأطهار على طلب وتحصيل العلم من خلال جملة من الأحاديث:

- قال رسول الله عليه السلام: طلب العلم فريضة على كل مسلم، ألا إن الله يحب بغاة العلم2.

- عن أبي حمزة، عن أبي إسحاق السبيعي عمن حدثه قال: سمعت أمير المؤمنين يقول: أيها الناس اعلموا أن كمال الدين طلب العلم والعمل به، ألا وإن طلب العلم أوجب عليكم من طلب المال، إن المال مقسوم مضمون لكم، قد قسمه عادل بينكم، وضمنه وسَيَفي لكم، والعلم مخزون عند أهله، وقد أمرتم بطلبه من أهله فاطلبوه3.

- عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لوددت أن أصحابي ضربت رؤوسهم بالسياط حتى يتفقهوا4.

- عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا به وإنه يستغفر لطالب العلم من في السماء ومن في الأرض حتى الحوت في البحر، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر النجوم ليلة البدر، وإن العلماء ورثة الأنبياء إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ولكن ورثوا العلم فمن أخذ منه أخذ بحظ وافر5.

* فرع الإعداد في موقع المنبر


1- المحاسن والأضداد – الجاحظ.
2- الكافي - الشيخ الكليني - ج 1
3- م.ن
4- م.ن
5- م.ن

02-05-2012 | 05-38 د | 2270 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net