الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات
الخوف من الكتابة
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

بسم الله الرحمن الرحيم



يوجد عاملان يمنعان الواحد منا من الكتابة، أحدهما داخلي، والآخر خارجي. أما العامل الداخلي فله علاقة بطبيعة الانسان النقدية التي لا تقنع بمستوىً معين في أي عمل يقوم به، بحيث تبقى تلجّ عليه بأن ما أداه: ليس كاملاً.. وفيه نقص.. وغير تام.. وتشوبه العيوب... إلخ. وهذا ما يطلق عليه أيضاً بصوت الضمير الداخلي، الذي ينادينا في كثير من الأحيان بأن لا نتسرع ولا نقدم، فلعل الأمور تحتاج إلى مزيد من الترتيب والعمل. وهكذا تجد الواحد منا تسنح أمامه فرص مهمة في حياته، ولكنه يضيعها بعد خضوعه لهذا الصوت الخفي الذي تدور معه معركة حامية لا يسمع لها الناس دويّا، لأن جدران النفس تكتمه في صقعها، فتُحسم نتيجتها في سكون تام إما لصالح هذا الصوت، أو لصالح الخيار المقابل له.

نعم علينا أن ننبه إلى أن هذا الصوت الداخلي هو أداة عظيمة زرعها الله عزوجل في نفوسنا بحيث لولاهها لجنح الانسان نحو التهور، ولأدار الأمور غالبا بشكل ناقص. ولذلك يعتبر صوت الناقد الداخلي في حالته الطبيعية مقوّماً وكابحاً للإنسان عن أن يصدر منه أعمالاً ناقصة ومتهاوية.

ولكن علينا أن نلتفت أيضاً أن هذا الناقد قد يتحول إلى جهاز خارج عن حدوده الطبيعية، فنراه في بعض الأشخاص وقد أقعدهم عن كل إقدام وعزيمة نحو معالي الأمور، فكلما أراد هذا الانسان أن يقوم بشئ تراه يثبطه ويقول له لم يحن الوقت بعد، مع أن هذا الإنسان قد يكون أجدر من غيره في الإقدام على هذا العمل وإتمامه.

وبالتالي علينا أن لا نجعل هذا العامل الداخلي هو المسيطر المطلق علينا في موضوع الإقدام على الكتابة. لا يوجد أحد من الكتّاب شرع بالكتابة وهو يمتلك كامل المقومات، فهناك بعض المقومات لا تكتسب إلا بالتمرس وكثرة الكتابة. واهمٌ من يعتقد أن بالإمكان أن يصبح كاتباً إذا لم يمسك القلم من فوره ويشرع بتجربته الأولى، فيشطب هذه الجملة، ويعيد صياغة هذه العبارة، ويتلف هذه المسودّة، مع تكرار ذلك عشرات المرّات.

العامل الثاني هو الخوف، والمقصود منه هنا هو الخوف من الناقد الخارجي. فأغلبنا تسيطر عليه مشاعر الخوف من إظهار المكنونات والتعبير عن كامل الافكار والقناعات بشكل واضح وصريح هرباً من أن يعتقد البعض بحقنا أننا سطحيون أو سذج، أو لا نمتلك عمقاً علمياً وما شاكل ذلك.

لذلك سنجد أننا نتمسك بعدة أعذار هرباً من هذا الناقد الخارجي، وهذه الأعذار هي:
1- ما زلت أحتاج إلى المزيد من التحصيل العلمي.
2- لا ينبغي أن أناطح كبار المفكرين والكتّاب.
3- من سيكترث أو سيعتني بما أكتب.
4- المواضيع التي سأتناولها قد تكون مستهلكة ومنشورة من خلال كتّاب آخرين.


ولذلك نصل من خلال هذه الأعذار إلى حد إقناع أنفسنا بها، فنقعد عن الكتابة لسنوات طويلة، مع أنه كان بالإمكان أن نلج هذا الميدان الرائع والممتع والذي لم يلجه أحد إلا وانغمس فيه بحيث لم يعد يجد لذة في الحياة تفوقه أو تضاهيه.

وفي الختام نقول: هيئ نفسك أيها المبلّغ، يا من قضيت سنوات في التحصيل والمطالعة، هيئ نفسك لتلج عالم الكتابة.. حضّر أوراقك، وانتقِ أقلاماً جيدة، واشرع بكتابة أول مقالٍ علمي ضمن الميدان الذي تتقنه. حضّر لمقالك جيداً، طالع عليه كثيراً، واقرأ كل جملة تخطها أكثر من مرة. أشطب الجمل التي تجدها ضعيفة في التعبير عن فكرتك، فمداد قلمك لن يبخل عليك بالحبر لتشطب، كما لن يبخل عليك لتصوغ أفكاراً ستكون لك ذخراً وثواباً فيما إذا كانت في سبيل الله وفي سبيل إعلاء راية الحق إن شاء الله.


* فرع إعداد المواد في موقع المنبر

04-07-2012 | 03-40 د | 1730 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net