الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات
حياتنا والساعة الذهبية
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

                                                       بسم الله الرحمن الرحيم

كل دقيقة من حياتنا ينبغي أن تكون ثمينة ومهمة وأساسية، فالإنسان سواء لحظناه من جانبه الدنيوي أو الأخروي، تشكل كل ساعة في حياته فرصة له للترقّي والتقدم والتكامل والاغتنام. ولذلك أتى الخطاب الإلهي في القرآن الكريم دقيقاً في بيان أن أي عمل مهما صغر فهو محسوب إما للإنسان أو عليه، يقول تعالى: ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ1. وفي سورة أخرى يقول تعالى: ﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ2.

وكما هو واضح فإن فضاء تحقيق الإيمان والعمل الصالح ولو كان بمقدار مثقال ذرة هو حياة الإنسان المتشكلة من دقائق وساعات وأيام. فيكون الوقت هو شريك وقرين العمل الصالح الذي من خلاله يستطيع الإنسان دخول الجنة.

أما في الدنيا، فالوقت يساوي التقدم الحضاري والرقي. والشعوب التي أدركت أهمية الوقت وثمّنته نجدها الآن تحكم العالم بتقدمها وسيطرتها على موارد الطبيعة التي سخرها رب هذا الكون للإنسان.
ولكن مع ذلك، وفي خضم ساعات الإنسان الثمينة خلال يوم واحد، توجد ساعة أو أكثر تعتبر أثمن ما يمكن لهذا الإنسان أن يستثمره. وهذه الساعة يطلق عليها: "الساعة الذهبية".

ومن مميزات الساعة الذهبية أن الإنسان يكون خلالها في قمة نشاطه الذهني والبدني، بحيث تتضاعف فيه قيمة أي عمل يقوم به. كذلك تتميز هذه الساعة بأن الإنسان يستطيع أن يكون خلالها في قمة هدوئه وسكونه، فهو إذا عزل نفسه وامتنع عن استقبال زوار أو الرد على المكالمات فهذا سيشكل له حضيرة مهمة لأداء أعمال تحتاج إلى تركيز عال.

ماذا أعمل خلال فترة الساعة الذهبية؟
لو سأل الواحد منا نفسه: ما هي الأعمال التي يمكن أن ننجزها في هذه الساعة؟
فهنا على الإنسان أن يختار ذلك العمل الذي حاول أن يقوم به في غيرها من الساعات ولكنه لم يصل إلى ثمرة أو فائدة مهمة.

فمثلاً: إذا كان الإنسان لا يركز كثيراً في الدعاء و التوسل إلى الله عزوجل في باقي ساعات يومه، فليخصص هذه الساعة المميزة ليقوم بهذا العمل، فلعل هذه الساعة تكون النقطة المضيئة في حياته والتي يمكن أن يعمّ نورها كل الساعات.

بل أكثر من ذلك، يوجد عندنا في تراثنا تحديد لساعات وأوقات لها تأثير خاص فيما لو تعامل معها الإنسان بشكل مناسب وحقق فيها الشروط المطلوبة. فمثلاً ليالي شهر رمضان- ومن ضمنها ليالي القدر- وليلة النصف من شعبان، وليلة الجمعة، ونهار الجمعة، وفترة السحر، وفترة ما قبل غروب الشمس، ووقت الفجر.. إلخ، كلها أوقات أشار الشارع المقدس إلى أن إحياءها أو الاهتمام بها له أثره المؤكد فيما لو أتم المحيي الشرائط المطلوبة من الطهارة والتوجه إلى القبلة والخشوع وغير ذلك. ومن هنا يستطيع الواحد منا أن يبحث عن الساعة الذهبية ضمن هذه الساعات المباركة فيتوجه إلى ربه بالدعاء والمناجاة وتكون نفس هذه الساعة- التي باركها الله عزوجل وفتح فيها أبواب السماوات للاستجابة- مهيئاً له لتلقي النتيجة المتوخاة من الدعاء والتوسل.

المطالعة والكتابة والساعة الذهبية:
كذلك الأمر في موضوع المطالعة أو الكتابة، فتوقد الذهن في هذه الساعة يساعد على استحضار الأفكار وهطول الكلمات وتحرك الأنامل برشاقة. فهناك مثلاً من تحلو له الكتابة في آخر الليل حيث تساعده أجواء السكون والهدوء على استجماع أفكاره وكلماته، وهناك من يجد أول ساعات الصباح أفضل وقت لذلك.. وكذلك الامر بالنسبة للمطالعة.

التفكر المنتظم وثمراته:
الحديث عن التفكر والتأمل هو حديث عن أهم عادة يمكن أن يمارسها الإنسان، لأن التفكر حياة للقلب وغنى للنفس ونور للروح، وقد ورد في الروايات أنه أفضل عبادة يمكن أن يمارسها الإنسان، قال أمير المؤمنين عليه السلام: "التفكر في ملكوت السموات والأرض عبادة المخلصين"3، وقال أيضاً: "التفكر في آلاء الله نعم العبادة"4. وتجدر الإشارة أن التفكر تظهر ثمرته واضحة جلية بالمداومة عليه. نعم تفكر ساعة له أثر ما على الإنسان، ولكن التفكر الذي يصقل شخصيته ويغير سلوكياته نحو الأفضل هو التفكر الذي يداوم عليه الإنسان يومياً، خصوصاً إذا كان ضمن الساعة الذهبية التي يكون الإنسان فيها في أوج نشاطه وتهيؤه للصقل والتغيير. هذا مع الإشارة إلى أن التفكر الذي نرمي إليه هو التفكر الإيجابي، كالتفكر في خلق السماوات والأرض، والتفكر في آلاء ونعم الله عزوجل، والتفكر في صفاته وأفعاله تعالى، والتفكر فيما ستؤول إليه هذه الدنيا، والتفكر في الموت والقبر وعالم البرزخ والآخرة.. إلخ.

                                                                              فرع إعداد المواد في موقع المنبر


1-الزلزلة: 7 – 8.
2-العصر:3.
3-ميزان الحكمة – ج 3 – ص 2463.
4-م. ن.

24-08-2012 | 03-06 د | 1792 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net