الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات

منبر المحراب- السنة العشرون - العدد: 1004 -21آب 2012م الموافق 2 شوال 1433هـ
مغالبة الهوى

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل

محاور الموضوع ألرئيسة:
1- التعريف باتبّاع الهوى.
2- رغبات النفس لا تنتهي فيجب الحدّ من غلوائها.
3- اقطع الطريق من البداية.
4- التحذير من اتّباع الهوى.

الهدف:الإلفات الى وجود حاجات لدى الإنسان لا تنكر.

تصدير الموضوع:عن رسول الله صلى الله عليه واله: "أشجع الناس من غلب هواه".

"أشجع الناس من غلب هواه"

اتّباع الهوى
لا شك أن للنفس الإنسانية رغبات وغرائز ومتطلبات وحاجات وميولاً مختلفة، فالإنسان -مثلاً- يحتاج إلى الارتباط بزوجٍ ليلبّي حاجته الشهوانية بالإضافة إلى حاجته للأولاد، ويحتاج إلى المال ليحفظ به نفسَه وعياله ويطوّر حياته، ويحب أن يكون محترماً بين الناس عزيزاً، وأن يكون حراً.

هذه بعض الحاجات والغرائز الموجودة في الإنسان، وجميعها ضروري لإدامة حياته، ولا شك أنّ مبدع الوجود خلقها جميعاً لهدف تكاملي.

والهدف التكاملي يتحقق بأن لا تتجاوز الغرائز والحاجات حدّها، وتخرج عن التوازن والحدّ الوسط إلى الإفراط أو التفريط، وذلك بالتمرّد على الشرع والعقل، وبذلك تكون سائرة مع الهوى المذموم وتابعة له. فالحاجة الشهوانية إذا خرجت عن التوازن إلى التفريط بأن لا يتزوج،أو إلى الإفراط بأن يلبّي حاجته هذه بأيّ شيء دون رقيب أو حسيب من دين أو عقل، بأن يزني مثلاً-والعياذ بالله- فهذا وذاك إتّباع للهوى.

والحاجة إلى جمع المال إذا أبطلها الإنسان وزهد فيها زهداً سلبياً،أو انكبّ على الجمع من أيّ طريق وبأيّ وسيلة ولو كانت من حرام كالسرقة والغصب والاحتيال والربا، فهذا وذاك من اتّباع الهوى. وحب الاحترام والعزة بين الناس إذا أعدمه الإنسان وأذلّ نفسه،أو إذا طلب الجاه بطرق منحرفة، فكلا الحالتين من اتّباع الهوى. وحب الحرية إذا أبطله الإنسان وأصبح يألف العبودية للاستعمار مثلاً،أو أرخى لنفسه العنان دون ضابط، فكلاهما من اتباع الهوى.

وهكذا كل حاجات الإنسان إذا خرجت عن الاعتدال فهي تتبع الهوى, والهوى يصدّ عن الحق كما قال الإمام عليه السلام , وقد حذَّرنا الله تعالى من اتّباع الهوى في كثير من آيات القرآن، منها، قال سبحانه: ﴿أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ.﴿... وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ

والروايات في ذمه كثيرة منها،عن الإمام علي عليه السلام:"و الشّقيّ من انخدع لهواه وغروره.... و مجالسة أهل الهوى منساة للإيمان، و محضرة للشيطان..."1

"عباد اللّه: لا تركنوا إلى جهالتكم، و لا تنقادوا لأهوائكم، فإنّ النازل بهذا المنزل نازل بشفا جرف هار، ينقل الرّدى على ظهره من موضع إلى موضع.."2

رغبات النفس لا تنتهي
يقول الإمام الخميني: "إعلم أيها العزيز، أن رغبات النفس وآمالها لا تنتهي ولا تصل إلى حدّ أو غاية. فإذا اتبعها الإنسان ولو بخطوة واحدة، فسوف يضطر إلى أن يتبع تلك الخطوة خطوات، وإذا رضي بهوى واحد من أهوائها، أُجبر على الرضى بالكثير منها. ولئن فتحت باباً واحداً لهوى نفسك، فإنّ عليك أن تفتح أبواباً عديدة له.

إنك بمتابعتك هوى واحداً من أهواء النفس توقعها في عدد من المفاسد، ومن ثم سوف تُبتلى بآلاف المهالك، حتى تنغلق - لا سمح الله - جميع طرق الحق بوجهك في آخر لحظات حياتك، كما أخبر الله بذلك في نصّ كتابه الكريم، وكان هذا هو أخشى ما يخشاه أمير المؤمنين ووليّ الأمر، والمولى، والمرشد والكفيل للهداية والموجِّه للعائلة البشرية عليه السلام
"3.

إقطع الطريق من البداية
وهذا يعني أن على الإنسان أن يقطع الطريق على الهوى من بداية الطريق حتى لا يسقط في الهاوية السحيقة؛لأن الإنسان في البدايات هو أقدر على السيطرة على الأمور من المراحل المتقدمة فضلاً عن النهايات.

ونعطيكم لذلك أمثلة:
1-إن قطع الطريق على الشهوة المحرّمة ينبغي أن يكون من أول الطريق فلا ينبغي للإنسان أن يتبع هواه في أن ينظِّر النَّظَر المحرّم سواء النظر المباشر أو عبر الإعلام، أو يختلي بامرأة لا تحلّ له،أو يمازح إمرأة لا يجوز له ممازحتها، أو يختلط مع النساء بشكل لا ضابط فيه، فإن كل ذلك مقدمات إن لم يقطعها الإنسان من أول الطريق يخشى عليه أن يقع في الهاوية السحيقة.

2- وهذا مثال طبعاً لا يقع في المجتمع المؤمن ولكن نأخذه كمثال،فالذي كان يشعر بالنشوة بمقدار معين مِن المخدرات، لا يكفيه نفس المقدار في اليوم التالي لبلوغ نفس درجة النشوة، بل عليه زيادة الكمية بالتدريج،فهذا الذي سقط في هاوية المخدرات كان يستطيع من أول الطريق أن لا يبدأ في هذه الموبقة ولكن سقوطه الأول أرداه في الهاوية تلو الهاوية.

3-الشخص الذي كان يكفيه في السابق شقة أو سيارة بمواصفات عادية، يصبح إِحساسه بهذه الشقة عادياً، فينشد الزيادة،والخشية أن يطلب الزيادة عن طريق الحرام. وهكذا فى جميع مصاديق الهوى والشهوة حيث إنّها دائماً تنشد الزيادة حتى تهلك الإِنسان نفسه.

فإن هوى النفس كنار جهنم يقول هل من مزيد،وعليك أن تقطع عليه المزيد بقناعتك بحلال الغرائز والميول والاحتياجات.وقد حذّر الإمام علي عليه السلام من أول الهوى وبداياته: "إياكم وتمكن الهوى منكم، فإن أوله فتنة وآخره محنة" وعنه عليه السلام: "أول الشهوة طرب، وآخرها عطب" وعنه عليه السلام: "إياكم وغلبة الشهوات على قلوبكم، فإن بدايتها ملكة، ونهايتها هلكة" وعنه عليه السلام:"كم من شهوة ساعة أورثت حزناً طويلاً".

ضرورة الحذر
فعلى الإنسان المؤمن أن يَحذر الهوى كما يَحذر أعداءه فعن الإمام الصادق عليه السلام: "إحذروا أهواءكم كما تحذرون أعداءكم، فليس شيء أعدى للرجال من اتباع أهوائهم، وحصائد ألسنتهم". مرَّ رسول الله صلى الله عليه واله بقوم يتشايلون حجراً، فقال: ما هذا؟ فقالوا: نختبر أشدنا وأقوانا، فقال صلى الله عليه واله: ألا أخبركم بأشدكم وأقواكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: "أشدكم وأقواكم الذي إذا رضي لم يدخله رضاه في إثم ولا باطل، وإذا سخط لم يخرجه سخطه من قول الحق، وإذا ملك لم يتعاط ما ليس له بحق"4 فإذا كنا نريد الجنة فعلينا بنهي النفس عن الهوى، يقول سبحانه: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى، فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى.

اللهم أعنا على غلبة أهوائنا فبذلك نرضيك ونكون مستعدين لغلبة أعدائك أعداء الإنسانية.


1-الخطبة82
2-الخطبة 105
3-الأربعون حديثاً،ج1ص191
4-وسائل ج15ص361

10-09-2012 | 03-48 د | 3056 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net