الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مسؤولي البلاد وسفراء الدول الإسلاميّةكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في خطبتَي صلاة عيد الفطركلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء جمع من الطلّاب الجامعيّينكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في اللقاء الرمضانيّ مع مسؤولي البلادبِهذا جُمِعَ الخَيرُ

العدد 1612 07 شوال 1445 هـ - الموافق 16 نيسان 2024 م

لَا تُطَوِّلْ فِي الدُّنْيَا أَمَلَكَ

العامل الأساس للنصر مراقباتالأيّامُ كلُّها للقدسِسُلوك المؤمِن
من نحن

 
 

 

التصنيفات
التبليغ أمانة ومسؤولية
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

                                            بسم الله الرحمن الرحيم

إليك أخي المبلّغ توجيهات حول أمور يجب تجنبها والتنبه لها في عملية التبليغ، لأن الوقوع فيها يعطي نتائج عكسية ويصيّر المشروع التبليغي يسير في أفق غير الأفق الذي أراده الله عزوجل وشدد عليه الإسلام.. وأول هذه الأمور:

1- الارشادات والتوجيهات غير اللائقة:

يقول صاحب مفاتيح الجنان:ينبغي على المبلغ أن لا يقدم توجيهات غير سليمة وباطلة لكلام المعصومين عليهم السلام.. يقول العارف المشهور والأحاديث الشريفة:... المقصود أن يترافق ذكر الموارد، الحديث حول أمور يقبلها العقل. فلو نقل كلاماً حول ثواب أداء ركعتي صلاة حيث ذكرت الروايات أن ثواب كل حرف من الصلاة قصر من الزبرجد، يمكنه أن يرفق هذا الكلام بالحديث حول عالم الخيال الذي أعطي لكل شخص من دون طلب منه، في هذا العالم يتمكن الإنسان من تصور آلاف القصور والمدن في ساعة واحدة، فكما أن الله تعالى قادر على ايجاد عالم الخيال، كذلك يمكنه أن يبدل عالم الخيال إلى واقع خارجي 1.

2- تحقير الذنوب:
يقول المحدث القمي رحمه الله: على الواعظ أن لا يحقر الذنوب في نظر الناس 2.
وقد أوصى النبي الأكرم ابن مسعود: "لا تحقرن ذنباً ولا تصغرنه واجتنب الكبائر فإن العبد إذا نظر يوم القيامة إلى ذنوبه دمعت عيناه قيحاً ودماً..."3.

3- الأهداف الشخصية والثناء على النفس:

يقول الشيخ عباس القمي رحمه الله في هذا الشأن: عليه أن لا يتحدث لأهداف باطلة وأن لا يكون له في وعظه أهداف شخصية4.
يقول المرحوم ملكي التبريزي:" ينبغي على الواعظ والخطيب الالتفات إلى آفات خطابه. عليه أن لا يمتدح نفسه أو أن يتحدث بكلام يضمنه اثبات فضيلة لها أو أن يتهم الناس بالجهل"5.

قيل إن شهاب الدين السهروردي كان يعظ الناس في بغداد وقد ضمّن كلامه البيت التالي:
ما في الصحاب أخو مجد نضارحه                                     حديث نجد ولا حب تجاذيه

كرر شهاب الدين هذا البيت مراراً عديدة فقام له شاب ذو معرفة فقال له: يا شيخ ما زلت تتحدث عن نفسك وتنسب إليها الكمالات المعرفية وتعتبر الآخرين جاهلين وليسوا ذا قيمة! واقسم بالله أن الحضور في هذا المجلس والحديث معك عار، ثم قرأ عليه أبيات من الشعر. تعجب شهاب الدين من الشاب ونزل من المنبر ليعتذر منه6.

4- الاستخفاف بالعظماء:
يقول الإمام الصادق عليه السلام: "لا يُعَظِّمُ حرمة المسلمين إلا من قد عظم الله حرمته على المسلمين ومن كان أبلغ حرمة لله ورسوله كان أشد حرمةً للمسلمين... قال النبي صلى الله عليه وآله: إن من اجلال الله إعظام ذوي القربى في الإيمان"7.
يقول المرحوم الشعراني: لا تستخف بكلام علماء الدين وتعظيمهم يبعث على المزيد من التوفيق... احذر طلبة العلوم الدينية من سوء الظن بعلماء الدين العظام حيث أن أقل عقاب لذلك الحرمان من فيض علومهم 8.

يقول المحدث القمي رحمه الله: على الواعظ والخطيب عدم الاستخفاف بعظماء الدين 9.

ويقول المرحوم ملكي التبريزي رحمه الله:ينبغي على الواعظ أن لا يصدر منه ما فيه عدم احترام للخواص، وأن لا يتحدث بسوء حول السابقين وأن لا يتهم الأنبياء والأوصياء والعلماء 10.

ويتحدث العلامة الحلي موجهاً وصيته إلى ابنه فخر المحققين قائلاً: قيل أن أحد الخطباء صعد المنبر وتناول المرحوم السيد محمد كاظم اليزدي رحمه الله بكلام غير لائق. وفي أحد الأيام حيث كان السيد محمد كاظم اليزدي يشارك في مجلس ذاك الخطيب الذي صعد المنبر وهو لا يدرك وجود السيد. في هذه الأثناء وقع نظره على السيد، فاضطراب إلى درجة أنه أصيب بالرجفة فوضح المسألة التي كان يتحدث حولها بشكل خاطئ.

أدرك الحاضرون أن الخطيب قد أخطأ وكانوا يتوقعون أن يبادر السيد ليذكره بخطئه ولكنه بقي ساكتاً حتى نزل عن المنبر. فدعاه السيد إلى جواره وأسر إليه بعض الأمور.

يقول الشخص الذي نقل هذه القصة أنه حضر المجلس في اليوم التالي حيث صعد ذاك الخطيب المنبر من جديد، فقرأ آية التوبة وقال: أنا أتوب من إساءتي الأدب بحق السيد وذكر الناس بأن السيد هو نائب الإمام، وأوضح أنه صعد المنبر بالأمس وأخطأ في توضيح المسألة التي كان يتحدث حولها، والسيد كان يمتلك الحق الشرعي والعرفي في الاعلان عن خطئه ولكنه لم يفعل ذلك بل دعاني إلى جانبه وأوضح الخطأ سراً 11.

وجاء في قصة أخرى:
يعتبر أبو حسن الميرزا المعروف بالشيخ الرئيس من أبرز الفضلاء والخطباء الذين عاشوا في العصر القاجاري. وقد أوصى بأن يدفن في مشهد. ولأنه كان يذكر الملا محمد كاظم الخراساني بعبارات قبيحة وسيئة، أرسل الحاج الميرزا محمد (المعروف بالاغازاده) ـ وكان من مراجع خراسان النافذين ـ رسالة إلى طهران بأن احضار نعش الشيخ الرئيس إلى مشهد سيدفعني إلى اصدار الأمر باحراقه.
لذلك دفن الشيخ الرئيس في مقبرة ناصر الدين شاه في ري12.

رحيم كاركر


1-المراقبات، ص288.
2-مجلة الحوزة، العدد 47، ص87.
3-مكارم الأخلاق، ص251.
4-مجلة الحوزة، العدد 47، ص86.
5-المراقبات، ص285.
6-روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات، ج4، ص230 (نقلاً عن قصص العلماء، ص142).
7-ترجمة مصباح الشريعة، ص212.
8-ملامح العظماء، ص263.
9-مجلة الحوزة، العدد 47، ص85.
10-المراقبات، ص286.
11-مئة قصة، ترجمة عبد الرسول مجيدي، ص57 ـ 58.
12-رجال العلم في ساحة العمل، ص235.

22-11-2012 | 06-19 د | 1907 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net