الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات

منبر المحراب:السنة العشرون / العدد 1072-6 صفر 1435 هـ-10/كانون الأول/2013 م
من وصايا الإمام الكاظم عليه السلام

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل

محاور الموضوع
• مقدمة
• شذرات من وصاياه
• تفقهوا فان الفقه مفتاح البصيرة
• تنظيم الأعمال بتقسيمها على الأوقات
• الموازاة بين العمل للدنيا والآخرة
• التنشئة بالتوكل على الله والثقة به

الهدف:
بيان مجموعة من الوصايا المباركة والتي تشكل منظومة كاملة في حياتنا العملية

تصدير:
يا بني إياك أن يراك الله في معصية نهاك عنها.
الإمام الكاظم عليه السلام

مقدمــة:
حرص الإمامموسى بن جعفر الكاظم عليه السلام في قيادته لشيعته على تربيتهم تربية إيمانية راقية ليحفظهم من آفات العصر وأهله فكان من ذلك جملة من الوصايا الرائعة التي يحق أن تخلد في ذاكرة الشعوب ومن هذه الوصايا هذه الشذرات.

شذرات من وصاياه
- تفقهوا فإن الفقه مفتاح البصيرة:تفقه المرء في أمور دينه يجعله على بينة من أمره لان التفقه هو المعرفة بالأحكام, تنسك ومعنى ذلك أنه يتعبد الله عن معرفة لا عن جهل, إذ تنسك الجاهل قاصم للظهر, ومن هنا اعتبر الأمام الكاظم عليه السلام أن التفقه له أثار مباركة وعديدة وقد جمعت في وصيته المباركة حيث جاء فيها: "تفقهوا في دين الله فان الفقه مفتاح البصيرة وتمام العبادة والسبب إلى المنازل الرفيعة والرتب الجليلة في الدين والدنيا, وفضل الفقيه على العابد كفضل الشمس على الكواكب ومن لم يتفقه في دينه لم يرض الله له عملا"1.

تنظيم الأعمال بتقسيمها على الأوقات: لا قيمة للوقت عند أكثر أفراد البشر وأغلب الناس يقضي أوقاته في الليل والنهار في اللهو واللغو حتى إذا انقلبوا إلى الله سبحانه وتعالى يقولون يا حسرة على ما فرطنا في جنب الله, ولكي لا نصل إلى هذا الموقف موقف الندامة والحسرة لا بد من الاستفادة من الوقت المتاح بتقسيم وتنظيم أعمالنا عليه, ومن وفق لذلك يكون قد وفق لفناء عمره فيما يرضى الله سبحانه وتعالى فمن جهة يكون قد مهّد لرقدته وهيأ لبيته الجديد ومن جهة أخرى يخلف وراءه من الآثار الطيبة التي تعدو مصدراً لهداية الآخرين ومنبعاً لمعارفهم, وربما يعجب المرء حينما يدقق في سيرة بعض العلماء فيجد انه ترك خلفه مصنفات ضخمة بحيث لو قُسمت نتاجاته على عمره لوجدها تزيد عليه, والحقيقة أنه بعد التوفيق الإلهي لهم فإنهم استفادوا من الساعات والدقائق الزمنية وتمكنوا من توزيع جهودهم على أوقاتهم فكانت هذه الآثار الطيبة, وكيف كان فلا بد لكل فرد منا أن يقسم وقته على أعماله سواء ما يتعلق بأمور ديننا ودنيانا وأهم نص يتضمن إرشادنا إلى ما ذكرناه وصية مولانا الإمام موسى بن جعفر عليه السلام حيث قال: "اجتهدوا في أن يكون زمانكم أربع ساعات: ساعة لمناجاة الله, وساعة لأمر المعاش وساعة لمعاشرة الإخوان والثقات الذين يعرفونكم عيوبكم ويخلصون لكم في الباطن وساعة تخلون فيه للذاتكم في غير محرّم وبهذه الساعة تقدرون على الثلاث ساعات"2.

الموازاة بين العمل للدنيا والآخرة: ترك التكسب من الحلال واعتزال الناس للاعتكاف والتنسك تاركا أمور معاشه معتمدا على غيره لا يقل خطورة عن انغماس الإنسان في الدنيا وحرصه عليها وكأنه مخلداً فيها مادامت السموات والارضين فالعاقل من يجمع بين العمل للآخرة من دون أن ينسى نصيبه من الدنيا فهما جناحان يحلق بهما للوصول إلى سعادته الدنيوية والأخروية ومن جملة الإرشادات المباركة التي تجعل الإنسان يعيش حالة التوازن والتساوي بين عملي الدنيا والآخرة ما جاء في وصية الإمام موسى بن جعفر عليه السلام حيث قال: "لا تحدثوا أنفسكم بفقر ولا بطول عمر فانه من حدّث نفسه بالفقر بخل, ومن حدثها بطول العمر يحرص, اجعلوا لأنفسكم حظاً من الدنيا بإعطائها ما تشتهي من الحلال وما لا يثلم المرّوة وما لا فيه واستعينوا بذلك على أمور الدين فانه روي ليس منا من ترك دنياه لدينه أو ترك دينه لدنياه" 3.

التنشئة بالتوكل على الله والثقة به: حسب العادة نحن نعالج القضايا المادية بنظائرها ومن الأمور المادية على سبيل المثال من كان معسرا ويعيش قلة اليسار فيعالجها بتوفير المال وتامين مصادر للتمويل وكذلك فالفقير يعيش حالة نفسية ألا وهي أنه يتصدق عليه ولا يتصدق على احد ولذلك لا يتذوق طعم الإيثار فضلاً عن ممارسته بالفعل وأما نحن الآن أمام ثقافة جديدة في مدرسة الإمام أبي الحسن الماضي عليه السلام حيث نتعلم من وصاياه كيف نعالج القضايا المادية وبأسلوب إلى تربية الناس وتنشئتهم بالتوكل على الله والثقة به ويدل عليه ما جاء عن علي بن سويد السائي عن أبي الحسن عليه السلام قال أوصني؟ فقال:"آمرك بتقوى الله ثم سكت", فشكوت إليه قلة ذات يدي, وقلت والله لقد عريت حتى بلغ من عُريتي أن أبا فلان نزع ثوبين كانا عليه وكساني فيهما! فقال: "صم وتصدّق"! قلت: أتصدق مما وصلني به إخواني وان كان قليلاً قال: "تصدق بما رزقك الله ولو آثرت على نفسك"4.

خاتمة:
نختم بوصية من وصاياه والتي تعتبر من غرر الوصايا للأنبياء والأوصياء وهي وصيته لولده والتي تتضمن مجموعة من الإرشادات وموزّعة على جوانب حياتية متعددة بحيث يتشكل منها منظومة كاملة لطبيعة العلاقات التي ينبغي أن ينسجها الإنسان مع من حوله وما حوله فقل له: "يا بني إياك أن يراك الله في معصية نهاك عنها, وإياك أن يفقدك الله عند طاعة أمرك بها, وعليك بالجد ولا تخرجّن نفسك من التقصير في عبادة الله وطاعته فإن الله لا يعبد حق عبادته وإياك والمزاح فإنه يذهب بنور إيمانك ويستخف مروتك, وإياك والضجر والكسل, فإنهما يمنعان حظك من الدنيا والآخرة"5.


1- تحف العقول ص 411
2- تحف العقول ص 408
3- تحف العقول ص 409
4- فروع الكافي –ج4-ص18 / بحار ج 78- ص 296-باب 20
5-تحف العقول- ص 210

 

08-01-2014 | 14-36 د | 3439 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net