الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مسؤولي البلاد وسفراء الدول الإسلاميّةكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في خطبتَي صلاة عيد الفطركلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء جمع من الطلّاب الجامعيّينكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في اللقاء الرمضانيّ مع مسؤولي البلادبِهذا جُمِعَ الخَيرُ

العدد 1612 07 شوال 1445 هـ - الموافق 16 نيسان 2024 م

لَا تُطَوِّلْ فِي الدُّنْيَا أَمَلَكَ

العامل الأساس للنصر مراقباتالأيّامُ كلُّها للقدسِسُلوك المؤمِن
من نحن

 
 

 

التصنيفات
التربية الوطنيّة والقياديّة
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق
 

بسم الله الرحمن الرحيم


روي عن النبي (صلّى الله عليه وأله): (حبّ الوطن من الإيمان).

وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: (عُمّرت البلدان بحبّ الأوطان).

يتبيّن من هذين القولين وغيرهما مما قيل في الوطن وفي حبّه والتضحية من أجل عزّته وكرامته، أنّ الإسلام العظيم يولي اهتماماً كبيراً وأساسيّاً للوطن وحبّه والدفاع عنه، إذ فيه عزّة الفرد المسلم والمجتمع الإسلاميّ، وبالتالي الدين الإسلاميّ نفسه.

وإنّ التربية الوطنيّة موضوع أساسيّ في تنشئة الشباب وإعدادهم إعداداً صحيحاً سليماً، يتناسب والدور الذي سيساهمون فيه لبناء مجد الأمّة وعزّتها وكرامتها وسؤددها في المستقبل الزاهر بعونه جلّ وعلا.

في الحقيقة إنّ كلّ أمّة من أمم الأرض إذا أرادت أن تحقّق لنفسها السيادة والقوّة والغلبة، وأن تجعل ميزان القوى في العالم لصالحها، فلابدّ لها من الالتزام بأسس معيّنة في تربية مواطنيها، كيما ينشأوا مخلصين لأمّتهم، مضحّين في سبيل أهدافها ومثلها وقيمها.
ولو تصفّحنا تاريخ الأمم السحيق لوجدنا حبّ الوطن والدفاع عنه كان بالغ الأهميّة عندهم.

وممّا لا ريب فيه أنّ الأمّة الإسلاميّة، منذ عهد الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) حينما بدأت في سيادة العالم سياسيّاً وعسكريّاً وحضاريّاً، كانت واحدة من نوادر الأمم التي تمكنّت من تربية أجيالها تربية وطنيّة رصينة صالحة، ممّا مكّن المسلمين لأن يتحكّموا فترة طويلة وقروناً متطاولة بالميزان الدولي، وجعله يميل إلى كفّتهم ويصّب في صالحهم، بل وفي صالح البشريّة جميعاً، لما في النظام الإسلاميّ من قوانين وأنظمّة وقواعد إنسانيّة شريفة تخدم الصالح العام.

وهذا كان سبب تقدّمها في العالم وسيطرتها على بقعة كبيرة منه. إذ وصلت جيوشها شرقاً إلى بلاد الصين وأخضعوها لسيطرتهم، وغرباً إلى بلاد المغرب والمحيط الأطلسي، وشمالاً إلى أواسط روسيا ودول أوروبا كآسيا الصغرى واليوغسلاف.

حتّى أنها عبرت أسبانيا والبرتغال وأصبحت على مشارف بلاد الإفرنج (فرنسا)، وجنوباً إلى المحيط الهادي والبحر العربي وأفريقيا.

فكان سبب ذلك الفتح الهائل هو كونها من الأمم الفكريّة المتميّزة بروحيّة عقيدتها وسماويّة تشريعها وأخلاقيّة رسالتها.

فطبيعي أن هكذا أمّة تمتلك كل عناصر القوّة والغلبة أن تكون كذلك. وحينما يغمر روّادها مواطنيهم بالحبّ والعطف والرعاية والاهتمام والألفة والاحترام، ففي ذلك تحقيق رضا الله عزَّ وجلَّ، ونيل الهدف السامي الذي من أجله بعث الإسلام لهداية الناس جميعاً إلى الخير والتوفيق والسعادة.

ويجسّد أمير المؤمنين (عليه السلام) هذا المعنى في رسالته إلى ولده الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) مؤكّداً في قوله: (يا بُنيّ، إجعل نفسك ميزاناً فيما بينك وبين غيرك، فأحبب لغيرك ما تحبّ لنفسك، واكره له ما تكره لها، ولا تظلم كما لا تحبّ أن تظلم، وأحسن كما تحبّ أن يحسن إليك، واستقبح من نفسك ما تستقبح من غيرك، وارض من الناس بما ترضاه لهم من نفسك).

هذه هي المواطنة الصالحة التي يحدّد إطارها الإمام عليّ (عليه السلام) ويحدّد معيارها، حين يحثّ المسلمين على السعي إلى الإصلاح والوقوف بوجه الظلم والانحراف، فيقول: (إنّ من رأى عدواناً يُعمل به ومنكراً يدعى إليه، فأنكره بقلبه فقد سلم وبرئ، ومن أنكره بلسانه فقد أُجر، وهو أفضل من صاحبه، ومن أنكره بالسيف لتكون كلمة الله العليا وكلمة الظالمين السفلى، فذلك الذي أصاب سبيل الهدى، وقام على الطريق، ونوّر في قلبه اليقين).

وبقدر ما تجب على الإنسان المسلم المواطنة الصالحة، فقد تجب عليه أيضاً الدفاع عن حياض دينه الإسلاميّ الحنيف، والمحافظة على ثغور وطنه الإسلامي العزيز مع أنّ القتال والحرب دمار للإنسان وإزهاق للأرواح واستهلاك للطاقات البشريّة وهدر للقدرات الإنسانيّة.

إلاّ أنّه إذا وصلت الحالة إلى غزو الأوطان والاعتداء على أهلها وإخضاعهم وإذلالهم، توجّب حين ذاك أن يهبّ أهلها للدفاع عن حياضها وعن كرامتهم وعزّتهم ومقدّساتهم.

وفي الحقيقة شتّان بين جيلين من الشباب، جيل يعيش على الحرب والدماء والخراب والدمار، ويتّخذها وسيلة للظلم والاستغلال والعدوان واستعباد المستضعفين، ليشبع نهم نفسه الشريرة، ويبسط غطرسته وتجبّره عليهم.

وجيل يعيش نظريّة الحبّ والسلام، والأخوّة والمساواة والعدالة، ويعتبر الحرب أداة لردّ العدوان، ووسيلة للدفاع عن الحقّ.


* مركز آل البيت (عليهم السلام) للمعلومات

21-02-2014 | 15-04 د | 1374 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net