الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين
كلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مسؤولي البلاد وسفراء الدول الإسلاميّةكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في خطبتَي صلاة عيد الفطركلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء جمع من الطلّاب الجامعيّينكلمة الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في اللقاء الرمضانيّ مع مسؤولي البلادبِهذا جُمِعَ الخَيرُ

العدد 1612 07 شوال 1445 هـ - الموافق 16 نيسان 2024 م

لَا تُطَوِّلْ فِي الدُّنْيَا أَمَلَكَ

العامل الأساس للنصر مراقباتالأيّامُ كلُّها للقدسِسُلوك المؤمِن
من نحن

 
 

 

التصنيفات

العدد 1095 - 19 رجب 1435هـ الموافق 19 أيار 2014م
المبعث النبوي الشريف التحديات والتحولات

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل

محاور الموضوع
أ: التحديات:
1- الحالة النفسية
2-  الحالة الفكرية
3- المفاهيم العقائدية
4-  المفاهيم القيمية
5- الحالة الاجتماعية
ب: التحولات:
1- قريبة
2- متوسطة
3- بعيدة

الهدف:
- تسليط الضوء على مجموعة من التحديات التي واجهت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في دعوته وبيان التحولات الكبرى التي حصلت.

تصدير:
- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يامعشر العرب ادعوكم إلى شهادة أن لا اله إلا الله واني رسول الله فأجيبوني تملكوا بها العرب وتدين لكم بها العجم وتكونون ملوكاً"

مقدمة:

إن العمل التغيري عمل شاقّ ومعقَّد لأنه يهدف إلى تبديل السلوكيات الحالية بسلوكيات أخرى والتبديل السلوكي مترتب على تغير الجوهر من قبيل التخلي عن عقائد مترسخة في النفوس إلى عقائد أخرى، وكذلك التخلي عن صفات نفسانية مقابلة "إن الله لا يغيّر مابقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم" وهذا بطبيعة الحال يولِّد مجموعة من التحديات الصعبة إلا انه في صورة النجاح ستكون التحولات كبيرة جداً ولربما بلغت مقداراً لاتدركه العقول العادية.

وفي هذا السياق يأتي الحديث عن بعثة خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وآله وسلم حيث كانت التحديات فوق العادة ولذا فاقت التحولات كل التطورات ولا بأس بتسليط الضوء على بعض التحديات.

أ- التحديات:

1- الحالة النفسية:
الحاكم على سلوكهم والمتحكم في تصرفاتهم الأهواء النفسية والصفات الخبيثة الباطنية من التكبر والكبرياء إلى غفلة الأفئدة بأقفال الرَيْن ويشير إلى هذه أمير المؤمنين عليه السلام حيث يقول: "بعثه والنّاس ضلال في حيرة، وحاطبون في فتنة قد استهوتهم الأهواء، واستذلتهم الكبرياء".1وقال أيضا: "ابتعثه والناس يضربون في غمرة ويموجون في حيرةٍ، قد قادتهم أزمّةالحين، واستغفلت على أفئدتهم أقفال الرَين".2

2- الحالة الفكرية:
المعروف عن المجتمع آنذاك انه ما كان يعلم الكتابة ولا القراءة وكان الغالب عليه الجهالة،وبعبارة ثانية فهو مجتمع غارق في الضلالة المُظلمة والجهالة الغالبة، ولم يدَع أحد منهم نبوة ولا وحياً، وتدل عليه بعض كلمات أمير المؤمنين عليه السلام حيث قال: "أما بعد، فان الله سبحانه وتعالى بعثَ محمداً صلى الله عليه وآله وسلم وليس أحد من العرب يقرأ كتاباً ولا يدّعي نبوةً ولا وحياً".3 ويصف حالتهم فيقول: "أضاءت به البلادُ بعد الضلالةِ المُظلمة، والجهالة الغالبة".4

3- المفاهيم العقائدية:
ليس للعرب حين بعثة النبي صلى الله عليه وآله وسلم منهج واضح، وكانوا على تشتتهم بين مشبّه لله بخلقه، أو مُلحد في اسمه،أو مشير إلى غيره وقد درست لديهم أعلام الهداية وطمست مناهج الدين، وأُطفئت منارات الرشد عندهم، وأشار إليها علي عليه السلام بقوله: "أرسله وأعلام الهدى دارسة، ومناهج الدين طامسة".5 وقال عليه السلام: "بعثه حين لا علمٌ قائم، ولا منار ساطع، ولا منهج واضح".6 وقال ايضاً عليه السلام: "وأهل الأرض يومئذ مِللٌ متفرقة، وأهواء منتشرة، وطرائق متشتتة بين مشبّه لله بخلقه أو ملحد في اسمه أو مشير إلى غيره"7

4- المفاهيم القيمَية:
لا نظير للمجتمع العربي على مستوى فقدان المفاهيم القانونية والأخلاقية، ولم يستقم قانون يمشون عليه ولم يجدوا مصباحاً يستنيرون بضوئه، والى هذا أشار علي عليه السلام بقوله: "أرسله على حين فترة من الرسل، وطول هجعة من الأمم واعتزام من الفتن، وانتشار من الأمور، وتلّظ من الحروب، والدنيا كاسفة النور، ظاهرة الغرور، على حين اصفرار من ورقها، وإياس من ثمرها".8

5- الحالة الاجتماعية:
كان الواقع الاجتماعي مفتتَّاً والناس يستحلّون الحريم، وحاطبون في الفتنة، فكانوا على شرِّ دين وفي شرِّ دار، يسفكون دماءَهم، ويقطعون أرحامهم، والى ذلك أشار علي عليه السلام بقوله: "ان الله تعالى بعث محمداً صلى الله عليه وآله وسلم.....وانتم معشر العرب على شرّ دين وفي شرّ دار، منيخون بين حجارة، خشن وحيّات صمٍ، تشربون الكدر وتأكلون الجشب، و تسفكون دماءكم، وتقطعون أرحامكم"9 وفي مجال آخر وصف حالتهم عليه السلام بقوله: "الناس ضلَال في حيرة وحاطبون في فتنة"10- وقال عليه السلام: "الناس يستحلون الحريم، ويستذلّون الحكيم، يحيون على فترة، ويموتون كفرة"11 ما ذكرناه ما هو إلا جزء من الصورة للواقع الذي كان قائماً آنذاك، ولذا فالتحديات العظيمة التي تنتظر الحركة التبليغية للنبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم فوق ما يوصف ويقال، والأدلة على ذلك كثيرة،منها ماهو على نحو الإجمال، ومنها ما هو على نحو التفصيل، فمن النحو الأول: كثرة المعاجز المادية التي كان يبرزها للناس من حين إلى آخر، وبدلاً من أن يذعنوا للمعجزة وينقادوا للحق فما كان منهم إلا أن ازدادوا عناداً وطغياناً، كما حصل بينه وبين ركانة، وأبي الأشدّ الجمحي، والوليد بن المغيرة وغيرهم الكثير ممن أصمّوا آذانهم وأقفلوا قلوبهم،ثم خرجوا على الناس ليتهموا أشرف الخلق بأمور أربعة الجنون "والكهانة" والسحر والافتراء، وهل هناك تحَد أعظم من عدم قدرتهم عن تحمل سماع اسم محمد صلى الله عليه وآله وسلم أو ذكر محمد صلى الله عليه وآله وسلم وهذا يأتي من سياق التحديات التفصيلية، ومن الشواهد التاريخية ما روي ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر بلالاً عند وقت صلاة الظهر (بعد فتح مكة) فصعد بلال الكعبة فقال عكرمة: أكره ان اسمع صوت أبي رباح ينهق على الكعبة، وحَمَدَ خالد بن اسيد اللهَ على أن أبا عتاب توفي ولم ير ذلك، وقال أبو سفيان: لا أقول شيئاً لو نطقت لظننت ان هذه الجُدر ستخبر به محمداً صلى الله عليه وآله وسلم، فبعث إليهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأتي بهم، وفي نص آخر انه لما بلغ بلال (اشهد ان محمداً رسول الله) قالت جويرية بنت أبي جهل "قد لعمري رفع لك ذكرك...والله لا نحب من قتل الأحبة أبدا"12

ب- التحولات

 يمكن تصنيفها الى ثلاثة مراتب قريبة ومتوسطة وبعيدة:

أما الأولى: نريد فيها ان البعثة ذاتها شكلت أكبر حدث تشهده الجزيرة العربية فاشغلت القريب والبعيد وكانت مورد اهتمام جميع شرائح ومكونات المجتمع.

واما المتوسطة: فبلحاظ تشكيل نواة انصهرت وتفانت في حمل الرسالة حتى أضحت الدعوة امراً واقعاً، يُحسب لها كل حساب لا سيّما بعد فتح مكة المكرمة، مضافاً الى بناء جيل يتحلى بصفات نقيض ما كان عليه الواقع الموصوف المذكور سابقاً، وابلغ كلام عن التحولات ما جاء على لسان امير المؤمنين عليه السلام حيث عبر عنها بقوله: "اضاءت به البلاد بعد الضلالة المظلمة والجهالة الغالبة والجفو الجافية"13 وفي اخرى: "صدعَ بالحق ونصح للخلق".14 وقال ايضاً: "ابتعثة بالنور المضيء والبرهان الجلي والمنهاج البادي والكتاب الهادي 15حتى دخل الناس في الإسلام أفواجاً أفواجاً.

وأما البعيدة: فان التحول على الصعيد العالمي وعلى مساحة انتشار البشرية حتى أضحت رسالة شاملة كاملة خالدة ما دامت السماوات والاراضين.

خاتمة:

من أهداف هذه البعثة الشريفة صناعة الإنسان وإصلاح المجتمع،فعلى الصعيد الأول فيكفي أنها خرَّجت علي بن أبي طالب عليه السلام وحوارييه السبعة وهكذا في كل مرحلة زمانية حيث وجدت مجموعة كانت تشكل الضمانة لحفظ رسالة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، واما على الصعيد الثاني فيكفي ان دولة العدل الإلهي المنتظرة إنما هي الغاية المتولدة من رحم بعثة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهكذا فان قيام الدولة الإسلامية المباركة في إيران بقيادة الولي الفقيه العادل ماهو إلا من آثار البعثة المباركة لخاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم.

والحمد لله رب العالمين.


1- نهج البلاغة خطبة 95
2- نهج ألبلاغه خطبة 191
3- نهج البلاغة خطبة 104
4- نهج البلاغة 105
5- نهج البلاغة خطبة- 11
6- نهج البلاغة - 196
7- نهج البلاغة خطبة- 1
8- نهج البلاغة- 89
9- نهج البلاغة خطبة 26
10- نهج البلاغة خطبة 95
11- نهج البلاغة 151
12- الصحيح من سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ج 22- ص 314
13- نهج البلاغة - 151
14- نهج البلاغة- 195
15- نهج البلاغة خطبة- 161

21-05-2014 | 18-17 د | 3472 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net