الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات
الألمعي
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

روي عن الإمام علي عليه السلام أنه قال: "ظَنُّ العَاقل كهانة"(1) من المعلوم أنَّ الظن هو حالة مقابلة للوهم من جهة وجود طرفين محتملين في أمر ما أو قضية ما من حيث الصدق أو الكذب. فإن كان أحد الإحتمالين ظناً كان الآخر وهماً، ومن المعلوم كذلك أنّ الظن قابل للشدة والضعف وغاية مراتبه الجزم من حيث القوة ومن حيث الضعف الشك.

ومعنى الكهانة بحسب اللغة والعرف قدرة يدَّعيها البعض لنفسه ويريد بها ضرباً من الإطلاع على الأمور الغيبية فالكاهن يدّعي أنه يتلقى المغيبات.

وكثيراً ما ذمَّت الروايات الكَهانة، والكَهَنَة بل لعل بعضها فيه اللعن والتكذيب لهم، وحتى في الإستعمالات السارية عند العرف والعامة، عندما يتكلم إنسان بشيء يتوقعه يقال أنه يتكهن، وذلك للإشارة إلى ضعف قوله وكونه غير مبني على مقدمات صحيحة ومؤشرات صريحة.

لكن الإمام عليه السلام في الرواية لا يريد ذمّ ظن العاقل وإن أمكن ايجاد وجه لهذا التوجيه، بل يريد مدح العقلاء؛ إذ أن غير العاقل إنما يكون ظنه كاذباً غير مطابق للواقع لاعتماده على الخيال والإمارات الفاسدة بنفسها أو لفساد ترتيبها، بينما العاقل يعتمد على الإمارات الصادقة دائماً ويحسن ترتيبها وهو معتاد على ذلك، ولذا فإنه يصبح بارعاً في ذلك وسريعاً إلى درجة يمكن القول إنه يكاد يرى الغيب ويشرف عليه؛ وبالتالي فإن اطلاق لفظ الكهانة على ظن العاقل مجاز إذ أن العاقل كأنه بإعمال عقله يتلقىّ فيضَ الغيب، فالمقصود من الحكمة بيان شرف العاقل من خلال بيان شرف ظنه الكاشف لأستار الغيب، ومن كان من العقلاء على هذه الصفة فإن الناس يسمونه ألمعياً وهذا ما جاء شعراً:
الأَلْمَعيُّ الذي يَظنُّ بِكَ الظن كأنْ قَدْ رَأىَ وقد سمعا


(1) نهج البلاغة.

18-12-2014 | 14-09 د | 1765 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net