الصفحة الرئيسية
بحـث
تواصل معنا
Rss خدمة
 
  تحريك لليسار إيقاف تحريك لليمين

العدد 1609 17 شهر رمضان 1445 هـ - الموافق 28 آذار 2024 م

أوصيكُم بتقوى الله

الأيّامُ كلُّها للقدسِخطاب الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في لقاء مختلف فئات الناساغتنام فرصة التوبةمراقباتسُلوك المؤمِنمراقباتفَلا مَنْجَى مِنْكَ إلاّ إِلَيْكَمراقباتالمعُافَاة في الأَديانِ والأَبدان
من نحن

 
 

 

التصنيفات

العدد 1128 - 14 ربيع الأول 1436هـ الموافق 06 كانون الثاني2015م
قبس من خصائص خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم

تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق

تحميل

محاور الموضوع
- أنموذج القدوة الأكمل
- بعض خصائصه العامة وفي الدنيا
- بعض خصائصه في الحياة الأخروية
- خاتمة أخلاقـه الرساليـة

تصدير:
قال تعالى: ﴿لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ

الهدف:
التعرّف على جوانب من سيرة حياة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم والاقتداء به.

أنموذج القدوة الأكمل
لقد بات من الواضح في تاريخ سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه جسّد النموذج الأكمل في إلتزامه بمبادىء وقيم وتشريعات رسالته التي يدعو إليها، والعمل بها وتطبيق مفاهيمها في واقع التعامل والسلوك، لترى الأمة صورة الرسالة الجديدة قد تمثّلت في صورة رسولها الداعية إلى الإيمان بها، جاء في حديث عن الإمام الحسين بن علي عليه السلام أنه قال: سألت أبي أمير المؤمنين عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كيف كان سيرته في جلسائه؟ فقال: "كان دائمَ البشر، سهل الخُلُق، لين الجانب، ليس بفظ، ولا غليظ ولا صخاب، ولا فحاش، ولا عياب، ولا مداح، يتغافل عما لا يشتهي، فلا يؤيس منه ولا يخيب فيه مؤمليه، قد ترك نفسه من ثلاث: المراء والإكثار وما لا يعنيه، وترك الناس من ثلاث كان لا يذم أحدا ولا يعيره، ولا يطلب عثراته ولا عورته ولا يتكلم إلا في ما رجا ثوابه، إذا تكلم أطرق جلساؤه كإنما على رؤوسهم الطير، فإذا سكت تكلموا، ولا يتنازعون عنده الحديث... (1)"

جانب من خصائص النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم:

نتكلم وبشكل مختصر عن خصائصه التكوينية: التي دلت على أكمليته وهي تلك الصفات التي اختصه الله سبحانه وتعالى، وفضّله بها على سائر الأنبياء والمرسلين وعلى الخلق أجمعين؛ لأنّ هذه الخصائص فيها أسرار جليلة لابدّ من إيكال علمها إلى الله تعالى والراسخين في العلم، وهي على قسمين:

الأول: ما اختص به من عالم الذر، أو ما يسمى عالم الأنوار إلى عالم الدنيا من صفاته صلى الله عليه وآله وسلم
الثاني: ما اختص به صلى الله عليه وآله وسلم يوم القيامة، والتي منها يتضح لنا بعض تلك الأسرار التي جعلته أفضل الخلق، وأفضل جميع الأنبياء والمرسلين.

ـ الخَلْق النوراني:
أشارت بعض الروايات الدالة على أنّ الله تبارك وتعالى خلق نور محمد صلى الله عليه وآله وسلم قبل خلق السماوات والأرض، والعرش والكرسي، واللوح والقلم، والجنة والنار، وقبل خلق آدم ونوح وإبراهيم، وقبل أن يخلق الأنبياء كلهم بأربع مائة وأربعة وعشرين ألف سنة، والتي دلّت أنّه سبّح الله وعبده قبل جميع العابدين والمسبّحين، وأنّ الملائكة تعلّموا التسبيح منه.

ـ خلقه علة الإيجاد:
دلت الروايات أنه صلى الله عليه وآله وسلم علة غائية؛ لإيجاد الخلق، كما ورد في الحديث القدسي: "لولاك لما خلقت الأفلاك"(2)

اخذ الميثاق منها: رواية عبد الأعلى عن الصادق عليه السلام، والتي تدل على أنّ أخذ الميثاق من جميع الأنبياء لنبينا صلى الله عليه وآله وسلم: "إن بعض قريش قال لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: بأيّ شيء سبقت الأنبياء، وأنت بعثت آخرهم وخاتمهم؟ فقال: إني كنت أول من آمن بربي، وأول من أجاب حيث أخذ الله ميثاق النبيين، وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم، فكنت أنا أول نبي قال: بلى، فسبقتهم بالإقرار بالله عزّ وجل"(3)

وأيضاً دل على ذلك القرآن الكريم، قال تعالى﴿ وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ(4)

ـ معجزته الخالدة:
أعطى الله تبارك وتعالى كل نبي من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام من الآيات والمعجزات الدالة على صدقه وصحة ما جاء به عن ربه؛ فيه كفاية وحجة لقومه الذين بعث إليهم، وهذه المعجزات كانت وقتية، انقرض زمانها في حياتهم ولم يبق منها إلا الخبر عنها.

أما نبينا صلى الله عليه وآله وسلم ؛ فكانت معجزته العظمى التي أختص بها دون غيره هي القرآن العظيم، الحجة المستمرة الدائمة القائمة في زمانه وبعده إلى يوم القيامة، كتاب خالد لا ينضب معينه، ولا تنقضي عجائبه، ولا تنتهي فوائده، محفوظ بحفظ الله من التغيير والتبديل والتحريف، وقد بشره الله تعالى بذلك حيث قال تعالى ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (5)

ـ التعظيم الرباني في الخطاب:
من الخصائص التي دلت على أكمليته؛ أنّ الله تعالى وقرّه في ندائه، فناداه بأحب الأسماء وأسنى الأوصاف، كقوله: ﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ، و﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ ، وقد نادى الأنبياء بأسمائهم فقال: ﴿يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ، وقوله تعالى: ﴿يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ، وقوله: ﴿ يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ . بل لم يكتف بذلك؛ وإنما نهى حتى أمته أن تناديه: يا محمد، بقوله تعالى: ﴿ لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (6).

ـ الاسراء والمعراج
ومما اختص به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن غيره من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام؛ معجزة الإسراء والمعراج فقد أسري به ببدنه وروحه، يقظة من المسجد الحرام بمكة المكرمة إلى المسجد الأقصى، وهو بيت المقدس بإيلياء في جنح الليل، ثم عرج به إلى سدرة المنتهى، ثم إلى حيث شاء الله عز وجل ورجع مكة من ليلته. وأكرم صلى الله عليه وآله وسلم في هذه الآية العظيمة بكرامات كثيرة، منها: ما رأى من آيات ربه، وإمامته للأنبياء في بيت المقدس.وقد ثبت الإسراء بالقرآن، كما ثبت المعراج بالمتواتر من الحديث، وإليه أشار القرآن قال الله تعالى: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ (7).

ـ بعض خصائصه في الحياة الأخروية

لقد ادَّخر الله تعالى لنبيه أسمى المراتب وأشرفها مقاماً، فقد خصّه بالوسيلة، وهي أعلى درجة في الجنة، لا تنبغي لعبد من عباد الله. وأوّل شافع يوم القيامة، بل له الشفاعة المطلقة، بل صرّحت جملة من الروايات أنّه تحرم الجنة على الأنبياء حتى يدخلها النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وإكرامه بالحوض دون الأنبياء.

كذلك ما دلّ على أنّ آدم وجميع من خلقه الله؛ يستظلون تحت لوائه يوم القيامة، كما صرّح بذلك صلى الله عليه وآله وسلم: "بيدي لواء الحمد، تحته آدم فمن دونه"(8)

خاتمة أخلاقـه الرساليـة:
فقد استلهـم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من رسالته جل صفاته وخصاله وقيمه الأخلاقية، لذا لم يتحدث القرآن عن صفاته الجسدية كطول القامة أو قصرها، أو لون العين، أو لون الشعر، لأنّ القرآن ليس صحيفة من الصحف الإعلامية والدعائية حتى تهتم بالمظاهر، وإنما هو كتاب تربية وتغيير.

لذلك يتحدث عن عمق تلك الشخصيّة الرسالية، وعن روحها وصفاتها وخصالها وأخلاقها، فقال تعالى: قال تعالى: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ(9)

وهذا إيحاء لنا عندما نتناول حياة الأنبياء والعظماء، والقادة في منهجنا التربوي والتغييري، أن لا نشغل أنفسنا في صفاتهم الجسديّة، ولا في خصوصيّاتهم وعلاقاتهم العائلية، إلا بما يتصل بحركة الرّسالة وحركة الناس معهم في المنهج.


(1) معاني الأخبار، ص 83.
(2) الوافي.
(3) الكافي.
(4) آل عمران: 81.
(5) فصلت: 41و42.
(6) النور 63.
(7) الاسراء: 1.
(8) المحجة البيضاء.
(9) آل عمران 159.

13-01-2015 | 13-48 د | 2727 قراءة


 
صفحة البحــــث
سجـــــــل الزوار
القائمة البريـدية
خدمــــــــة RSS

 
 
شبكة المنبر :: المركز الإسلامي للتبليغ - لبنان Developed by Hadeel.net